📘 قراءة وتحميل كتاب أوراد أهل السنة والجماعة ⏤ مؤيد عبد الفتاح حمدان 2022
https://books-library.net/free-1475780789-download

وأُحبُّ لك أن تجمع بنفسك هذه الأدعية والأذكار من وُردك في القرآن والحديث

مرَّ في حياتي أوقات سعادة فرحتُ فيها بأسباب متنوعة
فواللهِ إن أجملَها :
فرحي بصلاةٍ أخشعُ فيها
أو بآيةٍ أعرفُ معناها، أو معنى أتعلمُه من ديني
أو سورةٍ أقرأُها من صدري في صلاةِ الليل
أو آياتٍ أستمع إليها من شيخٍ أُحب تلاوتَه
أو تذكُرُ نبيٍ من الأنبياء ومشهدٍ من سيرتِه
أو شيءٍ أُسعِدُ به شخصًا، أو أُعِينُه في أمر دينِه أو دُنياه
أو دعوة إلى الله وتعليم ونصيحة لمن أجلس معه
أو جلسةٍ دون تكلُّفٍ مع أخٍ أُحبه لله

هذه أوقاتُ سعادة القلب، فاللهم اجعل فرحنا بما يُرضيك.

لن يبقى لك:
- من القرآن الذي حفظتَه ثابتا محفوظا عندك إلا ما تكرره وتُصلي به
-ومن الأحاديث إلا ما تُحدث به وتعمل به قاصدا إياه
-ومن المعلومات والكتب إلا ما تَتدارسُه مع غيرك وتنشره بين الناس
-ومن الكلمات التي تتعلمها في لغةٍ أجنبية إلا ما تستعملُه
-ومن المهارات إلا ما تُوظفه في يومك
وهكذا
خُلاصةُ تعبِك في أي باب بقدر استثمارِك له

لمدة أسبوع ان شاء الله سأكون مشغولا عن دروس التليجرام
يعني من الليلة إلى يوم الخميس القادم ان شاء
وربما غدا مساء يكون عندنا درس مختصر البخاري
وسأؤكد ذلك بعد الظهر غدا إن شاء الله

قال رسول اللهﷺ لطالبِ الخير{فأعِنِّي على نفسِك}
وقال زُهيرُ بن أبي سُلمى: ((ومَن لا يُكرِّمْ نفسَه لا يُكرَّمِ))
وقال عنترة:
وبِذابلي ومُهنّدي نِلتُ العُلا
لا بالقرابةِ والعديد الأجزل
وقال أبوهلال العسكري : ((فمن لم تبلّغه المَعاليَ نفسُهُ**فغيرُ جدير أن ينالَ الـمَعاليا))
قلتُ: من أعظم القواعد التي يجب أن تفهمها وأنت تطلبُ أي نجاح أو هدف: قاعدة : {محدِّش فاضي لك}{ولن ينهض بك سوى نفسك}
والموعظةُ مهما كانت بليغة، والنصيحةُ مهما كانت قوية والخُطّة مهما كانت مُحكَمة فلن تُحرِكك إلا إذا تحرّكتَ أنت!

فلا تنتظر أحدَهم يتبنّاك أو يأخذ بيدِك أو يشجعك أو يحفِّزك أو يُتابعك أو يلاحظ تطورك أو يُثني عليك أو يُكافئك أو.. أو... كُن أنت ذلك كلَّه لنفسك.. مُستعينا بالله مُخلصا القصد فواللِه صدَق من قال:
ما حكّ جلدَك مثلُ ظَفرِك فتولّ أنتَ جميعَ أمرِك .

إذا لم تحمِل نفسك على النهوض من وَحل الكسل والنوم والانترنت والمُلهيات والشواغل التافهة…
إذا لم تُخلّصها من لُصوص الخير، وقُطّاع الطرق، ورفاق السوء..
إذا لم تُجبرْها على ما فيه منفعتُك في دينك ودنياك...
إذا لم تكن قويا في صُنع جو ملائم لأهدافك وتهيئة الأسباب لها= فستبقى في وَحْلٍ لا يمُر بك يومٌ إلا وأنت تغرز فيه أكثر ..حتى يأتي وقتٌ مهما أردتَ فيه أن تخلُص منه أو ترتفع ..مهما عزمتَ على ذلك فلن تجد قلبا ولا جسدا ولا صديقا يُعينُك ..
أفِق ..انفض الغبار عن نفسك
اترك مقاعد المتفرجين وانزل السباق واختر ما يناسبك
لا تنشغل بأن يَعرف عنك أو عن عملك ونجاحك أحدٌ من الخلق.....
الحل ببساطة : أنْ تُحِبّ نفسك وتحرص على خيرها وتجمع قلبك على ما ينفعك ولا تنتظر من يُحركك؛ لأنه طريقُك أنت، وأنت من له غُنمُه وعليه غُرمُه!
فاستعن بالله

تأمّلتُ كثيرا فيما يبدأ به رسولُ الله ﷺ عند استيقاظه للقيام لربِّه مُصليا من الليل
فقد كان من سُنته أن يمسح النوم عن وجهه ويستنُّ (بالسواك) ويقرأ خواتيم سورة آل عمران من قول الله تعالى
(إِنَّ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَـٰفِ ٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ....) ثم يتوضأ ويُقوم لربّه مُصليا وداعيا وسائلا..
فظهر لي هداياتٌ كثيرة في هذه الآيات المُباركة، من أعظمها في ختام آل عمران:
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱصۡبِرُوا۟ وَصَابِرُوا۟ وَرَابِطُوا۟ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾
وإنها أعظمُ ما يستقبل به المؤمنُ يومَه؛ ففيها:
- أعظم مطلَب: (الفلاح)
-وفيها أجلُّ وسيلةٍ يُعان بها العبدُ على مطالبه: (الصبرُ والمُصابرة والمُرابطة وتقوى الله) كما يذكر الله تبارك وتعالى كثيرا جزاءه للمؤمن بصبرِهم، ومنه قولُه (إِنِّی جَزَیۡتُهُمُ ٱلۡیَوۡمَ بِمَا صَبَرُوۤا۟ أَنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡفَاۤىِٕزُونَ)
فاللهم أعِنا على العمل بذلك حتى نلقاك

كم من إنسانٍ تغيرت حياتُه وعاداتُه وطموحاتُه لمجرد أنه قصدَ أمرًا جعلَه قِبلتَه ومطلوبه
***
أعرفُ شخصًا صوته جميل، وكان قد حفظ القرآن منذ مدة ثم أهملَه فأُنسِيه كلَّه تقريبا، وكان أهلُ بلده يُلحُّون عليه ليُصلي بهم إمامًا في رمضان، وهو يتهرّب منهم لأنه يكسل عن المراجعة كان بيقول(طب وأنا ليه أوجع دماغي وأقعد أشيل الهمّ وأراجع) وأغلط في الصلاة.. طب ما أريّح دماغي واعتذر.. ايه اللي هيحصل يعني!

في لحظةٍ ما فكّر {سأحكي لكم ما قاله بالحرف } :
(كيف أتهرب من تلك المسؤولية، و يفوتني هذا الثواب العظيم، وأنا عايش على أمور تافهة بلعب وأهجّس، وسايب أهل بلدي يتذلّلو ويدوروا على شيخ يُصلي بهم، دا أنا بستهبل بجد)
فاتصل بإدارة المسجد قبل رمضان بمُدة (أظنُّ ثلاثة أشهر) وقال لهم :إن شاء الله أنا إمامُكم رمضان القادم...والله المستعان..
واللهِ لقد وُلد من جديد (انتقل من ساحة المُتفرجين إلى مضمار السباق)
انقلبت حياتُه وتغيرت عاداتُه، وصار يضِن بكل وقت في سبيل مراجعة القرآن وتثبيته وإتقانه
يقرأ في المشي والمواصلات ويجعل زوجته وابنه وصديقه يُسمعون له ما راجعه، يصلي بمحفوظه النوافل وقيام الليل،
يستمع للسورة اللي عليها الدُّور وهو في عمله.
لو اتصل به صاحبه ليذهب معه للكافيه قال له:مشغول مش هقدر.. معنديش وقت....
صار يضبط نومه واستيقاظه..
وانشغل به عن محرمات ومشكلات وجدال ومُناكفات كانت تحتلُ مساحات الفراغ من قلبه وعقله
لم يَعُد الآن - قط- يلتفت إليها..
فقط.. لأنه وضع أمامه مَطلبًا فاسحوذ على قلبه وجهده..
عامِلٌ واحد طرأ على حياته استخرج منه (الطاقات و المواهب وأغلق عليه كثيرا من أبواب الشرّ) والفضل لله الكريم المُستعان
*****
#كم من رجل وامرأة وشاب وكبير وطفل (ستُخرج كنوزُ مواهبه) لو وضع أمامه [أو نبَّهَه غيره] على مطالب يسعى لها.
#أكثرُ الناس لا تُستخرَج طاقاتُه إلا تحت ضغط وإلزام.
#راحةُ النفس ليست في (التطنيش وتكبير الدماغ والإهمال واتباع الهوى والتسالي)
راحة النفس في تزكيتها بما ينفعُها
#الإنسانُ هو الذي يظلمُ نفسه، وهو الذي يرفعُها
ولعل من أبلغ ما جاء في القرآن عمّن ضيّع نفسه قولُه (قد خسرُوا أنفُسَهم)
فاللهم اجعل ما بقِي لنا من أعمارنا عامرًا بما يُرضيك
ونعوذ بك أن نخسر أنفُسنَنا.

علمتُ بوفاة والدة حبيبي أيمن عبد الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
ولله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار
رحمها الله وغفر لها
وفرَّج عن ولدِها وأخلَف عليه خيرا
وحسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم اشدد وطأتك على الظالمين وأعوانهم
ولا تجعلنا ظهيرا للمجرمين

أنْ لا تكون جزءًا من الفساد والمُنكر المنتشر في هذا العالم فهذا واللهِ من أعظم ما تنصر به اللهَ ودينَه

وهذا النصر بالتحديد لا يعجز عنه أحدٌ
وكثيرٌ ممن يلعنون الفساد والمُفسدين هم جزءٌ من الفساد وأعوانٌ له ولأهله
تذكرتُ رجلا كان يشتم عادل إمام ويقول :دا إنسان تافه وفارغ وينشر الفساد والفِسق، وبيأخد ملايين من فلوس الشعب على أشياء تافهة
وهذا الرجل نفسُه راح استلف فلوس علشان يحضر مسرحية (الواد سيد الشغال) وقعد يحكي لأصحابه عن المسرحية..
-وواحد كنت كل لما أنصحه يترك التدخين يقول لي: السجاير دي بنت & #&_&
وهو يشتريها كل يوم ويشربها ويعزم على أصحابه
وشركات السجائر التي تصنع وتروّج وتنشر تكتب على علبة السجائر (التدخين ضار جدا بالصحة يؤدي إلى الوفاة)
والدول تصنع إعلان ضد التدخين وهي التي ترعى التدخين وتربح منه!
تناقضات وضحك على النفس وعلى الناس..
#ليس المراد منك أن تبغض الفساد وأهلَه وتشتمه وتُحذّر منه ثم تشاهده وتنشره!
المطلوب منك قبل كل شيء : أن لا تكون - بوجهٍ من الوجوه- جزءًا منه، أو عونًا له بأي سبيل
ومن ظنّ أنه بمشاهدته للمنكر والفساد ليس جزءا منه ولا مُعينًا له=فهو يكذب على نفسه
وهل تُصنع المواد الإعلامية إلا لتُتابَع، وتحقق نسبة مشاهدات؟!
هل تظن أن الفساد محصور في أن تكون أنت الممثل أو الإعلامي المُنتج أو المُخرِج؟!
اقطع صِلتَك بالفساد وأهله
وهذا معنى (الاجتناب) في القرآن والسُّنة :يعني أن تكون في جانب، وهو في جانبٍ آخر
لا تكن معه ولا حولَه ولا تقربْه
افطمْ نفسك وبيتَك عن تلك السموم فإنها من المنكرات ومُفسِدة للأخلاق ومضيعةٌ للعُمر.

ذلك المُمثل وتلك الممثلة التي تُدخلُهما بيتك بإرادتِك عن طريق الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والبرامج التافهة وتُقدّمها لأبنائك لتتشكّل عقولهم واهتماماتهم ويرون العالم عن طريقهم
ويقتلون أوقاتهم (التي كان حقُّها أن تُحيا بالعلم والمهارة والعمل وتطوير النفس)
أولئك الممثلون يتقاضون ملايين الجنيهات على ما يُفسدون به أبناءك ثم يرجعون إلى قصورهم و(الكومباوند بتاعهم) ويبقى أبناؤك في الشارع والمدرسة يعيشون بنفس السفالة والبلطجة وقصص الفِسق والتفاهة والسخافة التي شاهدوها
تلك الأشياء التي شوّهتِ الجيل وجعلته في أحسن أحوالِه تافِهًا ..تافِه المطالب .. هشًا ..ميتَ العزم ، فضلا عمّا يروجون له من الكفر والفسوق والعصيان
وهؤلاء كما قال الله عنهم: (وَیُرِیدُ ٱلَّذِینَ یَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَ ٰ⁠تِ أَن تَمِیلُوا۟ مَیۡلًا عَظِیمࣰا)
يريدون أن تميل عن أمر الله وطاعته لتكون مثلهم تعيش لهواك وشهواتِك
لا تطلب معالي الأمور ولا تسعى لها

ولا يدخلُ الشيطان بيتًا بابُه مُغلق ، بل أنت بنفسك وبإرادتك تفتح له وتُدخله !

-فمن فتح تلك الأبواب على أبنائه كيف يستغرب سوء أخلاقهم أو سخافتهم أو تفاهتهم أو كيف يجحدون نعمة الله أو يفسقون أو يُلحدون ؟
-ومن طلب صلاحهم وهو ما يزال يُعيّشُهم على تلك المُفسدات التي تطمس الفطرة وتسير على معالم الإسلام بمِمحاة= فهو كمن يريد أن يسير بسفينةٍ في صحراء
إذ كيف يجتمع البناءُ والهَدم ..فالإسلام والقرآن يبنيان وذلك الإعلام الفاسد يهدم ويطمس!
-ومن بقِي زمنا وقد تعوّد أبناؤه على تلك الأمور فليكُن حكيما في منعها من منزله وليشرح لهم مفاسدها ويُعطيهم بدائل نافعة وليعترفْ بكل صراحة لهم أنه كان مُخطئًا وأنه يتوب منها دون لف أو دوران ، ليعلموا ذلك بوضوح.
-وأهم من ذلك: أن يُعطيهم نفسه ووقتَه ويأنسُ بهم ويُخطط لهم ويُعينُهم
- مهما تعوّد أولادُك عليها فإنك تستطيع بإذن الله ثم بالحكمة والتدرج والبدائل تستطيع أن تشغلهم عنها، وذلك يحتاج صبرًا بقدْر ما فرّطتَ وقصّرت
وكانت الوقاية خيرا من العلاج
ومع ذلك /فعلاجُ المرض خيرُ من البقاء عليه، ومواجهة الغلط أفضل من التطبيع معه
فاستعن بالله فليس عليك واجبٌ في الدنيا أعظم من هذا الواجب ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ))
ومن وفّر لأبنائه كل ما على الأرض من متاعها ثم غفل عن ذلك فهو واللهِ أعظم من ظلم نفسه وأهله، وهو أعظمُ الخاسرين ((قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ))
فانظرْ : ماذا قدّمت لهم يتقون به تلك النّار

لعلّ مِن أعظم دوافِع ترك مشاهدة المُحرمات والأفلام التي تُروِّج للفاحشة وعمل قومِ لوط وتفكيك الأُسرة وتشويه الفطرة=أن تعلمَ أنها ليست مجرد مناظر يحرُم النظرُ إليها، ولكنها عملُ الذين يتّبعون الشهوات، عمل المُفسدين الصادّين عن سبيل الله المحاربين للفضيلة والطهارة ومكارم الأخلاق
فالمسلمُ إذا اعتبر هذه الأمور مع حُبه لله وشكر نعمته بألا يستعمل نعمة الله فيما لا يُرضي الله
و أمر الله بغضّ البصر
وأنّ الله تبارك وتعالى يغارُ أنْ تزني أمتُه أو يزني عبدُه
ورجا العبدُ ثواب الله في نهْيِ نفسه عن الهوى= كان ذلك كله مُعينًا له على ترك هذه المُنكرات التي يصطادُ به أهل الباطل مَن في قلبه مرض
ونعوذ بالله من فتنة المحيا وفتنة الممات

دورة نصائح وتوجيهات لطالب العلم والدراسة عن بُعد
كاملة مكتوبة، جزى الله خيرا من كتبها

يحكي ابنُ عباس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب كان يقول له أحيانا (تعالَ أُباقيكَ في الماء، أيُّنَا أطولُ نَفَسًا)
يعني بالبلدي:
تعالى نغطّس دماغنا في الماء واللي يطلع الآخر!
هذا، وهو أمير المؤمنين
وابنُ عباس من سِن ولدِ عُمر
فرضي الله عنهما
**
والأثر :
عن ابن عباس: ربَّما قالَ لي عُمرُ بنُ الخطَّابِ : تعالَ أُباقيَكَ في الماءِ أيُّنا أطوَلُ نفَسًا ، ونحنُ مُحرِمونَ

الأُم للشافعي رقم ٨٦٢

محرمون:
يعني: مُتلبِّسون بالإحرامِ في مَوسِمِ الحجِّ،
"تعالَ أُباقِيك أيُّنا أطولُ نفَسًا في الماءِ"، أي: يَطلُبُ منه مُسابقتَه أيُّهم أكثَرُ تحمُّلًا للبَقاءِ تحتَ الماءِ، والمعنى: نَغوصُ في الماءِ، ونَنظُرُ أيُّنا يَبقى في الماءِ مُدَّةً أكثَرَ؛ وهذا لعِلْمِه بأنَّ اغتسالَ المُحْرِمِ، وتَنظُّفَه بالماءِ، وتَبرُّدَه به؛ لا شَيءَ فيه، وليس مِن مَنْهيَّاتِ الإحرامِ

خُلاصة لطالب العلم ليعرف أين موقعُه:
يهتدي طالبُ العلم بقدر عنايته
١- بالقرآن
- وبيانه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
- وما أُثِر عن صحابته رضوان الله عليهم، ثم أئمة التابعين فمن بعدهم.
- والعلم بلسان العرب
- وبمطالعة ما أُثِر عن أئمة العلم المُحققين
والأئمةُ المُحقِّقون:
والتحقيق في الأمر: إعطاؤه حقَّه كاملا، والمراد هنا : (الأئمةُ الذين حقَّقوا ما عُنوا به من أبواب العلم ومسائله الذين -وهم أهلُ العلم -بمختلفِ اهتماماتهم العلمية- الذين كانت لهم آثارٌ ظاهرةٌ في تلقي العلومِ وجمعها وتصنيفها أبوابا، وضبطِها وتحريرِها والعنايةِ والتأثيرِ في العلم تدريسا وتصنيفا وجمعا ونقدا وبيانا واستدلالا وتأصيلا، ولهم جملٌ معلومةٌ محفوظةٌ من الأقوال في تلك العلوم حتى صاروا أئمةً فيها لمن بعدهم، وصارتْ مصنفاتُ مَن صنَّف منهم إماما لمن بعده في العلوم التي عُنِي بها، حتى إذا ذُكرتْ تلك العلوم ذُكرَ وذُكرت مصنفاته، وهم مَن تُجمَعُ أقوالُهم في الأبواب والمسائل التي عُرفوا برسوخهم فيها،
و المصنفات الآتية هي منبعُ علوم الإسلام وهي القاعدة التي ينبغي أن ينطلق منها طالب العلم في التأسيس ففيها: معرفة (كُتب العلم وفروعه وأبوابه ومسائله، وأعلامُه وفقهاؤه، ومنهج تصور المسائل والأقوال وحُججُها والاستدلال والنقد والرد والبيان وغير ذلك مما يُبنى عليه طالب العلم، ويرجع إليها الطالب عند دراسة أي مسألة في الإسلام:
1- موطأ مالك برواياته، ومنها: رواية محمد بن الحسن الشيباني ويحيى بن يحيى الليثي، وأبي مصعب الزهري
2-كتاب الآثار :لمحمد بن الحسن الشيباني، والحجة على أهل المدينة وغيرها
3-كتب الشافعي مثل كتاب الأم وما أُلحق به مثل كتاب الرسالة و كتاب جماع العلم واختلاف الحديث وأحكام القرآن
وسير الأوزاعي
4-المصنف: عبدالرزاق الصنعاني
5-كتاب الإيمان :لأبي عبيد القاسم بن سلام
6-المصنف: لأبي بكر بن أبي شيبة
7-مسند إسحاق بن راهويه
8-مسند الإمام أحمد بن حنبل
9-مسند الدارمي
10-وأربعة من كتب الإمام البخاري :
-التاريخ الكبير
-الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه (صحيح البخاري)
-كتاب خلق أفعال العباد
-كتاب الأدب المفرد
11-كتب الإمام مسلم:
-صحيح مسلم
-كتاب التمييز
12-سنن ابن ماجة
13- سنن أبي داوود السجستاني
-كتاب الزهد
-كتاب المراسيل
14- أبو عيسى الترمذي :
-الجامع (سنن الترمذي)
-كتاب شمائل النبي صلى الله عليه وسلم
15-البحر الزخار :البزار
16 - الإمام النَّسائي (السنن الكبرى والمُجتبى)

ثم المحققون بعدهم في كل طبقة أمثال: الدارقطني والطبري
ثمَّ ابن عبد البر وابن حزم و النووي وابن عطية ابن تيمية وابن هشام الأنصاري والشاطبي، وابن الصّلاح، والمزِّي وابن القيم وابن كثير وابن حجر العسقلاني …وأشباهِهم من أهل العلم المحققين، ومصنفاتُهم هي عيون التراث الإسلامي.
فبقدر العناية بتراث هؤلاء و#حسن التعاطي معه ينبُلُ الطالبُ ويهتدي بإذن الله
وبكلمةٍ: فإنّ أخصّ ما ينبغي أن نتتبعه ونطلبه في سيرة أئمة الإسلام المُصلحين (الأسس-التكوين- المُخرجات والآثار) يعني:
١-الأسس التي كانوا عليها: من العلم والإيمان والتقوى والخُلق والاستقامة والعبادة.
٢-عنايتُهم بالأمور الكبرى التأسيسيّة والمحكمات في أبواب الدّين والعمل
٣-القُوى التي كانوا عليها: من حيث التحصيل والدراسة والتفقه في الدين والجهد والعزم والجِدّ من جهة، والنظر والجمع ومعرفة مصادر العلم عندهم، والتحرير والاستدلال والعَرض والبيان والنقد والردّ والتصنيف من جهة أخرى، فهم كشّافٌ لطالب العلم تتعلم منهم: فيمَ تنظر، وأين، وكيف.
٤-العلم بواقِعهم، وأهم مُشكلاته وقضاياه ومسائله وما يحتاجه من التحرير والبيان والتصنيف
٥- سعيُهم في بيان الحق الشرعي في تلك القضايا والمشكلات، وإقامة البيّنات عليه، والفُرقان فيها بين الحق والباطل
فمَن طلب تلك الجوانب من أئمة الإسلام المُصلحين ثم سعى فيها وعاش مُشكلاتِ عصره، وميّزَ القضايا الكبرى عن غيرها، فاشتغلَ بها، وحاول أن يُقدّم لها بيانا وحلولا شرعية وأقام عليه البينات بلُغة العصر وأدواته، وصيانته بكشف الشُّبهات عنه، والرد على الاعتراضات، ونقض ما يُخالفه، وصبَر على ذلك =فهو أسعدُ الناس بأولئك الأئمة المحققين المُصلحين، وهو مِنهم
ومن أجمل ما قيل في ((واجعلنا للمتقين إماما))قولُ البخاري: (أئمة نقتدي بمن قبلنا، ويقتدي بنا من بعدنا)
#ومن لم يطلب العلم من هذا الباب فمن أين يطلبُه؟ وأنَّى يرجو أن يكون من أهل العلم؟!
ابدأْ من هذه القاعدة ثم اجعل معها ما شئت بعدُ
وليس المقصود أنك تدخل مباشرة فيها، ولكن أن تتدرج إليها بمقدماتها
المراد هنا بيان وجوب عناية طلاب العلم أيًا كانت تخصصاتهم بهذه المُصنفات قراءة ودراسة

هذه هي القائمة الأساسية التي أُرشحها لمكتبة كل طالب العلم، يجمعها معها ما شاء

✨ تنويه: أسماء الطبعات نشطة بمجرد الضغط عليها تحولك لمكان تحميل الكتاب بصيغة pdf إذا كان متوفرا