صباح الخير، أنا مجهد جداً يا عزيزتي وأحتاج للطمئنة، هذه الأيام بالذات تسحقني بقبضتها القاسية. أتمنى أن تعرجي في طريقك على منزلي، لتأخذي رأسي على صدرك، وتطبعين عليه عشرات القبلات، ثم تخبريني بأن كل شيء سيسير على ما يرام.
-آدم
-آدم
أحتاج الوحدة والسكون لكي أفكر ، فأنا كلما فتحت صفحة وجدتها أسوأ من التي تسبقها.
قلب مرتخي ، قلب محترق ، قلب ينزف ، قلب يموت ، لا مجال لنجاه ، سأنتهي قريباً.
كان من المفترض أن تفهم بأن حدّة كلامي و قسوتي لم تأتي من فراغ , بل لأنني بقيتُ لليال عديدة أرى كل ما يزعجني و أكتمه , أشعر بكل شيء ولا أصرّح , أميل للكتمان رغماً من أن الكلمات تتفجّر في داخلي من شدة الأذى.
في الصباح الأول بعد فراقك، كانت المساحة من حولي ساكنة على نحو باهت، كأنها هدوء الحقل بعد العاصفة. إنها المرة الأولى منذ أشهر التي أستشعر فيها فراغ الغرفة، خلو المنزل، الهدوء الممتد من حولي، حتى أني يوم استيقظت، أصابني الهلع، يوم سمعت صوت عقارب الساعة، وهي تهدر عمري؛ عوضاً عن صوتك
لم أحتمل. فخرجت للمشي، كانت السماء من فوقي رماديةً ملبدة بغيومٍ كئيبة، وبرودة الجو تغرس أظافرها الحادة في لحمي الأصفر الهزيل. سرت مئات الخطوات، كالعادة، بلا وجهة، كانَ الهدف فقط أن أمضي فاراً من شيءٍ يقيني تركته خلفي، دون أي التفاتة؛ حتى لا أأكد وجوده.
كانت الشوارع هادئة خاليةً من كل مظاهر الحياة. لا الرفاق في المقهى، ولا الغرباء على الأرصفة. فقط أنا. نقرات حذائي، والعصافير. كأن الأشياء حين رحلتُ عنك البارحة، أبت أن ترافقني. كأنها اختارت البقاءَ معك؛ شروق الشمس، صخب الشوارع، دفء المدينة، ألوان الحياة، حتى بعضي، هجرني ليبقى معك.