ذبًّا عن الإمام النعمان
332 subscribers
50 photos
23 videos
12 files
12 links
هذه القناة أرشيف للتأصيلات والردود المنهجية على المعتدين على الإمام النعمان.

"سلامٌ على قبر ثوى فيه نعمانُ .. وكان له فيه من الله رضوانُ
ولا زال محفوفًا بأوسع رحمةٍ .. ولا زال روضًا فيه روحٌ وريحانُ"
Download Telegram
فمن أراد أن يقبل قول العلماء الثقات الأئمة الأثبات بعضهم في بعض فليقبل قول من ذكرنا قوله من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بعضهم في بعض، فإن فعل ذلك ضل ضلالًا بعيدًا وخسر خسرانًا، وكذلك إن قبل في سعيد بن المسيب قول عكرمة، وفي الشعبي وأهل الحجاز وأهل مكة وأهل الكوفة وأهل الشام على الجملة وفي مالك والشافعي وسائر من ذكرناه في هذا الباب ما ذكرنا عن بعضهم في بعض.

الإمام ابن عبد البر.
#لفتة
قال ابن قدامة: "((فالمتواتر يفيد العلم، ويجب تصديقه))، وإن لم يدل عليه دليل آخر، وليس في الأخبار ما يعلم صدقه بمجرده إلا المتواتر، وما عداه إنما يعلم صدقه بدليل آخر يدل عليه سوى نفس الخبر، خلافا للسمنية، فإنهم حصروا العلم في الحواس، وهو باطل، فإننا نعلم استحالة كون الألف أقل من الواحد، واستحالة اجتماع الضدين.
بل حصرهم العلم في الحواس -على زعمهم- معلوم لهم، وليس مدركا بالحواس، ولا يستريب عاقل في أن في الدنيا بلدة تسمى "بغداد" "وإن لم يدخلها" ((ولا نشك في وجود الأنبياء، بل في وجود الأئمة الأربعة)) ونحو ذلك." [روضة الناظر - (٢٨٨)].
#لفتة
وكما أن الإنصاف يقضي أن لا يتخذ ما ثبت عن الأئمة كسفيان الثوري وغيره من قولهم في أبي حنيفة ما يقتضي أنها لا تقوم الحجة بما ينفرد بروايته، ذريعة إلى الطعن في فقهه جملة وفي مذهبه، فكذلك يقضي أن لا يتخذ ما يستدل به على فقهه جملة ذريعة إلى رد كلام أئمة الفن في روايته.

عبد الرحمن المعلمي - التنكيل - (٧٢٢/٢).
#لفتة
#معاصرون
...وحذف الشيخ اليماني متون أسانيد الخطيب عند كلامه على رجالها هو من باب العقل والحزم، وترك الحكم الفصل في ذلك لعلام الغيوب الذي يأجر مجتهدهم وإن أخطأ أجرًا واحدًا ومصيبهم أجرين، فإن كلام معاصري أبي حنيفة فيه ليس بأكثر ولا أشد مما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من خلاف أدى إلى القتال بينهم، ومع هذا نعتقد أنهم جميعًا مجتهدون: إما مصيبون فلهم أجران، أو بعضهم مخطىء مع الاجتهاد فله أجر، ولسنا في كل وقت وبدون حاجة ضرورية إلى ذكر اختلافهم نذكره، وإن ذكرناه لم نغفل عن فضلهم وحسن بلائهم في الإسلام وعذرهم فيما نظن أنهم أخطاوا فيه.
فكذلك مخالفوا أبي حنيفة وجارحوه والطاعنون عليه على حد تعبير ابن عبد البر، هكذا يرى الشيخ اليماني ما جرى بين معاصري أبي حنيفة من الكلام فيه بسبب ما علموه عنه أنهم في ذلك مجتهدون في النصح للاسلام إن أصابوا فلهم أجران أخطاوا فلهم أجر الاجتهاد، وبرفع عنهم وزر الخطأ، لذلك كف عن ذكر المنقول عنهم في ذلك، لهذا ولعلمه بما جاء في الحديث الصحيح الذي فيه (إن الله يجمع المؤمنين على قنطرة على الصراط قبل دخول الجنة، ويصفي ما بينهم من خلاف وتبعات، يتبعها العفو والتسامح والصفا، ولا يدخلون الجنة إلا وقد نقوا وهذبوا مما كان بينهم)، لذلك سكت الشيخ اليماني عن ذكر ما كان من معاصري أبي حنيفة من طعن أو جرح.

الشيخ عبد الرزاق حمزة - المقابلة بين الهدى والضلال - (١١٧ - ١١٨).
#معاصرون
#لفتة
ذبًّا عن الإمام النعمان
Photo
قال الإمام يحيى بن معين: "ما أرى لمسلم أن ينظر في رأي الشافعي".
وقال: "ينظر في رأي أبي حنيفة، أحب إلي من أن ينظر في رأي الشافعي".
- سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين، (٢٩٥).

*امتدح الإمام ابن معين رأي أبي حنيفة وقدمه على رأي الشافعي، إذن ليس الرأي تهمة.
*كلمة الإمام يحيى بن معين في الإمام الشافعي رأيه المحض، ولا يلزم اتباعه عليه، لكن فيها رد على الطاعنين في الأئمة المتترسين بآثار السلف، فيقال لهم إن ابن معين إمام الجرح والتعديل لا يرى لمسلم أن ينظر في رأي الشافعي، فماذا لو خرج علينا قائل الآن بهذا القول وحجته أن له سلفًا؟ على قواعدكم لا يحق لأحد ذمه، إذ بذمه تذمون ابن معين أيضًا، فهل ابن معين لا يعي ما يقول؟ هل ابن معين ظلم الشافعي رحمهما الله؟
فإن قلتم لكن أبا حنيفة الذامين له هم أكثر أهل الحديث، فأقول ليست العبرة بالكثير والقليل، فإن الذين رفعوا السيف على علي رضي الله عنه من الصحابة كثير، وإن الذين ذموا قتادة كذلك كثير، لكن طالما أن الأمر لم يصل حد الإجماع، وكان من أهل الحديث من امتدحه كابن معين، فإن الأمر متردد بين قولين، مدح وذم، فننظر إلى تعامل أهل العلم بعدهم، وما القول الذي استقر عليه حالهم، وأجمعوا أمرهم عليه، فيكون ذلك بمثابة رد المتشابه إلى المحكم، وليعلم أن اجتماع الأمة معصوم، وليعلم أن لفظة (الأئمة الأربعة) مجمع عليها عند العامة والخاصة، وانظر كلمة الإمام ابن قدامة هذه: قال ابن قدامة: "((فالمتواتر يفيد العلم، ويجب تصديقه))، وإن لم يدل عليه دليل آخر، وليس في الأخبار ما يعلم صدقه بمجرده إلا المتواتر، وما عداه إنما يعلم صدقه بدليل آخر يدل عليه سوى نفس الخبر، خلافا للسمنية، فإنهم حصروا العلم في الحواس، وهو باطل، فإننا نعلم استحالة كون الألف أقل من الواحد، واستحالة اجتماع الضدين. بل حصرهم العلم في الحواس -على زعمهم- معلوم لهم، وليس مدركًا بالحواس، ولا يستريب عاقل في أن في الدنيا بلدة تسمى "بغداد" "وإن لم يدخلها" ((ولا نشك في وجود الأنبياء، بل في وجود الأئمة الأربعة)) ونحو ذلك." [روضة الناظر - (٢٨٨)].
#لفتة
#الرأي
#ثناءات
قصة لطيفة فيها فائدة حدث بها الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقه يرويها محمد بن عبد الله بن نمير عن وكيع

أنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي، نا عمر بن أحمد الواعظ، نا مكرم بن أحمد، نا أحمد بن عطية، نا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: سمعت وكيعًا يقول: "كان لنا جار من خيار الناس، وكان من الحفاظ للحديث، فوقع بينه وبين امرأته شيء وكان بها معجبًا، فقال لها: أنت طالق إن سألتيني الطلاق الليلة، إن لم أطلقك الليلة ثلاثًا، فقالت المرأة: عبيدها أحرار، وكل مال لها صدقة إن لم أسألك الطلاق الليلة، فجاءني هو والمرأة في الليل، فقالت المرأة: إني بليت بكذا، وقال الرجل: إني بليت بكذا، فقلت ما عندي في هذا شيء، (ولكنا نصير إلى الشيخ أبي حنيفة فإني أرجو أن يكون لنا عنده فرج)، (وكان الرجل يكثر الوقيعة في أبي حنيفة وبلغه ذلك عنه)، فقال: أستحيي منه، فقلت: امض بنا إليه، فأبى، فمضيت معه إلى ابن أبي ليلى وسفيان، فقالا: ما عندنا في هذا شيء، فمضينا إلى أبي حنيفة، فدخلنا عليه، وقصصنا عليه القصة وأخبرته أنا مضينا إلى سفيان وابن أبي ليلى، فعزب الجواب عنهما، (فقال: إني والله ما أجد الفرض إلا جوابك، وإن كنت لي عدوًا)، فسأل الرجل: كيف حلف؟ وسأل المرأة: كيف حلفت؟ وقال: وأنتما تريدان الخلاص من الله في أيمانكما ولا تحبان الفرقة، فقالت: نعم، وقال الرجل: نعم، قال: سليه أن يطلقك، فقالت: طلقني، فقال للرجل: قل لها أنت طالق ثلاثا إن شئت، فقال لها ذلك، فقال للمرأة قولي: لا أشاء، فقالت: لا أشاء، فقال: قد بررتما وخرجتما من طلبة الله لكما، فقال للرجل: (تب إلى الله من الوقيعة في كل من حمل إليك شيئًا من العلم)". قال وكيع: (فكان الرجل بعد ذلك يدعو لأبي حنيفة في دبر الصلوات، وأخبرني أن المرأة تدعو له كلما صلت). اهـ.
اللهم لا تجعل في قلوبنا غلًا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم.
#لفتة
أصحاب الحديث والأثر وأهل الفقه والنظر وأهمية الفرقتين والحاجة إليهما مع ما بينهما من تهاجر

قال الإمام الخطابي المتوفى سنة (٣٨٨هـ) في كتابه معالم السنن [(٣/١-٤)]: (ورأيت أهل العلم في زماننا قد حصلوا حزبين وانقسموا إلى فرقتين أصحاب حديث وأثر، وأهل فقه ونظر، ((وكل واحدة منهما لا تتميز عن أختها في الحاجة ولا تستغني عنها في درك ما تنحوه من البغية والإرادة))، لأن الحديث بمنزلة الأساس الذي هو الأصل، والفقه بمنزلة البناء الذي هو له كالفرع، وكل بناء لم يوضع على قاعدة وأساس فهو منهار، وكل أساس خلا عن بناء وعمارة فهو قفر وخراب.

((ووجدت هذين الفريقين على ما بينهم من التداني في المحلين والتقارب في المنزلتين وعموم الحاجة من بعضهم إلى بعض وشمول الفاقة اللازمة لكل منهم إلى صاحبه إخوانًا متهاجرين وعلى سبيل الحق بلزوم التناصر والتعاون غير متظاهرين)).

فأما هذه الطبقة الذين هم أهل الأثر والحديث فإن الأكثرين منهم إنما وكدهم الروايات وجمع الطرق وطلب الغريب والشاذ من الحديث الذي أكثره موضوع أو مقلوب لا يراعون المتون ولا يتفهمون المعاني ولا يستنبطون سيرها ولا يستخرجون ركازها وفقهها ((وربما عابوا الفقهاء وتناولوهم بالطعن وادعوا عليهم مخالفة السنن ولا يعلمون أنهم عن مبلغ ما أوتوه من العلم قاصرون وبسوء القول فيهم آثمون)).

وأما الطبقة الأخرى وهم أهل الفقه والنظر فإن أكثرهم لا يعرجون من الحديث إلا على أقله ولا يكادون يميزون صحيحه من سقيمه، ولا يعرفون جيده من رديئه ولا يعبؤون بما بلغهم منه أن يحتجوا به على خصومهم إذا وافق مذاهبهم التي ينتحلونها ووافق آراءهم التي يعتقدونها وقد اصطلحوا على مواضعة بينهم في قبول الخبر الضعيف والحديث المنقطع إذا كان ذلك قد اشتهر عندهم وتعاورته الألسن فيما بينهم من غير ثبت فيه أو يقين علم به، فكان ذلك ضلة من الرأي وغبنًا فيه...). اهـ.
#لفتة
في مناظرة الإمام الشافعي لأحد العراقيين قال:
"قد شهد عليك أصحابنا الحجازيون، وعلى من ذهب مذهبك في رد هذين الحديثين، وفيما رددت مما أخذوا به من الحديث أنكم تركتم السنن وابتدعتم خلافَها، ((ولعلهم قالوا فيكم ما أحبُّ الكفَّ عن ذكره، لإفراطه))". [الأم - (ص٥٩٦)].
#لفتة
قال أحمد بن حنبل: (ما زلنا نلعن أهل الرأي ويعلنوننا حتى جاء الشافعي فمزج بيننا) = يريد أنه تمسك بصحيح الآثار واستعملها ((ثم أراهم -أي: الشافعي- أن من الرأي ما يحتاج إليه وتنبني أحكام الشرع عليه))، وأنه قياس على أصولها ومنتزع منها. وأراهم كيفية انتزاعها، والتعلق بعللها وتنبيهاتها. فعلم أصحاب الحديث أن صحيح الرأي فرع الأصل، وعلم أصحاب الرأي أنه لا فرع إلا بعد الأصل، وأنه لا غنى عن تقديم السنن وصحيح الآثار أولًا.
- ترتيب المدارك للقاضي عياض، (٩١/١).
#لفتة
ذبًّا عن الإمام النعمان
قال أحمد بن حنبل: (ما زلنا نلعن أهل الرأي ويعلنوننا حتى جاء الشافعي فمزج بيننا) = يريد أنه تمسك بصحيح الآثار واستعملها ((ثم أراهم -أي: الشافعي- أن من الرأي ما يحتاج إليه وتنبني أحكام الشرع عليه))، وأنه قياس على أصولها ومنتزع منها. وأراهم كيفية انتزاعها، والتعلق…
وجاء في الانتقاء لابن عبد البر:
..عن الربيع بن سليمان: (إن أصحاب الرأي كانوا يهزأون بأصحاب الحديث حتى علمهم الشافعي -يعني علمهم طرق الاستنباط-).
ومن أين أخذ الشافعي -رحمه الله- علمه هذا؟
= من صاحب أبي حنيفة رحمه الله، محمد بن الحسن الشيباني -راوي موطأ مالك-، قال الربيع سمعت الشافعي يقول: (حملت عن محمد وقر بعير كتبا). [لسان الميزان، لابن حجر، (١٢١/٥)].
#لفتة
تعليق الأستاذ بشار عواد على كلمة الخطيب البغدادي: (والمحفوظ عند نقلة الحديث عن الأئمة المتقدمين وهؤلاء المذكورون منهم في أبي حنيفة خلاف ذلك).
فلا ينبغي الاستتار خلف هذه الكلمة، والاستدلال بها مجردة في رد روايات المدح، لما ذكر الأستاذ في الحاشية، ولأن من الأئمة من خالف كلمة الخطيب البغدادي هذه، كالإمام ابن عبد البر إذ قال: "الذين رووا عن أبي حنيفة ووثقوه وأثنوا عليه، أكثر من الذين تكلموا فيه.."، وهو عالم بآثار الذم محيط بها، مع ذلك قال هذه الكلمة، وقد روى في انتقائه بأسانيده عن ٦٧ إمامًا وعالمًا من السلف أثنوا على أبي حنيفة رحمه الله، وقد أوصلهم أبو غدة لـ ٧٠، وزاد. وأنا هنا لا أثبت كلام ابن عبد البر، فهو يجري عليه ما قيل في الخطيب البغدادي = "فإن كثيرًا من الروايات التي ساقها لا تصح"، وإنما أريد التنبيه على أن رد جميع روايات المدح بمجرد الاستدلال بكلمة الخطيب البغدادي خطأ، وكذلك رد جميع روايات الذم بمجرد الاستدلال بكلمة ابن عبد البر خطأ. إنما هي دعاوى، فتثبت.
#لفتة
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
تحرير موقف الإمام حماد بن سلمة من أبي حنيفة | إلزامات وفوائد مهمة
#لفتة
#معاصرون
الأمر الثاني: تلبُّسُ بعضِ أصحاب أبي حنيفة والمنتسبين إلى مذهبه بمقالات طوائف المبتدعة في الصفات والإيمان والطاعة، ونسبة أبي حنيفة إلى شيء منها. وقد نُسبت لأبي حنيفة مقالات بدعية كثيرة لم يثبت منها على التحقيق إلا مقالتان:

١- مقالة الإرجاء في الإيمان، وهي بدعة خفيفة ليست من غلاظ البدع ولا من كبائرها؛ لأن الإرجاء ليس شيئًا واحدًا، وأبو حنيفة كان يقول بأخفّه وأهونه وهو إرجاء الفقهاء، وهذا لا مطعن فيه بعدالة أبي حنيفة مع الصدق وحسن الديانة، وقد وثّق أهل الحديث مئات الرواة المبتدعة من طبقة أبي حنيفة ومَن قبله ومَن بعده، واحتجوا بأحاديثهم، ورووا لهم في مصنفاتهم، وفيهم من البدع المغلّظة ما لا تساوي بدعة أبي حنيفة إليها شيئا!

٢- مقالة الخروج، وهذه مقالة ثابتة عن أبي حنيفة، بل كان يدعم ثورات أئمة أهل البيت ويحرّض على الخروج معهم، وقد أُوذي بسبب ذلك وسُجن حتى مات في سجنه، ولا يضرُّه ذلك في عقيدته ولا في ديانته، ولم يكن يعتقد عقيدة الخوارج الشُّراة في تكفير أهل القبلة، وليس الخروج على الحاكم الظالم من خصائص الخوارج، بل هو مذهبٌ للسلف قديم وهو أيضًا مذهب أئمة أهل البيت وأكابر أهل الحديث، ومع ذلك فقد وثق نقاد أهل الحديث رؤوس الخوارج الاعتقاديين، واحتجوا بمروياتهم ولم يتنكّبوهم، فكان ماذا؟!

وما من بدعةٍ ينسبونها لأبي حنيفة للطعن بعدالته إلا وجئتهم بأسماء أئمة كبار من شيوخهم وأئمتهم، قد قالوا بها، ومع ذلك وثقوهم واحتجوا بهم واتخذوهم أئمة وقدوات!

إذا فهمتَ تلك المباني والأصول التي نشأت عنها مقالة القدح في أبي حنيفة، وقرأتها في سياقها التاريخي الصحيح = عرفتَ سبب تنكّب المتأخرين أقوال النقاد الأوائل في أبي حنيفة، وعلى رأسهم: ابن عبد البر، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن رجب، والذهبي، وابن حجر، وغيرهم.

وقد هلكت في أبي حنيفة ثلاثة طوائف:
١- طائفة جمدت على ظواهر أقوال النقاد من غير فقهٍ ولا معرفةٍ ولا أهلية، وهؤلاء هم المستهدفون من هذه المقالة.
٢- وطائفة ثانية: انساقت مع العواطف وكذّبت، أو استبعدت صدور كثيرٍ مما قيل في أبي حنيفة عن نقاد أهل الحديث، أو تعسّفت في تأويله، وعاشت في مثالية وهمية تخيّلت فيه مجتمع أهلِ الحديث مجتمعًا ملائكيًا مجرّدًا من الانفعالات النفسية والأمزجة البشرية!
٣- وطائفة ثالثة: تورطت في القراءات المذهبية البغيضة، فشكّكت بنزاهة النقاد وقدحت في إنصافهم وأهدرت أقوالهم، كمتعصبي الحنفية أمثال الكوثري ومن لفّ لفه.

نسأل الله العافية.
#لفتة
#معاصرون
فائدة..

يستدل بعضهم بكلام ابن عبد البر هذا: "وَكُلُّ مَنْ قَالَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ الإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يُنْكِرُونَ قَوْلَهُ -أي: قول أبي حنيفة- وَيُبَدِّعُونَهُ بِذَلِكَ"، على حكاية الإجماع على تبديع أبي حنيفة لإخراجه العمل عن مسمى الإيمان، أو لقوله بما سمي بعد بإرجاء الفقهاء.

• أولًا: الاستدلال على هذا النحو بكلام الإمام ابن عبد البر يوهم وقوع التناقض في كلامه، إذ هو نفسه القائل: "الذين رووا عن أبي حنيفة ووثقوه وأثنوا عليه، أكثر من الذين تكلموا فيه"، وقد صنف في فضائله، وجعله من الأئمة الفقهاء.

• ثانيًا: ينتبه إلى أن ابن عبد البر قال: "وكل من قال ((من -للتبعيض- أهل السنة)) الإيمان قول وعمل"، ولم يقل أن كل -أو أن أهل السنة- أهل السنة يقولون أن الإيمان قول وعمل، بالتالي هناك من أهل السنة على قوله من قال أن الإيمان قول، ويقصد من هم مثل حماد بن أبي سليمان، ويبين ذلك أيضًا قوله: "ونقموا أيضًا على أبي حنيفة الإرجاء، (ومن أهل العلم من يُنسب إلى الإرجاء كثير)، لم يُعن أحد بنقل قبيح ما قيل فيه، كما عُنوا بذلك في أبي حنيفة (لإمامته)"، وقد قال ابن تيمية: "ولهذا لم يكفر أحد من السلف أحدًا من مرجئة الفقهاء بل جعلوا هذا من بدع الأقوال والأفعال، لا من بدع العقائد، (فإن كثيرًا من النزاع فيها لفظي)، لكن اللفظ المطابق للكتاب والسنة هو الصواب"، ولأن البدعة تبدأ شبرًا ثم تصير فرسخًا، قال: "وقد صار ذلك ذريعة إلى بدع أهل الكلام من أهل الإرجاء، وغيرهم، وإلى ظهور الفسق، فصار ذلك الخطأ اليسير في اللفظ سببًا لخطأ عظيم في العقائد والأعمال".

• ثالثًا: جمع من الأئمة والعلماء وقع في البدعة، بل خالف بعضهم أصولًا، ورد إجماعات، وإنما غايته أنهم كانوا متأولين، فلم يمنع ذلك المسلمين من الاتفاق على إمامتهم، كما في مثال شريح القاضي، وكذلك اتفقوا على إمامة أبي حنيفة رحمه الله، كما في كلام ابن تيمية، وابن رجب، وغيرهما.
#لفتة
#رأي_جهم
...تجد البعض سب أبا حنيفة، تكلم في أبي حنيفة، وطعن في أبي حنيفة، ولن تجد رواية صحيحة عن أبي حنيفة رحمة الله عليه تكلم في أحد منهم، كان من أكثر الناس حفظًا للسانه.
- الشيخ فايز الكندري.
#لفتة
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
البحث في حال فلان، أو في حال الطائفة الفلانية، والإغراق في ذلك، هذا ليس من مقاصد الشرع، وليس هذا هو العلم وإن وصلت في ذلك أبعد المواصيل... أرجوك تأمل هذه النصيحة جيدًا... الشيخ جهاد ذيب.
#لفتة