الحبيب عمر بن حفيظ - Habib Omar
34.8K subscribers
11.2K photos
1K videos
662 files
16.7K links
قناة تلجرام الرسمية للحبيب عمر بن حفيظ
The official Telegram Channel of Habib Omar Bin Hafidh
T.me/HabibOmar
Download Telegram
📜 #فوائد من الدرس الثالث للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ في كتاب تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب:
https://omr.to/tanweer3-f

- إن المقصود من معرفة صفات ربنا -جلَّ جلاله- أن يزداد إيماننا بهذا الإله ويزداد يقيننا وتعظيمنا، ويزداد صدقنا معه ونتحقق بحقائق العبودية له تبارك وتعالى، ويزداد رُقيّنا في مراقي المراقبة له، وذلك أن الله جعل الوصول إلى رتبة الإحسان بسلّم الإسلام والإيمان.

- الاسْتسلام لأحكام شرع الله تبارك وتعالى هو الإسلام، وكمال ذلك بأن يصل المسلم إلى درجة "المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده".

↩️ ويرقى بعد ذلك في مراتب الإيمان، ويتحقق بحقائقه من الصفات التي ذكرها الله في القرآن للمؤمنين كقوله جل جلاله: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).

وما وصف المؤمنون به رسول الله ﷺ في السُنّة الغراء:
- "لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه"
- "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين"
- "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"

↩️ بهذه الدرجات الرفيعة من التحقق بالإسلام والإيمان.. يتم الوصول إلى رتبة الإحسان، وهي أن تعبد الله كأنك تراه -جل جلاله-، كأنك تراه؛ تعاينه وتشاهده.. هذا تعبير نبينا 'كأنك تراه'؛
- تصلي كأنك تراه
- تقرأ القُرآن كأنك تراه
- تصوم كأنك تراه
- تتصدق كأنك تراه -جل جلاله-

- بسُلَّم الإسلام والإيمان يُرتقى إلى رتبة الإحسان، ومن أقوى ما يوصَل به إلى هذه الرتبة: استحضار صفات الرحمن واستشعار اطلاعه علينا وعلى ضمائرنا وعلى ما في نفوسنا، وأنه أعلم بنا منا -جلَّ جلاله-.

2- الصفة الثانية لله جل جلاله: القِدم، وعنَوا بالقِدم الأولية المُطلقة، وهو أنه لم يسبقه شيء، وأن وجوده سبحانه وتعالى بذاته لا افتتاح له، ولا ابتداء لهذه الأولية، قال سبحانه وتعالى: {هُوَ الأوَّلُ} وضده الحدوث؛ أي افتتاح الوجود، والدليل على وجوب القِدم له تعالى ولصفاته واستحالة الحدوث عقلاً أنه لو لم يكن قديماً لكان حادثاً، فلا بد له من مُحدث، وهكذا فيدور الأمر ويتسلسل إلى ما لا نهاية، وهذا باطل لا يقبله العقل، بل لابد من شيء موجود بذاته، لا افتتاح لوجوده وهو الله جل جلاله.

- الحدوث سِمة لازمة لكل ما سوى الله جل جلاله؛ فجميع الكائنات كانت عدما محضا فأوجَدها سبحانه وتعالى، فلوُجودها افتتاح، ومع كون لوجودها افتتاح جعل الله لها فناء ومعاني من الفناء، وأبقى سبحانه وتعالى العرش والكرسي والجنة والنار والقلم واللوح المحفوظ والروح من ابن آدم، ومن الأجزاء أيضاً الحسية الجسمية في ابن آدم يُبقي عجب الذنب؛ وهو عظم صغير في آخر العصعص في العمود الفقري، هذا -سبحان الله- لا تهضمه معدة ولا تطحنه طاحونة ولا يفنيه شيء.. يبقى من كل إنسان.

- إن من أعظم العلامات على أحقيَّة الرسالة وأحقية الدين، وأن هذا هو الحق الذي بُعث به النبي الأمين، أن الأنبياء والشهداء والعلماء العاملون بعلمهم وحفاظ القرآن غير الجَافين عنه والغَالين فيه والمؤذنين المحتسبين لله في المساجد سبع سنوات؛ هؤلاء يحكم الله لأجسادهم بالبقاء، وليس عجب الذنب وحده، جميع الهيكل الجسدي، فلا يبلى وإن مرت عليه مئات وآلاف السنين، وهذا أيضا من آيات الله العظيمة؛ كيف ميّزت الأرض أجساد هؤلاء من أجساد غيرهم؟!

- تطلُّع المؤمن إلى ما في الجنة من أنواع النعيم نوع من الإيمان، وأعظم منه وأجلّ: أن يتطلع إلى رضوان الحق؛ فرضوان الحق صفة من صفاته سبحانه وتعالى؛ باقية ببقائه هو، وبقية الجنة باقية بإبقَائه، وفرق بين الباقي ببقائه والباقي بإبقَائه، ولهذا لما ذَكر الله الجنة وما فيها من أنواع النعيم قال: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ}، ولذا تعلَّقت قلوب العارفين برضوان الحق -جلَّ جلاله-.

3- الصفة الثالثة لله جل جلاله: البقاء، وهي مرتبطة بصفة القِدَم؛ فما كان موجوداً بذاته.. فلا فناء له، وما كان موجوداً بإيجاد غيره.. فيقبلُ أن يفنى ويمكن أن يفنى، ولا يبقى إلا ما أبقاه ذلك المُوجد -جل جلاله وتعالى في علاه-.

- الدليل على وجوب البقاء له وصفاته واستحالة ضده عقلًا: أنه لو قبِل الفناء لكان حادثا؛ لأن القديم واجب الوجود لا يقبل الفناء أصلا، ولو قبلت صفاته الفناء لكانت حادثة أيضا، فيلزم حدوث ذاته أيضا، لأن ملازم الحادث حادث، وقد ثبت أنه قديم عقلاً ونقلاً..
📜 #فوائد من الدرس الرابع في كتاب تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب، للشيخ محمد أمين الكردي، في جامع ترمذ، مدينة ترمذ، أوزبكستان 22 شوال 1445هـ:
https://omr.to/tanweer4-f

- الصفة الخامسة لله جل جلاله: قيامه بنفسه، وغِناه عن كل شيء، مع افتقار كل شيء إليه، فهو الغني عمّن سواه، وهو الفقير إليه كل من عداه -سبحانه وتعالى- وهذا الغِنى المُطْلق خصوصية من صفات الإله -جلَّ جلاله- لا يمكن أن تحصل لأحد قطُّ سواه، بل كل ما سواه شديد الفقر إليه، لا يكون خلْقه وإيجاده إلا به سبحانه وتعالى، ثم لا يكون تقديره ولا تقدير مكانه ولا تطويره واختلاف الأحوال عليه إلا بالله سبحانه وتعالى، فجميع أجناس الوجود مفتقرة إلى مولاها في كل لمحة ونفس.

- كلُّ عضو من أعضائنا محتاجٌ إلى الله، لو أراد أن يُذْهب قوَّته أو يُعطله عن وظيفته في أي لحظة لكان ذلك، فنحن وأنظارنا محتاجون إليه، مفتقرون إليه، بأسماعنا التي نستمع بها إلى هذا الكلام وبأُنوفنا وتَنَشُّقنا لهذا الهواء وبكلامنا مفتقرون إليه افتقارًا كُليًّا، بل مضطرون إليه اضطرارًا عظيماً، إلا أن هذا الاضطرار يغفل عنه أكثر الخلق، ولمَّا يرون إمداده لهم بأنواع النعم.. يظنون كأنها لهم أو ملكهم أو حقهم أو في متناول قدرتهم! وليس فيها ذرة في متناول قدرتهم المستقلة! وإنما هي بإنعامه وبإفضاله عليهم -جلّ جلاله-.

- أغنى الخلق بالله.. أشدهم افتقاراً إليه، أغناهم بإنعامه وإفضاله الدائم، بمنِّه وإحسانه الأبدي، فأعظمهم افتقارًا إليه.. هو الحريُّ بألطافه، وهو الأحقُّ بإسعافه وإتحافه، وهو الأحقُّ بإيصاله ووصاله، وهو الأولى بموالاة إفضاله عليه، فما أعظم شرف المؤمن بافتقاره إلى الله -جلَّ جلاله وتعالى في علاه- ويقول الإمام الحداد: أَنا عَبدٌ صارَ فَخري: ضِمنَ فَقري وَاِضطِراري.

- الصفة السادسة لله جل جلاله: الوحدانية في الذات والصفات والأفعال؛ فالوحدانِية في الذات بمعنى أن ذاته تعالى ليست مركَّبة من جزأين ولا أكثر، وليس له نظير في ذاته تعالى, فهو واحد في ذاته -جلَّ جلاله- وهذه الذات هي التي لا يمكن لأحد قط أن يحيط بها سواه تعالى، حتى أقرب الخلق إليه وأعظمهم منزلة لديه من النبيين، لا يحيطون بذات الله، والمؤمنون في الجنة -حتى يُمَكَّنوا من النظر لوجههِ الكريم- لا يحيطون بذات الله -جلَّ جلاله-.

- ذَكَر الإمام عبدالرحمن بلفقيه: أنّ دائرة الإسلام والإيمان تَتَقوَّى بدائرة العلم والبيان، وتُفضي بِسُلَّم الإسلام والإيمان إلى الدائرة الثالثة وهي دائرة الإحسان، وأنَّ دائرة الإحسان تفضي بصاحبها وتَزُجُّ به إلى دائرة العرفان: المعرفة الخاصة؛ قال: وهذه الدائرة خاتمة لما قبلها ولكنها أُولى لما بعدها؛ لاإله الا الله! لهذا صاح سيدنا أبو بكر الصديق قال: "لا يعرف الله إلا الله"

- القسم الثاني: الوحدانية في الصفات؛ يعني: كل صفة من صفاته واحدة، فصفة القدرة على الإطلاق له صفة واحدة، والإرادة صفة واحدة مُطلقة؛ والخلق يهبهم من عنده ما يسمى قُدرة لكنها محصورة وحادثة ومحدودة؛ هذا أكبر من هذا وهذا أصغر من هذا، وهذا قدرته ساعة تقوى وساعة تزيد، وأحيانا يقدر وأحيانا ما يقدر، هذه قدرة الخلق لأنها مستعارة منه، هو يعطيهم إياها؛ أمَّا قدرة الله وإرادته سبحانه فشيء واحد عظيم لا حدَّ له ولا غاية؛ (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، (فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ).

- القسم الثالث: الوحدانية في الأفعال؛ بمعنى أنه هو الخالق بالاختيار لكل ممكن يبرز إلى الوجود ذاتاً كان أو صفة أو فعلاً، قال تعالى : (والله خلقكم وما تعملون)", وكان جماعة من الذين هم على منهج الاعتزال، يقولون أنَّ الإنسان يخلق أفعاله الاختيارية؛ هذا نوع من الغرور أصاب هؤلاء الناس، لما رأوا أنفسهم أمدَّهم الله بشيء من القدرة ظنوا أنهم يَخلقون، وهم لا يَخلقون، ولكن يكتسبون، نعم، يسلِّطون القدرة ليكتسبوا؛ لكن يخلقون؟ ما يخلقون، هذا مذهب أهل السُّنة.

- قال تعالى: "(وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) لا يشاركه في ذلك أي شيء كان- فالشمس والقمر والكواكب والماء والتراب والهواء والنار لا تأثير لها في شيء مما قارنها، فالنار ما تحرق بنفسها، ولو كانت تحرق بنفسها.. كيف لم تحرق إبراهيم لمَّا دخل وسطها؟ إنما بأمر خالقها: (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ)، ولمَّا قال: (كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ) كانت كذلك، حتى النار الأشد -نار الآخرة- بالنسبة للمؤمنين وخواصهم.. برد وسلام ما تضرهم، الملائكة يدخلون فيها، وبعض الشفعاء يدخلون فيها، يدخل فيُخرِج فيها الذي تشفع فيه؛ يدخل النار وما تقدر تضره؛ لأنه مرضي عند الله تبارك وتعالى، فيدخلوا ويخَرِّجه من النار.

💠 للاستماع إلى الدرس الرابع والمشاهدة، أو قراءته مكتوباً:
https://omr.to/tanweer4

___
T.me/HabibOmar
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
📜 #فوائد من الدرس الخامس في كتاب تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب، للشيخ محمد أمين الكردي، في جامع سلطان سادة ترمذ، مدينة ترمذ، أوزبكستان 23 شوال 1445هـ:
https://omr.to/tanweer5-f

- الصفة السابعة من صفات الله الواجبة: صفة القدرة، فالحق تبارك وتعالى هو القادر على كل شيء، القدرة صفةٌ ربانية رحمانية قائمة بذاته تعالى، يوجِد بها ما يشاء ويعدم ما يشاء على وفق الإرادة والعلم، هذه القدرة المُطلقة إدراكها وذوقها: من أعظم أركان التوحيد والإيمان، وهي من أعظم المقاصد في خلق هذا الوجود كما قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)

- حكمة خلق هذا الوجود أن ندرك هذه الحقيقة التي تخرجنا عن الوهم والخيال وعن جميع أنواع الضلال: أنّ الله على كل شيء قدير، ومن أيقن ذلك.. لم يعتمد إلا عليه ولم يستند إلا إليه، وعلم أن ما سواه عاجز، وكل ما يُؤتى ما سواه من القدرة فهو موهبة منه بوصف يسمى قدرة، وهو بالنسبة لجميع الخلائق حادثة ومُقدَّرة ومحصورة، ولكن القدرة على الحقيقة له وحده، فهو القادر على كل شيء.

- قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر) بتقدير وبتحديد وبتخصيص، فإنَّ واسع القدرة -جلَّ جلاله- له حكمة عظيمة تُبْهر العقول، ليست محكومة بعقل أحد ولا بعلم أحد؛ لا من الملائكة ولا ممن سواهم من الخلق، بل هي أوسع وأعظم من ذلك، وإنَّما يُعَلِّم من شاء من ملائكته وأنبيائه وأوليائه من أسرار الحكمة شيء كثير، ويُظهِر على العامة من أسرار حكمته في فعل هذا وتركه، وإلا فلا يحيط بحكمته في تحريك أيِّ ذرة أو تسكينها إلا هو -جلَّ جلاله-.

- فله الحكمة البالغة وله الحجة البالغة -سبحانه وتعالى-، فهو الحكيم الذي رتَّبَ ودَبَّرَ كلَ شئٍ بتقديرٍ عظيم، ويُجري الأمور في الظواهر على غير ما تستوعبه كثيرٌ من عقول الناس، ولكن عقول من أحسن استخدام العقل تقضي بأنَّ له في كل شيء حكمة وإن لم يدركها هذا الإنسان، وإن لم يدركها هذا العقل؛ فهي تقضي بذلك، وبذلك يهتدون بالهدى والنور.

- الصفة الثامنة من صفات الله الواجبة: صفة الإرادة، وهي الصفة الثانية من صفات المعاني، قال المؤلف رحمه الله: "وأما الإرادة فهي: صفة وجودية قديمة قائمة بذاته تعالى، يتأتى بها تخصيص الممكن ببعض ما يجوز عليه دون بعض من الممكنات المتقابلات على وفق علمه تعالى" إلى أن قال: "والمتقابلات ستة وهي: الوجود والعدم والمقادير والصفات والأزمنة والأمكنة والجهات." هذه كلها يخصص الله بها ما يشاء بالإرادة.

- وجودنا في هذا العالم من آثار عظمة الله تعالى، أي مخلوق منا -معشر بني آدم- وغيرنا رتَّبَ أن يكون خلْقهُ في هذا الزمان؟ نريد واحد رتَّب أن يكون خلْقهُ في هذا الزمان! هذا المتطوِّر المتقدِّم هل اختار وقت وجوده في العالم؟ فجميع من في العالم جاء بقدرة قادرٍ قهَّار، فَهُم شواهد على عظمته لو عقلوا، ومع ذلك يكابرون وينكرون.

- أما ترى من أين جئت؟! وهذا القهر محيط بك من كل جانب، ثم تكابر! ثم تنكر! ثم تجحد! ما لك؟! ألا تعقل؟ (هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ ..) فما فينا صغير ولا كبير، ولا صاحب تكنولوجيا، ولا من وصل للقمر كما يدَّعي؛ رتَّب خلْقه؛ ولا زمنه؛ ولا وقته؛ ولا أمه؛ ولا أباه؛ كلهم مقهورون، فالذي جاء بكم بهذه القدرة كيف تتنكرون له ولعظمته؟ وكيف تخالفون أمره جلَّ جلاله؟ ما ذاك إلا الخذلان -والعياذ بالله-؛ لهذا كلهم في القيامة يقولون: (لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)، لكن ضيعوا عقولهم وما أحسنوا استعمالها.

- قد يقول بعضهم أحيانًا: نستخدم بعض المواد تكبِّر حجم الفاكهة مثلًا ونوسِّع قدْرها، ونقول له: هذا أيضًا ليس باختيارك، وجَعل هذا التكبير في توسيع المادة في هذه المادة مِنْ جَعلِه هُو، ليس مِنْ جَعلِكَ أَنت، هو جعل هذا مُسبب لهذا، ثم إن أراد أن يمشِّيه مشَّاه كما يمشِّي الري عند تناول الماء، وإن أراد أن يقف أوقفه، وتستعمل السبب كله وبعد ذلك تفسد الثمرة عليك، تفسد النتيجة عليك، أو ما قد حصل؟ هذا حصل!

- ما أكثر غرور الإنسان!! (إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ) كيف رآه استغنى؟! يعني: تصوَّر هو برؤيته وبوهمه أنَّه استغنى، وإلا ما في أحد مستغني أصلًا، ولا الملحد ولا الكافر ولا المؤمن، لا أحد مستغني، كلهم تحت قدرته وتصرفه لكن (أَن رَّآهُ..) هو ظن نفسه استغنى، فيطغى وبعد ذلك تأتي له لحظة ينتهي كل شيء، ويعلم أنَّه كان في وهم وفي خيال.

💠 للاستماع إلى الدرس الخامس والمشاهدة، أو قراءته مكتوباً:
https://omr.to/tanweer5

___
T.me/HabibOmar
🔸 *الآداب الباطنة في إخراج الزكاة:*

📔 *#فوائد من درس قبس النور المبين من إحياء علوم الدين، للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ*
💬 *مواصلة شرح كتاب أسرار #الزكاة*
🌙 مساء الأربعاء 28 ذو القعدة 1445هـ

💡 في إخراجِ الزكاة وظائفُ معنويةٌ، فالوظيفةِ الأولى هي أن نفهمَ وجوبَ الزكاةِ ومعناها، ولِمَ جُعِلت من مبانِي الإسلامِ.

وفيها ثلاث معان:
1⃣ المعنى الأول: أن نتلفَّظَ بالشهادتَيْن الذي به نكونُ من أهلِ الإسلام، شهادةَ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله ﷺ.

- التلفُّظِ بالشهادتَيْن التزامٌ للتوحيدِ، وشهادةٌ بإقرار إفرادَ المعبود جلَّ جلالُه، وهذا المعنى مهما قَوِيَ ورسَخَ استدعى أن يُخْرِجَ من القلبِ عظمةَ ما سوى الله من أنفسِنا وأموالِنا وأعمالِنا، ومن الإنسِ والجنِّ والملائكةِ، ومن الحيواناتِ والنباتاتِ والجماداتِ والكائناتِ كلِّها، فلا تبقى حقيقةُ العظمةِ إلا لله تعالى.

2⃣ المعنى الثاني: تطهير النفس من صفة البخل.
- فالزكاة طهرة عن خبث البخل المهلك، وإنما طهارته بقدر بذله، وبقدر فرحه بإخراجه، واستبشاره بصرفه إلى الله تعالى.

3⃣ المعنى الثالث: شكر النعمة:
- ففيه إثبات محبة الله في إخراج الزكاة، وفيه تصفية النفس من داء البخل والشح، وفيه أداء شكر النعمة في إخراج الزكاة، فالعبادات البدنية شكر لنعمة البدن، والمالية شكر لنعمة المال.

🔸 الأقسام الثلاث للخلق مع أموالهم:

*القسم الأول:*
- قسم صدقوا التوحيد ووفوا بالعهد ونزلوا عن أموالهم، فلم يتعرضوا لوجوب الزكاة عليهم؛ تصدّق ابو بكر رضي الله عنه بجميع ماله! قال ﷺ: ما أبقيت لأهلك وولدك يا أبا بكر؟ قال: تركت لهم الله ورسوله.

*القسم الثاني:*
- دون درجة هذا، وهم الممسكون أموالهم، المراقبون لمواقيت الحاجات ومواسم الخيرات، ومهما أرهقت الحاجة كانت فرضا على الكفاية إذ لا يجوز تضييع مسلم، والواجب أن يُعطى من قبل من حواليه، إن كان عجزوا فالذي حواليهم.. حتى يصل إلى آخر مسلم في العالم؛ هكذا دين التكافل والاجتماع.

*القسم الثالث:*
- كالذين يقتصرون على أداء الواجب من الزكاة فقط، لبخلهم وضعف حبهم للآخرة، أما بعد هذا فلا معنى للإيمان، هذه أضعف درجة في الإيمان، يخرجون الزكوات كاملة طيبة بها أنفسهم، لكن هذه أقل درجة، بعد هذا لا معنى للإيمان، لا معنى للمحبة أصلا للرحمن جل جلاله.

*قال ﷺ: "ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ بهنَّ حلاوةَ الإيمان: أن يكونَ الله ورسولُه أحبَّ إليه ممَّا سواهما"*
- حقائقُ محبَّةِ القلبِ معبِّرةٌ عمَّا يستكنُّ في القلبِ من الإيمانِ أو الكفرِ، ومن الصدقِ أو الكذبِ، تعلُّقاتُ القلبِ خطيرةٌ، وكلُّ من صَحَّ إيمانَه تعلَّقَ قلبُه بإلهِه.

- كثيرٌ من المسلمين يُصبحون ويُمسون معلَّقينَ بالدراهمِ والدنانيرِ، أو الوظائفِ أو المآكلِ أو المشاربِ، أو الملابسِ أو المساكنِ، أو المراكبِ أو المنزلةِ عند الخلقِ إلى غيرِ ذلك، فتَشغَلُ قلوبَهم لوجودِ ضعف الإيمانِ، لوجودِ الغِشِّ، لوجودِ المرضِ في القلبِ، لوجودِ الخيانةِ في أمانةِ "لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله"، هذه الأمانةُ تقتضي أن يتقدَّمَ حبُّ الله على كلِّ شيءٍ، وحب رسوله والجهادُ في سبيلِه.

- يجبُ أن لا يتقدَّمَ في قلوبِنا على محبَّةِ ربِّنا وحبيبِه شيءٌ كائنًا ما كان. ولذا وجدتُم الصحابةَ لا يُقدِّمون محبَّةَ الجنَّةِ على محبَّةِ الله ورسولِه، ويصرحون إن كنا ندخُلِ الجنَّةَ ولا نَرَى رسولَ الله فهذا أمرٌ خطرٌ وسيِّئٌ ولا نقدِرُ عليه، كما صرَّحَ بذلك عددٌ من الصحابةِ.

https://omr.to/ihya281145

https://youtube.com/live/e6wKbjaIkeQ
____
T.me/HabibOmar
🔸 *الآداب الباطنة في إخراج الزكاة:*

📔 *
#فوائد من درس قبس النور المبين من إحياء علوم الدين، للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ*
💬 *مواصلة شرح كتاب أسرار
#الزكاة*
🌙 مساء الأربعاء 6 ذو الحجة 1445هـ


💡 الزكاة فيها ترجمة المحبة للإله؛ في بذل ما تُحِبُّه النفوس من أجله تعالى، طيّبة بها النفوس، فما قامت الفوارق بين من أحبَّ الخالق ومن لم يحبَّ الخالق إلا بالبذل والتضحية، وكفِّ الجوارح والقلوب عما لا يُحبه، فمن كفَّ جوارحه وقلبه عما لا يحب خالقه، وبذل محبوبات النفس من أجل خالقه، فهو المُحِب لله تبارك وتعالى بالصدق، ومن كان واقعًا في شبكات الذنوب وارتكاب المعاصي، ويبخل بالإنفاق في سبيل الله، فإن ادَّعى الصدق فدعواهُ كاذبة، والشواهد تدل على كذبه في دعواه، فالله يرزقنا محبته.

إن السعادة على الحقيقة في الدارين في محبة الله، ولا تتحقق محبته إلا بإخراج حُب القواطع عنه، التي من أعظمها هَوى النفس والدنيا، لا تجتمع مع محبة الله في قلب، فلابد من إخراجها لتحوز المعرفة، وعلى قدر ما تنال وتُدرك وتُحصِّل من المعرفة؛ تنال وتدرك وتُحصِّل من المحبة، فإن من عرفه ضرورة أحبَّه.

- ما من جمال إلا وهو رب ذلك الجمال وخالقه، وما من كمال إلا وهو موجِد ذلك الكمال ومُنشئه، وما من إحسان وفضل يصل إليك على يد أي مخلوق إلا وهو خالق ذلك الفضل وخالق ذلك المخلوق، ومُسخِّر الدواعي ليوصله إليك، فلا مجال لِأن تحب أحدًا دونه سبحانه وتعالى، بل هو الأحق بالمحبة من كل شيء ومن كل أحد، وهو المحبوب لذاتهِ على وجه الإطلاق، وهذا وصفٌ لا يكون لغيره سبحانه وتعالى.

- إذا أحبك الله فقد أنعم عليك بأعلى النِّعم، وما من مُحِب غيره يحبك -ولو كانوا ملائكته فضلًا عمن سواهم من الخلائق- إلا لمقصد يرجع إليهم، وهو أنهم يُحبون من أحب الله ليقربوا إلى الله وليُحِبهم الله، وكذلك من أحبك من الناس من أجل أن ينال من جاهك، أو ينال من مالك، أو يعتز بك، أو يحصل على مساعدتك في جانبه، أو يتوصّل إلى غرض من أغراضه.. هؤلاء يُحِبونك للغرض، فما أحد يُحبّك من دون مقابل ومن دون شيء إلا هو إذا أحبك، إذا أحبك لا له غرض فيك، ولا تقدر أن تعطيه شيئًا، ولا تقدر أن تنفعه ولا تضره؛ فهو إذا أحب فبالفضل الخالص أحب جل جلاله.

- وفي دعاء نبينا ﷺ: *اللهم إني أسألك حُبك، وحب من يحبك، وحب عمل يُقرّبني إلى حبك، اللهم اجعل حُبك أحب إليَّ من نفسي وأهلي ومالي ومن الماء البارد على الظمأ.*

- من أسرار المحبة تطيب المعاملات وتُقام الأعياد، لأنه بالفضل أعتق من النار، وبالفضل تاب وبالفضل غفر، وبالفضل أقام الأعياد، وبالفضل أذِن لنا بذكره، وبفضله سمح لنا بعبادته، وبالفضل قامت شعائر الأعياد؛ فهي محبة خالصة، وعلى قدر صدق محبتنا له نكسب من الطاعات والعبادات ومن الأعياد؛ ما هو أغلى وأعلى وأرفع وأجمع وأنفع وأوسع وأمتع وأروع.

- ذكر لنا الإمام الغزالي في وظيفة الزكاة معاني تتعلق بمعنى الزكاة، وذكر التطهير عن الشح، والتعبير عن المحبة بشكر النعمة، ثم يذكر الوظيفة الثانية: وقت الأداء، أداء الزكاة.
- وليعيّن لزكاته شهرًا معلومًا إذا كانت زكاة مال، وليجتهد أن يكون من أفضل الأوقات كشهر المحرم -أول السنة من الأشهر الحرم- أو شهر رمضان تضاعف فيه الأعمال إلى ألف، أو ذي الحجة شهر حرام فيه الحج الأكبر.

مما ينبغي أن يكون من مواصلة الأرحام وإدخال السرور على الجيران في أيام العيد، تجنّب المُحرمات؛ ومنها أن يصافح الأجنبيات، كزوجة أخيه وزوجة عمه وزوجة خاله، وكان بعض أهل العلم يتعجب مِمن إذا تزوجت المرأة في بيته أدخلوا كل أهل البيت على تلك المرأة، وإنما يكون من محارمها أبو الزوج وجدّه أو إن كان عنده أبناء فقط، أما إخوانه وأعمامه وأخواله فما هم محارم.

💎 ثم يذكر لنا الإمام الغزالي الوظائف المتعلقة بالصدقات، وأن ما كان منها -خصوصًا غير الفرض وغير الزكاة- ما كان منها مُتطوعًا، فإخفاؤه أفضل مهما تمكن، إلا لمُقتدى يُقتدى به يأمن الرياء ويُقتدى به فيُظهر، وإلا فصدقة السر تفوق، ويسر بالصدقة ويكون العلانية في موضعه مثل الفريضة من الزكاة ومثل من يُقتدى به. قال تعالى: (ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُم بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً).

🤲 رزقنا الله الإخلاص والصدق، ووفَّر حظنا من هذه الليالي والأيام، وبارك لنا وللأمة في الوافدين إلى بيته الحرام، وإلى رحاب نبيه خير الأنام، وإلى المشاعر العظام، وأعاد عوائد قبولهم، وتفضل علينا وعلى أهلينا وأولادنا وعلى طلابنا وأصحابنا وعلى أهل بلداننا وعلى أهل زماننا، وعلى الأمة المحمدية بعائدات فضل رباني، وجودٍ إحساني، ومنٍّ صمداني، إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

https://omr.to/ihya061245

https://www.youtube.com/live/S5mgLgAXU0Y
____
T.me/HabibOmar
📜 #فوائد من الدرس السادس في كتاب تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب، للشيخ محمد أمين الكردي، في مسجد الإمام النسفي، مدينة نسف، أوزبكستان 23 شوال 1445هـ، شرح العلامة الحبيب عمر بن حفيظ:
https://omr.to/tanweer6-f

- علم الله محيط بكل شيء؛ فهو يعلم الواجبات والمستحيلات والجائزات، وما كان وما يكون، وما هو كائن وما لا يكون؛ علم أزلي وعلم لا يسبقه خفاء؛ علمه محيط من كل جانب بجميع المعلومات.

- قال أهل المعرفة: إن علوم المؤمنين والعارفين والأولياء بعظمة الحق -جلّ جلاله- ومعاني أسماءه وصفاته وحقائق الأشياء في الكون، علمهم بالنسبة لعلوم الأنبياء كذرَّة، بالنسبة لما علّم الله الأنبياء، وأن علوم الأنبياء بالنسبة لعلم سيدهم خاتم الأنبياء ﷺ كذرَّة، وعلمه ﷺ بالنسبة لعلم الله كله لا شيء، (وَمَاۤ أُوتِیتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا).

- وهو ﷺ أعلم الخلق بالله وبصفاته، أعلم الخلق بحقائق الكون والتكوين والحكمة الإلهية في الأشياء، وأعلم الخلق بمعاني تقدير الحق تعالى وإجرائه الأمور في الأرواح والأجسام في الدنيا والبرزخ والآخرة، ومع ذلك فلا يحيط بعلم كل شيء وهو بالنسبة لعلم الله كـ لا شيء، والجميع يدخل تحت دائرة: (وَمَاۤ أُوتِیتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا)، فسبحان العليم الذي أحاط علمه بكل شيء.

- يجب أن نأخذ الإيمان بصفة العلم لله تعالى أخذًا يحملنا على الحياء منه، وهو أعلم بك من نفسك وأعلم بخواطرك وضميرك وما يجري فيه ونياتك ومقاصدك، أعلم بها منك سبحانه وتعالى، فإن كان شيء يُحق أن يُستحيَى منه فالله أحق أن يُستحيَى منه -جل جلاله-.

- هو الحي الحياة الأزلية الأبدية السرمدية، الحياة التي جلَّتْ عن الإحاطة بحقيقة معناها من قِبل مَلَك أو إنسي أو جنِّي أو غيرهم من جميع الكائنات والمخلوقات.

- معنى قوله: (إِنَّكَ مَيِّتٞ وَإِنَّهُم مَّیِّتُونَ)؛ أي كتبتُ عليكم أن تخرج أرواحكم من أجسادكم وتنتقلون إلى عالم البرزخ هذا أمر واضح وبيِّن لا إشكال فيه، إطلاق هذا يشمل الشهداء أيضًا، لكن إطلاق الكلام ليس لائق بحق الشهداء، فمن باب أولى ليس لائق بحق الأنبياء، فمن باب أولى ليس لائق بحق سيد الأنبياء؛ ولذا يأتي دائمًا في دروس أهل السنة التي يدرِّسونها ناشئتهم أنه ﷺ حي في قبره، نعم إذا كان الأنبياء أحياء في قبورهم فحياته أكمل -صلوات ربي وسلامه عليه-، وأحيا الله قلوبنا به وأرواحنا حياة تزداد وتقوى وتعلو أبدًا سرمدا، اللهم آمين.

- نسأل الله أن يحيى قلوبنا بالنور الذي أحيا به قلوب المحبوبين والمقربين من العباد الصالحين، اللهم خُصَّنا بأسنى الحياة، وتولّنا بما أنت أهله، وأحينا حياة طيبة واجعلنا من أحياء القلوب، وارزقنا الأدب مع كل حياء منك، وشهود علمك بنا وإحاطتك بخلواتنا وجلواتنا، وحسّنا ومعنانا وظواهرنا وخفياتنا.

💠 للاستماع إلى الدرس السادس والمشاهدة، أو قراءته مكتوباً:
https://omr.to/tanweer6

___
T.me/HabibOmar
📜 #فوائد من الدرس السابع في كتاب تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب، للشيخ محمد أمين الكردي، في مدينة بخارى، أوزبكستان 24 شوال 1445هـ، شرح العلامة الحبيب عمر بن حفيظ:
https://omr.to/tanweer7-f

- كل صفة من أوصاف الله تعالى إذا سمعناها واعتقدناها، علمنا أنها الصفة اللائقة بالله، وأن ما يقابل ذلك من صفات المخلوقين فهي صفات ناقصة حادثة قابلة للزوال، محدودة محصورة، أما بالنسبة للحق تبارك وتعالى: فإن المعنى فيها لا يكون إلا ما هو لائقٌ بجلاله وما هو لائقٌ بكماله سبحانه وتعالى.

- صفة السمع للمخلوقين لا علاقة لها بصفة السمع بالخالق، ولا مشابهة ولا مقاربة ولا مماثلة، السمع هو الصفة القائمة بذات ربنا اطِّلاعٌ منه سبحانه وتعالى على الموجودات؛ لا يتعلق بمجرد الأصوات، فهو يسمع الصفات ويسمع الخواطر ووقوعها في القلوب، ويسمع طيران الطير في الهواء، ويسمع رفع النملة لرجلها ووضعها على الأرض؛ وهذه لا أصوات لها.

- هذا السماع يمثِّله العلماء؛ أن لو وضعنا نملة سوداء وسط صخرة صماء ثم غصنا بها إلى أعماق البحر وجاءت ظلمة الليل؛ فإن الرحمن الخالق يراها ويرى عروقها ويسمع دبيبها سبحانه وتعالى، فهذا السمع والبصر فيما يتعلَّّق بذات الحق الأكبر -جل جلاله- فنِعم السميع البصير.

- نفى الحق السماع المعنوي عن القوم المُعْرضين، قال تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ): يُشير إلى أن المُهمة الكبيرة لما أعطى المكلفين من الأسماع والأبصار أن تدلهم على المعاني والحقائق، وأن يتوصّلوا بها من الظاهر والجسمانيات إلى الأرواح والمعنويات، فاذا لم يستعملوها ولم يصلوا بها الى هذا الكمال فكأنهم لم يسمعوا وكأنهم لم يبصروا.

- مراتب السماع بعد ذلك ترتقي، قال تعالى: (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)، وقال (وإذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ).

- أعلى الكمالات فيما يتعلق بالسمع الموهوب للكائنات والمخلوقات سمع المصطفى محمد ﷺ، وبذلك أسمعه الله ما لم يسمع غيره جل جلاله، وكان من مجلى ذلك وأظهره في ليلة الاسراء والمعراج، فأسمعه ما لم يُسمع سيدنا الأمين جبريل وما لم يُسمع بقية الكائنات الاخرى كلها؛

فسمعتَ ما لا يُستطاع سماعهُ ** وعقلتَ ما عنه الورى قد ناموا
من حضرة عُلوية قدسية ** قد واجهتك تحية وسلامُ
ودنوت منه دنوّ حق أمرهُ ** فينا على أفكارنا الإبهامُ

- الاستماع إلى القرآن بفهم اللغة العربية أقرب إلى فهم المعاني المرادة، وكان قُربةً إلى الله تبارك وتعالى أن تتعلم اللغة من أجل وعي كلام الله وخطابه سبحانه وتعالى الذي وصل إلينا معبَّرا باللسان العربي المبين.

- بصره تعالى لا يتعلق بنور ولا بظُلمة؛ يستوي النور والظلمة، يستوي القريب والبعيد، يستوي الصغير والكبير، يستوي فيه جميع الكائنات؛ فيُبصر سبحانه الصور ويبصر المعاني ويبصر الأشياء كلها، يبصر ما في قلبك ويبصر ما في ضميرك، ويبصر تواضعك ويبصر كِبرك من دون أن يظهر عليك شيء من أثر الكِبر، يبصر الإخلاص ويبصر الرياء.

- جعل الله لنا في عالم الخلق بصائر من وراء البصر ندرك بها بعض المعنويات، هذا الحال للبصائر يتحوَّل في القيامة إلى نفس البصر، كما أنه -في عالم الدنيا- بالنسبة للمُقربين والنبيين تخرق أنوار بصائرهم أبصارهم، فقد يشاهدون معنويات وأمور غيبيات بالبصر، وهو شأن البصيرة، شأن القلب.

- يقول سيدنا عثمان للذي دخل عليه: "أيدخل أحدكم علينا وعلى عينيه أثر الزنا"، لاشيء يُرى في عينه، الرجل كان يمرُّ في الشارع فوجد امرأة فتأمل محاسنها، وجاء يدخل المسجد، سيدنا عثمان يلتفت إليه: "أيدخل أحدكم علينا وعلى عينيه أثر الزنا؟ تُب وإلا عزّرتك" وخاف الرجل قال: ما هذا؟ أوحيٌ بعد الرسول؟ قال: "لا ولكن فراسة صادقة، سمعتُ النبي يقول: اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله"

- يُذكر عن سيدنا الخليل إبراهيم في قوله: (أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ) هو بالبصيرة يشاهد عظمة إحياء الموتى، فأراد في مرتبة حق اليقين أن يخرق نور البصيرة بصره؛ ليشاهد هذا الأمر المعنوي في إحياء الموتى بالبصر، مقام كبير، قال فيه: (لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي).

- جزى الله المؤلف خير ورزقنا كمال الإيمان والتعظيم والإجلال لهذا الإله، وزادنا بذلك معرفة وزادنا بذلك يقينا، ورزقنا التمكين في علم اليقين وعين اليقين، ورحم من رحم منا وأكرمه بالوصول إلى مراتب أهل حق اليقين، حتى ننال أعلى حقائق السعادة في الممات وفي المحيا، وندرك سر المرافقة لأحيا خلقك وأبصر خلقك وأسمع خلقك وأحب خلقك إليك وأكرمهم عليك سيدنا المصطفى محمد ﷺ.

💠 للاستماع إلى الدرس السابع والمشاهدة، أو قراءته مكتوباً:
https://omr.to/tanweer7

___
T.me/HabibOmar
📜 #فوائد من الدرس الثامن في كتاب تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب، للشيخ محمد أمين الكردي، في مدينة بخارى، أوزبكستان 24 شوال 1445هـ، شرح الحبيب عمر بن حفيظ:
https://omr.to/tanweer8-f

🔸 إننا في توالي الدروس مررنا على ما ذكر الشيخ محمد أمين الكردي رحمه الله، من أوصاف الحق وصفاته العشرين المذكورة في القرآن، ثم ذكر لنا الصفة الجائزة وهي فعلُ كل ممكن وتركه، فله أن يفعل ما يشاء، وله أن يُعدم ما يشاء وأن يُوجد ما يشاء، وأن يُشقِي من يشاء وأن يُسعد من يشاء، وأن يُعطِيَ من يشاء ويمنع من يشاء؛ فهو الملك، الكل مملكته والعبيد صَنعتُه وخلقه.

- (ويُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا) فهل حدّثك أحدٌ عن الأجر اللدني؟ نحن نُحدّث عن العلم اللدنّي وإنه علمٌ شريف عظيم، وهذا أجر لدني منه، يقول سبحانه وتعالى (وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا ويُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا) ما أعظم هذا الأجر! حتى ذكر بعض العارفين أن كثيرا من الناس في القيامة يجِدون في صحيفتهم حسنات كثيرة ما يذكرون أنهم عملوها، فيقولون ربنا ما هذا؟ إنّا لم نعمل هذا! فتقول الملائكة: إن أخاكم في الله أو شيخكم فلان فاضت حسناته، ضاعفها الله مضاعفات لا غاية لها فقُسِّمت على أصحابه، فهذا نصيبكم لأن مضاعته ليس لها حدّ.

- يجب على كل مؤمن ألا يكون في قلبه أعظم من في الخلق أجمعين من الأنبياء، ويكون مُناقضاً لحقيقة وكمالِ ايمانه أن يَعتقد عظمةً في أي مخلوق غير الأنبياء يُشابه الأنبياء ويُماثِل الأنبياء كائناً من كان، فهولاء اصطفاهم المُنشِئ البارئ الفاطر سبحانه وتعالى، فهم أفضل الخلائق على الإطلاق، لذا حتى جعل الله سبحانه وتعالى الجنّة وما فيها ثوابا مُعدّاً لِمَن آمَن بالأنبياء.

- الذي عليه عامة أهل السنة في التفريق بين النبي والرسول هو: أن النبوة مُجرّد الوحي بأي شرع ليَعمل به فإن كان لم يُؤمَر بتبليغه فهو نبي فقط، وإن أُمِرَ بالتبليغ فهو نبي ورسول، فكل رسولٍ نبيّ وليس كل نبي رسول.

- الأنبياء والمرسلون أفضل خلق الله، وأفضلُهم أولو العزم:
1⃣ سيدنا محمد رسول الله ﷺ
2⃣ وسيدنا ابراهيم الخليل
3⃣ وسيدنا موسى الكليم
4⃣ وسيدنا عيسى بن مريم
5⃣ وسيدنا نوح
أولو العزم أي أولو الصبر تحمّلوا المشاق، أولو القوة والجلد، قال تعالى (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)

- قال المؤلف: "الإيمان بالرسل ﷺ وهو حديث النفس التابع للمعرفة -يعني الاعتقاد القلبي- بما يجب لهم وما يستحيل وما يجوز، والمراد بحديث النفس قبولها وانقيادها لما عرفته بحيث لا يمنعها الكِبر عن الإقرار به"، لأن من أهل المعرفة أو الايمان من يجحد ولكن ما يُعد من المؤمنين، أكثر المشركين من قريش كانوا يعلمون أنّ رسول الله صادق، وأنه مرُسَل من عند الله، لكن ما انقادت نفوسهم لهذا وعاندوا، فلهذا لم يُعَدّوا من المؤمنين.

الاقسام السبعة لخَرق العادة:
1⃣ المعجزة: ما كان بعد نزول الوحي مقروناً بدَعوى النبوة بالتحدّي.
2⃣ الإرهاص: ما كان لأي نبي من الأنبياء قبل نزول الوحي عليه قبل بعثته؛ مثل ما حصل لسيدنا موسى من وَضعٍ في البحر وتربية فرعون؛ هذه إرهاصات.
3⃣ الكرامة: ما يكون على يد أتباع الانبياء من المُخلصين الصادقين الأولياء الخواص، وهذا أمر خارق للعادة لكن غير مقرون بدَعوى نبوة ولا بالتحدي.
4⃣ الإهانة: ما يظهر على أيدي الفُجار والفُساق مخالف لمُرادهم.
5⃣ والاستدراج: ما يُوافق مرادهم، خوارق للعادة تظهر على أيدي الفُجار والكفار موافقة لمرادهم، مثل ما يظهر للدجال.
6⃣ المعونة: تحصل لعوام الناس من غير المستمسكين بالتقوى والايمان، يحصُل لهم أمر غَريب على خلاف العادة تُسمى معونة.
7⃣ ما يحصل بسبب السحر والشعوَذة على خلاف العادة أيضا، ولكن يحصُل بعَقد ونفث مخصوص (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ).

- الواجب في حق الأنبياء والمرسلين:

1- أول صفة: الصدق؛ هُم معصومون مِن كُلِّ المَعاصِي؛ مِن باب أَوْلى الكذب، لكِن نَصُّوا على الصِّدق لأنه هو الأمر المُتعلِّق ببَلاغهم والمُتعلِّق بِأدائهم للرِّسالات التي تحَمّلوها عن الله -جلّ جلاله-، فهم الصّادقون في جميع ما يقولون.

2- الصفة الثانية: "الأمانة: هي حِفظ جميع الجوارح الظاهرة والباطنة من التلبُّس بِمنهيٍّ عنه نهي تحريم أو كراهة ولو خفيفة" لِمَ؟ لأن الله جعلهم قُدوَة يُقتدى بهم؛ فلو كانوا يفعلون المَكروهات فضلا عن المُحرَّمات لكان الله شرَع المَكروهات والمُحرَّمات، وهذا مُتناقِض مع الشَّرع؛ فهذا مُستحيل، فلا يفعلون إلا ما هو الأفضل في حَقِّهم دائما.

🤲🏼 رزقنا الله كمال التَّصديق بالأنبياء، وكَمَالَ محبَّتهم وحُسن مُتابعتهم، وكمالَ نُصرَتهم، وحَشَرنا الله في زُمرَتهم ومَلأَ قُلوبُنا بمحبتهم وأَكرَمنا بمُرافقتِهم وهو راضٍ عنَّا.

💠 للاستماع إلى الدرس الثامن والمشاهدة، أو قراءته مكتوباً:
https://omr.to/tanweer8

___
T.me/HabibOmar
🔸 *الآداب الباطنة في إخراج الزكاة (4):*

📔 *#فوائد من درس قبس النور المبين من إحياء علوم الدين، للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ*
💬 *مواصلة شرح كتاب أسرار #الزكاة*
🌙 مساء الأربعاء 27 ذو الحجة 1445

💡 في كُلٍّ من الإسرار والإبداء خير، قال تعالى: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ)

اختلفوا متى يكون الإسرار أفضل ومتى يكون الإبداء أفضل:
- بعضهم رجح الإبداء في الزكاة المفروضة للمال وزكاة البدن فتخرج علانية
- الصدقات المندوبة كلما كانت سرًا فهو أفضل
- وسواء الجهر أو الإسرار يحتاج إلى إخلاص القصد للملك الغفار جل جلاله، فلا تكون (نِعمّا هي) إلا إن أُريدَ بها وجهه جل جلاله.
- كذلك صدقة السر -وإن كان الإسرار أقرب إلى إخلاص القصد لله- فليس أيضا بأبعد عن إثارة العُجب المُحبط للأعمال.
- العُجب: هو أن يستشعرها فضلاً منه ومقدورًا عليها بقدرته، وينسى أنها محضُ مِنّة من الله وفضل، ولا قدرة له ولا حول بغير إرادته سبحانه وتعالى، الذي وفّقهُ ويسّر له ورزقهُ ومكّنهُ من البذل من أجله.
- (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِي) مدحها لكن لمن يصدق مع الله فيها، فذلك إذا كان يُقتدى به فله مثل ثواب من اقتدى به "من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها"

* ذكر قوله ﷺ: "أفضل الصدقة جُهد المُقِلِّ إلى فقير في سر": الذي يتصدق من مال وهو قليل المال، يكتسبه بالمشقّة ومع ذلك يُخرج منه، فإذا كان في سر كان من أفضل الصدقات.

* يقول ﷺ: "سبق درهم مائة ألف درهم": من أوجه التفضيل أن مُقِلّاً معه مال يسير يُخرج منه نصف ملكه وهو يسير، وآخر معه ألوف كثيرة يخرج منها ألوفًا ولكنها ليست النصف ولا الربع ولا الثمن ولا التسع ولا العشر من ماله.

مرجع أكثر ما يكون في التفضيل -أي للأعمال-:

- إلى كمال الاخلاص
- وصدوره مع انكسار قلب، قال الله تعالى في حديثه القدسي (أنا عند المُنكسرة قلوبهم من أجلي)
- ومع شهود المِنة للحق تعالى
- وانتفاء شوائب العجب؛
يتضاعف سواء كان جلسة أو استماع أو درس، أو كتابة أو قراءة قرآن أو ذكر للرحمن، يختلف من واحد لآخر (والله يُضَاعِفُ لمن يشاء)

- في الحديث المشهور السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه، يقول: "رجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه": يحرص فيها على الإخفاء وإخراجها في السر، بحيث لو كان ليده الشمال عين تُبصر وأذن تسمع ما أحسّت بالصدقات التي تخرجها اليمين مِن شدة إخفائها.
- ظل العرش: راية قرب ورضوان، مكانة عند رب العرش، رضا عند رب العرش؛ عبَّر عنه بظل العرش.

- "صدقة السر تُطفئ غضب الرب" ما أعظم هذا! أن تحوِّل صاحبها من مغضوب عليه إلى مَرضيٍّ عنه.

- "صدقة السر تقي مصارع السوء" يُحفظ صاحبها من مصرع السوء؛ أن يكون موته في حالة شنيعة، كموته بحريق، موته بحادث، يكون موته بسقوط من علو.. تقي مصارع السوء!

- بالغ في فضل الإخفاء جماعة: بعضهم يلقيها في يد أعمى لا يدري من وضعها له، وبعضهم في طريق الفقير وموضع جلوسه، وبعضهم في ثوب الفقير وهو نائم، توصّلاً إلى إطفاء غضب الرب واحترازًا من الرياء.

- قال أهل المدينة: ما فقدنا صدقة السر إلا لما توفي علي بن الحسين، وكان من جملة صدقاته في السر أنه مائة أو مائتين أهل بيت في المدينة نفقتهم لا يدرون من أين، في ظلمة الليل يجيء يضع لهم النفقة وما تنتهي إلا جاء بالثانية وهكذا، ما عرفوا مَن إلا لما توفي انقطعت فعُرِف انقطاعها، هذا الذي ترك الرغبة في الإمارة وزهد في رئاسة الدنيا وصار عمله هكذا!

- ربكم رب العرش كل من صدق معه وكل من أخلص لوجهه ما يُضيّعه أبدًا بكل معنى، لو عرف الناس ربهم لما رضوا إلا بمعاملته، ولرموا كل قواتهم وقدراتهم على بابه وعليه يطلبون رضوانه، فلا يجدون أحسن منه معاملًا أبدًا، تصدُق لوجهه وتصدُق معه وتُخلص لوجهه؛ يُعطيك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ويتولاك ويحميك ويهديك ويوفقك، من حيث علمه المحيط، في نفسك، في أهلك، في أولادك، في دنياك، في برزخك.. هذا الرب الكريم الإله العظيم جل جلاله.

- تمسّكوا بحبل الإخلاص لوجهه والصدق معه، لا تنتهي أيام الدورة إلا وكم من نظرة، وكم من بلية في الأمة رُفِعت، وكم من مِنحة مُنِحت وعطيّة أُعطِيت، الله يرزقنا الصدق معه.

يصطفي الله من يشاء لدينه، ولمواهبه ولعطاياه العجيبة، وللقرب من حبيبه ﷺ، قال له: (وَلَسوفَ يُعطيكَ ربكَ فترْضى) مما يُرضيه به: ما يُخلي قرنًا من قرون أمته وزمنًا إلا وفيها من خواص أهل مرافقته مَن تقر عينه بهم.

- اللهم ارحمنا والمؤمنين في المشارق والمغارب، وأكرمنا بهداية قلوبنا وتوجيهها إليك، لا تُبق فيها شائبة من رياء ولا من عجب ولا من كبر ولا من غرور، ولا من حسد ولا من حقد ولا من التفات إلى ما سواك.

https://omr.to/ihya271245

https://youtube.com/live/d-lWk-vJHHU
____
T.me/HabibOmar