يُشير مصطلح ويب٣  إلى الجيل القادم من الإنترنت والذي يتميز بتقنيات وأدوات حديثة تهدف إلى جعل الإنترنت أكثر فعالية وتفاعلية وذكاءً. يعتمد ويب ٣  على تقنيات مثل البلوكشين، والعقود الذكية والذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، والواقع الافتراضي، مما يتيح إمكانية تطوير تطبيقات وخدمات جديدة ومبتكرة.

ويعتبر ويب ٣ مرحلة جديدة من تطور الإنترنت والتي ستغير طريقة تفاعلنا مع الويب بشكل كبير.

تُعد تطبيقات ويب ٣ حاليًا في مرحلة النمو والتطوير، ولكنها تتحرك بسرعة نحو تحويل الإنترنت من شبكة مركزية إلى شبكة لامركزية تمامًا.

تطبيقات ويب ٣ هي تطبيقات تستخدم تقنيات مثل البلوكشين والعقود الذكية والواقع المعزز والواقع الافتراضي لتحقيق أهداف مختلفة. وفيما يلي بعض الأمثلة على تطبيقات ويب ٣ واستخداماتها:

١. التمويل: تطبيقات ويب ٣ تسمح بتطوير بروتوكولات لامركزية للتمويل تستخدم تقنية البلوكشين والعقود الذكية، مثل منصة POLYKICK.

٢. الألعاب: تستخدم تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتطوير ألعاب مثل Decentraland وSandbox.

٣. التصويت والحوكمة: تستخدم العقود الذكية لتطوير أنظمة التصويت اللامركزية، مثل Aragon.

٤. المحتوى: تستخدم العقود الذكية لتوفير منصات للتوزيع اللامركزي للمحتوى، مثل Steemit.

٥. التجارة: تستخدم تقنيات البلوكشين والعقود الذكية لتطوير منصات للتجارة اللامركزية، مثل OpenBazaar

📈 مراحل تطور  الويب

تُعرف الإنترنت كما نعرفه اليوم بالويب ٣، وهو المفهوم الأحدث في عالم تكنولوجيا المعلومات. ومن أجل فهم هذا المفهوم بشكل أفضل، ينبغي النظر إلى مراحل تطور الإنترنت السابقة، والتي تشمل الويب ١ الويب ٢.

1️⃣ الويب ١

الويب ١، فهو النموذج الأولي للإنترنت، والذي ظهر في أوائل التسعينيات. وكانت هذه المرحلة تتميز بالمحتوى الثابت والتفاعل المحدود، وكانت تستخدم بشكل رئيسي لنشر المعلومات على شبكة الإنترنت، وكان الاستخدام الرئيسي للإنترنت في ذلك الوقت هو تبادل البريد الإلكتروني والتواصل في المنتديات والمجموعات البريدية.

2️⃣ الويب ٢

ظهرت مرحلة  الويب ٢ في أوائل الألفية الثالثة، وقد جاءت معها العديد من التقنيات الجديدة والخدمات المبتكرة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الويب المستندة إلى السحابة وخدمات التخزين السحابي والتطبيقات الموجهة للهواتف الذكية، والعديد من التقنيات الأخرى. وقد جعل هذا النوع من الإنترنت المستخدمين قادرين على تفاعل مع بعضهم البعض بشكل أفضل، وتوفير الخدمات والتطبيقات التي تلبي احتياجاتهم بشكل أفضل.

3️⃣ الويب ٣

وفيما يتعلق بالويب ٣، فهو يعتمد على تقنيات مثل البلوكشين والعقود الذكية وغيرها، وهذه التقنيات تجعل من الإنترنت مجالًا للتفاعل الحقيقي بين الأفراد والمنظمات، وتسمح بالتقابض بشكل آمن وشفاف، بما يسهل العديد من العمليات المالية والتجارية.

ومن بين أبرز مميزات الويب ٣، أنه يعتمد على بنية تحتية مفتوحة المصدر وليست مملوكة لأي جهة، كما يوفر مستوى جديدًا من الأمان والخصوصية للمستخدمين، بفضل البلوكشين الذي يعمل على توثيق وتأكيد العمليات بطريقة آمنة وشفافة.

الأصول والبدايات التاريخية للويب ٣

بدأت فكرة الويب ٣ تتشكل في الأوساط التقنية في العقد الأخير من القرن الماضي، وذلك نتيجة للعديد من القضايا التي ظهرت في الإنترنت التقليدي أو ما يعرف بالويب ٢، مثل قلة الأمان والخصوصية، والاحتكار والتحكم من قبل الجهات المركزية، وغيرها.

ومن خلال تقنيات مثل البلوكشين والعقود الذكية، بدأ المهتمون بالتقنية في تطوير فكرة الويب ٣ وإنشاء بنية تحتية تقنية جديدة، تتمتع بمزايا الأمان والخصوصية واللامركزية. وتمتد فكرة الويب ٣ لتشمل العديد من المجالات المتنوعة، مثل التجارة الإلكترونية والتمويل اللامركزي وتطبيقات الصحة والتعليم والحكومة الإلكترونية، وغيرها، ويعد الويب ٣ بمثابة تقنية مستقبلية مبشرة، والتي ستساهم في تغيير شكل الإنترنت وأساليب التفاعل بين الأفراد والمؤسسات.

ظهرت أول تطبيقات تقنية الويب ٣ في العديد من المجالات، مثل التمويل اللامركزي والتي تشمل العملات الرقمية والتداول اللامركزي للأصول والعقود الذكية. وفي مجال التجارة الإلكترونية، ظهرت تجارب عديدة في تطوير منصات التجارة اللامركزية، التي تسمح للبائعين والمشترين بالتفاعل والتعامل مع بعضهم البعض بشكل مباشر دون وسيط، ما يسهم في تقليل التكاليف وتحسين جودة الخدمات.

ومن أحد أهم التطبيقات الأولى لتقنية الويب ٣ هي بروتوكول بيتكوين الذي تم إطلاقه في عام 2009. وقد انطلق بيتكوين كعملة رقمية مشفرة وتداولت لأول مرة بين مجموعة من المطورين الذين اهتموا بتوفير نظام دفع غير مركزي وآمن، بحيث يكون بمثابة نظام تبادل نقدي يتم استخدامه للدفع عبر الإنترنت. وتعتمد تقنية بيتكوين على البلوكشين لتسجيل جميع العمليات التي تتم دون الحاجة إلى وجود وسيط.

ومنذ ذلك الحين، نمت تقنية  الويب ٣ بشكل كبير وتطورت إلى أن أصبحت تتيح تبادل القيمة والمعلومات بشكل أكثر أمانًا وشفافية ولامركزية، وتشكل الآن جزءًا مهمًا من اقتصاد الإنترنت والتكنولوجيا المالية اللامركزية.

ما هي تقنية البلوكتشين وكيف تعمل؟

تعد البلوكتشين (Blockchain) تقنية حديثة تتيح تسجيل المعلومات بشكل أمن وشفاف ولامركزي على شبكة الإنترنت.

تعتمد تقنية بلوكشين على فكرة التشفير والمفاتيح العمومية والخاصة والتي تمكن من تأمين المعلومات وحمايتها. وتعمل تقنية البلوكتشين على توزيع البيانات على جميع المستخدمين المشاركين في الشبكة دون الحاجة إلى وسيط واحد. ويتم تسجيل جميع المعلومات في شكل "كتل" (Blocks)، حيث ترتبط كل كتلة بالكتلة السابقة لها لتكوين سلسلة من الكتل، ومن هنا جاءت التسمية سلاسل الكتل "بلوكشين".

وبما أن الكتل لا يمكن تعديلها أو حذفها، فإن التقنية تضمن أن المعلومات التي تم تسجيلها فيها لا يمكن تزويرها أو تغييرها. تُستخدم تقنية البلوكتشين في العديد من المجالات مثل العملات الرقمية مثل البيتكوين والإثيريوم وغيرها، كما يتم استخدامها في مجالات أخرى مثل التصويت الإلكتروني والتوثيق الإلكتروني والمشاريع اللامركزية.

يمكن وصف تقنية البلوكتشين بأنها دفتر عام، حيث يمكن للجميع الاطلاع عليه والتحقق من المعلومات التي تمت إضافتها دون الحاجة إلى وسيط.

كل شخص لديه نسخة من هذا الدفتر ويتم تسجيل المعلومات في شكل كتل، وتحتوي كل كتلة على رقمٍ مميز ومفتاح عمومي وخاص.

عندما يتم إضافة معلومات جديدة، يتم التحقق من صحة هذه المعلومات وإضافتها إلى الدفتر العام، ولا يمكن تعديل هذه المعلومات بعد الإضافة.

وبما أن الدفتر يتم توزيعه على الجميع ولا يمكن التلاعب فيه، فإن تقنية البلوكتشين تضمن سلامة وأمان المعلومات المسجلة فيه.

ما هي اللامركزية ولماذا هي مهمة في سياق التمويل؟

اللامركزية تعد أحد أهم مفاهيم التكنولوجيا المتعلقة بالتمويل، حيث يمكن أن تسمح بنظام مالي يعتمد على شبكة لامركزية يشارك فيها جميع المستخدمين في التحكم والإدارة والتسجيل بدلاً من الاعتماد على مؤسسات مركزية مثل البنوك والمؤسسات المالية التقليدية. وتعتبر اللامركزية في هذا السياق مهمة لأنها توفر عدة مزايا، مثل الأمن العالي، حيث يتم توزيع البيانات والمعلومات على المشاركين في الشبكة بدلاً من تخزينها في مكان واحد مما يجعلها أكثر صعوبة في الاختراق والاحتيال. كما أن اللامركزية تزيد من شفافية وثقة المستخدمين، حيث يتمكنون من الوصول إلى جميع المعلومات والبيانات المتعلقة بالعمليات والتحويلات والمعاملات دون الحاجة إلى وسيط أو جهة مركزية، وهذا يسهل ويسرع عملية الإجراءات ويقلل التكاليف المتعلقة بالعمولات والرسوم.

ما هي العقود الذكية؟

أصل تسمية العقود الذكية يرجع إلى عالم الحوسبة نيكولا سزابو (Nick Szabo) الذي ابتكر المصطلح في عام 1994. وقد وصف سزابو العقود الذكية بأنها "برمجيات معقدة ذات صفات قابلة للتنفيذ ذاتيًا، تتيح التعاملات بين الأطراف دون الحاجة إلى طرف ثالث، وتعتمد على التشفير والتقنية اللامركزية لتوثيق وتأمين هذه التعاملات". ومنذ ذلك الحين، استخدم المصطلح بشكل واسع في مجال الويب ٣ وأصبح جزءًا لا يتجزأ منها.

تمكّن العقود الذكية من تنفيذ العديد من العمليات الآلية بدون الحاجة إلى وسيط بشري، كما تتيح إنشاء أنظمة متكاملة تعتمد على تلك العقود، مما يساعد في تحقيق المزيد من الشفافية والأمان في العمليات المالية والتجارية.

ويعدّ استخدام العقود الذكية ضمن تقنية البلوكتشين أحد التطبيقات الأساسية لهذه التقنية، حيث يتم تنفيذ تلك العقود على الشبكة اللامركزية بشكل آمن ومتزامن بين جميع المشاركين في الشبكة دون وسيط مركزي.

مثال على عقد ضمان لتبادل العملات الرقمية باستخدام العقود الذكية

يمكن استخدام العقود الذكية لإجراء صفقة صرف عملات نقدية. فمثلاً، إذا كنت تريد تحويل الأموال من عملتك إلى عملة أخرى، يمكنك الاتفاق على السعر والكمية مع الشخص الذي تريد التعامل معه. ثم، يتم إنشاء عقد ذكي يحتوي على شروط ومتطلبات هذه الصفقة. وبمجرد تنفيذ الصفقة، يتم إرسال الأموال إلى حساب العقد الذكي، الذي يتم إدارته بواسطة البرمجيات الخاصة بالعقد الذكي.

بعد ذلك، يتم إرسال الأموال إلى العملة المراد تحويلها ويتم تأكيد هذا الإرسال عن طريق شبكة البلوكتشين. وإذا تم تأكيد الإرسال بنجاح، يتم تحويل الأموال إلى حساب الشخص الذي كنت تريد التعامل معه. وإذا حدث أي خلل أو عطل في عملية التحويل، فإن الأموال ستعود تلقائيًا إلى حساب العقد الذكي.

هذه الطريقة تعمل على زيادة الأمان والشفافية في عملية التحويل، حيث أن العقد الذكي يعتبر الطرف الموثوق به والذي يتم إرسال الأموال إليه. ويعد هذا النوع من العقود الذكية (الإيداع الائتماني) مفيدًا جدًا في حالات الصفقات الكبيرة أو الحساسة، حيث أنه يضمن لكل طرف في الصفقة الحصول على ما يستحق من دون خسائر أو تأخير.

ما هي الرموز المميزة (التوكنات)؟

تعتبر الرموز المميزة أو "التوكنات" عبارة عن أصول رقمية مشفرة تتيح للمستخدمين الوصول إلى خدمات أو منصات محددة. وتمثل هذه الأصول الرقمية قيمة افتراضية، ويمكن استخدامها للتداول، أو للوصول إلى خدمات معينة، أو للتصويت، أو حتى للحصول على خصومات على المشتريات.

ويمكن إصدار الرموز الرقمية على منصات العملات الرقمية أو بروتوكولات العقود الذكية. وتمثل الرموز الرقمية ثورة في طريقة الاستثمار والتداول الإلكتروني، حيث يمكن شراؤها وتداولها بسهولة وبدون وسيط بنكي، وبأسعار أقل بكثير من الأصول التقليدية.

باستخدام الرموز المميزة أو "التوكنات" المختلفة، يمكن للمستخدمين القيام بعدد من الأنشطة والاستخدامات المختلفة. فمثلاً، يمكن استخدام توكن فيلكوين (Filecoin) لشراء مساحة تخزين رقمية على شبكة الإنترنت. يعمل هذا النظام على أساس التشفير واللامركزية ويسمح لمستخدمي الإنترنت بتخزين ملفاتهم بشكل آمن دون الحاجة إلى الاعتماد على خوادم الشركات.

ومن ناحية أخرى، تستخدم توكن "ساندبوكس" (Sandbox) في الألعاب الافتراضية، حيث يتم استخدامها كعملة تبادلية لشراء العناصر الرقمية داخل اللعبة وتحسين تجربة اللعبة.

ما هي العلاقة بين البلوك تشين والعملات الرقمية؟                                    
هناك علاقة وثيقة بين تقنية البلوك تشين والعملات الرقمية، حيث تعتمد هذه العملات الافتراضية بشكل أساسي على تقنية سلسلة الكتل. فمن خلال البلوك تشين، يتم تخزين كافة المعاملات الخاصة بالعملات الرقمية، بشكل آمن ولامركزي وتعود العلاقة بين سلسلة الكتل والعملات المشفرة إلى عام 2008، عندما قام المؤسس السري لعملة البيتكوين، ساتوشي ناكاموتو بتقديم أول بلوك تشين وظيفي، يتم استخدامه كأول سجل للمعاملات الخاصة بالبيتكوين.ومنذ ذلك التوقيت، أصبحت تقنية البلوك تشين هي الأساس الذي تقوم عليه العملات الرقمية، سواء كانت البيتكوين أو الإيثر أو غيرها من العملات الأخرى.تعمل العملات الرقمية على دفتر أستاذ عام موزع حيث يتم من خلال هذا الدفتر تسجيل جميع المعاملات التي يتم تحديثها والاحتفاظ بها، من قبل حاملي العملات المختلفة.ويسمح دفتر  الأستاذ هذا بمشاركة البيانات عالميًا من أجل التحقق من المعاملات، ومنع الإنفاق المزدوج الاحتيالي للعملات الرقمية. وتمنح تقنية سلسلة الكتل العديد من المزايا للعملات الرقمية أبرزها اللامركزية والأمان والسرعة والكفاءة.

ما هي الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) ؟
الـ NFT  هي اختصار ل : Non-Fungible Token أيّ الرموز غير القابلة للاستبدال، وهي عقودُ تملّك ذكية لأصول رقمية في معظم الأحيان ولأصول حقيقة أحيانًا  ومن يبتاع هذه العقود ويملكها يكون مالكًا لأصولها.
ظهرت هذه الخاصية من اللحظة التي ولدت فيها عملة الايثيريوم عام 2013 عندما أنشأها المبرمج الروسي فيتاليك بوترين آن ذاك، إلا أنّ استخدامها لم ينشط إلا مؤخراً في بداية 2021 حيث أصبحت ذات صيت وسيولة عالية.
ويعتبر كيڤن مكوي أول من جنح إلى تداول هذا الرمز حيث أنه حوّل لوحته (Quantum)  إلى رمز غير قابل للاستبدال في عام 2014 فأصبحت تعرض للبيع في وقتنا الحالي بما يقدر بسبعة ملاين دولار أمريكي.

ما هو الفرق بين الـ NFT والعملات الرقمية؟
مع أن خاصية الـNFT تمكنك من تتبع من يملكها عبر تقنية سلسلة الكتل (Blockchain)والتي بدورها تُعنى بتتبع الأصول و العملات الرقمية المختلفة لكسب ثقة المتداولين إلا أنها تختلف تمامًا عن العملات الرقمية كعملة الإثيريوم أو البتكوين ويُستنبط من مسماها "رموز غير قابلة للاستبدال" على أن قيمة هذه الرموز أبعد من أن تكون مادية وأقرب إلى أن تكون معنوية في معظم الأحيان حيث أن لكل من هذه الرموز خصائص وسمات تختص بها دون غيرها من الأصول الأخرى فيستحيلُ استنساخاها أو استبدالها أو تعويضها بمَثيل مطابق لها وتعد أعمال الفن الأصيلة والألماس على سبيل المثال لا الحصر أصولاً لا تُستبدل ولا تُستنسخ فلو قسناها على استحالة تماثل بصمتين لإصبعيين مختلفين فإنه لا وجود لألماستين بنفس درجة اللون أو الشكل أما بالنسبة للعملات الرقمية كالبتكوين حيث يسهل استبداله بعملة بتكوين أخرى مساوية له من حيث المقدار فإنه لا وجود لسمات تتفرّد بها عملة رقمية عن عملة رقمية أخرى وبالتالي تعتبر هذه العملات قابلة للاستبدال والتعويض بأي من عديلاتها على عكس رموز الـNFT و التي تتفرد كل واحدة منها بشفرة تعريفية تميزها عن الأخرى و تقيها من الاستنساخ أو التلاعب.

بماذا تمتاز الرموز غير القابلة للاستبدال؟
قد تتساءل: ما الذي يميّز الـ NFT إلى هذا الحدّ، وما الذي يجعل الناس يتهافتون على اقتنائها وتداولها؟ حسنًا يعود السبب وراء ذلك إلى مميزاتها المتمثلة فيما يلي:
1- حق الملكية قد يخطر في بالك تساؤلٌ يقول: ماذا لو ضغطتُ على إحدى هذه الصور أو الفيديوهات وقمت بحفظ نسخة منها؟ ألا يبدوا ذلك أذكى من دفع مبالغ تنافي المنطق؟  بالطبع! يمكنك بكل سهولة امتلاك صورة من الـNFT ، ولكن هل تستطيع الجزم بأنك مالك لصورة الموناليزا بمجرد تحميلك لها من الإنترنت؟! كذلك الحال مع رموز الـ NFT، حقيقة أنّك حمّلت صورة لأحدها لا يعني أنّك أصبحت مالكًا لها. فطالما أنّ شفرات هذه الرموز مدرجة في سلسلة الكتل بشكل أبدي، فإنها لا تتجزأ ولا يمكن أن توزع على أكثر من مالك واحد في الوقت نفسه. وبالتالي تضمن هذه الميزة دحض أيّ مخاوف تواجه المتداولين إزاء الرموز المزيفة.
2- تعزيز كفاءة السوق تخيّل مدى سهولة وانسيابية عمليات التداول في سلسلة أمانها معَزّز تخلو من أي وُسطاء قد يحولوا بين البائع والمشتري وذلك لأن الأصول الملموسة قد تحولت لأصول رقمية. ويتجلّى هذا الخيال على أرض الواقع اليوم، فنرى ازدهارًا واضحاً في تداول الفنون بحيث أصبح الفنان قادرًا على الاتصال بجمهوره مباشرة دون الحاجة لوكلاء أو لصفقات مرهقة ويعود الفضل لصفقات الـNFT المنظمة والمقلِلة للتكلفة مع إثباتٍ موثوقٍ على أصالتها.
يتبع ...