غنو يا هودنا ،،
لعبة قديمة عندنا
كان شبعت يا جنا
ما شبعت قول لنا
بت العسكر تمشي وتسكر
بت النوبة ،، تغني طروبة
من الحنية مع عروبه
تقلب الهوبة في الراكوبة ،، علي اللالوبة
تشر لي توبة
ترسي الغربة
تنسي التربة
مآسي حروبة
تكسر الحربة
بعود الحربة
تدق النوبة

طيبة
محمد الحسن سالم حميد
كل ما تباعد بينا عوارض
كل ما هواك يا طيبة مكنِّى
تلد الغربة .. الكُربة الواحِد
بيكى أسمى الشوق .. وأكنـِّى
............
لمـّا أفوتك من دون خاطر
أو دون خاطر منى تفوتى
بلقى حبايب فى كل حِتـّة
وكل بيوت الفُقرا .. بيوتى
لا غيرت وراك الجِتـّة .. لا بدلت ملامح صوتى
لا غافلنى وهادن فنى .. غام لى المدن .. الما عِرفتنى
إبن الشوق الصبرو .. مصوبر
للأرياف الكم .. وفّتنى
وللأطفال الناشفة ضلوعا .. ونازفة بغنى
أطمن روعا .. وأهتـّى دموعا
ببسمة بكرة اللاّها تمنى .. ولا مصنوعة
.....................
أغنى لشعبى ومين يمنعنى
أغنى لقلبى .. إذا لوّعنى
مخيـّر دربى الما رجعنى
إذا طلعنى نخلة القرب .. أو الغربة الكدروبية
تنزل غنوتى بى قمرية
أو وقـّعنى فى بطن الجـُّبْ
بطلع يوسف بالأغنية
أغنى الناس الما بتسمعنى
المِنِّى بعيدة .. ومبعدة عنى
النادا نشيدا .. وكنت المعنى
الإيدى فى إيدا .. وإيدا بتبنى
فى دنيا جديدة اليوم .. راح تدنى
وأريت غنواتى فى ناس شغالة
تكون سُندالة .. وعود طورية
ضراع رجالة .. كتاب أطفالا
وجملة بالا .. الما مكرية
سدّة مالا .. وبقـّة فالا
فى ليلة الدخلة على أسمى قضية
.............
حبيبة قلبى يا سودانية
يا أسمى معانى فى زول بيعانى
ياود ضكران .. ويابتْ دغرية
وأنا إنْ سامعانى فضـّلت أغانى غُـبش .. فقرية
وروح غانيانى
حويتك منك يادافعانى براحة إيديا
ويا جابدانى ... برفق عليا
وما بتحيـّر بين الفوق .. وبين الناس التحتانية
إلاّ مغـيـّر .. ولاّ عقُوق .. ولاّ كفيف الإنسانية
ومنـِّك وين يا كاشفة عينيا
بنور الإلفة .. ضِيا الحنية
وحِلم العالم .. ناس تتسالم
والبنى آدم صافى النية
والأطفال الناشفة ضلوعا
يطمِّن روعا
وتبدى تغنى
غناوى البكرة .. الكم مسموعة
حسيس طنبارة .. مع نـُقارة
صفِقتاً حارة .. ودارة تغنى
فيا حلتنا عليكى تـُرابـــــــــك ..
وإنتى شبابك زينة الجَـــــنـِّى
أحلى عروس البلد اللّــــــــتنا
ولاّ الغُبُش الرّابّة تهنــــــى
ولاّ هدير المدن التصــــــــحا ..
وتمحى ظلام الحاصل .. عنــــــــّى

ﺯﻋﻼﻥ ﻣﻨﻚ…
ﺯﻋﻼﻥ ﻣﻨﻚ ﺃﻱ ﻷﻧﻚ…
ﻣﺎ ﻫﺒﺒﺖ ﻗﻮﺍﻓﻞ ﺷﻮﺍﻗﻮ ﻭﻻ ﺍﻛﺮﻣﺖ ﺭﺳﺎﻳﻠﻮ ﺍﻟﺠﻨﻚ
ﻻ ﻋﻮﺍﻓﻲ ﻭﻻ ﻛﻴﻔﻨﻚ
ﻳﺠﺮﻱ ﻳﻼﺣﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴُﻔﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺠﺎﻳﻴﻦ ﻣﻨﻚ
ﻗﺒﺎﻝ ﻳﺎﺧﺪ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﺒﻨﺪﺭ ﺷﻮﻗﻮ ﻳﺼﺒﻘﻮ ﻭﻳﺴﺄﻝ ﻋﻨﻚ
ﻳﻠﻘﻰ ﺣﻨﻴﻨﻮ ﺇﻧﺪﺭﺩﺭ ﺳﺎﻛﺖ ﺗﺎﺭﻱ ﺍﻟﺒﻨﺪﺭ ﻭﺩﺭ ﺣﻨﻚ
ﺗﺎﺭﻳﻚ ﻧﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻴﻮﺕ ﻃﺎﺭﻧﻚ
ﻃﺎﺭﻱ ﻋﻴﻮﻧﻚ ﻟﻤﺎ ﺗﺴﺘﻒ ﺗﻤﺴﺢ ﺩﻣﻌﺔ ﺍﻟﺘﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻄﺮ
ﻧﺰﻑ ﻭﺩﺍﻋﻚ ﻟﻤﺎ ﺷﻌﺎﻋﻚ ﺳﺎﺏ ﺍﻟﺤﻠﻲ ﻇﻼﻣﻬﺎ ﻣﻌﻜﺮ
ﻓﺪ ﺟﻮﺍﺑﻚ ﻃﻤﻨﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﺻﻬﻴﻦ ﺗﺎﻧﻲ ﺃﻗﻮﻝ ﻣﺸﻐﻮﻝ
ﺍﺑﺤﺖ ﻟﻴﻚ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺑﺮﺍﻱ ﻭﺃﺑﻌﺖ ﻟﻴﻚ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ
ﻓﻜﺮ ﺃﻛﻨﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻮّﺍﻟﻲ ﺑﻴﺴﺄﻝ ﻋﻨﻚ
ﻋﺒﺄ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺭﺳﺎﻳﻞ ﻳﺎﻫﻮ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻨﻚ
ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﻳﻞ ﺻﺪﺭﻭ ﺍﻟﻤﺎﻫﻞ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺴﺎﻫﻞ ﻳﺴﺄﻝ ﻣﻨﻚ
ﺿﺎﺭﺏ ﺻﺪﺭﻭ ﺑﻲ ﻃﻮﻝ ﺻﺒﺮﻭ ﻭﻣﺎﻙ ﺣﺠﺮ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻭ ﻳﻔﻨﻚ
ﺇﻧﺖ ﺑﺸﺮ ﺑﻰ ﻛﻞ ﻇﺮﻭﻓﻚ ﺣﺮ ﻓﻲ ﺟﻮﺩﻙ .. ﺣﺮ ﻓﻲ ﻇﻨﻚ
ﻣﺎ ﺑﺘﺮﺑﻊ ﻳﺮﺟﻰ ﺣﺮﻭﻓﻚ ﻭ ﻻ ﻳﺸﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﻢ ﺩﻧﻚ
ﻣﺎ ﺑﺘﻀﺮﻉ ﻋﺸﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺸﻮﻓﻚ ﻋﻨﺪﻭ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺗﺒﺪﻝ ﺣﻨﻚ

حبك .. بحبك .. ما لا نهاية
واغنيك حنيني .. شوقي وهوايا
لأنك حبيبي .. وغاية رجايا
كتير في بعادك دهتني الليالي
أغالب دموعي وأكابد ملالي
طريقي المنور خلاص أضحى خالي
تعال يا حبيبي .. صدودك كفاية
زرعنا المحنة .. رويناها شوقنا
وعايشين نأمل تقوم ترمي فوقنا
نسير في ضراها نسير لي شروقنا
نتوج حياتنا .. بأسعد نهاية
منامي المسهد .. يحل لي عيونك
وشوقي المعذب .. يناشد حنينك
تحكم شعورك .. وترحم سجينك
فؤادي البحبك .. ما لا نهاية

اشراقة التجاني يوسف بشير

امس تاريخ.6 يناير ذكري وفاه والدي اسالكم الدعاء له بالرحمه والمغفرة

زولك كان طِراك بي حوجة خِف الـفاهـو
امســح كـُربتــو وقــلِّل تمــلّي شــقاهــو
سمِــح الزول وقِت بالخير دوام تطراهو
كعـب الزول وقِت تحـتاج لـو ما تلقاهو

الزول الكــبير فــي الحِـله ياهـو ابـونـا
والــزول البـِـكوس للـخـوة ببقى زبونـا
قــول للــظالِم الـ مِـنو الخـلوق مـغبونا
قلبك اكان وسِــخ ما بتـمرقـو الصابونا

البيت ماهـو بُنيـان لا عـمار ومـخـدّه ..
والبيت ماهـو مال فوق البنوك اتـودّه ..
كــم مـن بـيت مشيّد بالحـديد انـهدّه ..
والبيـت رحمه من رب العــباد ومودّه ..

كـعـب التربــس الـبـيبان علـيهـو وسدّة
وكعب الخاف من الفاقة وبـخاف الـمدّة
هٍـدم العافيـة ،، مــهما دام اكـيد بـِنـقدّة
والمـكتوبـــة بتجيك اصـلو ما بتـنصدّة

كعب الخـالف السـُنة وليها اتـحدى ..
سمـِح القولو واحد ومنو مافي مردة ..
قولك كان سمِـح اطلِـق لسانك وابدأ ..
كــعب الماشـي لا راي لا فـهم لا مبدأ ..

سمِـح البِدِّي بسمتو للخلِـق دون عِـرفـه
سمِـح الـ كُل ما تحتاجلو عندو الصِرِفـه
وين ما يلقى حوجه ينُط يقوم بي خِفه
تدي يمينو والـ إيد الشِـمال دون عِـرفه

اوعى تعــجـبك الدُنيــا وتجِـري وراها ..
بتـوديـــك شــــوارع تغِلِـب الــسـواها ..
الــواطــة الـ(بتبنـيها) وتعــدلو بُنــاهـا ..
مـا دايمالك باكر يــدفــنوك جــواها ..

غايــتو الدنــيا ما تضـمـن جـمالا وتـيها ..
بــتـوريـك مـحِـن وتـضـوِّقـك مــغـليـهـا ..
قــدر ما تـلم قروشك وبالســماح تبنيها ..
راس مـالك ”كـفن“ حـسِّـن عمايلك فيها ..

قدر ما تعيش كتير بتشوف محن خلق الله
ناس في يوم بتطلع "فـوق" وناس "تـدلـى"
الـــدنيــا بنــعيش بــي الفــيها مــا بننــذلــه
و "البِنـفــزرو" راقـدييين و "البـِسنِدو" اقِـله

فـيك يا دُنـيا بِـنشـوف كــان ابيـنا ودُرنـا..
شيلـي وختـي لـينا المــا بـشـيلو عُمــرنـا..
نعـيـش ايامنا لي المــولى بنـفوِّض امـُرنا..
كل ما تزيدي فـي الوجعة بتـقوي صُبرنـا..

اجبد طـاقة من ، حـبل ،السماحة ومـتِّر
معروف ، الخِــلوق في الدنيـا ياما تعتِّر
اهلنا بقـولوا ليك ،، فوق ،السمِـح ماتكتِّر
إن بيتـك قزاز او مِـن حـديد مـا تـشتِّـر

الحـق قولـو كان الـسيف ظـهرلك سلو
والقـرِش إن كِتـر بُكـرة بتفـوت وتخلو
اصحـابك بـفوتوك كـان كتار كان قلـــو
والضُـرُس البِضُـر أحـسن تعجِّـل قلـــو

عيشــوا الدنيا ،، بي الخير القليل إِتهنــوا
أحمِـدوا ربكم ،، علي كل ،، هدِم لابــسِنو
تذكيــر غايـتو ،، لي شيـتاً ولان ذاكرنو
المـوت حق علينا ،ومافي مهرب منــــو

كلمات \ أ. مبارك المغربى

أنا ليتني زهر في خده الزاهي
أنا ليتني طير في روضه لاهي
أنا ليتني نهر تنساب أمواهي
يحلو تلاقينا من غير أكدار
ويرف وادينا ويغني مزماري
أنا ليتني عود في صدرك الحاني
دنياي تغريد من عذب ألحاني
والفن محفوظ بقلب فنان
في خفقة القلب
تنساب أوتاري
بالشعر والحب
بالشهد والنار
أنا ليتني أنتي
في عالم الحس
أشتاق في صمت
وأحب في همس
وأعود ان عدتي
للمعبد القدس
حيث الهوى السامي
يسمو بأفكاري
وتطيب أيامي
من نبعه الجاري

مناسبة كتابة حبيبة عمري
عرض وتقديم:
عبد الرحيم حاج أحمد

كان الشاعر الحسين الحسن طالبا في جامعة الخرطوم، وفيها أحب إحدى زميلاته، فكتب فيها القصيدة التالية بعنوان : أجمل البنات، وقام بقراءتها على بعض زملائه فحفظوها وانتشرت في أوساط الطلاب لروعتها وما فيها من مشاعر جياشة ومؤثرة، لكن انتشار القصيدة تسبب في حرج شديد لتلك الطالبة في ذلك الزمان الذي كان المغنون فيه يرددون أغنيات من أمثال: حجبوه عن عيني الخ ما كان يصدر من شعراء تلك الحقبة من تعبير عن الحرمان والمنع من رؤية الحبيب، وعندما أحس الشاعر الحسين الحسن بالورطة التي أوقع فيها محبوبته كتب لها معتذرا أغنية: حبيبة عمري.
وأنا سوف أكتب لكم في البداية قصيدة: أجمل البنات وبعدها أغنية حبيبة عمري، متضمنة الأبيات التي لم يلحنها الكابلي لأنها كانت طويلة جدا، شأنها في ذلك شأن أغنية ضنين الوعد.
ولعلكم تلاحظون بعض ما قام الكابلي من تعديل في بعض الابيات إلى ما يتناسب مع اللحن وغنائية النص.
***
(1)
أجمل البنات

إذا وصفتها
ستعرفونها
ستعرفون أنني أقصدها بالذات
لأنها على الإطلاق أجمل البنات
لأنها أجمل ما في الأرض من أشياء
بل إنها أجمل ما في الأرض والسماء
أجمل من ملاك
يختال في غلالة من نور
أجمل حتى من بنات الحور
فالشمس من عيونها تغار
وجيدها يحسده النهار
والليل من شعرها قد سرق المداد
فلون الوجود بالسواد
ولونها عجب
لو قلت منه يصنع الذهب
لو قلت منه تبرق النجوم والشهب
أواه يا رباه لا عجب

لا شيء في الوجود مثلها يا ناس
لا الدر لا الياقوت لا الألماس
لا النور لا حمائم السلام
لأنها عيونها ابتسام
وصمتها كلام
أروع ما يصور الكلام
وثغرها المثير يا سلام
لكن حذار يا قلوب يا حطام
لا تقعي في حبها
فحبها حرام

ستعرفونها إذا وصفتها
لأنها أحلى من الجمال
لأن حسنها أروع من تصور الخيال
أروع حتى من وداعة الأطفال
أروع من كل الذي في وصفها يقال
فإنني لو قلت إن وصفها محال
أكون قد ظلمتها
لأن وصفها أكثر من محال

إذا وصفتها ستعرفون أنني أحبها
أنا الذي عرفت بالهدوء والرزانة
أنا الذي لا أرتضي الإذلال والمهانة
أنا الذي في عنقي أمانة
ستعرفون ما وقعت فيه
ستعرفون كل ما حاولت أن أخفيه
وعندها لا ينفع الجدال
لأنني والله قد أحببتها والله
لأنني غرقت في عيونها السواهي
غرقت في حديثها الطروب
حديثها الذي يكاد رقة يذوب
فالكبرياء في حديثها أعبدها
الكبرياء في قوامها وقدها
الكبرياء في عيونها وثغرها وخدها
الكبرياء في اقترابها وبعدها
وهسهسات يدها عند الكلام
ستعرفونها إذا أفضت في الكلام
ستعرفون أنني أقصدها بالذات
لأنها على الإطلاق أسمح البنات.

جامعة الخرطوم
داخلية بحر الغزال
فبراير 1958م

(2)

إنني أعتذر
إلى أسمح البنات
إذ يبدو أنني أفضت في الكلام فعلا ..

حبيبة عمري تفشى الخبر
وذاع وعم القرى والحضر
وكنت أقمت عليه الحصون
وخبأته من فضول البشر
صنعت له من فؤادي المهاد
ووسدته كبدي المنفطر
ومن نور عيني نسجت الدثار
ووشيته بنفيس الدرر
وغطيته وحرقت البخور
حواليه حتى هدا واستقر
ورقيته من عيون الحسود
ووقيته من سهام القدر
ومن حوله كم شبكت الضلوع
فنام غريرا شديد الخفر
وقد كنت أعلم أن العيون
تقول الكثير المثير الخطر
فعلمتها كيف تخفي الحنين
تواريه خلف ستار الحذر
فما همسته لأذن النسيم
ولا وشوشته لضوء القمر
وما كان يا أخت حتى لعينيك
أن تعرفا سره المستتر
ولكن برغمي تفشى الخبر
وذاع وعم القرى والحضر
تجمع حتى أزاح السدود
وأعمل في القيد حتى انكسر
حبيبة قلبي وهل كان ذنبي
إذا كنت يوما نسيت الحذر
أنا شاعر لا أجيد السكوت
وقلبي ضعيف رهيف الجدر
إذا داعبته العيون تداعى
وإن دغدغته الشجون انفجر
تجرع من صمته الكأس مرا
وذاق من الكبرياء الأمر
ففي ذات يوم شحيح النسيم
كثير الغيوم طويل العمر
ذكرت مكانا عزيزا علي
وأنت به وأنا والأخر
ووجهك يحكي جمال الحياة
وطهر السمات وسحر القمر
ذكرتك يا أخت بين الدموع
ونار الضلوع وخوف السفر
ذكرت عيونك ذات البريق
الذي يتلألأ مثل الدرر
ذكرت حديثك ذاك الخجول
وصوتك ينساب منه الخفر
تقولين؟ ما ذا تقولين؟
ويحي وهل كنت أفهم حرفا يمر
فصوتك كان يهدهد روحي
ويحملني بجناح أغر
يحلق بي حيث لا أمنيات
تخيب ولا كائنات تمر
ذكرت أصابعك العابثات
بلا شيء إلا قلوب البشر
وهومت حتى تبدى أمامي
ظلام كئيب كثيف الستر
وقفت عليه أدق الجدار
فما لان هونا ولم ينشطر
وعدت تذكرت أن هواك
حرام على قلبي المنكسر
فهاجت شجوني وفاضت عيوني
وسحت بدمع يحاكي المطر
ودمع الرجال إذا تعرفين
يهد الجبال إذا ما انهمر
وما كان لي غير شعري مواس
يخفف من ألمي المستعر
بثثت به بعض ما قد عراني
وحملته حبي المستتر
سكبت عليه فيوض هيامي
وأودعته سري المدخر
وما كنت أنوي أقول الكثير
ولكن تسرب حتى انتشر
وعم القصيدة ما كنت أخفي
وضمخها بشذاك العطر
حياتي برغمي تفشى الخبر
وذاع وعم القرى والحضر
تجمع حت

ى أزاح السدود
وأعمل في القيد حتى انكسر
وكنت أقمت عليه الحصون
وخبأته من فضول البشر
حبيبة قلبي وهل كان ذنبي
إذا كنت يوما نسيت الحذر
أنا شاعر لا أجيد السكوت
وقلبي ضعيف رهيف الجدر
إذا داعبته العيون تداعى
وإن دغدغته الشجون انفجر.

أبريل 1960م.