Forwarded from Isolation
ضوء في الربيع | إميلي ديكنسون
"ضوءٌ في الربيع
لا يظهر إلا في
هذه الفترة من العام
عندما يكاد (أبريل) أن يبتدئ.
لون يتصدر الفضاء
ينفرد بالحقول
العِلمُ لا يعرف عنه شيئًا
ولكن الحدس يستشعره.
ينتظر على العشب
يشير إلى أبعد الأشجار
على أبعد منحدر تعرفه
ويكاد أن يخاطبك.
ثم بعد أن تتقدم الآفاق خطوة
وتتعمق الظهيرة في أبعادها
دون صوت يمر
ونبقى نحن هنا.
نوع من الخسارة
يربك كياننا
كما لو أن تجارةً ما
لوثت نقاوة الصلاة".
"ضوءٌ في الربيع
لا يظهر إلا في
هذه الفترة من العام
عندما يكاد (أبريل) أن يبتدئ.
لون يتصدر الفضاء
ينفرد بالحقول
العِلمُ لا يعرف عنه شيئًا
ولكن الحدس يستشعره.
ينتظر على العشب
يشير إلى أبعد الأشجار
على أبعد منحدر تعرفه
ويكاد أن يخاطبك.
ثم بعد أن تتقدم الآفاق خطوة
وتتعمق الظهيرة في أبعادها
دون صوت يمر
ونبقى نحن هنا.
نوع من الخسارة
يربك كياننا
كما لو أن تجارةً ما
لوثت نقاوة الصلاة".
شموس نيسان | كمالا ثريّا
"أي شيء هو هذا الشراب سوى
شمس نيسان، معصورةً
مثل برتقالة في كأسي؟
أحتسي النار، أحتسي وأعود
أحتسي، ها قد ثملتُ
نعم، ولكن من ذهبِ
الشموس، ما هو هذا السُمّ
الراقي الذي يتدفق الساعةَ في
عروقي ويملأُ
نفسي بضحكٍ
متمهّل؟ مخاوفي
تغفو. فقاعاتٌ ضئيلةٌ تقرع
كأسي كأنها ابتسامةُ
عروسٍ قلقة، ثُم تلتقي
شفتيّ. أصفح يا عزيزي
عن هدأة هذه اللحظة في
الرغبة بك، وضبابية الذاكرة.
كم هي وجيزةٌ فترة
إخلاصي، وكم هو وجيزٌ
عهدك حين أحمل
الكأس في يدي، أحتسي، أحتسي
وأعود أحتسي هذا العصير
عصير شموس نيسان".
"أي شيء هو هذا الشراب سوى
شمس نيسان، معصورةً
مثل برتقالة في كأسي؟
أحتسي النار، أحتسي وأعود
أحتسي، ها قد ثملتُ
نعم، ولكن من ذهبِ
الشموس، ما هو هذا السُمّ
الراقي الذي يتدفق الساعةَ في
عروقي ويملأُ
نفسي بضحكٍ
متمهّل؟ مخاوفي
تغفو. فقاعاتٌ ضئيلةٌ تقرع
كأسي كأنها ابتسامةُ
عروسٍ قلقة، ثُم تلتقي
شفتيّ. أصفح يا عزيزي
عن هدأة هذه اللحظة في
الرغبة بك، وضبابية الذاكرة.
كم هي وجيزةٌ فترة
إخلاصي، وكم هو وجيزٌ
عهدك حين أحمل
الكأس في يدي، أحتسي، أحتسي
وأعود أحتسي هذا العصير
عصير شموس نيسان".
Forwarded from Isolation
أمطار نيسان | آزيتا قهرمان
"من الأفضل أن تكون مشغولاً بنفسك
أو مشغولاً عما يعفيك
من عمل الحبِّ المُضني
المهنة التي تجعل المرء
يحفر أنفاقاً طويلة وعمياء
وراء الجُمل القصيرة
ليرى العالم بعيون اللقالق
ويتعلّم لغة السحالي
أو يكن نملة مصابة بالدوار
تصعد الجدار العالي
بالبذور الخشنة
ومن كل هذا سيكون نصيبُه
الرياح الأخيرة للخريف
وأمطار أول نيسان".
"من الأفضل أن تكون مشغولاً بنفسك
أو مشغولاً عما يعفيك
من عمل الحبِّ المُضني
المهنة التي تجعل المرء
يحفر أنفاقاً طويلة وعمياء
وراء الجُمل القصيرة
ليرى العالم بعيون اللقالق
ويتعلّم لغة السحالي
أو يكن نملة مصابة بالدوار
تصعد الجدار العالي
بالبذور الخشنة
ومن كل هذا سيكون نصيبُه
الرياح الأخيرة للخريف
وأمطار أول نيسان".
Forwarded from Isolation
مطر نيسان | بوزور صوبير
"فتحتُ رسائلكِ
أطلقتُها في الهواء
آملًا أن تغدو سحاب ربيع
آملًا أن تنتحب رسائل الذكريات
فوق التلال
أن تنتحب حزنًا على الينابيع والأنهار
آملًا أن تنتحب الرسائل علينا.
الليلة الماضية أسررتُ
للريح العاتية قصة عنك
إحياءً لذكراك أنشدتُ من
الذاكرة قصيدة إلى الجداول
آملًا أن يحملها الماء بعيدًا
وتتلوها إلى الجداول
آملًا أن تحملها الريح إلى البعيد
وتغنّيها للسهول.
الليلة الماضية وتحت المطر
جبتُ من درب إلى درب داخل أفكاري
ومن خصلة إلى خصلة من شعركِ
توغلتُ في أفكاري، مضفّرًا جدائلكِ
القبلات التي لم تُزرَع على شفتيكِ
سرت بها طوال الدرب
على طول الحافة، حافة الجدول
سرتُ بها، وزرعتُها على الأرض
آملاً نثرها ورائي
طوال الدرب
على الحافة، حافة الجدول
هناك قد تنمو مثل الأقحوان
تنمو القبلات مثل النعناع البري.
الليلة الماضية أمطرتْ وأمطرتْ
لم يتسع النهر لكل المطر
الليلة الماضية كانت وحدتي
أكبر من قدرتي على احتمالها بمفردي.
الليلة الماضية مطر نيسان
غسل آثار الأقدام من على الأرض
وغدا الجرح الذي في فؤادي أسوأ
لأن المطر غسل آثار أقدامكِ
الليلة الماضية تجولتُ دون جدوى في الشوارع
وكالصياد الذي ضلّ الأثر بحثتُ.
الليلة الماضية أبتلَّ العالم كله بالماء
انتعشت الأرض
لكن أنا فقط، واسمكِ على شفتيَّ
وحدي احترقتُ مثل
الأرض المتلظية تحت الماء".
"فتحتُ رسائلكِ
أطلقتُها في الهواء
آملًا أن تغدو سحاب ربيع
آملًا أن تنتحب رسائل الذكريات
فوق التلال
أن تنتحب حزنًا على الينابيع والأنهار
آملًا أن تنتحب الرسائل علينا.
الليلة الماضية أسررتُ
للريح العاتية قصة عنك
إحياءً لذكراك أنشدتُ من
الذاكرة قصيدة إلى الجداول
آملًا أن يحملها الماء بعيدًا
وتتلوها إلى الجداول
آملًا أن تحملها الريح إلى البعيد
وتغنّيها للسهول.
الليلة الماضية وتحت المطر
جبتُ من درب إلى درب داخل أفكاري
ومن خصلة إلى خصلة من شعركِ
توغلتُ في أفكاري، مضفّرًا جدائلكِ
القبلات التي لم تُزرَع على شفتيكِ
سرت بها طوال الدرب
على طول الحافة، حافة الجدول
سرتُ بها، وزرعتُها على الأرض
آملاً نثرها ورائي
طوال الدرب
على الحافة، حافة الجدول
هناك قد تنمو مثل الأقحوان
تنمو القبلات مثل النعناع البري.
الليلة الماضية أمطرتْ وأمطرتْ
لم يتسع النهر لكل المطر
الليلة الماضية كانت وحدتي
أكبر من قدرتي على احتمالها بمفردي.
الليلة الماضية مطر نيسان
غسل آثار الأقدام من على الأرض
وغدا الجرح الذي في فؤادي أسوأ
لأن المطر غسل آثار أقدامكِ
الليلة الماضية تجولتُ دون جدوى في الشوارع
وكالصياد الذي ضلّ الأثر بحثتُ.
الليلة الماضية أبتلَّ العالم كله بالماء
انتعشت الأرض
لكن أنا فقط، واسمكِ على شفتيَّ
وحدي احترقتُ مثل
الأرض المتلظية تحت الماء".
Forwarded from Isolation
أنتَ نيسان الدنيا | لين خوي يين
"أقول أنَكَ نيسان الدنيا،
رنين ضحكتكَ يضيء الرياح؛
تتراقص برشاقة في جمال الربيع وبهجته.
أَنتَ غيمات صباح يوم باكر من نيسان،
ونعومة رياح تعصف في الغسق، ونجمات،
تتلألأ تلقائياً، وزخات مطر تتناثر أمام الأزهار.
تلك الخفة وذلك الحُسن هما أنتَ،
أَنتَ تلبس إكليلًا من الزهو المختلف زاهي الألوان،
أنتَ بريء، أنت مَهيب، أنت بدر كل ليلة.
أنتَ تشبه تلك الصُفرة الخافت الذي يتلو ذوبان الثلج،
أنتَ كبراعم نضرة خضراء تنبت للمرة الأولى؛ ندي ومُبتهج،
ولمعان صفحة ماء تحمل اللوتس الأبيض الذي تتطلع إليه في منامك.
أنتَ تَفُتّح الأزهار على الأشجار،
وسنونو يغرّد بين الجسور،
أنتَ الهوى، والدفء والرجاء،
أنتَ نيسان الدنيا!".
"أقول أنَكَ نيسان الدنيا،
رنين ضحكتكَ يضيء الرياح؛
تتراقص برشاقة في جمال الربيع وبهجته.
أَنتَ غيمات صباح يوم باكر من نيسان،
ونعومة رياح تعصف في الغسق، ونجمات،
تتلألأ تلقائياً، وزخات مطر تتناثر أمام الأزهار.
تلك الخفة وذلك الحُسن هما أنتَ،
أَنتَ تلبس إكليلًا من الزهو المختلف زاهي الألوان،
أنتَ بريء، أنت مَهيب، أنت بدر كل ليلة.
أنتَ تشبه تلك الصُفرة الخافت الذي يتلو ذوبان الثلج،
أنتَ كبراعم نضرة خضراء تنبت للمرة الأولى؛ ندي ومُبتهج،
ولمعان صفحة ماء تحمل اللوتس الأبيض الذي تتطلع إليه في منامك.
أنتَ تَفُتّح الأزهار على الأشجار،
وسنونو يغرّد بين الجسور،
أنتَ الهوى، والدفء والرجاء،
أنتَ نيسان الدنيا!".
أوّل أيام الرّبيع | جيرار لوغريك
"أوّل يوم في الرّبيع
على البحر
أكتشف وأنا شارد الذهن
صباحًا شبيهًا بالصباحات الأخرى
دون أن أدري بما تغيّر
بالنّسبة ليوم البارحة
ربّما عمق الهواء
الصّافي والذي لا لون له
ربما بيوت الشاطئ
التي تدور على مدارها نحو البحر
في نهار الرّبيع الأوّل
فوق البحر
ألاحظ في غياب التجعدات
على سطح الماء وفي النظرات
وبالخصوص كلمتان أو ثلاث كلمات
لا أكثر
توجه لي جملة مفيدة
من تسامح ومحبّة".
"أوّل يوم في الرّبيع
على البحر
أكتشف وأنا شارد الذهن
صباحًا شبيهًا بالصباحات الأخرى
دون أن أدري بما تغيّر
بالنّسبة ليوم البارحة
ربّما عمق الهواء
الصّافي والذي لا لون له
ربما بيوت الشاطئ
التي تدور على مدارها نحو البحر
في نهار الرّبيع الأوّل
فوق البحر
ألاحظ في غياب التجعدات
على سطح الماء وفي النظرات
وبالخصوص كلمتان أو ثلاث كلمات
لا أكثر
توجه لي جملة مفيدة
من تسامح ومحبّة".
كم نيسانًا بقيَ؟ | عبدالعزيز البرتاوي
"إنه أبريل الآتي بغتة
كما كل مرة
من بعد الشتاء والوحول.
يذهب الشتاء بعيدًا
ومعه تذهب أعمارنا.
لا تفرح
ليس الصيف
من يأتي لوحده
الموت أيضًا
يتقدم خطوةً أخرى".
"إنه أبريل الآتي بغتة
كما كل مرة
من بعد الشتاء والوحول.
يذهب الشتاء بعيدًا
ومعه تذهب أعمارنا.
لا تفرح
ليس الصيف
من يأتي لوحده
الموت أيضًا
يتقدم خطوةً أخرى".
شهر نسيان | عبدالعزيز البرتاوي
"لقد نسيتُ
أنسى دائمًا
قلت لأمي:
لقد نسيتُ
في أي شهر ولدتُ
قالت نسيت؟
في شهر نيسان.
لست متذكرًا جيدًا
أظنها قالت: نسيان".
"لقد نسيتُ
أنسى دائمًا
قلت لأمي:
لقد نسيتُ
في أي شهر ولدتُ
قالت نسيت؟
في شهر نيسان.
لست متذكرًا جيدًا
أظنها قالت: نسيان".
يوم لميلادي | عبدالعزيز البرتاوي
"يوم للسعادة. يوم للشِّعر.
يوم للأم. يوم للأب. لا، لا يستحق.
يوم للمعلم. يوم للبيطرة.
يوم للصمّ. يوم للعمي.
يوم للشعب. باقي الأيام للحكومة.
يوم لميلادي؛ أحتفل به وحيدًا.
أيام للصيد وأخرى لمكافحته.
يوم للأشجار ويوم للاحتطاب.
يوم للعدالة. أيام للظلم.
يوم رعاية الحيوان. أيام قتل الإنسان.
أيام لكل شيء. يوم للاشيء.
يوم يبدو في ورقة التقويم
أحمقًا وفارغا؛ غير ذي بال
أظنه يوم وفاتي".
"يوم للسعادة. يوم للشِّعر.
يوم للأم. يوم للأب. لا، لا يستحق.
يوم للمعلم. يوم للبيطرة.
يوم للصمّ. يوم للعمي.
يوم للشعب. باقي الأيام للحكومة.
يوم لميلادي؛ أحتفل به وحيدًا.
أيام للصيد وأخرى لمكافحته.
يوم للأشجار ويوم للاحتطاب.
يوم للعدالة. أيام للظلم.
يوم رعاية الحيوان. أيام قتل الإنسان.
أيام لكل شيء. يوم للاشيء.
يوم يبدو في ورقة التقويم
أحمقًا وفارغا؛ غير ذي بال
أظنه يوم وفاتي".
فلتصدّق الربيع | سهراب سبهري
"أشرِع الشبابيكَ، فالنسيمُ
يحتفلُ الساعةَ
بميلادِ الزهور
والربيعُ في كل غصنٍ
وعند كل وريقةٍ خضراء
يشعل الشموع.
قد عادت العصافير كلها
والعذوبة صدحت
والزقاق الصغير
صار قطعةً من الألحان
وتفتحت براعم الكرز
هديةً.. لميلاد الزهور.
أشرع شبابيك يا حبيبُ
أما زلتَ تذكرُ
كيف أحرقَ الظمأُ الوحشي هذه الأرض؟
وكيف ذوتِ الأوراقُ؟
وما فعلَ العطشُ.. في كبد التراب؟
أما زلتَ تذكرُ
في ظلمة الليل الطويل
ما فعل البردُ بالكروم؟
وما فعلتِ الريحُ الهوجاء
في انتصاف الليالي
بذرى الورود البيض.. وفي صدورها؟
أما زلت تذكر؟
أما الآن
فعليك أن تصدِّقّ معجزةَ المطر
وتبصرَ السخاءَ في عيون المروج الخضر
والحبَّ في أنفاس النسيم المحتفل
في هذا الزقاق الضيق
بيديه الخاليتين
بعيد ميلاد الزهور
قد عاد التراب الى الحياة
فعلامَ تبقى كالحجر؟
ولماذا كل هذا الحزن؟
افتح الشبابيك..
وصدِّق الربيع!".
"أشرِع الشبابيكَ، فالنسيمُ
يحتفلُ الساعةَ
بميلادِ الزهور
والربيعُ في كل غصنٍ
وعند كل وريقةٍ خضراء
يشعل الشموع.
قد عادت العصافير كلها
والعذوبة صدحت
والزقاق الصغير
صار قطعةً من الألحان
وتفتحت براعم الكرز
هديةً.. لميلاد الزهور.
أشرع شبابيك يا حبيبُ
أما زلتَ تذكرُ
كيف أحرقَ الظمأُ الوحشي هذه الأرض؟
وكيف ذوتِ الأوراقُ؟
وما فعلَ العطشُ.. في كبد التراب؟
أما زلتَ تذكرُ
في ظلمة الليل الطويل
ما فعل البردُ بالكروم؟
وما فعلتِ الريحُ الهوجاء
في انتصاف الليالي
بذرى الورود البيض.. وفي صدورها؟
أما زلت تذكر؟
أما الآن
فعليك أن تصدِّقّ معجزةَ المطر
وتبصرَ السخاءَ في عيون المروج الخضر
والحبَّ في أنفاس النسيم المحتفل
في هذا الزقاق الضيق
بيديه الخاليتين
بعيد ميلاد الزهور
قد عاد التراب الى الحياة
فعلامَ تبقى كالحجر؟
ولماذا كل هذا الحزن؟
افتح الشبابيك..
وصدِّق الربيع!".
كلمات تجرنا إلى رقص | لويز دوبريه
"أنتَ هذا الأصبع
البطيء
الذي يمس جلدي
هذا الأصبع الحريري
هذا الأصبع الثلجي
هذا الأصبع الطوّاف
الذي يهيم
ويغوص حتى دانتلّا النهدين
ثم يعاود الصعود متمهلًا
ناحية العنق
هناك، هناك تحديدًا
في قفص الكلمات
أصبع متحفظ تقريبًا
لرجل
لا يزال إلى الآن مترددًا
في إرغام الرغبة.
أنتَ تنتظر
من قاع صمتك
كأنك كنت تُمسك بي
للمرة الأولى.
أنا غطاء العين هذا
الذي ينثقب ببطء
أراقبك
في انحرافك
يدق القلب
لأنه لا يوجد عمر
بالنسبة للقلب
لا يوجد عمر للأسباب
التي نمنحها لأنفسنا
دون أن نصدقها
أشد شفتيَّ
أمام بلل اللسان
الذي لا يجد أي عبارة
حيثما يستقر
كما لو أن شفتيَّ
تنتظران كلمات
يمكنها أن تجرنا
إلى رقص
لم نعد نستطيع أن نقطعه".
"أنتَ هذا الأصبع
البطيء
الذي يمس جلدي
هذا الأصبع الحريري
هذا الأصبع الثلجي
هذا الأصبع الطوّاف
الذي يهيم
ويغوص حتى دانتلّا النهدين
ثم يعاود الصعود متمهلًا
ناحية العنق
هناك، هناك تحديدًا
في قفص الكلمات
أصبع متحفظ تقريبًا
لرجل
لا يزال إلى الآن مترددًا
في إرغام الرغبة.
أنتَ تنتظر
من قاع صمتك
كأنك كنت تُمسك بي
للمرة الأولى.
أنا غطاء العين هذا
الذي ينثقب ببطء
أراقبك
في انحرافك
يدق القلب
لأنه لا يوجد عمر
بالنسبة للقلب
لا يوجد عمر للأسباب
التي نمنحها لأنفسنا
دون أن نصدقها
أشد شفتيَّ
أمام بلل اللسان
الذي لا يجد أي عبارة
حيثما يستقر
كما لو أن شفتيَّ
تنتظران كلمات
يمكنها أن تجرنا
إلى رقص
لم نعد نستطيع أن نقطعه".
رسالة من المدينة: شجرة اللوز | ديفِد هربرت لورنس
"وعدتِيني أن ترسلي لي بعض أزهار البنفسج.
هل نسيتِ؟
بيضاء وزرقاء من تحت سور البستان..
بنفسجية جميلة غامقة وبيضاء ضمّت معًا
عربونًا لحُبّنا البِكر الذي لم يكد يتفتّح.
هنا شجرة لوز،
لم ترَيْ مثلها في الشمال،
تزهر على الشارع
وأنا في كلّ يوم، أقف عند السياج
وأرفع ناظري إلى البراعم التي تفتّحت
غافيةً في الزرقة،
متسائلًا عمّا تعنيه.
تحت شجر اللوز، ترقد البلاد السعيدة:
إيطاليا، البروفانس، اليابان،
والخطوات التى تمرّ..
لغطٌ وثرثرات لمن يلعبن من حولنا،
فتيات أرياف مرفرفات.
وأنت، يا حبيبتي، أمامهن في رداء مورِّدٍ
أنتِ برقتكِ التي لا تطاق..
أنتِ بالضحكة التي تنفر في عينيكِ
اللتين تتّسعان، الآن، بحياة آخرة..
أنت بيديك المودّعتَين المرتخيتَين".
"وعدتِيني أن ترسلي لي بعض أزهار البنفسج.
هل نسيتِ؟
بيضاء وزرقاء من تحت سور البستان..
بنفسجية جميلة غامقة وبيضاء ضمّت معًا
عربونًا لحُبّنا البِكر الذي لم يكد يتفتّح.
هنا شجرة لوز،
لم ترَيْ مثلها في الشمال،
تزهر على الشارع
وأنا في كلّ يوم، أقف عند السياج
وأرفع ناظري إلى البراعم التي تفتّحت
غافيةً في الزرقة،
متسائلًا عمّا تعنيه.
تحت شجر اللوز، ترقد البلاد السعيدة:
إيطاليا، البروفانس، اليابان،
والخطوات التى تمرّ..
لغطٌ وثرثرات لمن يلعبن من حولنا،
فتيات أرياف مرفرفات.
وأنت، يا حبيبتي، أمامهن في رداء مورِّدٍ
أنتِ برقتكِ التي لا تطاق..
أنتِ بالضحكة التي تنفر في عينيكِ
اللتين تتّسعان، الآن، بحياة آخرة..
أنت بيديك المودّعتَين المرتخيتَين".
أخاف | ريموند كارفر
"أخافُ من رؤيةِ عربةِ شرطيٍّ وهي تقلعُ على الطريقِ.
أخافُ أن أروحَ في النومِ ليلًا.
أخافُ أن لا أروحَ في النومِ ليلًا.
أخافُ أن يُبعثَ الماضي.
أخافُ أن يطيرَ الحاضرُ.
أخافُ من هاتفي حينَ يرنُّ والليلُ فاقدٌ للحياةِ.
أخافُ من العواصفِ الكهربيةِ.
أخافُ من المرأةِ الغسّالةِ وثمةَ بقعةٌ على خدِّها!
أخافُ من الكلابِ التي قيلَ لا تعضُّ.
أخافُ من القلقِ!
أخافُ من التعرّفِ على جثّةِ صديقٍ ماتَ.
أخافُ من نفادِ المالِ مني.
أخافُ أن أَملِكَ الكثيرَ، وينكرهُ عليّ الناسُ.
أخافُ من ملفّاتِ مرضَى النفسيّةِ.
أخافُ أن أتأخّرَ وأخافُ أن أصلَ قبل غيري.
أخافُ من خطّ الصغارِ على المظاريفِ.
أخافُ أن يموتوا قبلَ موتي، فأحسُّ بالذَنبِ.
أخافُ أن أُضطّر للعَيشِ مع أمي وهي طاعنةُ السنّ، وعلى هذا النحوِ مع نفسي.
أخافُ من الحيرةِ.
أخافُ أن ينتهيَ النهارُ بحاشيةٍ حزينةٍ.
أخافُ أن أصحو فأراكِ قد رحلتِ.
أخافُ أن لا أحبّ وأخافُ أن لا أحبّ بما يكفي.
أخافُ أن يُميتَ حبّي مَن أحبّ.
أخافُ أن أموتَ.
أخافُ أن أعيشَ طويلًا.
أخافُ من الموتِ".
"أخافُ من رؤيةِ عربةِ شرطيٍّ وهي تقلعُ على الطريقِ.
أخافُ أن أروحَ في النومِ ليلًا.
أخافُ أن لا أروحَ في النومِ ليلًا.
أخافُ أن يُبعثَ الماضي.
أخافُ أن يطيرَ الحاضرُ.
أخافُ من هاتفي حينَ يرنُّ والليلُ فاقدٌ للحياةِ.
أخافُ من العواصفِ الكهربيةِ.
أخافُ من المرأةِ الغسّالةِ وثمةَ بقعةٌ على خدِّها!
أخافُ من الكلابِ التي قيلَ لا تعضُّ.
أخافُ من القلقِ!
أخافُ من التعرّفِ على جثّةِ صديقٍ ماتَ.
أخافُ من نفادِ المالِ مني.
أخافُ أن أَملِكَ الكثيرَ، وينكرهُ عليّ الناسُ.
أخافُ من ملفّاتِ مرضَى النفسيّةِ.
أخافُ أن أتأخّرَ وأخافُ أن أصلَ قبل غيري.
أخافُ من خطّ الصغارِ على المظاريفِ.
أخافُ أن يموتوا قبلَ موتي، فأحسُّ بالذَنبِ.
أخافُ أن أُضطّر للعَيشِ مع أمي وهي طاعنةُ السنّ، وعلى هذا النحوِ مع نفسي.
أخافُ من الحيرةِ.
أخافُ أن ينتهيَ النهارُ بحاشيةٍ حزينةٍ.
أخافُ أن أصحو فأراكِ قد رحلتِ.
أخافُ أن لا أحبّ وأخافُ أن لا أحبّ بما يكفي.
أخافُ أن يُميتَ حبّي مَن أحبّ.
أخافُ أن أموتَ.
أخافُ أن أعيشَ طويلًا.
أخافُ من الموتِ".
كونك لست هنا | ماشا كالِكو
"كوْنك لست هُنا،
أجلس وأكتبُ
كل وحدتي على هذه الورقة.
غصن شجرة الأرجوان يرتطم بزجاج النافذة.
ليلة ماي تنادي بصوت عالٍ.
لكنّها لا تناديني.
كوْنكَ لست هُنا،
فانفتاح الأزهار، وعطر الورود،
مجرد جهد عقيم.
ولحن حبّ العندليب،
سوى سخرية في الموسيقى.
كوْنُكَ لست هُنا،
أهربُ بنفسي إلى الظلام.
عبر عيون غريبة تُحملقُ فيَّ المدينة،
بضوءٍ ساطعٍ، ولَمَعان صاخب،
لا أستطيعُ أن أتبعه، ولا أستطيعُ الهروب منه.
هُنا، تحت السقف، أجلسُ بجانب مصباح؛
الخريف في القلب، الشتاء في الوجدان.
نوفمبر يُغني بداخلي أغنيته الرمادية.
يهمسُ في الغرفة «كوْنُكَ لستَ هُنا».
الحائط والدواليب تنادي «كوْنُكَ لستَ هُنا»،
نوتات موسيقية علاها الغبار على البيانو.
وعندما أتوقف أخيراً عن التفكير فيكَ،
الأشياء من حولي تتحدث عنكَ فقط.
كوْنُكَ لستَ هُنا،
أتصفح الرسائل،
وأوقظُ أحلاماً مُصفرّة، كانت نائمة.
ابتسامتي، يا عزيزي، تسافر إليك، تتبعُكَ.
كونكَ لست هُنا، قلبي يتيم".
"كوْنك لست هُنا،
أجلس وأكتبُ
كل وحدتي على هذه الورقة.
غصن شجرة الأرجوان يرتطم بزجاج النافذة.
ليلة ماي تنادي بصوت عالٍ.
لكنّها لا تناديني.
كوْنكَ لست هُنا،
فانفتاح الأزهار، وعطر الورود،
مجرد جهد عقيم.
ولحن حبّ العندليب،
سوى سخرية في الموسيقى.
كوْنُكَ لست هُنا،
أهربُ بنفسي إلى الظلام.
عبر عيون غريبة تُحملقُ فيَّ المدينة،
بضوءٍ ساطعٍ، ولَمَعان صاخب،
لا أستطيعُ أن أتبعه، ولا أستطيعُ الهروب منه.
هُنا، تحت السقف، أجلسُ بجانب مصباح؛
الخريف في القلب، الشتاء في الوجدان.
نوفمبر يُغني بداخلي أغنيته الرمادية.
يهمسُ في الغرفة «كوْنُكَ لستَ هُنا».
الحائط والدواليب تنادي «كوْنُكَ لستَ هُنا»،
نوتات موسيقية علاها الغبار على البيانو.
وعندما أتوقف أخيراً عن التفكير فيكَ،
الأشياء من حولي تتحدث عنكَ فقط.
كوْنُكَ لستَ هُنا،
أتصفح الرسائل،
وأوقظُ أحلاماً مُصفرّة، كانت نائمة.
ابتسامتي، يا عزيزي، تسافر إليك، تتبعُكَ.
كونكَ لست هُنا، قلبي يتيم".
رسائل مبللة بالسماء الزرقاء | كريستيان بوبان
"لنبدأ من هذا الأزرق لو أحببتم. هذا الأزرق الذي أنعشه شهر نيسان ذات صباح. كان له نعومة المخمل وبريق الدمعة. أودّ لو أكتب لكم رسالة ليس فيها سوى هذا اللون. سوف تكون مثل تلك الورقة المثنية أربعة والتي تغلف الماس في حي الصاغة، ورقة بيضاء كقميص العرس وفي داخلها حبات ملح ملائكية، ثروة عقلة الإصبع، ماسات كدموع الطفل الوليد.
تصعد أفكارنا نحو السماء كالدخان وتُظلمها. لم أفعل شيئًا اليوم، ولم أفكر بشيء. أتت السماء وأكلت من يدي. الآن، إنه المساء. لكنني لا أريد أن أترك هذا النهار دون أن أعطيكم منه أجمله. أنتم ترون العالم، ترونه مثلي، هو حقل معركة فحسب. فرسان سود في كل مكان. صليل سيوف في أعماق النفوس، نعم. لكن هذا لا يهم البتة. مررت اليوم من أمام بحيرة. كانت مغطاة بعدس الماء- نعم، هذا ما يهم. نحن نقتل كل حلاوة الحياة وهي تعود إلينا أكثر وفرة. ليس في الحرب شيء غامض، لكن هذا الطير الذي رأيته يفرّ إلى أعشاب الغابة، طائراً بين الجذوع المتراصة أبهرني. أحاول هنا أن أقول لكم شيئًا صغيرًا جدًا، لدرجة أحس معها بأنني قد أجرحه وأنا أقوله. ثمة فراشات لا يمكنك ملامسة أجنحتها دون أن تنكسر مثل الزجاج. كان الطير ذاهبًا بين الأشجار مثل خادم ينسلّ بين أعمدة قصر، لا يصدر عنه صوت. يرتدي حلّة الذهب ببساطة مثل شاعر. ها أنذا أدنو مما أريد أن أقوله لكم، من ذلك الشيء الصغير الذي رأيته اليوم، وفتح كل أبواب الموت: هناك حياة لا تتوقف أبدًا. يستحيل إدراكها. تفرّ أمامنا مثل الطير الفار بين الأعمدة الكائنة داخل قلبنا. نادرًا ما نكون على مستوى الحياة لكنها لا تعبأ بذلك، لا تتوقف لحظة واحدة عن أن تغدق بالنعم علينا نحن القتلة.
كانت البحيرة مستنيرة تحت السماء، والسماء تتزين أمامها، والطير ذو الأجنحة النبوية يضرم الغابة. للحظات وجيزة أفلحت أن أكون حيًّا. أعرف أن هذه الرسالة قد تبدو لكم جنونًا. هي ليست كذلك. رغباتنا بالأحرى هي الجنونية. أودّ أن أتحدث هنا ببساطة عن «يوم جميل»، عن «سماء زرقاء». هذه العبارات لها دلالة سيف من نور نصله الجديد يفتح قلبنا. نحن مغمورون تحت آلاف النجوم. نلمح أحيانًا بعضها فنهزّ رؤوسنا، آه للحظات فقط. هذا ما ندعوه «وقتًا طيبًا».
أتخيل شخصًا يدخل الفردوس دون أن يعلم أنه في الفردوس. عنده مخاوف ومشاريع. إنه كثير الانشغال. صوت حديد وصليل سيوف يرافقانه. الحرب، إنها أمر عاديّ جدًا. بعدئذ، ثمة نور ثلجي فوق بحيرة وطير بأجنحة ذهبية يهشم أسوار العالم. إنه لقاء غير منتظر. بضعة ثوان كافية لعيش الأبدية، أليس كذلك. «نظن ونشعر بأننا خالدون». فكرة سبينوزا هذه لها رقة طفل ينام في مقعد السيارة الخلفي. أنا وأنت، لدينا ملك عظيم يجلس على عرشه الأحمر في قاعة قلبنا الكبيرة. أحيانًا وللحظات قليلة، يقوم هذا الملك، الرجل-الفرح بالنزول عن عرشه ويخطو بضع خطوات في الشارع. الأمر بهذه البساطة.
لا أحب سوى الرسائل المبللة بالسماء الزرقاء. من هذا الأزرق الذي اختبر الموت. إذا كانت جملي تبتسم فذلك لأنها خرجت من الظلام. أمضيت عمري أناضل ضد الحزن المقنِع. ابتسامتي تكلفني ثروة. زرقة السماء مثل قطعة من ذهب سقطت من جيبك وأنا حين أكتبها أعيدها إليك. هذا الأزرق بجلالته، كأنه نهاية اليأس الحتمية، إنه يدفع بالدمع إلى المآقي. هل تدرك ذلك؟".
"لنبدأ من هذا الأزرق لو أحببتم. هذا الأزرق الذي أنعشه شهر نيسان ذات صباح. كان له نعومة المخمل وبريق الدمعة. أودّ لو أكتب لكم رسالة ليس فيها سوى هذا اللون. سوف تكون مثل تلك الورقة المثنية أربعة والتي تغلف الماس في حي الصاغة، ورقة بيضاء كقميص العرس وفي داخلها حبات ملح ملائكية، ثروة عقلة الإصبع، ماسات كدموع الطفل الوليد.
تصعد أفكارنا نحو السماء كالدخان وتُظلمها. لم أفعل شيئًا اليوم، ولم أفكر بشيء. أتت السماء وأكلت من يدي. الآن، إنه المساء. لكنني لا أريد أن أترك هذا النهار دون أن أعطيكم منه أجمله. أنتم ترون العالم، ترونه مثلي، هو حقل معركة فحسب. فرسان سود في كل مكان. صليل سيوف في أعماق النفوس، نعم. لكن هذا لا يهم البتة. مررت اليوم من أمام بحيرة. كانت مغطاة بعدس الماء- نعم، هذا ما يهم. نحن نقتل كل حلاوة الحياة وهي تعود إلينا أكثر وفرة. ليس في الحرب شيء غامض، لكن هذا الطير الذي رأيته يفرّ إلى أعشاب الغابة، طائراً بين الجذوع المتراصة أبهرني. أحاول هنا أن أقول لكم شيئًا صغيرًا جدًا، لدرجة أحس معها بأنني قد أجرحه وأنا أقوله. ثمة فراشات لا يمكنك ملامسة أجنحتها دون أن تنكسر مثل الزجاج. كان الطير ذاهبًا بين الأشجار مثل خادم ينسلّ بين أعمدة قصر، لا يصدر عنه صوت. يرتدي حلّة الذهب ببساطة مثل شاعر. ها أنذا أدنو مما أريد أن أقوله لكم، من ذلك الشيء الصغير الذي رأيته اليوم، وفتح كل أبواب الموت: هناك حياة لا تتوقف أبدًا. يستحيل إدراكها. تفرّ أمامنا مثل الطير الفار بين الأعمدة الكائنة داخل قلبنا. نادرًا ما نكون على مستوى الحياة لكنها لا تعبأ بذلك، لا تتوقف لحظة واحدة عن أن تغدق بالنعم علينا نحن القتلة.
كانت البحيرة مستنيرة تحت السماء، والسماء تتزين أمامها، والطير ذو الأجنحة النبوية يضرم الغابة. للحظات وجيزة أفلحت أن أكون حيًّا. أعرف أن هذه الرسالة قد تبدو لكم جنونًا. هي ليست كذلك. رغباتنا بالأحرى هي الجنونية. أودّ أن أتحدث هنا ببساطة عن «يوم جميل»، عن «سماء زرقاء». هذه العبارات لها دلالة سيف من نور نصله الجديد يفتح قلبنا. نحن مغمورون تحت آلاف النجوم. نلمح أحيانًا بعضها فنهزّ رؤوسنا، آه للحظات فقط. هذا ما ندعوه «وقتًا طيبًا».
أتخيل شخصًا يدخل الفردوس دون أن يعلم أنه في الفردوس. عنده مخاوف ومشاريع. إنه كثير الانشغال. صوت حديد وصليل سيوف يرافقانه. الحرب، إنها أمر عاديّ جدًا. بعدئذ، ثمة نور ثلجي فوق بحيرة وطير بأجنحة ذهبية يهشم أسوار العالم. إنه لقاء غير منتظر. بضعة ثوان كافية لعيش الأبدية، أليس كذلك. «نظن ونشعر بأننا خالدون». فكرة سبينوزا هذه لها رقة طفل ينام في مقعد السيارة الخلفي. أنا وأنت، لدينا ملك عظيم يجلس على عرشه الأحمر في قاعة قلبنا الكبيرة. أحيانًا وللحظات قليلة، يقوم هذا الملك، الرجل-الفرح بالنزول عن عرشه ويخطو بضع خطوات في الشارع. الأمر بهذه البساطة.
لا أحب سوى الرسائل المبللة بالسماء الزرقاء. من هذا الأزرق الذي اختبر الموت. إذا كانت جملي تبتسم فذلك لأنها خرجت من الظلام. أمضيت عمري أناضل ضد الحزن المقنِع. ابتسامتي تكلفني ثروة. زرقة السماء مثل قطعة من ذهب سقطت من جيبك وأنا حين أكتبها أعيدها إليك. هذا الأزرق بجلالته، كأنه نهاية اليأس الحتمية، إنه يدفع بالدمع إلى المآقي. هل تدرك ذلك؟".