‏أفتطلبوني بقتيلٍ منكم قتلتُه، أو مالٍ لكم استهلكتُه، أو بقصاص من جراحة؟

• | سيِّد الشُّهَدَاءِ الحُسينِ (عليه السَّلام).
- مقتل بحر العلوم ره.

‏أعوذ بالله من قلبٍ لا يَجزع على مصيبة الحُسين
أعوذ بالله من عينٍ لا تبكي على مصيبة الحُسين

"أشهد أن دمك سكن في الخلد واقشعرت له أظلة العرش وبكى له جميع الخلائق، وبكت له السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا وما يُرى ومالا يُرى"

"ولمّا رأى الحُسين "عليَه السّلام" مصارِع فتيانه وأحبّتهِ، عزم عَلى لقاء القَوم بمُهجتهِ،
ونادى: «هَل مِن ذَابٍّ يَذُبُّ عَن حَرَمِ رَسُولِ الله؟ هَل مِن مُوَحِّدٍ يَخَافُ الله فِينَا؟
هَل مِن مُغِيثٍ يَرجُو الله بِإِغَاثَتِنَا؟
هل مِن مُعِينٍ يَرجُو مَا عِندَ الله فِي إِعَانَتِنَا؟»

فارتَفعت أَصوات النِّساء بالعَويل..."

‏يومٌ على صـدر الرسول نائمُ
يومٌ على وجه الصعيد جاثمُ

يومٌ يـهـزّ جــبــرئـيـلُ مـهـدكـا
يومٌ تدوس الخيلُ فيه صدركـا

يومٌ نَـجَـت فيـك ملائكُ السـمـا
يومٌ ترضّ الخيلُ منك الأعظُمـا

كـم قد سقيتَ "ماء خيرٍ" للـمَـلا
والآن تـقـضي ظامـئـاً في كـربــلا

عظم الله لكم الأجور 💔

حتى رأس الرضيع ماسلم من القطع

‏غريبُ عَليهِ في الطفوفِ تألّبت
جيوشُ العِدا والوحش والحر والظما

تُناظرهُ خلف الخميسَينِ نسوةُ
بِخمسٍ علت رأساً وخمسٍ غشت فما

فما انجلت الغبراء إلا ورأسُهُ
على أسمرٍ والريح تسفُو كِلَيهِما

فلا خلت الأزمان من نائحٍ لهُ
ولا انفكت الدنيا لذلك مأتما

"وَدَعَوْتَ إلَىٰ الرَّشَادِ، وَأوْضَحْتَ سُبُل السَّدَادِ، وجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ الجِّهَادِ"

"وَأمَرْتَ بِإِقَامَةِ الحُدُودِ، والطَّاعَةِ لِلمَعْبُودِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الخَبَائِثِ وَالطُّغْيَانِ، وَوَاجَهُوكَ بِالظُّلْمِ وَالعُدْوَانِ، فَجَاهَدْتَهُم بَعْدَ الإِيعَازِ لَهُم، وَتَأكِيدِ الحُجَّةِ عَلَيْهِم، فَنَكَثوا ذِمَامَكَ وِبَيْعَتَكَ، وأسْخَطَوا رَبَّك وَجَدَّك"

"وَبَدؤُوكَ بِالحَرْبِ، فَثَبَتَّ لِلطَّعْنِ والضَّرْبِ، وطَحَنْتَ جُنُودَ الفُجَّارِ، وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الغُبَارِ، مُجَاهِدًا بِذِي الفِقَارِ، كَأنَّكَ عَلِيٌّ المُخْتَارُ"

"فَلمَّا رَأوْكَ ثَابِتَ الجَأْشِ، غَيْرَ خَائِفٍ وَلا خَاشٍ، نَصَبُوا لَكَ غَوائِلَ مَكْرِهِمُ، وقَاتَلُوكَ بِكَيْدِهِمُ وَشَرِّهِمُ"

"وأمَرَ اللَّعِينُ جُنودَهُ، فَمَنَعُوكَ المَاءَ وَوُرُودَهُ، ونَاجَزُوكَ القِتَالَ، وَعَاجَلُوكَ النِّزَالَ، وَرَشَقُوكَ بِالسِّهَامِ وَالنِّبَالِ، وبَسَطُوا إِلَيكَ أَكُفَّ الاِصْطِلاَمِ، وَلَمْ يَرْعَوْا لَكَ ذِمَامًا، وَلا رَاقَبُوا فِيْكَ أثَامًا، فِي قَتْلِهِمُ أوْلِيَاءَكَ، وَنَهْبِهِمُ رِحَالَكَ"

"وَأنْتَ مُقْدَّمٌ في الهَبَوَاتِ، ومُحْتَمِلٌ للأذِيَّاتِ، قَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِكَ مَلائِكَةُ السَّمَاوَاتِ، فَأحْدَقُوا بِكَ مِنْ كِلِّ الجِّهَاتِ، وأثْخَنُوكَ بِالجِّرَاحِ، وَحَالُوا بَيْنَكَ وَبَينَ الرَّوَاحِ"

"وَلَمْ يَبْقَ لَكَ نَاصِرٌ، وَأنْتَ مُحْتَسِبٌ صَابِرٌ"