Isolation
11.9K subscribers
598 photos
13 links
Download Telegram
صوت يُذيبني | ليون فيليبه

"ليكن لديك صوت، يا امرأة
يمكِّنكِ من
تسطير قصائدي
ومن إذابتي دون غضب
حين يعصف بيّ الحلم
من السماء إلى الأرض.
ليكن لديك صوت، يا امرأة
يُسَكِّنني حين أبدأ نهاري.
ليكن لديك صوت، يا امرأة لا يُؤذيني
حين أسأل نفسي: بماذا تفكرين؟
ليكن لديك صوت، يا امرأة
يستطيع
حين أعد
النجوم
أن يقول لي بهذه الطريقة،
ما الذي تحسبه؟
وعندما تلتفت عينيّ نحوك
أؤمن
بأني كنتُ أُعد
نجمة
تلو
أخرى.
ليكن لديك صوت، يا امرأة
ودودًا كما أبيات شعري
وواضحًا مثل نجمة".
عشرة أيام | ألبرتين سارازان

"عشرة أيام تمرّ، دون أيّ شعور بالجوع ولا بالعطش، فقط أشعر بالرغبة فيك، وفي أن أصيح معبرةً عنها. هذا الشعور الذي بإمكانه أن يدفّئ وينعش، أن يحرق ويوجع.

هذا المساء، أحببتُ باسمك كل الرجال. هذا الخوف عند مقاربة الرجال، هذا الرفض الذي يستحيل تجاوزُه، الغريب والمجهول، هو ذا، كلّه، ينصهر إلى سعادة. سعادة يائسة لطالما تمكنتَ من أن تُهديني إياها. حلمتُ، استندت على بابك بجسمي كي أصيح بك «أحبك» وأنت بين أصدقائك، رغم أنك تغادر إلى أماكن أخرى. آه، لا يهمّ! طالما أننا غادرنا تلك الليالي الناعمة التي نهتدي فيها إلى أنفسنا. تلك الليالي المتتالية تجدني كسولة وغير قادرة حتى على النهوض. لا أبالي حقّاً إن كانوا قد استمتعوا. أفتّش لديهم عن كلماتِك بلا جدوى، عن صوتِك، عن جِلدِك. أيها الصديق الذي في كل مرة يزيد في صنع شقائي وسعادتي، إنني لا أبكي… ولا حتى قليلاً. ربما نلتقي غداً، وربما أبداً، ربما الطريق، وهل يهمّ؟ لا توجد أرض تكفي سفرنا.

أوه، أيها العزيز الذي مثلي لم يتعافَ من الحياة. كما ترى، كان يجدر بي ارتكاب مزيد من الحماقات. كأنْ، وبينما نمارس الجنس، أضمّك بشكل أخف. لم نتعلم قط أن نشاهد بقدر كاف، لكننا تحسَّسنا بأيدينا، ربما أكثر مما يجب. وحتى الموت لن يجعل الأصابع ترتخي".
إلى جوليان سارازان | ألبرتين سارازان

"حبيبي،
ما زالت تتملكني رغبة كبيرة في أن أكون جبانة، إلا إني أعلم أن هذه الرغبة ستظل على حالتها الخامدة. أنا بكل صدق وجدية لم أعد أريد أن أعاني. لكن لمَ قد أستيقظ صباحاً؟ لمَ لا أنام لفترة من السنين تكفي لتندلع الحروب والنيران في، العالم ولأن تصبحوا كلكم محروقين، منسيّين، وبلا قيمة؟

هل ترى، لا أرغب في شيء سوى ثقتي بك وبشخص أو اثنين آخرَين، ثم ينهار كل شيء مجدداً. ليست القيم شيئاً سوى هراء. ها أنتِ ذي يا آنيك، الجميع يرغب في صداقتك بينما أنت وحيدة، مهتزّة، جريحة ومتروكة، دامية تشاهدين الغبار ولا تجرؤين على رفع رأسك صوب الشمس، لأنك تخشين أن تكون الشمس أيضاً قد اختفت.

ورغم كل ذلك، أنا أستشعر، بكل خلاياي، أنك لن تتمكن، رغم كل ما تدلّ عليه الإشارات، لن تتمكن أنت بدورك من خيانتي. أعرف أنك في هذه اللحظة لا تقدر على شيء سوى أن تخضع. كم أردنا أن نلتقي، أردنا ذلك بكل ما أوتينا من وجود، كي لا نتمكن من ذلك في النهاية.

قلقي الوحيد، أن تفكّر أنه لا يحقّ لك أن تحبني، أو أن تفكر ربما أنني مجبرة على حبك. مجرد أن تفكر في ذلك يُعَد جريمة؛ جريمة شيطانية أنت قادر على ارتكابها. أعرف أنني لست ملاكاً، لكن أن تتجرّأ على التفكير أنني قد أدير لك ظهري، تلك فكرة تعذّبك وتسلّيك منذ التقينا. لكن من تعتقدني؟ قط صغير مترف عطشان؟ سرير غير مرتب لحياة خاوية وخالية من المستمتعين والمنافقين؟ إذن أنت لن تفهم أنني قضيت شهوراً في باريس، أو قُل سنوات، منتشية للنخاع، وأنني اتبعت المال لأنه يوهمني بامتلاك شيء ما. قمت بكل الأذية الممكنة كي أهدم بشراسة كل ما يُشعِر بالغيرة. دستُ على كل الرجاءات المتأخرة، وكسرت كل ما وددت حبّه.

خسرتُ كل ذلك. كنت قادرة على الانكماش لساعات كاملة، لأبدو كالقحبة الصلبة، الضائعة المتعذَّر إصلاحُها. كنت أتسلح بكل صعوبة المراس وكل الفسق. لكن كيف لم تتمكن أنت من أن تشعر أنه، في الصميم، كل شيء ضاع؟".
قصيدة مستحيلة | ألبرتين سارازان

"أحب هذا الألم الذي يعذبني
في عمق السماء الأرجوانية
تنبض الغابة
من أجل قصيدة مستحيلة

عبر ركضنا الطفولي غير العاقل
تحت قبة الهواء والحليب
تتطاير النافورة
بخفة في الوجوه

الريح سمراء بلون آلة الفْلوت
وبينما نمّحي في الرمال
يتراقص المطر العذب
ويمزج خطواتنا بعثراتنا".
امرأة سوداء | ليوبولد سيدار سنغور

"يا امرأة عارية، يا امرأة سوداء
ترتدين لونك الحياة، شكلك الجمالǃ
كبرتُ في ظلّك، رقّة يديك تعصِب عينيّ.
وها أنا في قلب الصّيف والجنوب، أكتشفكِ أرضاً موعودةً من أعلى أعالي ممرّ جبليّ متكلّسٍ
ويصعقني جمالُك في سويداء قلبي كبرق نسْرِ.
يا امرأة عارية، يا امرأة غامضة
ثمرة ناضجة ببشرة صلبة، لذّات غامقة لخمْرة سوداء فمٌ يُسيلُ فمي الحانا
سَفَانَا بآفاق نقيّة، سفانا ترتعش تحت اللمسات الحارّة لرياح الشرق
تامتام منحوت، تامتام مشدود يُرعِد تحت أصابع المنتصر
صوتك الخفيض غناء المحبوبة الروحاني.
يا امرأة عارية يا امرأة غامضة
زيت لا يعكّره أيّ عصْف، زيت هادئ على خاصرة المصارع، على خواصر أمراء “مالي”
أيّتها الغزالة ذات الصّلات السّماوية،
الجواهر نجوم على ليل بشرتكِ
في ظلّ شعرك يُضاء رعْبي بالشموس القادمة من عينيك
يا امرأة عارية يا امرأة سوداء
أغنّي جمالك العابر، شكلاً أثبّته في الأبدي
قبل أن يحوّلك القدر الغَيُور إلى رماد ليُغذّي
جذور الحياة".
رقّة مفرطة من رجال غرباء | مارينا بورديتسكايا

"بدون أيّ سبب ظاهرٍ
رقّةٌ مفرطة من رجال غرباء.
ذات مرّة في باريس التفت نادل نحوي:
“عزيزتي لا تنسي سجائرك.”

وفي سوق بلندن، عندما أردتُ شراء اسطوانة للبيتلز،
تنهّد البائع: “ما الذي يمكنني عمله، يا حبّي،
إذا ما ارتفع السعر ثانية؟”

في مطار نيويورك، أخذني
رجل أسود إلى البوابة الصحيحة، قائلا:
“لا تقلقي، عزيزتي، عليك أن تتبعيني!”
وكنتُ وراءه أتبع خطواته.

رقّة مفرطة من رجال غرباء!
اللعنة، لماذا علّي الحصول على المزيد؟
نامي هانئةً في محارتك يا لؤلؤة.
ابق هادئاً، في السماء، يا قمرُ".
لنتحدّث قليل | مِمُو أمين متين

"عرفتُ العالم لأوّل مرّة بصوتكِ
ثم بالأرض التي تُفهَم باللمس
وقتٌ رَطْبٌ ونارٌ رطبةٌ ودمٌ رطب
والربيع المتروك في المرايا
صافٍ بقدر الأحلام التي أراها
الزهور التي قطفتِها لم توجعكِ
والأماكن التي تركتِها وراءكِ تتوجّع الآن
ولكنّ كل الحيوات
أقدار مُدَنَّسة
يأتيني ظلام الليلة التي تنتمي إليكِ
لنتحدّث قليلاً باللغات القديمة
أسمعكِ عندما تتحّدثين
ولكن لا تصمتي وأنا أتكلّم
ومثل كلّ شيء يَنْبُتُ بعد أن يُزرَع في التراب
تحدّثي معي بصوت السحاب الذي يُمطر
ما أجمل خدّيكِ وأنتِ تتكلّمين!
وأنتِ تتكلمين
يُعطي الرَّبُّ مُهلةً لانتهاء اليوم
المقابر فارغة من الداخل
والموتى يغارون منّا
يتعب الموت مثل حرف بين شفتيكِ ويُدْمِيهُما
يصبح الموت ورقة شجرة تتمدّد فوقنا".
عزيزي | لوز ماريا لوبيز

"أنظُر السماء في عينيّ
ابق مستيقظا في ذاك الحلم
هناك،
حيث الصمت دائمًا
ما يكون صوتًا، اختلاجًا من الهمسات
تنطق حكاية
لِتُبق بلذة قلبك
على قيد الحياة
كما يفعل البرق
في زمجرة الرعود
إذ إنّ الرغبة
ما بين هذه الشفاه
ليست إلا الزمن ما بين
قبلتك وعيوني
التي تحتويك
أيها العزيز".
روح ورقة | لوز ماريا لوبيز

"يمكن أحيانًا للروح أن تتجعّد
كما ورقة في قبضة أحدهم
لتتحول حزمة طيّات
قبل أن تتباهى العيون
الرشيقة بتغايرها الجلي
كما لو أنها كانت غامضة
بينما الحقيقة أنها ليست كذلك
إني أمتلك روح ورقة
كانت قد تجعّدت أكثر من مرة
لكنها رغم ذلك ما زالت تنبعث
مستمرة في البقاء
غشاءً رقيقًا لوجودي
أمتلك روحًا مصنوعة من ورق!".
Simon Kozhin
القلب المشتعل | كلود مكاي

"نسيتُ الكثيرَ في عشرِ سنوات
الكثير في عشرِ سنواتٍ قصيرة،
نسيتُ بأيّ وقتٍ يحينُ موعدُ عَصرِ التفاحِ الأرجواني
وأيّ شهرٍ يُذكِّرُ ب "لا تنسَني" الخجولة
منسيٌّ هو الموسمُ الخاصُ والمباغتُ
لإزهارِ وإثمارِ بعض الأشجار الحبيبة،
بأيّ وقتٍ مِن العام
تصبغُ حمائمُ الأرضِ الحقولَ بلونهنّ البندقيّ
ويملأنَ الظهيرةَ بهديلهنّ الفضوليّ..
نسيتُ الكثيرَ بالفعل، لكن ما زلتُ أتذكَّرُ
زهرةَ البونسيتيا الحمراءَ احمرارَ الدمِ في ديسمبر الدافئ
ما زلتُ أستدعي ذكرى العشبِ العسليّ الداكنِ
لكنّني لا أستطيعُ أن أعيدَ لذهني: متى تحديدًا كنّا نقتلعهُ
من طريقِ نباتاتِ زنبقِ النهار
لنوقِفَ النحلَ المجنونَ في حظيرةِ الأرانب.
كثيرًا أحاولُ أن أفكّرَ:
في أيِّ شهرٍ لطيفٍ
اعتادتْ السيداتُ الواهنات أن يُرَقِّشنَ
الطريقَ المتفرعَ من الرئيسيّ
بالسلالِ الذهبيّةِ الحلوة مِن التفاحِ المتورِّد
لقد نسيت، أمرٌ غريب،
لكنّني بصورةٍ ما أتذكَّرُ
زهرةَ البونسيتيا الحمراءَ احمرارَ الدمِ في ديسمبر الدافئ
أيّ أسابيع، أيّ شهور، أيّ وقتٍ من العامِ المريح
تهرّبنا مِن المدرسة لنندفعَ في مغامراتِنا لأقصاها؟
أيّ أيامٍ كانتْ أجسادُنا المنتعشةُ بالنبيذ تخفقُ بالبهجةِ
بينما نلتهمُ التوتَ الأسودَ مِن خمائله؟
آه، البعض أتذكَّرُهُ!
لقد حنَّطتُ الأيامَ
حتى اللحظاتِ المقدّسة، حين كنّا نلهو
ببراءةٍ وعاطفةٍ لم تَفسَدْ.
في الظهيرةِ والمساء
في ظُلّةِ القلبِ المشتعل:
كنّا سعداءَ جدًا، سعداءَ تحت حُمرةِ البونسيتيا
في ديسمبر الدافئ".
جنيّة الثلج | كلود مكاي

"طوال الظهيرة شاهدتهنَ هناك
جنيّات الثلج يتساقطن، يتساقطنَ من السماء
يَدُرنَ بصورةٍ رائعةٍ في الهواءِ الضبابيّ.
يُقاتلنَ بشراسة لأجلِ سيادتهنَ في الفضاء
ويهطلنَ في الليلِ بقوةٍ أعتى

كما لو أن في العُلَى حدثتْ ثورةٌ وتظاهرات
وهنَّ، المخلوقات الهشّة، حلّقنَ من الفزع
نزولاً إلى الأرض الهادئة بحثًا عن السكينة والهدوء..

نمتُ واستيقظتُ مع مَطلَعِ الفجر
لأراهنَ متكومات معًا في تلّةٍ
كلّ واحدةِ منهنَ ملتحمةٌ بالأخرى فوق المرجِ
منهكاتٍ مِن العناءِ الشديد، غارقاتٍ في النوم.
الشمسُ سطعتْ -لامعةً- عليهن لنصفِ يوم
بحلول الليل -في خفيةٍ- اختفين.

وفجأةً، أفكاري تحولتْ إليكِ:
مَن جئتِ إليّ في ليلةٍ شتائيّة
حينما حلقتْ أرواحُ الثلجِ حول نافذةِ علّيّتي
بشعركِ المتناثر وعينيكِ المتوهجتين بالضوء.
قلبي كان كالطقسِ حين أتيتِ
الرياحُ الوحشيّة كانت تعصفُ مطولاً وبعنف
لكن أنتِ، متوهجةً -بالكلّية- بالبهجةِ والعاطفة،
رقصتِ وغنّيتِ أغنيةً صيفيّةً جزلة.

أفسحتُ لكِ مكانًا في سريري الصغير،
أحضرتُ أغطيةً من الخزانة، جديدةً ودافئة،
وسادةً مريحة لرأسكِ العَطِر
واستلقيتُ معكِ نائمةً في أحضاني..

ذهبتِ مع الفجر
رحلتِ عنّي قبل أن يبدأَ النهار
مُمثِّلاً وحيدًا في مسرحيةٍ حالمة".
أصابع قدميك | ريشارد بيتراس

"والآن أقبّل أصابع قدميكِ
فهنّ اللواتي حملنك في خطواتك القصيرة
في طيرانك السماوي وفي طوفك فوق الماء
بالحذاء ومن دونه
وفي أحضان اللقاءات الحميمية
كنَّ جذر المغامرة وحارسات الرغبة
أنتنّ، رؤوس السعادين الصغيرة ذات القبعات الملونة بطلاء الأظافر
آخذكن عاريات تحت قميص الحرير إلى صدري
وأرضعكنّ".
أذكر يا حبيبتي | سرغي يسنين

"أذكرُ، يا حبيبتي، أذكرُ
بَريقَ شَعرِك..
ليس مفرحاً ولا هيِّناً علَيّ
أنني اضطررتُ لهجرك.
أذكر ليالي الخريف،
وحفيفَ ظلال الحَور
لئن كان النهار يومها أقصر
فإن ضوء القمر كان أطول.
أذكر أنكِ قلتِ لي:
"سوف تَمضي السنواتُ الزرقاء،
ومع امرأة أخرى،
ستنساني، يا حبيبي، إلى الأبد".

شجرةُ الزيزفون المزهِرة
ذكّرتْ مشاعري اليوم من جديد.
بأيِّ رِقَّةٍ في تلك الأيام كنتُ أنثر
الزهورَ على الخصلاتِ الجعداء.
قلبي الذي ليس مستعدَّاً للبرود
وبحزنٍ يعشق غيرَكِ،
كأنه يتذكَّركِ مع امرأة أخرى
مثل أغلى قصّة عليه".
Charles Amable Lenoir
رسالة إلى إيفا هيس | سول ليويت

"عزيزتي إيفا،

لقد مر شهر منذ أن كتبتي إليّ وربما نسيتي الحالة التي كنتي فيها (رغم أنيَّ أشك في ذلك)، وكونك أنت، فأنت تكرهين كل دقيقة من ذلك. لا تفعلي! تعلمي أن تقولي "اللعنة" للعالم من حين لآخر. لديك كل الحق في ذلك. فقط توقفي عن التفكير، القلق، الترقب، التساؤل، التشكك، الخوف، المعاناة، التملص، النضال، التَشَبّث، الارتباك، التلهَّف، الفَرَك، الهَمْهَمة، التلعثم، التَذَمّر، التواضع، التعثر، الخدر، الهذيان، المراهنة، التدحرج، التَقَلّب، الهرولة، العرج، الاِخْتِلاَقَ، الشكوى، النوح، الأنين، التوق، الضلوع، النميمة، التدقيق، التمحيص، التَقَطّر، التطفل، التجوف، التعامي، الاتهام، التسلل، الانتظار الطويل، الخطو الصغير، الحسد، التملق، البحث، الجثم، التَدنِيس، الطحن، الطحن، طحن نفسك. توقفي وافعلي

من وصفكِ، ومما أعرفه عن عملك السابق وقدراتك؛ يبدو العمل الذي تقومين به جيدًا جدًا "الرسم - نظيف - واضح ولكنه جنوني مثل الآلات، أكبر وأكثر جرأة ... هراء حقيقي". هذا يبدو جيدًا، رائعًا - هراء حقيقي. افعلي أكثر. المزيد من الهراء، المزيد من الجنون، المزيد من الآلات، المزيد من الأثداء، القضبان، الفروج، كل شيء - اجعليه مليئًا بالهراء. جربي والمسي شيئًا داخلك، "الفُكَاهَة الغريبة". أنت تنتمين إلى الجزء الأكثر خَفِيَّة منك. لا تقلقي بشأن الجاذبية، اصنعي عدم جاذبيتك الخاصة. اصنعي عالمك الخاص. إذا كنت تخافين، اجعلي الأمر في صالحك - ارسمي ولوني مخاوفك وقلقك. وتوقفي عن القلق بشأن الأشياء الكبيرة والعميقة مثل "اتخاذ قرار بشأن غرض وطريقة حياة، أو اتباع نهج ثابت حتى نهاية مستحيلة أو متخيلة". يجب أن تتدربيِ على أن تكون غبية، بلهاء، طائشة، فارغة. ومن ثم ستكونين قادرة على فعلها.

لدي ثقة كبيرة فيكِ ورغم أنكِ تعذبين نفسك، فإن العمل الذي تقومين به جيد جدًا. حاولي القيام ببعض الأعمال السيئة - أسوأ ما يمكنك التفكير فيه ورؤية ما سيحدث ولكن بشكل أساسي استرخي ودعي كل شيء يمضي إلى الجحيم - فأنت لست مسؤولة عن العالم - أنت مسؤولة فقط عن عملك - لذا افعلي ذلك. ولا تظني أن عملك يجب أن يتوافق مع أي شكل، فكرة أو ذائقة مسبقة. يمكن أن يكون أي شيء تريدينه. ولكن إذا كانت الحياة ستصير أسهل بالنسبة لك إذا توقفتِ عن العمل - فتوقفي. لا تعاقبي نفسك. ومع ذلك، أعتقد أنه متأصل بعمق فيكِ لدرجة أنه سيكون من الأسهل عليك فعلها.

يبدو أنني أفهم موقفك إلى حد ما، على أي حال، لأنني أمر بعملية مماثلة في كثير من الأحيان. فأنا أقوم "بإعادة تقييم مؤلمة" لعملي وأغير كل شيء قدر الإمكان - وأكره كل ما قمت به، وأحاول القيام بشيء مختلف تمامًا وأفضل. ربما هذا الأسلوب ضروريٌ بالنسبة لي، ويدفعني للاستمرار. الشعور بأنني أستطيع أن أفعل ما هو أفضل من هذا الهراء الذي فعلته للتو. ربما تحتاجين إلى لوعتك لإنجاز ما تقومين به. وربما يدفعك هذا للقيام بعمل أفضل. لكنني أعلم أنه مؤلم للغاية. ربما من الأفضل أن تكون لديك الثقة للقيام بالأشياء وعدم التفكير فيها مجددًا. ألا يمكنك ترك "العالم" و "الفن" والتوقف كذلك عن تدليل أناكِ. أعلم أنه لا يمكنك (أو أي شخص آخر) العمل طوال الوقت ولذا تبقين مع أفكارك لبقية الوقت. ولكن عندما تبدأين العمل أو قبل أن تبدأي، عليك أن تفرغي عقلك وتركزي على ما تفعلينه. بعد أن تفعلي شيئًا ينتهي وهذا كل شيء. بعد فترة يمكنك أن ترى أن بعض ما قمت به أفضل من الآخر ولكن يمكنك أيضًا معرفة الاتجاه الذي تسيرين فيه. أنا متأكد من أنك تعرفين كل ذلك. يجب أن تعلمي أيضًا أنه ليس عليكِ تبرير عملك - ولا حتى لنفسك. حسنًا، أنت تعلمين أنني معجب جدًا بعملك ولا أستطيع أن أفهم سبب انزعاجك منه. لكن يمكنك أن ترى أعمالك التالية ولا أستطيع. يجب عليك أيضًا أن تؤمني بقدرتك. وأظن أنك تفعلين. لذا جربي أكثر الأشياء فظاعة - اصدمي نفسك. لديك القدرة على فعل أي شيء.

أود أن أرى عملك وسأكون سعيدًا بالانتظار حتى أغسطس أو سبتمبر. لقد رأيت صورًا لبعض أعمال توم الجديدة في لوسي. إنها مؤثرة للغاية - خاصة ذات الشكل الأكثر صرامة؛ وتلك الأبسط. أعتقد أنه سيرسل المزيد لاحقًا. أعلميني كيف تسير العروض وما إلى ذلك.

لقد تغير عملي منذ مغادرتك وهو أفضل بكثير. سأقدم عرضًا في الفترة من 4 إلى 29 مايو في معرض دانيلز 17 (حيث كان إميريش)، أتمنى أن تكوني هناك. الكثير من الحب لكما.

سول".
أحلم أن أكون كريستوبال | أندريس نيومان

"اسمي ماركوس. كنت دائمًا أحلم أن أكون كريستوبال. ليس معنى ذلك أن أُسمى كريستوبال. فكريستوبال هو صديقي، أريد أن أقول أنه من أفضل أصدقائي. بل هو صديقي الوحيد. أما زوجتي غابريلا، فتحبني بعمق، لكنها تنام مع كريستوبال، وهو رجل ذكي، واثق من ذاته، يمارس فن الرقص بطريقة لا تضاهى. إنه فارس وبطل بالمصطلح اللاثيني. يطهو كريستوبال من أجل النساء، لكي يقضمهن. يمكن أن نقول أن غابريلا هي خطيئة كريستوبال الفاتنة. سيعترض شخص ما بالقول إن زوجتي تخونني. بعيدًا عن ذلك، كنت أرغب في أن أكون كريستوبال. ولهذا الغرض، لن أقف مكتوف اليدين، وسوف أتدرب على أن لا أكون ماركوس، منخرطًا في أخذ دروس في الرقص، منغمسًا في الدراسة بشكل جدي. أعلم أن زوجتي تحبني، ذلك أن حبّها لي أكبر من نومها مع كريستوبال، الذي أريد أن أكونه.
بصدر مفتول وأجوف، تنتظرني زوجتي غابريلا بيدين مفتوحتين. هذا الشغف الذي يغمرني بالفرح، المقرون بتنفيذ استعمالات تكون في مستوى آمال غابريلا. وفي يوم ما، سوف تأتي اللحظة، لحظة حبّ راسخ؛ طالما قامت غابريلا بتهيئته، من خلال خيانتها لكريستوبال، واعتيادها على جسده، مزاجه وأذواقه، لكي تكون أكثر اطمئنانًا وسرورًا ممكنين، عندما أصبح مثل كريستوبال، ونتركه كلانا، وحيدًا".
أنت، قفلي المفتوح | مارغريتا فيلازينور

"اسم واحد فقط: اسمك. أحمِلُه مشتعِلًا على جِلدي
كتبته على راحة يدي،
أضعه بين أصابعي، في متاهة الأذن،
أغطّيه بورقة ذهبية على لوحة المذبح الباروكي.
يمكنني أن أسمِّيك النارَ عندما أنظرُ إلى الشَّفق.
يمكنني أن أسمِّيك النور عندما أنظر إلى النجوم.
والتُّراب فوق القبر الذي يمزج الترابَ بالتراب.
يمكنني أن أسمِّيك الغياب داخل حظيرة هذا المنزل
و -وحدة- لمّا أرى نفسي،
وموتًا، عندما أكتشف أنك مَيت.
ويمكنني أن أخلط اسمَك باسمي،
وأسمّيك، جبلًا، طائرًا، أو نهرًا،
لأني كُنتُ لبلابًا وداليّة وطُحلبًا
متعلقة بالجذع ومُلتصِقة بالجدار.
يُمكنني التجوّل عبر العالم وأَحيكُ السنوات،
وأسمّيك قُرحة، جرحًا، بيتًا شعريًّا.
يمكنني شرب عصارة حياتك في كوب منحوت من الذِّكرى،
يمكنني أن أبتلع الوردة الأشد سوادًا
وأن أحطِّم دويّ الأصداء.
يجب أن نصرخ باسمك.
اسم رئيس الملائكة مع السمكة والصنارة.
إنَّك ثروتي، زادي، وطني.
سفينتي وسط العاصفة،
قفلي المفتوح.
أنت جفوني، أحلامي الجميلة،
انقباض وانبساط قلب بدون عرناس.
أنتَ أنا، في مسكني حيث تطوف رِجلاي وجناحاي.
أنت وأنا مدحوران، مطرودان من جنتنا
بالكاد تذوَّقنا لُبَّ التفاحة،
مرميان بجرح ساطع في هذه الدار الخربة،
المهجورة منذ مدة".