حبٌّ في جُنحِ الليل، وقصائد أخرى | كارل ماركس
حبٌّ في جُنحِ الليل
"في ثورةٍ يضمُّها إليه،
بوجومٍ ينظر في عينيها:
- في لظى الأوجاعِ تتقلبينَ
أي حبيبتي، وعلى أنفاسي تتنهدين.
آهٍ قد ارتشفتَ روحيَ ارتشافًا
فبهايَ في الحق، بعضُ بهاك.
فلتُشرِق، يا جوهرتي، لأبعد مداك.
ولتتوهّجي يا دماء الشبيبة
يا أجمل الجميلات، شاحبٌ محّياك،
غريبةٌ كلماتُك، عجيبات.
انظري للعوالمِ الشامخاتِ النيّرات
تتقلبُ في نعيمِ الموسيقى
تنساب أيها الأحبُّ وتنساب.
تُنوِّرُ النجوم، تنوّر
فهلمّ نرتقي لعنان السماء
وليسيلا معًا.. روحي وروحك يا حبيب
- خافتٌ صوتُه مكظوم
في يأسٍ ينَقِّلُ ناظريه
ومن عينه الغائرة
يتفجرُ الشررُ المسموع
قد شربتَ السمَّ، أي حبيبي.
ومعي لا بد أن ترحل.
السماواتُ كالحاتٌ
وما عدتُ أبصرُ النهار.
مرتعشًا يدنيها إليه
والموتُ يحومُ في الصدر
يطعنها الألم، عميقًا ينغرس..
وتُسدَلُ الأعينُ للأبد".
المرأةُ المجنونة
"هناك ترقصُ امرأةٌ تحت ضوءِ القمر
وتومِضُ بعيدًا في أغوارِ الليل
رداؤها يخفقُ في جنون، عيناها تلمعان في صفاء.
كماسَتينِ رَصَّعتا وجهَ صخرةٍ صقيل
ادنُ مني أيها اليمُّ الأزرق.
في رفقٍ سألثمك
كلِّلني بتاجٍ من الصفصاف.
حُك لي عباءةً في خضرة الفيروز!
من حيث تخفقُ مهجتي
جلبتُ صافيَ الذهبِ وحمرةَ العقيق
فغدَتْ حُلةً على صدرِ عاشقٍ دافئٍ
أغواهُ قرارُ المحيط
لأجلك سأغني
حتى يثبَ الموجُ والريح.
عاليًا في رقصتي سأقفزُ
فيُعوِلُ الموجُ والريح
بيديها تقبضُ صفصافةً
توثقها برباطٍ بلونِ الفيروز.
تتأملُها بنحوٍ غريب
وتأمرُها أن تبعدَ في رفق
الآن أعيريني جناحيك
لأعيدَ كالصدى، نزولًا في لجّةِ اليم:
أما عرفتِ، أمّاه، جمالَ إكليلي الذي
ظفرتُه لهامةِ ابنك؟
وليلةً بعد ليلة
مضتْ هنا وهناك
لتكسوَ كلَّ صفصافةٍ على البحر
وترقصَ في فَخارٍ صاعدةً نازلةً
حتى انقضى طِرادُها المسحور".
الصخرةُ البحرية
"عاليًا تسمقُ أعمدةُ الرخامِ
وذُراها المثلّماتُ تحزُّ الهواءَ
كما يفعلُ المنشارُ.
عَفَنٌ، حياةٌ تبلى، وصخورٌ ثمَّ هناك،
تحت، في الهاوية السحيقة.
عابسًا يتسلق الجرف ُ، مُصعِدًا
يشبكُ الأرض بأذرعٍ من حديد.
يبعثُ من حولِه وميضًا
خارجًا من عقلِه الهائجِ المحموم.
ويُجيشُ المحيط َ، يبعثُ أمواجَه
لتدورَ وتدور في جنون.
خُصلُ الخريفِ الشيباءُ يهزّها الطحلبُ السئِم
وينزُّ الدمُ من تحت الصخورِ الضاحكة.
الليلُ ينتصفُ، وأصواتٌ هائجةٌ
تهدرُ من رحمِ الرخام
كألفِ عامٍ من حياةٍ تذوب
كعويلِ تذكرةٍ للهلاك.
ولو أن مسافرًا جرُؤَ على استراقِ السمع
لاستحالَ من فورِهِ حجرًا
وتشظّى غارقًت في البحر".
نغم
"هل خبِرتِ ذاك السحرَ اللذيذ
إذ روحانِ تمتزجان، ثمّةَ تفيضان
في نفثةٍ شجيّةٍ رفيقةٍ رقيقة؟
إذ يتوهجانِ في وردةٍ أرجوانيةٍ
ويلوذانِ في حياءٍ
لسرير من طحالبَ ناعمات؟
لا لن تَجِديه
هائم ذا السحرُ عبرَ البلاد
ما من طلسمٍ يلجُمُه
ما من شمسٍ تُفشي مكانَه.
لم يطلعْ من ترابٍ
وما غذتهُ أرضٌ.
يخفقُ الزمانُ جناحيه
ويسوقُ أبولو خيولَه الجامحاتِ
وتخبو الكلماتُ صوبَ الفناءِ
وهو أبدًا في انتظار.
قوّتُه وحدها خلقَتْه
وما لعالَمٍ أو إلهٍ
عليه من سلطان.
شبيهٌ ربما بألحانٍ
تنسابُ من قيثارٍ خالدٍ
في وهجٍ أبدي، في نارٍ لا تنطفئ
وترنُّ في حنينٍ يعلو للذرى.
آهِ، لو أنصتِّ مرةً لأوتارٍ تصدحُ فيك
لما مضيتِ بعدها.. خطوةً للبعيد!".
حبٌّ في جُنحِ الليل
"في ثورةٍ يضمُّها إليه،
بوجومٍ ينظر في عينيها:
- في لظى الأوجاعِ تتقلبينَ
أي حبيبتي، وعلى أنفاسي تتنهدين.
آهٍ قد ارتشفتَ روحيَ ارتشافًا
فبهايَ في الحق، بعضُ بهاك.
فلتُشرِق، يا جوهرتي، لأبعد مداك.
ولتتوهّجي يا دماء الشبيبة
يا أجمل الجميلات، شاحبٌ محّياك،
غريبةٌ كلماتُك، عجيبات.
انظري للعوالمِ الشامخاتِ النيّرات
تتقلبُ في نعيمِ الموسيقى
تنساب أيها الأحبُّ وتنساب.
تُنوِّرُ النجوم، تنوّر
فهلمّ نرتقي لعنان السماء
وليسيلا معًا.. روحي وروحك يا حبيب
- خافتٌ صوتُه مكظوم
في يأسٍ ينَقِّلُ ناظريه
ومن عينه الغائرة
يتفجرُ الشررُ المسموع
قد شربتَ السمَّ، أي حبيبي.
ومعي لا بد أن ترحل.
السماواتُ كالحاتٌ
وما عدتُ أبصرُ النهار.
مرتعشًا يدنيها إليه
والموتُ يحومُ في الصدر
يطعنها الألم، عميقًا ينغرس..
وتُسدَلُ الأعينُ للأبد".
المرأةُ المجنونة
"هناك ترقصُ امرأةٌ تحت ضوءِ القمر
وتومِضُ بعيدًا في أغوارِ الليل
رداؤها يخفقُ في جنون، عيناها تلمعان في صفاء.
كماسَتينِ رَصَّعتا وجهَ صخرةٍ صقيل
ادنُ مني أيها اليمُّ الأزرق.
في رفقٍ سألثمك
كلِّلني بتاجٍ من الصفصاف.
حُك لي عباءةً في خضرة الفيروز!
من حيث تخفقُ مهجتي
جلبتُ صافيَ الذهبِ وحمرةَ العقيق
فغدَتْ حُلةً على صدرِ عاشقٍ دافئٍ
أغواهُ قرارُ المحيط
لأجلك سأغني
حتى يثبَ الموجُ والريح.
عاليًا في رقصتي سأقفزُ
فيُعوِلُ الموجُ والريح
بيديها تقبضُ صفصافةً
توثقها برباطٍ بلونِ الفيروز.
تتأملُها بنحوٍ غريب
وتأمرُها أن تبعدَ في رفق
الآن أعيريني جناحيك
لأعيدَ كالصدى، نزولًا في لجّةِ اليم:
أما عرفتِ، أمّاه، جمالَ إكليلي الذي
ظفرتُه لهامةِ ابنك؟
وليلةً بعد ليلة
مضتْ هنا وهناك
لتكسوَ كلَّ صفصافةٍ على البحر
وترقصَ في فَخارٍ صاعدةً نازلةً
حتى انقضى طِرادُها المسحور".
الصخرةُ البحرية
"عاليًا تسمقُ أعمدةُ الرخامِ
وذُراها المثلّماتُ تحزُّ الهواءَ
كما يفعلُ المنشارُ.
عَفَنٌ، حياةٌ تبلى، وصخورٌ ثمَّ هناك،
تحت، في الهاوية السحيقة.
عابسًا يتسلق الجرف ُ، مُصعِدًا
يشبكُ الأرض بأذرعٍ من حديد.
يبعثُ من حولِه وميضًا
خارجًا من عقلِه الهائجِ المحموم.
ويُجيشُ المحيط َ، يبعثُ أمواجَه
لتدورَ وتدور في جنون.
خُصلُ الخريفِ الشيباءُ يهزّها الطحلبُ السئِم
وينزُّ الدمُ من تحت الصخورِ الضاحكة.
الليلُ ينتصفُ، وأصواتٌ هائجةٌ
تهدرُ من رحمِ الرخام
كألفِ عامٍ من حياةٍ تذوب
كعويلِ تذكرةٍ للهلاك.
ولو أن مسافرًا جرُؤَ على استراقِ السمع
لاستحالَ من فورِهِ حجرًا
وتشظّى غارقًت في البحر".
نغم
"هل خبِرتِ ذاك السحرَ اللذيذ
إذ روحانِ تمتزجان، ثمّةَ تفيضان
في نفثةٍ شجيّةٍ رفيقةٍ رقيقة؟
إذ يتوهجانِ في وردةٍ أرجوانيةٍ
ويلوذانِ في حياءٍ
لسرير من طحالبَ ناعمات؟
لا لن تَجِديه
هائم ذا السحرُ عبرَ البلاد
ما من طلسمٍ يلجُمُه
ما من شمسٍ تُفشي مكانَه.
لم يطلعْ من ترابٍ
وما غذتهُ أرضٌ.
يخفقُ الزمانُ جناحيه
ويسوقُ أبولو خيولَه الجامحاتِ
وتخبو الكلماتُ صوبَ الفناءِ
وهو أبدًا في انتظار.
قوّتُه وحدها خلقَتْه
وما لعالَمٍ أو إلهٍ
عليه من سلطان.
شبيهٌ ربما بألحانٍ
تنسابُ من قيثارٍ خالدٍ
في وهجٍ أبدي، في نارٍ لا تنطفئ
وترنُّ في حنينٍ يعلو للذرى.
آهِ، لو أنصتِّ مرةً لأوتارٍ تصدحُ فيك
لما مضيتِ بعدها.. خطوةً للبعيد!".
لا تكتبي عن الحبّ | كاترين هانكوك
"اكتبي عن شيء سوى الحبّ
هذا ما يقولون
أن أكتب عما هو أصعب من الحبّ
مثل التصالح مع علاقتي المسيئة.
أليس هذا تحديًا؟
مثل تعلم التوقف عن حبّ شخص
منحك، ذات مرة، كل شيء.
أليست هذه معركة؟
مثل اكتشاف طريقة لممارسة الفنّ كمتنفّس
عوضًا عن الأرق، وفقدان الشهية، والاختناق.
أليس هذا أمرًا شاقًا؟
وهذه أنا:
سوف أكتب عن أيّة شيء يجعلني أصرخ
أو أبكي
أو أضحك
أو أبتسم
لو أنه الحبّ أو غيابه، فليكن.
لم أنزف -فقط- لتقول إن دمي ليس أحمر بما يكفي".
"اكتبي عن شيء سوى الحبّ
هذا ما يقولون
أن أكتب عما هو أصعب من الحبّ
مثل التصالح مع علاقتي المسيئة.
أليس هذا تحديًا؟
مثل تعلم التوقف عن حبّ شخص
منحك، ذات مرة، كل شيء.
أليست هذه معركة؟
مثل اكتشاف طريقة لممارسة الفنّ كمتنفّس
عوضًا عن الأرق، وفقدان الشهية، والاختناق.
أليس هذا أمرًا شاقًا؟
وهذه أنا:
سوف أكتب عن أيّة شيء يجعلني أصرخ
أو أبكي
أو أضحك
أو أبتسم
لو أنه الحبّ أو غيابه، فليكن.
لم أنزف -فقط- لتقول إن دمي ليس أحمر بما يكفي".
العنف | إريش فريد
"لا يبدأ العنف
عندما يخنقك أحدهم.
يبدأ عندما يقول أحدهم:
"أنا أحبك. أنت لي!"
لا يبدأ العنف
حين يُقتل مريض.
يبدأ عندما يقول أحدهم:
"أنت مريض:
عليك أن تفعل ما أقوله!"
يبدأ العنف
عندما يتحكم الآباء في
أطفالهم المطيعين
وعندما
يطالب الباباوات والمعلمون والآباء بضبط النفس.
يسود العنف حيث تقول الدولة:
"لمحاربة العنف
يجب ألا يكون هناك المزيد من العنف
إلا عنفي!"
يسود العنف
عندما يكون شخص ما أو شيء ما
أكبر من أن يتم انتقاده
أو حيث لا يجوز للنقد أن يفعل شيئًا
إلا الكلام فقط، ويسمح
للقديسين ورفيعي المستوى
أن يفعلوا أكثر من الكلام.
يسود العنف حيث يقول:
"يمكنك استخدام القوة!"
ولكن أيضًا حيث يقول:
"يجب ألا تستخدم القوة!"
يسود العنف
حيث يُحبس خصومه
ويفتري عليهم
كمحرضين على العنف.
ينص القانون الأساسي للعنف على
ما يلي: "ما نفعله هو الصواب.
وما يفعله الآخرون هو العنف!".
لا يجوز أبدًا
التغلب على العنف بالقوة،
ولكن ليس دائمًا
بدون القوة".
"لا يبدأ العنف
عندما يخنقك أحدهم.
يبدأ عندما يقول أحدهم:
"أنا أحبك. أنت لي!"
لا يبدأ العنف
حين يُقتل مريض.
يبدأ عندما يقول أحدهم:
"أنت مريض:
عليك أن تفعل ما أقوله!"
يبدأ العنف
عندما يتحكم الآباء في
أطفالهم المطيعين
وعندما
يطالب الباباوات والمعلمون والآباء بضبط النفس.
يسود العنف حيث تقول الدولة:
"لمحاربة العنف
يجب ألا يكون هناك المزيد من العنف
إلا عنفي!"
يسود العنف
عندما يكون شخص ما أو شيء ما
أكبر من أن يتم انتقاده
أو حيث لا يجوز للنقد أن يفعل شيئًا
إلا الكلام فقط، ويسمح
للقديسين ورفيعي المستوى
أن يفعلوا أكثر من الكلام.
يسود العنف حيث يقول:
"يمكنك استخدام القوة!"
ولكن أيضًا حيث يقول:
"يجب ألا تستخدم القوة!"
يسود العنف
حيث يُحبس خصومه
ويفتري عليهم
كمحرضين على العنف.
ينص القانون الأساسي للعنف على
ما يلي: "ما نفعله هو الصواب.
وما يفعله الآخرون هو العنف!".
لا يجوز أبدًا
التغلب على العنف بالقوة،
ولكن ليس دائمًا
بدون القوة".
شخصنا المثالي | ناتاليا جينزبورج
"ذات يوم نلتقي الشخص المثالي، ولكننا لا ندرك ذلك. نتمشى مع الشخص المثالي على أرصفة الضواحي، نعتاد رويدًا رويدًا على المشي معًا. أحيانًا، وسهوًا، نتساءل إن كنا ربما نتمشى مع الشخص المثالي، ثم نقول “لا”. نحن هادئون جدًا، الأرض والسماء لم يتغيّرا. الدقائق والساعات تسيل بهدوء، دون ضربات عميقة لقلوبنا. أخطأنا مرات كثيرة قبل ذلك، وظننا أننا مع الشخص المثالي، ولم يكن الأمر كذلك، وفي حضور الأشخاص غير المثاليين حمَلَنا صخبٌ عنيف إلى حدّ لم يترك لنا قوة للتفكير. كما لو كنا نعيش في مدن تحترق. الأشجار والبيوت والأشياء تشتعل حولنا، وفجأة تنطفئ النار ولا يتبقى سوى بعض الرماد الدافئ. المدن المحترقة وراءنا كثيرة، أكثر من قدرتنا على تعدادها. حاليًا لا شيء يحترق حولنا. لمدة أسابيع، وشهور، نقضي أيامنا مع الشخص المثالي دون أن نعلم ذلك. أحيانًا فقط عندما نكون وحيدين، نفكر في هذا الشخص. خطوط شفتيه، بعض حركاته، صوته. عندما نفكر يهتز القلب هزة طفيفة، ولكننا لا ننتبه لهزة صغيرة كهذه، صمّاء. الشيء الغريب مع هذا الشخص أننا نحس بالراحة والهدوء، نتنفس بسهولة، الجبين دائم الانقباض، والظلام يدوم لسنوات كثيرة، فجأةً ينشرح، ولا نكلّ أبدًا من الكلام والاستماع. نلاحظ أنه لم يكن لنا علاقة كهذه مع أي انسان آخر. فجأة نظن كل البشر مسالمين جدًا، بسطاء جدًا، ضئيلي الحجم جدًا، بينما يمشي هذا الشخص بجانبنا، بخطوة مختلفة عنا، بوجهه الصارم، يملك القدرة المطلقة على أن يتسبب لنا في كل الخير وفي كل الشر. ومع ذلك نكون في قمة الهدوء، ونغادر بيتنا لنعيش مع هذا الشخص للأبد، لا لاقتناعنا بأنه الشخص المثالي، بل على العكس، لسنا مقتنعين بذلك البتة. نحن دائمًا في شك من أن الشخص المناسب لنا يختبئ في مكان ما في المدينة، ونعلم أين، ولكن لا، لا نريد أن نعلم أين يختبئ، ونشعر بأنه ليس لدينا الكثير لنقوله له، ربما لأننا نقول كل شيء لذلك الشخص غير المثالي الذي نعيش معه الآن، ونريد أن نتلقى خير حياتنا وشرها من هذا الشخص ومعه. وأحيانًا، تنفجر بيننا وبين هذا الشخص خلافات عنيفة لا تقدر رغم كل شيء على كسر هذا السلام اللامتناهي داخلنا. فقط بعد سنين كثيرة، بعد سنين كثيرة، بعد أن يُحاك بيننا وبين هذا الشخص نسيج ضيق من العادات، من الذكريات، ومن الخلافات العنيفة، ندرك أخيرًا أنه كان الشخص المناسب لنا، أنه لم يكن بوسعنا أن نتحمل غيره، ومنه فقط نستطيع أن نطلب كل ما يحتاجه القلب".
"ذات يوم نلتقي الشخص المثالي، ولكننا لا ندرك ذلك. نتمشى مع الشخص المثالي على أرصفة الضواحي، نعتاد رويدًا رويدًا على المشي معًا. أحيانًا، وسهوًا، نتساءل إن كنا ربما نتمشى مع الشخص المثالي، ثم نقول “لا”. نحن هادئون جدًا، الأرض والسماء لم يتغيّرا. الدقائق والساعات تسيل بهدوء، دون ضربات عميقة لقلوبنا. أخطأنا مرات كثيرة قبل ذلك، وظننا أننا مع الشخص المثالي، ولم يكن الأمر كذلك، وفي حضور الأشخاص غير المثاليين حمَلَنا صخبٌ عنيف إلى حدّ لم يترك لنا قوة للتفكير. كما لو كنا نعيش في مدن تحترق. الأشجار والبيوت والأشياء تشتعل حولنا، وفجأة تنطفئ النار ولا يتبقى سوى بعض الرماد الدافئ. المدن المحترقة وراءنا كثيرة، أكثر من قدرتنا على تعدادها. حاليًا لا شيء يحترق حولنا. لمدة أسابيع، وشهور، نقضي أيامنا مع الشخص المثالي دون أن نعلم ذلك. أحيانًا فقط عندما نكون وحيدين، نفكر في هذا الشخص. خطوط شفتيه، بعض حركاته، صوته. عندما نفكر يهتز القلب هزة طفيفة، ولكننا لا ننتبه لهزة صغيرة كهذه، صمّاء. الشيء الغريب مع هذا الشخص أننا نحس بالراحة والهدوء، نتنفس بسهولة، الجبين دائم الانقباض، والظلام يدوم لسنوات كثيرة، فجأةً ينشرح، ولا نكلّ أبدًا من الكلام والاستماع. نلاحظ أنه لم يكن لنا علاقة كهذه مع أي انسان آخر. فجأة نظن كل البشر مسالمين جدًا، بسطاء جدًا، ضئيلي الحجم جدًا، بينما يمشي هذا الشخص بجانبنا، بخطوة مختلفة عنا، بوجهه الصارم، يملك القدرة المطلقة على أن يتسبب لنا في كل الخير وفي كل الشر. ومع ذلك نكون في قمة الهدوء، ونغادر بيتنا لنعيش مع هذا الشخص للأبد، لا لاقتناعنا بأنه الشخص المثالي، بل على العكس، لسنا مقتنعين بذلك البتة. نحن دائمًا في شك من أن الشخص المناسب لنا يختبئ في مكان ما في المدينة، ونعلم أين، ولكن لا، لا نريد أن نعلم أين يختبئ، ونشعر بأنه ليس لدينا الكثير لنقوله له، ربما لأننا نقول كل شيء لذلك الشخص غير المثالي الذي نعيش معه الآن، ونريد أن نتلقى خير حياتنا وشرها من هذا الشخص ومعه. وأحيانًا، تنفجر بيننا وبين هذا الشخص خلافات عنيفة لا تقدر رغم كل شيء على كسر هذا السلام اللامتناهي داخلنا. فقط بعد سنين كثيرة، بعد سنين كثيرة، بعد أن يُحاك بيننا وبين هذا الشخص نسيج ضيق من العادات، من الذكريات، ومن الخلافات العنيفة، ندرك أخيرًا أنه كان الشخص المناسب لنا، أنه لم يكن بوسعنا أن نتحمل غيره، ومنه فقط نستطيع أن نطلب كل ما يحتاجه القلب".
فوق بحر من الدماء | جاك هيرشمان
"غضب يحتدم
في هذه الرقعة من الأرض
التي تجيش بالانفجارات
فتؤول حطامًا من الغزيين
اليائسين
والمشرَّدين الآن
المشتتين في العراء
أو تحت بقايا أشلاء
الأولاد
أمضي إلى الماء فأكتوي،
إلى النار فأحترق،
وإلى الريح فأقول:
دعيني أكنس
هذا الشطر الحرام
الذي يدّعي العدالة
ويدرّب شرطةَ
الولايات المتحدة
على استهداف رؤوس وظهور
فقراء العالم بنيران أسلحتهم.
يا لها من إساءة فهم!
يا لها من مهزلة قاتلة
لمفارقةٍ
هي الآن محرقة،
وكانت محرقة
ومحرقة ستكون
بحق أبناء الشعب الفلسطيني
وهم يهود
هذا العصر،
يُقصفون، يُقتلون، ولا يزالون
يمشون فوق بحر من الدماء.
يا أيها الشخوص الفارغون
في مستعمرة الموت.
أيها الثمن الفارغ
من برابرة عصريين
يقتلون دون
وهلة تساؤل.
هنا، كُنُسُ
الماء الملوَّث،
أغمرُ قلبي فيه
بعد أن أنتزعه
من صدري، ثم،
ويداي مرفوعتان،
أقول لكم
إن الجرائم التي اقترفتموها
في صيف 2014
هي بندقية في أيديكم
مصوَّبة إليكم
يا أيها المتعلِّمون أكثر من سواكم
يا أيها الراقون أكثر من سواكم
يا أكثر الأدمغة الاستعمارية استعباداً
في العالم،
وهكذا لا عجبَ
حين تضغطون عليه
نعم، اضغطوا عليه، اضغطوا
على ذلك الزناد،
لعلّ رصاصة
تطهيركم العرقي الصهيوني
تضع أخيراً نُقطةً
على نظامكم الذي
أُجبرنا لعقودٍ على
قراءته ككتابٍ رديء".
"غضب يحتدم
في هذه الرقعة من الأرض
التي تجيش بالانفجارات
فتؤول حطامًا من الغزيين
اليائسين
والمشرَّدين الآن
المشتتين في العراء
أو تحت بقايا أشلاء
الأولاد
أمضي إلى الماء فأكتوي،
إلى النار فأحترق،
وإلى الريح فأقول:
دعيني أكنس
هذا الشطر الحرام
الذي يدّعي العدالة
ويدرّب شرطةَ
الولايات المتحدة
على استهداف رؤوس وظهور
فقراء العالم بنيران أسلحتهم.
يا لها من إساءة فهم!
يا لها من مهزلة قاتلة
لمفارقةٍ
هي الآن محرقة،
وكانت محرقة
ومحرقة ستكون
بحق أبناء الشعب الفلسطيني
وهم يهود
هذا العصر،
يُقصفون، يُقتلون، ولا يزالون
يمشون فوق بحر من الدماء.
يا أيها الشخوص الفارغون
في مستعمرة الموت.
أيها الثمن الفارغ
من برابرة عصريين
يقتلون دون
وهلة تساؤل.
هنا، كُنُسُ
الماء الملوَّث،
أغمرُ قلبي فيه
بعد أن أنتزعه
من صدري، ثم،
ويداي مرفوعتان،
أقول لكم
إن الجرائم التي اقترفتموها
في صيف 2014
هي بندقية في أيديكم
مصوَّبة إليكم
يا أيها المتعلِّمون أكثر من سواكم
يا أيها الراقون أكثر من سواكم
يا أكثر الأدمغة الاستعمارية استعباداً
في العالم،
وهكذا لا عجبَ
حين تضغطون عليه
نعم، اضغطوا عليه، اضغطوا
على ذلك الزناد،
لعلّ رصاصة
تطهيركم العرقي الصهيوني
تضع أخيراً نُقطةً
على نظامكم الذي
أُجبرنا لعقودٍ على
قراءته ككتابٍ رديء".
تبًا لمحاضرتك عن الحرف اليدوية، شعبي يموت | نور هندي
"المستعمرون يكتبون عن الأزهار.
وأخبرك عن أطفال يرمون الحجارة على دبابات إسرائيلية
ثوانيَ قبل أن يصبحوا أقحوانات.
أريد أن أكون كأولئك الشعراء المهمومين بالقمر.
الفلسطينيون لا يرون القمر من الزنازن والمعتقلات.
القمر، إنه آية في الجمال.
الزهر، إنه آية في الجمال.
عندما أكون حزينة أقطف الأزهار لأبي المتوفّى.
يشاهد «الجزيرة» طيلة اليوم.
أود لو تتوقف جيسيكا عن أن ترسل إليّ: Happy Ramadan.
أعرف أني أمريكية لأني حين أدخل غرفةً شيءٌ ما يموت.
الاستعارات عن الموت هي للشعراء الذين يحسبون الأشباح يكترثون للصوت.
إذا متُّ أعدك بأن أنتابك إلى الأبد.
يومًا ما، سأكتب عن الأزهار كأنّنا نملكها".
"المستعمرون يكتبون عن الأزهار.
وأخبرك عن أطفال يرمون الحجارة على دبابات إسرائيلية
ثوانيَ قبل أن يصبحوا أقحوانات.
أريد أن أكون كأولئك الشعراء المهمومين بالقمر.
الفلسطينيون لا يرون القمر من الزنازن والمعتقلات.
القمر، إنه آية في الجمال.
الزهر، إنه آية في الجمال.
عندما أكون حزينة أقطف الأزهار لأبي المتوفّى.
يشاهد «الجزيرة» طيلة اليوم.
أود لو تتوقف جيسيكا عن أن ترسل إليّ: Happy Ramadan.
أعرف أني أمريكية لأني حين أدخل غرفةً شيءٌ ما يموت.
الاستعارات عن الموت هي للشعراء الذين يحسبون الأشباح يكترثون للصوت.
إذا متُّ أعدك بأن أنتابك إلى الأبد.
يومًا ما، سأكتب عن الأزهار كأنّنا نملكها".
لديك ما أبحث عنه | خايمي سابينس
"لديكِ ما أبحثِ عنه، ما أتوقُ إليه، ما أُحبّه - لديكِ.
قبضة قلبي تنبضُ، تنادي.
أشكر القصص من أجلكِ.
أشكر أمكِ وأباكِ والموتَ الذي لم يركِ.
أشكر الهواء لأجلكِ.
أنيقة أنتِ كالقمح، رفيعة كخط جسدكِ.
لم أُحِبّ أبدًا امرأة نحيفة؛
لكنكِ جعلت يدي تقع في الحبّ،
قیدت رغبتي.
لهذا أنا عند بابكِ واقفٌ أنتظر".
"لديكِ ما أبحثِ عنه، ما أتوقُ إليه، ما أُحبّه - لديكِ.
قبضة قلبي تنبضُ، تنادي.
أشكر القصص من أجلكِ.
أشكر أمكِ وأباكِ والموتَ الذي لم يركِ.
أشكر الهواء لأجلكِ.
أنيقة أنتِ كالقمح، رفيعة كخط جسدكِ.
لم أُحِبّ أبدًا امرأة نحيفة؛
لكنكِ جعلت يدي تقع في الحبّ،
قیدت رغبتي.
لهذا أنا عند بابكِ واقفٌ أنتظر".
قصيدة الساعات الأولى من الصباح | فيليكس جراندي
"عندما تتذكرين جسدي
ولا يمكنك النوم
وأنت تقومين نصف عارية
وتمضين عبر غرفك متلمسة الجدران
ثملة من الذهول والغضب
في موضع ما من الأرض
سأمضي أنا مسهدًا عبر أحد الممرات
مفتقرًا إليك طوال الليل
أسمعك تعوين بعيدة جدًا
وأكتب هذه الأبيات المنحطّة".
"عندما تتذكرين جسدي
ولا يمكنك النوم
وأنت تقومين نصف عارية
وتمضين عبر غرفك متلمسة الجدران
ثملة من الذهول والغضب
في موضع ما من الأرض
سأمضي أنا مسهدًا عبر أحد الممرات
مفتقرًا إليك طوال الليل
أسمعك تعوين بعيدة جدًا
وأكتب هذه الأبيات المنحطّة".
الوطن | ورسان شاير
"ما من أحد يهجر وطنه
ما لم يكن وطنه كفم القرش
تهرع نحو الحدود فحسب
عندما ترى المدينة كلها تفعل ذلك
جيرانك يهرولون أسرع منك
يتنفسون في حناجرهم دمًا
الصبي الذي رافقكِ إلى المدرسة
والذي قبَّلَكِ مشدوهاً خلف مصنع القصدير القديم
يحمل سلاحًا أطول من قامته.
أنت تترك وطنك
عندما لا يسمح لك الوطن بالبقاء.
ما من أحد يهجر وطنه ما لم يطارده الوطن
نار تحت قدميك
ودم يغلي في أحشائك
لم يخطر ببالك فعل هذا قط
حتى حَرقَ نصل التهديدات
عنقك
ورغم ذلك حملت نشيد بلدك
بين أنفاسك
تُمَزق جواز سفرك في مراحيض المطار
وأنت تبكي مع كل قصاصة
تؤكد أنك لن تعود.
عليك أن تفهم،
أن ما من أحد يضع أطفاله في قارب
ما لم تكن المياه أكثر أمانًا من اليابسة
ما من أحد يحرق راحة كفيه
تحت القطارات
أو بين عرباتها
ما من أحد يقضي الأيام والليالي في بطن شاحنة
يقتات على الجرائد مالم تعني الأميال المقطوعة
شيئًا أكثر من مجرد رحلة.
ما من أحد يزحف تحت الأسوار الشائكة
ما من أحد يريد أن يُضرب
ولا أن يُشفق عليه
ما من أحد يختار مخيمات اللاجئين
أو أن يُعرى أثناء التفتيش
وجسده لا يتوقف عن الألم
أو أن يُسجن،
لولا أن يكون السجن أكثر أمانًا
من مدينة ملتهبة
وحارس سجن واحد
في الليل
أفضل من شاحنة مملوءة
برجال يشبهون والدك
ما من أحد يقبل بذلك
ما من أحد يقدر على هضم ذلك
ما من أحد بهذه الصفاقة يتحمل كل ذلك
كلمات مثل:
عودوا إلى أوطانكم أيها السود
أيها اللاجئون
أيها المهاجرون القذرون
طالبي اللجوء
تمتصون خيرات بلادنا حتى تنضب
أيها الزنوج المتسولون
ذوو الروائح الغريبة
الهمج
أفسدوا بلادهم ويريدون الآن العبث ببلادنا
كيف لمثل هذه الكلمات
والنظرات القذرة
أن تخفف من أعبائك
ربما لأن الضربة أكثر ليونة
من طرف ممزق
أو أن تلك الكلمات أكثر رقة
من أربعة عشر رجلًا
بين ساقيك
أو التقام الإهانات أهون
من لهم الركام
ومن لهم العظام
ومن أن ترى جسد طفلك
أشلاء
أريد العودة إلى وطني،
لكن وطني فم قرش
وطني فوهة بندقية
ما من أحد يَفرّ من وطنه
ما لم يطارده وطنه نحو الشاطئ
ما لم يدعوه
ليحث خطاه
وأن يترك ثيابه خلفه
ويزحف عبر الصحراء
ويخوض في المحيطات
لكي يغرق
ويُنتقذ
لكي يجوع
ويتوسل
وينسى الكبرياء
لأن البقاء على قيد الحياة هو الأهم
ما من أحد يرحل عن وطنه
حتى يصدر صوت تفوح منه رائحة العرق في أذنك
يقول-
غادر،
اهرب مني الآن
لا أدري ما الذي صرت إليه
لكني أعرف
أن أي مكان آخر
هو أكثر أمانًا من وطني".
"ما من أحد يهجر وطنه
ما لم يكن وطنه كفم القرش
تهرع نحو الحدود فحسب
عندما ترى المدينة كلها تفعل ذلك
جيرانك يهرولون أسرع منك
يتنفسون في حناجرهم دمًا
الصبي الذي رافقكِ إلى المدرسة
والذي قبَّلَكِ مشدوهاً خلف مصنع القصدير القديم
يحمل سلاحًا أطول من قامته.
أنت تترك وطنك
عندما لا يسمح لك الوطن بالبقاء.
ما من أحد يهجر وطنه ما لم يطارده الوطن
نار تحت قدميك
ودم يغلي في أحشائك
لم يخطر ببالك فعل هذا قط
حتى حَرقَ نصل التهديدات
عنقك
ورغم ذلك حملت نشيد بلدك
بين أنفاسك
تُمَزق جواز سفرك في مراحيض المطار
وأنت تبكي مع كل قصاصة
تؤكد أنك لن تعود.
عليك أن تفهم،
أن ما من أحد يضع أطفاله في قارب
ما لم تكن المياه أكثر أمانًا من اليابسة
ما من أحد يحرق راحة كفيه
تحت القطارات
أو بين عرباتها
ما من أحد يقضي الأيام والليالي في بطن شاحنة
يقتات على الجرائد مالم تعني الأميال المقطوعة
شيئًا أكثر من مجرد رحلة.
ما من أحد يزحف تحت الأسوار الشائكة
ما من أحد يريد أن يُضرب
ولا أن يُشفق عليه
ما من أحد يختار مخيمات اللاجئين
أو أن يُعرى أثناء التفتيش
وجسده لا يتوقف عن الألم
أو أن يُسجن،
لولا أن يكون السجن أكثر أمانًا
من مدينة ملتهبة
وحارس سجن واحد
في الليل
أفضل من شاحنة مملوءة
برجال يشبهون والدك
ما من أحد يقبل بذلك
ما من أحد يقدر على هضم ذلك
ما من أحد بهذه الصفاقة يتحمل كل ذلك
كلمات مثل:
عودوا إلى أوطانكم أيها السود
أيها اللاجئون
أيها المهاجرون القذرون
طالبي اللجوء
تمتصون خيرات بلادنا حتى تنضب
أيها الزنوج المتسولون
ذوو الروائح الغريبة
الهمج
أفسدوا بلادهم ويريدون الآن العبث ببلادنا
كيف لمثل هذه الكلمات
والنظرات القذرة
أن تخفف من أعبائك
ربما لأن الضربة أكثر ليونة
من طرف ممزق
أو أن تلك الكلمات أكثر رقة
من أربعة عشر رجلًا
بين ساقيك
أو التقام الإهانات أهون
من لهم الركام
ومن لهم العظام
ومن أن ترى جسد طفلك
أشلاء
أريد العودة إلى وطني،
لكن وطني فم قرش
وطني فوهة بندقية
ما من أحد يَفرّ من وطنه
ما لم يطارده وطنه نحو الشاطئ
ما لم يدعوه
ليحث خطاه
وأن يترك ثيابه خلفه
ويزحف عبر الصحراء
ويخوض في المحيطات
لكي يغرق
ويُنتقذ
لكي يجوع
ويتوسل
وينسى الكبرياء
لأن البقاء على قيد الحياة هو الأهم
ما من أحد يرحل عن وطنه
حتى يصدر صوت تفوح منه رائحة العرق في أذنك
يقول-
غادر،
اهرب مني الآن
لا أدري ما الذي صرت إليه
لكني أعرف
أن أي مكان آخر
هو أكثر أمانًا من وطني".
تستحقّين حُبًّا | إستيفانيا ميتري
"تستحقّين حُبًّا يريدك شعثاء،
مع كل الأسباب التي توقظكِ على عجلٍ،
والشياطين التي لا تسمح لكِ بالنوم.
تستحقّين حُبًّا يجعلكِ تشعرين بالأمان،
باستطاعته التهام العالم إذا سارَ يدًا بيدٍ معكِ،
يشعرُ بتوافق عناقكِ مع بشرته.
تستحقّين حُبًّا يريد مراقصتِك،
يزورُ الجنّة كلّما نظر في عينيكِ
ولا يملّ أبدًا من قراءة تعابيركِ.
تستحقّين حُبًّا يستمعُ إليكِ عندما تُغنّين،
يدعمك في سخافتكِ، يحترم حُريتكِ،
يحلّق معكِ، ولا يخشى السّقوط.
تستحقين حُبًّا يزيل الأكاذيب،
ويحضرُ لكِ الأمل، القهوة، والشِّعر".
"تستحقّين حُبًّا يريدك شعثاء،
مع كل الأسباب التي توقظكِ على عجلٍ،
والشياطين التي لا تسمح لكِ بالنوم.
تستحقّين حُبًّا يجعلكِ تشعرين بالأمان،
باستطاعته التهام العالم إذا سارَ يدًا بيدٍ معكِ،
يشعرُ بتوافق عناقكِ مع بشرته.
تستحقّين حُبًّا يريد مراقصتِك،
يزورُ الجنّة كلّما نظر في عينيكِ
ولا يملّ أبدًا من قراءة تعابيركِ.
تستحقّين حُبًّا يستمعُ إليكِ عندما تُغنّين،
يدعمك في سخافتكِ، يحترم حُريتكِ،
يحلّق معكِ، ولا يخشى السّقوط.
تستحقين حُبًّا يزيل الأكاذيب،
ويحضرُ لكِ الأمل، القهوة، والشِّعر".
القلب | بابلو نيرودا
"لقد خرجت عيناي من محجريهما
سعيا وراء فتاة سمراء
مرت من أمامي.
كانت مجبولة من العقيق الأسود
مضفورة بحبات التوت الأرجوانية
وساطت دمائي بذيلها الناري
إني أسعى وراءهن
وراءهن جميعًا أسعى
ومرت أمامي شقراء شاحبة
كأنما هي نبات مجبول من ذهب
وهي توازن بين مفاتنها
وراح فمي كالموجة
يطلق إبراقات من الدم
فوق نهديها
إني أسعى وراءهن
وراءهن جميعًا أسعى
ولكن
إليكِ أنتِ
دون أن أنتقل من مكاني
ودون أن أراكِ
يذهب دمي وقبلاتي
أي سمرائي وشقرائي
أي طويلتي وصغيرتي
أي عريضتي ونحيلتي
أي قبيحتي وفاتنتي
أنتِ مجبولة من كل أنواع النضار
ومن كل أنواع اللجين
من القمح جميعه
ومن الأرض كلها
مجبولة من كل المياه
ومن موجات البحار
مجبولة من أجل ذراعيّ
مجبولة من أجل قبلاتي
مجبولة من أجل روحي".
"لقد خرجت عيناي من محجريهما
سعيا وراء فتاة سمراء
مرت من أمامي.
كانت مجبولة من العقيق الأسود
مضفورة بحبات التوت الأرجوانية
وساطت دمائي بذيلها الناري
إني أسعى وراءهن
وراءهن جميعًا أسعى
ومرت أمامي شقراء شاحبة
كأنما هي نبات مجبول من ذهب
وهي توازن بين مفاتنها
وراح فمي كالموجة
يطلق إبراقات من الدم
فوق نهديها
إني أسعى وراءهن
وراءهن جميعًا أسعى
ولكن
إليكِ أنتِ
دون أن أنتقل من مكاني
ودون أن أراكِ
يذهب دمي وقبلاتي
أي سمرائي وشقرائي
أي طويلتي وصغيرتي
أي عريضتي ونحيلتي
أي قبيحتي وفاتنتي
أنتِ مجبولة من كل أنواع النضار
ومن كل أنواع اللجين
من القمح جميعه
ومن الأرض كلها
مجبولة من كل المياه
ومن موجات البحار
مجبولة من أجل ذراعيّ
مجبولة من أجل قبلاتي
مجبولة من أجل روحي".
صلاة الحرب | مارك توين
"يا سيدنا وإلهنا؛ لقد ذهب شبابنا الوطنيين، أبناءنا الذين تحبهم قلوبنا إلى المعركة. كن بجانبهم، كن معهم بالروح. نحن أيضًا ننتقل من حالة ذلك السلام الحلو الذي يغطي وطننا المحبوب لنُبتلي بالحرب. يا سيدنا وربنا. ساعدنا لنمزق جنودهم إلى أشلاء بقنابلنا. ساعدنا لنملأ حقولهم الجميلة بتلك الأجساد الشاحبة من الموتى. ساعدنا لنغطي على أصوات أسلحتهم بصراخ الجرحي والغارقين في ألمهم. ساعدنا لنغرق منازلهم ببراكين من النيران. ساعدنا لنعتصر قلوب أراملهم بذلك الحزن الغير مجد. ساعدنا لنطردهم بلا مأوى هم وأطفالهم الصغار ليهيموا في مجاهل الأرض المهجورة وسط الأسمال البالية؛ ليموتوا من الجوع والعطش وأشعة الشمس الحارقة في الصيف ورياح الشتاء المتجمدة. كسيري الروح.. متعبين من الكدح ملتمسين الملجأ والملاذ في القبر. من أجلنا نحن الذين نحبك يا سيد. أعصف بآمالهم وأفسد حياتهم، وأطل رحلتهم المرة، وأجعل خطواتهم ثقيلة، وأروِ طريقهم بالدموع، ولطِّخ الثلج الأبيض بدماء جروح أقدامهم! نحن نسألك ذلك بروح الحبّ التي تنبثق منك يا مصدر الحبّ. أنت يا ملاذ الرحمة الأبدي وصديق كل المتألمين والمنزعجين الباحثين عن المساعدة بقلوب كسيرة نادمة.. آمين".
"يا سيدنا وإلهنا؛ لقد ذهب شبابنا الوطنيين، أبناءنا الذين تحبهم قلوبنا إلى المعركة. كن بجانبهم، كن معهم بالروح. نحن أيضًا ننتقل من حالة ذلك السلام الحلو الذي يغطي وطننا المحبوب لنُبتلي بالحرب. يا سيدنا وربنا. ساعدنا لنمزق جنودهم إلى أشلاء بقنابلنا. ساعدنا لنملأ حقولهم الجميلة بتلك الأجساد الشاحبة من الموتى. ساعدنا لنغطي على أصوات أسلحتهم بصراخ الجرحي والغارقين في ألمهم. ساعدنا لنغرق منازلهم ببراكين من النيران. ساعدنا لنعتصر قلوب أراملهم بذلك الحزن الغير مجد. ساعدنا لنطردهم بلا مأوى هم وأطفالهم الصغار ليهيموا في مجاهل الأرض المهجورة وسط الأسمال البالية؛ ليموتوا من الجوع والعطش وأشعة الشمس الحارقة في الصيف ورياح الشتاء المتجمدة. كسيري الروح.. متعبين من الكدح ملتمسين الملجأ والملاذ في القبر. من أجلنا نحن الذين نحبك يا سيد. أعصف بآمالهم وأفسد حياتهم، وأطل رحلتهم المرة، وأجعل خطواتهم ثقيلة، وأروِ طريقهم بالدموع، ولطِّخ الثلج الأبيض بدماء جروح أقدامهم! نحن نسألك ذلك بروح الحبّ التي تنبثق منك يا مصدر الحبّ. أنت يا ملاذ الرحمة الأبدي وصديق كل المتألمين والمنزعجين الباحثين عن المساعدة بقلوب كسيرة نادمة.. آمين".
أغنية فلسطين | خوان مانويل روكا
"رأيتُ زهرةً تشبِهُ منقارَ الطوقان،
رأيتُ طفلاً يعزف الكمان في الحديقة،
رأيت الريح تعبُرُ متسربلة بأشجار الجوز
لكني اليوم لا أستطيع أن أتحدث
عن شيء آخر سوى زهرة دم في بيروت،
مختلفة عن طفل بيروت بلا وجهٍ،
مختلفة عن الريح المتسربلة بالانتحابات.
في كل صمتٍ ثمَّة فلسطينيٌّ مُلثّم.
الطريق إلى بيتي يغدو طويلًا
لأنني إذ أمشي باتجاههِ
أتذكّر أن مركز ذاتي في فلسطين.
وإذا قال لي أحدٌ ليس ثمَّةَ فلسطين،
حينئذ مركزُ ذاتي سيسقيه العالم،
هو هنالك، حيث ليس ثمَّةَ خريطة،
في الحلم سيكونُ".
"رأيتُ زهرةً تشبِهُ منقارَ الطوقان،
رأيتُ طفلاً يعزف الكمان في الحديقة،
رأيت الريح تعبُرُ متسربلة بأشجار الجوز
لكني اليوم لا أستطيع أن أتحدث
عن شيء آخر سوى زهرة دم في بيروت،
مختلفة عن طفل بيروت بلا وجهٍ،
مختلفة عن الريح المتسربلة بالانتحابات.
في كل صمتٍ ثمَّة فلسطينيٌّ مُلثّم.
الطريق إلى بيتي يغدو طويلًا
لأنني إذ أمشي باتجاههِ
أتذكّر أن مركز ذاتي في فلسطين.
وإذا قال لي أحدٌ ليس ثمَّةَ فلسطين،
حينئذ مركزُ ذاتي سيسقيه العالم،
هو هنالك، حيث ليس ثمَّةَ خريطة،
في الحلم سيكونُ".
عبر زجاج الصيف | بيتيا دوباروفا
"السعادة تستلقي على شعري
مثل منشفة ريفية ملونة
تغطيني الأمطار بالماء
ودفق من الهواء المضحك
يسحب ملابسي
ويلقي بظلاله الخفيفة عليَّ
وأنا الممتلئة بالصيف
أحدق عبر زجاج الصيف
لأرى كيف يذوب الليل مثل شمعة زرقاء
لأرى حلم الصيف
أنظر عبر زجاج الصيف
لأرى أشياء لم تُرَ من قبل!".
"السعادة تستلقي على شعري
مثل منشفة ريفية ملونة
تغطيني الأمطار بالماء
ودفق من الهواء المضحك
يسحب ملابسي
ويلقي بظلاله الخفيفة عليَّ
وأنا الممتلئة بالصيف
أحدق عبر زجاج الصيف
لأرى كيف يذوب الليل مثل شمعة زرقاء
لأرى حلم الصيف
أنظر عبر زجاج الصيف
لأرى أشياء لم تُرَ من قبل!".
خُذيني للشاعر | ماريو ميلنديث
"خُذيني لجنوبِ أردافِك
حيثُ الرطوبةُ تغلف الأشجارَ
التي تنبجسُ من جسدكِ
خُذيني للأرض العميقة
التي تنكشف بين سيقانكِ
لهذا الشمالِ الصغير لأثدائِك
خُذيني للصحراء الباردة
التي تتربصُ بفمكِ
للواحة المنفية لسُرَّتك
لغَرْبِ تلك الأقدام
التي كانت مِلكي
وتلك الأيدي
التي حبَستِ البحرَ والجبال
خُذيني مع القُبلة الأولى
لقرىً أخرى
للمنطقةِ اللانهائية
للغةِ والأزهار
لهذا المسارِ التناسليِّ
لنهرِ الرمادِ الذي يفيض منكِ
خُذيني لكل الجهات يا روحي
وقودي أصابعي في كل الجهات
كما لو كنتِ أنت الوطن
وأنا ساكنُه الوحيد".
"خُذيني لجنوبِ أردافِك
حيثُ الرطوبةُ تغلف الأشجارَ
التي تنبجسُ من جسدكِ
خُذيني للأرض العميقة
التي تنكشف بين سيقانكِ
لهذا الشمالِ الصغير لأثدائِك
خُذيني للصحراء الباردة
التي تتربصُ بفمكِ
للواحة المنفية لسُرَّتك
لغَرْبِ تلك الأقدام
التي كانت مِلكي
وتلك الأيدي
التي حبَستِ البحرَ والجبال
خُذيني مع القُبلة الأولى
لقرىً أخرى
للمنطقةِ اللانهائية
للغةِ والأزهار
لهذا المسارِ التناسليِّ
لنهرِ الرمادِ الذي يفيض منكِ
خُذيني لكل الجهات يا روحي
وقودي أصابعي في كل الجهات
كما لو كنتِ أنت الوطن
وأنا ساكنُه الوحيد".