روي أنَّ جمعًا من الشيعة قَصَدُوا بيت الإمام موسى بن جعفر "عليهما أفضل الصَّلَاة والسَّلَام" للتَّشرّف بلقائه والسَّلَام عليه، فأخبروا أن الإمام "عليه السَّلَام" خرج في سفر وكانت لديهم عدة مسائل فكتبوها، وأعطوها للسَّيِّدة فَاطِمَة المَعْصُومَة "عليها السَّلَام" ثم انصرفوا.
وفي اليوم التالي - وكانوا قد عزموا على الرَّحيل إلى وطنهم - مرُّوا ببيت الإمام "عليه السلام"، ورأوا أن الإمام "عليه السَّلَام" لم يعد من سفره بعد، ونظرا إلى أنه لا بد لهم أن يسافروا طلبوا مسائلهم على أن يقدموها للإمام "عليه السَّلَام" في سفر آخر لهم للمدينة، فسلمت السَّيِّدة فَاطِمَة المعصومة "عليها السَّلَام" المسائل إليهم بعد أن كتبت أجوبتها، ولما رأوا ذلك فرحوا وخرجوا من المدينة قاصدين ديارهم.
وفي أثناء الطريق التقوا بالإمام الكاظم "عليه السَّلَام" وهو في طريقه إلى المدينة، فحكوا له ما جرى لهم فطلب إليهم أن يروه تلك المسائل، فلما نظر في المسائل وأجوبتها،
قال ثلاثا: { فداها أبوها }
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
قال الامام الصادق "عليه السلام" :
{ إنّ لله حرماً وهو مكّة، ألا إنّ لرسول الله حرماً وهو المدينة، ألا وإنّ لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، ألا وإنّ قمّ الكوفة الصغيرة ألا إنّ للجنّة ثمانية أبواب ثلاثة منها إلى قمّ، تقبض فيها امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى، وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنّة بأجمعهم }
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
عن سعد بن سعد قال: سألت أبا الحسن الرضا "عليه السلام" عن زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر "عليهما السلام"،
فقال: { من زارها فله الجنة. }
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
في هذا اليومِ، وفي كُلِّ يوم، نَزُفُّ حُروفَ هوَى في ألْفِ يَدٍ مِنَ الرّجاء مُمْتَدَّةٌ إليكِ
يا فاطمةَ الكاظم..
يا فاطمةَ الكاظم..
عرائسُ الابتساماتِ تُزَفُّ في وُجوهِ أرواحِنا بسببِ ميلادِ ياقوتَةِ موسى، فاطمة المعصومة (صلوات الله وسلامه عليهما)..
على ضِفافِك نبْضُ القلبِ يغتَسِلُ من ذُنوبَ كثيرة: يا فاطمة، اشْفَعي لي في الجنّة..
السَّلامُ عَلى مَهْدِيِّ الأُمَمِ وَجامِعِ الْكَلِمِ،
السَّلامُ عَلَى الْمَهْدِيِّ الَّذي وَعَدَ اللهُ عَزَّوَجَلَّ بِهِ الأُمَمَ أنْ يَجْمَعَ بِهِ الْكَلِمَ، وَيَلُمَّ بِهِ الشَّعَثَ، وَيَمْلأ بِهِ الاَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً..
السَّلامُ عَلَى الْمَهْدِيِّ الَّذي وَعَدَ اللهُ عَزَّوَجَلَّ بِهِ الأُمَمَ أنْ يَجْمَعَ بِهِ الْكَلِمَ، وَيَلُمَّ بِهِ الشَّعَثَ، وَيَمْلأ بِهِ الاَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً..
اللهم افتح لنا خزائن رحمتك وهب لنا اللهم رحمةً لا تعذبنا بعدها في الدنيا والاخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقاً حلالاً طيباً، ولا تحوجنا، ولا تفقرنا الى احد سواك، وزدنا بذلك شكراً واليك فقراً وفاقةً، وبك عمن سواك غنىً وتعففاً. اللهم وسع علينا في الدنيا، اللهم انا نعوذ بك ان تزوي وجهك عنا في حال ونحن نرغب اليك فيه. اللهم صل على محمد وآل محمد، واعطنا ما تحب، واجعله لنا قوةً فيما تحب، يا ارحم الراحمين.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
🔘 فَإنْ كَانَ لاَ بُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ فَلْيَكُنْ تعصبكم لـ ...
« وَلَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ يَتَعَصَّبُ لِشَيْء مِنَ الاْشْيَاءِ إِلاَّ عَنْ عِلَّة تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ الْجُهَلاَءِ، أَوْ حُجَّة تَلِيطُ(١) بِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ، فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لاِمْر مَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَلاَ عِلَّةٌ. أَمَّا إِبْلِيسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لاِصْلِهِ، وَطَعَنَ عَلَيْهِ فِي خِلْقَتِهِ، فَقَالَ: أَنَا نَارِيٌّ وَأَنْتَ طِينِيٌّ. وَأَمَّا الاْغْنِيَاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ(٢) الاْمَمِ، فَتَعَصَّبُوا لاِثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ(٣)، فَـ (قَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) فَإنْ كَانَ لاَ بُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ، فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُهُمْ لِمَكَارِمِ الْخِصَالِ، وَمَحَامِدِ الاْفْعَالِ، وَمَحَاسِنِ الاْمُورِ، الَّتِي تَفَاضَلَتْ فِيهَا الْـمُجَدَاءُ وَالنُّجَدَاءُ مِنْ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ وَيَعَاسِيبِ(٤) الْقَبَائِلِ، بِالاْخْلاَقِ الرَّغِيبَةِ(٥)، وَالاْحْلاَمِ(٦) الْعَظِيمَةِ، وَالاْخْطَارِ الْجَلِيلَةِ، وَالاْثَارِ الَمحْمُودَةِ. فَتَعَصَّبُوا لِخِلاَلِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ(٧)، وَالْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ(٨)، وَالطَّاعَةِ لِلْبِرِّ، وَالْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ، وَالاْخْذِ بِالْفَضْلِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْبَغْيِ، وَالاْعْظَامِ لِلْقَتْلِ، وَالاْنْصَافِ لِلْخَلْقِ، وَالْكَظْمِ لِلْغَيْظِ، وَاجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الاْرْضِ. »
ـ————————————————————
١- تَلِيطُ وتلُوط: أي تلصق.
٢- المَتْرَف 'على صيغة اسم المفعول' : المُوَسَّع له في النعم يتمتع بما شاء من اللّذات.
٣- آثار مواقع النعم: ما ينشأ عن النِّعَم من التعالي والتكبر.
٤- اليَعَاسِيب 'جمع يَعْسوب' : وهو أمير النحل، ويستعمل مجازاً في رئيس القوم كما هنا.
٥- الاخلاق الرغيبة: المَرْضِيّة المرغوبة.
٦- الاحلام: العقول.
٧- الجِوار 'بالكسر' : المجاورة بمعنى الاحتماء بالغير من الظلم.
٨- الذِمام: العهد.
📖 نهج البلاغة، من خطبة لامير المؤمنين "ع"
[العصبية]
𝓔 •─❈🕊📚 🕊❈─• 𝓝
« وَلَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ يَتَعَصَّبُ لِشَيْء مِنَ الاْشْيَاءِ إِلاَّ عَنْ عِلَّة تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ الْجُهَلاَءِ، أَوْ حُجَّة تَلِيطُ(١) بِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ، فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لاِمْر مَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَلاَ عِلَّةٌ. أَمَّا إِبْلِيسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لاِصْلِهِ، وَطَعَنَ عَلَيْهِ فِي خِلْقَتِهِ، فَقَالَ: أَنَا نَارِيٌّ وَأَنْتَ طِينِيٌّ. وَأَمَّا الاْغْنِيَاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ(٢) الاْمَمِ، فَتَعَصَّبُوا لاِثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ(٣)، فَـ (قَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) فَإنْ كَانَ لاَ بُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ، فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُهُمْ لِمَكَارِمِ الْخِصَالِ، وَمَحَامِدِ الاْفْعَالِ، وَمَحَاسِنِ الاْمُورِ، الَّتِي تَفَاضَلَتْ فِيهَا الْـمُجَدَاءُ وَالنُّجَدَاءُ مِنْ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ وَيَعَاسِيبِ(٤) الْقَبَائِلِ، بِالاْخْلاَقِ الرَّغِيبَةِ(٥)، وَالاْحْلاَمِ(٦) الْعَظِيمَةِ، وَالاْخْطَارِ الْجَلِيلَةِ، وَالاْثَارِ الَمحْمُودَةِ. فَتَعَصَّبُوا لِخِلاَلِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ(٧)، وَالْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ(٨)، وَالطَّاعَةِ لِلْبِرِّ، وَالْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ، وَالاْخْذِ بِالْفَضْلِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْبَغْيِ، وَالاْعْظَامِ لِلْقَتْلِ، وَالاْنْصَافِ لِلْخَلْقِ، وَالْكَظْمِ لِلْغَيْظِ، وَاجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الاْرْضِ. »
ـ————————————————————
١- تَلِيطُ وتلُوط: أي تلصق.
٢- المَتْرَف 'على صيغة اسم المفعول' : المُوَسَّع له في النعم يتمتع بما شاء من اللّذات.
٣- آثار مواقع النعم: ما ينشأ عن النِّعَم من التعالي والتكبر.
٤- اليَعَاسِيب 'جمع يَعْسوب' : وهو أمير النحل، ويستعمل مجازاً في رئيس القوم كما هنا.
٥- الاخلاق الرغيبة: المَرْضِيّة المرغوبة.
٦- الاحلام: العقول.
٧- الجِوار 'بالكسر' : المجاورة بمعنى الاحتماء بالغير من الظلم.
٨- الذِمام: العهد.
[العصبية]
𝓔 •─❈🕊
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
وكُلّما توقّدَتْ في أضلاعيَ نارٌ لا أقوى على إطفائها، لن أُخبِرَ أحداً سِواكَ .. ومن يقوى على تغييرِ كُلّ شيءٍ إلّاكَ؟!، ومَنْ مِثلُكَ يا حَنانَ الوُجودِ كُلّه؟!: نظرة يامهدي.
_ إحنا أُسلوب الدّعاء وأُسلوب الخِطاب معَ الله تعالىٰ نتعلّمه مِن الأنبياء ومن الأئمّة "سلامُ الله علَيهم" هُمَّ يعَلمونا الكيفيّة الصّحيحة.
_ الصّحيفة السّجّاديّة ودُعاء أبو حَمزة الثّماليّ وكذلِك الأدعِية الثّابتَة عَن المَعصومين تمثّل الأسلوب المُناسِب للحديث معَ الله تعالىٰ.
_ لذلك أنت في مَقام الدُّعاء لتاخذك المشاعر وتِشطَح شَطَحات الصّوفيّة اللّي نستهجن جُملة من أساليبهم لأنّهم مايتأدبون مع الله تعالىٰ كأدب أهل البيت، الدُّعاء إله آداب، إله أصول، مثل ما إحنا بمجالسنا أكو أعراف نتعرّف عَليها بتعظيم الأكابر، الآداب معَ الله تعالىٰ واللّي ترتسم بيها ملامح العقيدة وملامح الفِطرة النّقيّة هذي نتلقّاها من الأئمّة "عليهم السّلام"...
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
اللَّـهُمَّّ اجعَل أوّل يَومي هذا فلاحاً، وآخِـره نَجاحاً، وأوسَطَه صلاحاً، اللَّـهُمَّّ صَلّ عَلى مُحَمّد وآل محمّد، واجعَلنا مِمّن أناب إليك فَقَبِلته، وتوكّـل عليك فكفيته، وتضرَّع إليك فَرَحِمته.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
🔘 الامام علي يحذر من العصبية...
« ... واحْذَرُوا مَا نَزَلَ بِالاْمَمِ قَبْلَكُمْ مِنَ الْمَثُلاَتِ(١) بِسُوءِ الاْفْعَالِ، وَذَمِيمِ الاْعْمَالِ، فَتَذَكَّرُوا فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ أَحْوَالَهُمْ، وَاحْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ. فَإِذَا تَفَكَّرْتُمْ فِي تَفَاوُتِ(٢) حَالَيْهِمْ، فَالْزَمُوا كُلَّ أَمْر لَزِمَتِ الْعِزَّةُ بِهِ حَالَهُمْ، وَزَاحَتِ الاْعْدَاءُ لَهُ عَنْهُمْ، وَمُدَّتِ(٣) الْعَافِيَةُ فِيهِ عَلَيْهِمْ، وَانْقَادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ، وَوَصَلَتِ الْكَرَامَةُ عَلَيْهِ حَبْلَهُم: مِنَ الاْجْتِنَابِ لِلْفُرْقَةِ، وَاللُّزُومِ لِلاْلْفَةِ، وَالتَّحَاضِّ عَلَيْهَا، وَالتَّوَاصِي بِهَا. وَاجْتَنِبُوا كُلَّ أَمْر كَسَرَ فِقْرَتَهُمْ(٤)، وَأَوْهَنَ(٥) مُنَّتَهُمْ(٦): مِنْ تَضَاغُنِ الْقُلُوبِ، وَتَشَاحُنِ الصُّدُورِ، وتَدَابُرِ النُّفُوسِ، وَتَخَاذُلِ الاْيْدِي. وَتَدَبَّرُوا أَحْوَالَ الْمَاضِينَ مِنَ الْمُؤمِنِينَ قَبْلَكُمْ، كَيْفَ كَانُوا فِي حَالِ التـَّمحِيصِ(٧) وَالْبَلاَءِ؟ أَلَمْ يَكُونُوا أَثْقَلَ الْخَلاَئِقِ أَعْبَاءً، وَأَجْهَدَ الْعِبَادِ بَلاَءً، وَأَضْيَقَ أَهْلِ الدُّنْيَا حَالاً؟ اتَّخَذَتْهُمُ الْفَراعِنَةُ عَبِيداً فَسَامُوهُم سُوءَ الْعَذَابِ، وَجَرَّعُوهُمُ الْمُرَارَ(٨)، فَلَمْ تَبْرَحِ الْحَالُ بِهِمْ فِي ذُلِّ الْهَلَكَةِ وَقَهْرِ الْغَلَبَةِ، لاَ يَجِدُونَ حِيلَةً فِي امْتِنَاع، وَلاَ سَبِيلاً إِلَى دِفَاع، حَتَّى إِذَا رَأَى اللهُ جِدَّ الصَّبْرِ مِنْهُمْ عَلَى الاْذَى فِي مَحَبَّتِهِ، وَالاحْتِمالَ لِلْمَكْرُوهِ مِنْ خَوْفِهِ، جَعَلَ لَهُمْ مِنْ مَضَايِقِ الْبَلاَءِ فَرَجاً، فَأَبْدَلَهُمُ الْعِزَّ مَكَانَ الذُّلِّ، وَالاْمْنَ مَكَانَ الْخَوْفِ، فَصَارُوا مُلُوكاً حُكَّاماً، وأَئِمَّةً أَعْلاَماً، وَبَلَغَتِ الْكَرَامَةُ مِنَ اللهِ لَهُمْ مَا لَمْ تَذْهَبِ الاْمَالُ إِلَيْهِ بِهِمْ. فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانُوا حَيْثُ كَانَتِ الاْمْلاَءُ(٩) مُجْتَمِعَةً، وَالاْهْوَاءُ مُؤْتَلِفَةً، وَالْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً، وَالاْيْدِي مُتَرَادِفَةً(١٠)، وَالسُّيُوفُ مُتَنَاصِرَةً، وَالْبَصَائِرُ نَافِذَةً، وَالْعَزَائِمُ وَاحِدَةً، أَلَمْ يَكُونُوا أَرْبَاباً(١١) فِي أَقْطَارِ الاْرَضِينَ، وَمُلُوكاً عَلَى رِقَابِ الْعَالَمِينَ؟ فَانْظُرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ فِي آخِرِ أُمُورِهِمْ، حِينَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ، وَتَشَتَّتَتِ الاْلْفَةُ، وَاخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ وَالاْفْئِدَةُ، وَتَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِينَ، وَتَفَرَّقُوا مُتَحَارِبِينَ، قَدْ خَلَعَ اللهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ كَرَامَتِهِ، وَسَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِهِ(١٢)، وَبَقّى قَصَصَ أَخْبَارِهِمْ(١٣) فِيكُمْ عِبَراً لِلْمُعْتَبِرِينَ. »
ـ————————————————————
١- المَثُلات: العقوبات.
٢- تفاوُت: اختلاف وتباين.
٣- مُدّت: انبسطت.
٤- الفِقْرَة 'بالكسر والفتح' كالفقارة بالفتح: ما انتظم من عَظْم الصُلْب من الكاهل إلى عَجْب الذَنَب.
٥- أوْهَنَ: أي أضعف.
٦- المُنّة 'بضم الميم' : القوة.
٧- التمحيص: الابتلاء والاختبار.
٨- المُرَار 'بضم ففتح' : شجر شديد المَرَارة تتقلص منه شفاه الابل إذا أكلته، والمراد هنا عُصارته.
٩- الاملاء 'جمع مَلا' : بمعنى الجماعة والقوم.
١٠- الايدي المترادفة: المتعاونة.
١١- أرباباً: سادات.
١٢- غَضارة النعمة: سعتها.
١٣- قَصَص الاخبار: حكايتها وروايتها.
📖 نهج البلاغة، من خطبة لامير المؤمنين "ع"
[العصبية]
𝓔 •─❈🕊📚 🕊❈─• 𝓝
« ... واحْذَرُوا مَا نَزَلَ بِالاْمَمِ قَبْلَكُمْ مِنَ الْمَثُلاَتِ(١) بِسُوءِ الاْفْعَالِ، وَذَمِيمِ الاْعْمَالِ، فَتَذَكَّرُوا فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ أَحْوَالَهُمْ، وَاحْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ. فَإِذَا تَفَكَّرْتُمْ فِي تَفَاوُتِ(٢) حَالَيْهِمْ، فَالْزَمُوا كُلَّ أَمْر لَزِمَتِ الْعِزَّةُ بِهِ حَالَهُمْ، وَزَاحَتِ الاْعْدَاءُ لَهُ عَنْهُمْ، وَمُدَّتِ(٣) الْعَافِيَةُ فِيهِ عَلَيْهِمْ، وَانْقَادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ، وَوَصَلَتِ الْكَرَامَةُ عَلَيْهِ حَبْلَهُم: مِنَ الاْجْتِنَابِ لِلْفُرْقَةِ، وَاللُّزُومِ لِلاْلْفَةِ، وَالتَّحَاضِّ عَلَيْهَا، وَالتَّوَاصِي بِهَا. وَاجْتَنِبُوا كُلَّ أَمْر كَسَرَ فِقْرَتَهُمْ(٤)، وَأَوْهَنَ(٥) مُنَّتَهُمْ(٦): مِنْ تَضَاغُنِ الْقُلُوبِ، وَتَشَاحُنِ الصُّدُورِ، وتَدَابُرِ النُّفُوسِ، وَتَخَاذُلِ الاْيْدِي. وَتَدَبَّرُوا أَحْوَالَ الْمَاضِينَ مِنَ الْمُؤمِنِينَ قَبْلَكُمْ، كَيْفَ كَانُوا فِي حَالِ التـَّمحِيصِ(٧) وَالْبَلاَءِ؟ أَلَمْ يَكُونُوا أَثْقَلَ الْخَلاَئِقِ أَعْبَاءً، وَأَجْهَدَ الْعِبَادِ بَلاَءً، وَأَضْيَقَ أَهْلِ الدُّنْيَا حَالاً؟ اتَّخَذَتْهُمُ الْفَراعِنَةُ عَبِيداً فَسَامُوهُم سُوءَ الْعَذَابِ، وَجَرَّعُوهُمُ الْمُرَارَ(٨)، فَلَمْ تَبْرَحِ الْحَالُ بِهِمْ فِي ذُلِّ الْهَلَكَةِ وَقَهْرِ الْغَلَبَةِ، لاَ يَجِدُونَ حِيلَةً فِي امْتِنَاع، وَلاَ سَبِيلاً إِلَى دِفَاع، حَتَّى إِذَا رَأَى اللهُ جِدَّ الصَّبْرِ مِنْهُمْ عَلَى الاْذَى فِي مَحَبَّتِهِ، وَالاحْتِمالَ لِلْمَكْرُوهِ مِنْ خَوْفِهِ، جَعَلَ لَهُمْ مِنْ مَضَايِقِ الْبَلاَءِ فَرَجاً، فَأَبْدَلَهُمُ الْعِزَّ مَكَانَ الذُّلِّ، وَالاْمْنَ مَكَانَ الْخَوْفِ، فَصَارُوا مُلُوكاً حُكَّاماً، وأَئِمَّةً أَعْلاَماً، وَبَلَغَتِ الْكَرَامَةُ مِنَ اللهِ لَهُمْ مَا لَمْ تَذْهَبِ الاْمَالُ إِلَيْهِ بِهِمْ. فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانُوا حَيْثُ كَانَتِ الاْمْلاَءُ(٩) مُجْتَمِعَةً، وَالاْهْوَاءُ مُؤْتَلِفَةً، وَالْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً، وَالاْيْدِي مُتَرَادِفَةً(١٠)، وَالسُّيُوفُ مُتَنَاصِرَةً، وَالْبَصَائِرُ نَافِذَةً، وَالْعَزَائِمُ وَاحِدَةً، أَلَمْ يَكُونُوا أَرْبَاباً(١١) فِي أَقْطَارِ الاْرَضِينَ، وَمُلُوكاً عَلَى رِقَابِ الْعَالَمِينَ؟ فَانْظُرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ فِي آخِرِ أُمُورِهِمْ، حِينَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ، وَتَشَتَّتَتِ الاْلْفَةُ، وَاخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ وَالاْفْئِدَةُ، وَتَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِينَ، وَتَفَرَّقُوا مُتَحَارِبِينَ، قَدْ خَلَعَ اللهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ كَرَامَتِهِ، وَسَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِهِ(١٢)، وَبَقّى قَصَصَ أَخْبَارِهِمْ(١٣) فِيكُمْ عِبَراً لِلْمُعْتَبِرِينَ. »
ـ————————————————————
١- المَثُلات: العقوبات.
٢- تفاوُت: اختلاف وتباين.
٣- مُدّت: انبسطت.
٤- الفِقْرَة 'بالكسر والفتح' كالفقارة بالفتح: ما انتظم من عَظْم الصُلْب من الكاهل إلى عَجْب الذَنَب.
٥- أوْهَنَ: أي أضعف.
٦- المُنّة 'بضم الميم' : القوة.
٧- التمحيص: الابتلاء والاختبار.
٨- المُرَار 'بضم ففتح' : شجر شديد المَرَارة تتقلص منه شفاه الابل إذا أكلته، والمراد هنا عُصارته.
٩- الاملاء 'جمع مَلا' : بمعنى الجماعة والقوم.
١٠- الايدي المترادفة: المتعاونة.
١١- أرباباً: سادات.
١٢- غَضارة النعمة: سعتها.
١٣- قَصَص الاخبار: حكايتها وروايتها.
[العصبية]
𝓔 •─❈🕊
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
⚪️ صلاة يوم الاحّد من شّهر ذي القعدة...
و هي ذات فضل كثير، وفضلها مُلخّصاً انّ من صلّاها قبلت توبته، وغفرت ذنوبه، ورضى عنه خصماؤه يوم القيامة ومات على الايمان وما سلب منه الدّين، ويفسح في قبره، وينوّر فيه، ويرضى عنه أبواهُ، ويغفر لابويهِ ولذرّيّته، ويوسّع في رزقه، ويرفق به ملك الموت عند موته، ويخرج الرّوح من جسده بُسير وسهولة،
🔸وصفتها أن يغتسل في اليوم الاحّد ويتوضّأ ويصلّي
أربع ركعات يقرأ في كلّ منها (كـ صلاة الصبح)
الحمد مرّة وقُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ ثلاث مرّات والمعوّذتين مرّة.
- ثمّ يستغفر سبعين مرّة ثمّ يختم بكلمة لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ الْعَليِّ الْعَظيمِ
🔹ثمّ يقول : يا عَزيزُ يا غَفّارُ اغْفِرْ لي ذُنُوبي وَذُنُوبَ جَميعِ المؤمِنينَ وَالْمُؤمِناتِ فَاِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ اَنْتَ.
📌 أقول: الظّاهر انّ هذا الاستغفار والدّعاء الّذي ورد بعده يؤدّى بعد الصّلاة.
📚 مفاتيح الجنان
و هي ذات فضل كثير، وفضلها مُلخّصاً انّ من صلّاها قبلت توبته، وغفرت ذنوبه، ورضى عنه خصماؤه يوم القيامة ومات على الايمان وما سلب منه الدّين، ويفسح في قبره، وينوّر فيه، ويرضى عنه أبواهُ، ويغفر لابويهِ ولذرّيّته، ويوسّع في رزقه، ويرفق به ملك الموت عند موته، ويخرج الرّوح من جسده بُسير وسهولة،
🔸وصفتها أن يغتسل في اليوم الاحّد ويتوضّأ ويصلّي
أربع ركعات يقرأ في كلّ منها (كـ صلاة الصبح)
الحمد مرّة وقُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ ثلاث مرّات والمعوّذتين مرّة.
- ثمّ يستغفر سبعين مرّة ثمّ يختم بكلمة لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ الْعَليِّ الْعَظيمِ
🔹ثمّ يقول : يا عَزيزُ يا غَفّارُ اغْفِرْ لي ذُنُوبي وَذُنُوبَ جَميعِ المؤمِنينَ وَالْمُؤمِناتِ فَاِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ اَنْتَ.
📌 أقول: الظّاهر انّ هذا الاستغفار والدّعاء الّذي ورد بعده يؤدّى بعد الصّلاة.
📚 مفاتيح الجنان