السيد هاشم الحيدري

🔴 بيان سماحة السيد هاشم الحيدري بمناسبة ذكرى عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام)

الإثنين - ٢٠٢٢/٨/٨

@hashemalhaidari

5.5K views17:45

📜 نص بيان سماحة السيد هاشم الحيدري بمناسبة ذكرى عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام):

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك يابن فاطمة الزهراء..
في ذكرى ثورة الحسين (ع) تتجدّد كلّ الآهات والآلام، وتتجدّد كلّ العَبَرات والدموع والمواساة. وكذلك تتجدّد كلّ العِبَر والدروس والمواقف النابعة من كربلاء.
في يوم العاشر من المحرم تتجلّى جبهة الحق التي قادها الإمام الحسين (ع) والتي كان الأنصار فيها لا يتجاوز عددهم العشرات، وتتجلّى جبهة الباطل التي قادها يزيد بن معاوية والتي حضرت في تلك الجبهة أكثر الأمة؛ فكربلاء تجلّي لأحقّية الأقلّية وبطلان الأكثريّة آنذاك.
في كلّ عامٍ لابدّ لكلّ حسينيٍّ أن يُراجع نفسه في موقفه وموقعه، ففي كلّ زمانٍ هناك جبهة حقّ وهناك جبهة باطل.
وكما كانت جبهة الحسين عام ٦١ للهجرة عابرةً للأوطان والقوميات والمذاهب والعشائر واللون واللسان، كذلك هي جبهة الحق في كلّ زمن عابرةٌ للأوطان والقوميات والعشائر واللون واللسان... وكم حاول الأعداء والمتعصّبون والحاقدون ضرب جبهة الحسين والحق، من خلال حصر الحسين بوطن وتصغير كربلاء بقومية وتحديد عاشوراء بزمن..
على كلّ حسينيٍّ أن يبحث عن قائد جبهة الحسين والحقّ في زمانه لكي يواليه ويبايعه، فسرّ امتحان ثورة الحسين هو تولّي الوليّ القائد الشرعي، وهذا هو سرّ خطّ الحسين عبر السنين والدهور..
فإن دخل في نفس الإنسان تعصّبٌ لقوميةٍ أو عشيرةٍ أو وطنٍ أو لونٍ أو لسانٍ أو حزبٍ أو جهةٍ فإنه ربما سيخرج من جبهة الحق وهو لا يعلم أنه قد خرج منها، فيكون هذا الإنسان حسينيّ العواطف لا حسينيّ المواقف وهذا أمر خطير..
كما وصف الشاعر الفرزدق حال أهل الكوفة للإمام الحسين: «قلوبهم معك وسيوفهم عليك»، فالقلوب إن تفاعلت مع الحسين (ع) بالعاطفة والمحبة والأحاسيس دون السيوف والحضور وروح التضحية والإطاعة والتبعيّة والعشق، فإنّ مأساة كربلاء ستتكرّر في أيّ زمنٍ وفي أيّ مكان..
وفي زماننا تحدّدت معالم جبهة الحقّ منذ 43 عاماً حتى الآن، عندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران وأقيم نظام الجمهورية الإسلامية بقيادة مرجعٍ فقيهٍ عادلٍ شجاعٍ زاهدٍ قائدٍ اسمه الإمام السيد روح الله الموسوي الخميني.
وكان آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر هو أوّل من أعلن عن تأييده وطاعته وذوبانه في قائد جبهة الحق بزماننا عندما قال: «ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام»، وأوصى بدعم ونصرة الجمهورية الإسلامية.
إنّ تبعيّة الشهيد الصدر للوليّ الفقيه الإمام الخميني ودعوته الناس لاتّباع الولاية نابعة من عمق عقيدته الإسلاميّة الإلهيّة وإيمانه الحسينيّ العلويّ الدينيّ..
فالتبعيّة والطاعة في زمن غيبة بقيّة الله الأعظم (عج) هي للمجتهد الفقيه الجامع للشرائط الذي تجتمع عنده شروط ومواصفات القيادة الشرعيّة ونيابة الإمام المهدي (ع)، وهذا ما يحدّده إجماع الفقهاء والمجتهدين في كلّ آنٍ في زمن الغيبة الكبرى..
إنّ روح الحسين (ع) تتجلّى اليوم في كلّ موقعٍ دينيٍّ وإسلاميٍّ وثوريٍّ وعقائديٍّ؛ من قيادة الوليّ الفقيه سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) ومواجهته للاستكبار العالمي، إلى فتوى سماحة آية الله العظمى السيد الحسيني السيستاني (دام ظله) الجهادية الحسينية الثورية المقدسة، إلى جهاد ومقاومة حزب الله والحشد الشعبي وأنصار الله وكلّ إنسانٍ مقاومٍ وحركةٍ مقاومةٍ وشعبٍ مقاومٍ، إلى كلّ عملية إصلاحٍ ومحاربةٍ للفساد والظلم والاستكبار.
اللهم ارزقنا شفاعة الحسين يوم الورود وثبّت لنا قدم صدقٍ عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مُهَجَهم دون الحسين (عليه السلام).

هاشم الحيدري - ٢٠٢٢/٨/٨

5.2K views18:01