قاعدتان عظيمتان
من قواعد العمل والسلوك
الأولى:
قال عبد الله بن الإمام أحمد لأبيه يوما: أوصني يا أبت. فقال: (يا بني! انو الخير؛ فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير)
والثانية:
عن خالد بن معدان رحمه الله قال : (إذا فُتِحَ لأحدكم بابَ خيرٍ، فليسرع إليه، فإنه لا يدري متى يُغلقُ عنه)
فالأولى في العزم والإرادة، والثانية في التصديق بالعمل، وهما منشأ كل فعلٍ وخاتمته؛
فمن جُمعت له، فقد استغرق أنفاسه في الصالحات، وعَمَر أوقاته بالخيرات.
من قواعد العمل والسلوك
الأولى:
قال عبد الله بن الإمام أحمد لأبيه يوما: أوصني يا أبت. فقال: (يا بني! انو الخير؛ فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير)
والثانية:
عن خالد بن معدان رحمه الله قال : (إذا فُتِحَ لأحدكم بابَ خيرٍ، فليسرع إليه، فإنه لا يدري متى يُغلقُ عنه)
فالأولى في العزم والإرادة، والثانية في التصديق بالعمل، وهما منشأ كل فعلٍ وخاتمته؛
فمن جُمعت له، فقد استغرق أنفاسه في الصالحات، وعَمَر أوقاته بالخيرات.
القناة الرسمية لصاحب الفضيلة الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري - حفظه الله -
https://t.me/alsomari
https://t.me/alsomari
Telegram
الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري
القناة الرسمية لصاحب الفضيلة الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري - حفظه الله -
Forwarded from الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري
* صفة من صفات المنافقين!
قال الله:
{ وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ }: من المنافقين، بعد ما جزعوا ولم يصبروا: { يَا أَهْلَ يَثْرِبَ }: ينادونهم باسم الوطن القديم الجاهلي! ففيه إشارة إلى أن دين الإسلام؛ ليس له في قلوبهم قدر لكي ينتسبوا إليه!!.
قال الله:
{ وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ }: من المنافقين، بعد ما جزعوا ولم يصبروا: { يَا أَهْلَ يَثْرِبَ }: ينادونهم باسم الوطن القديم الجاهلي! ففيه إشارة إلى أن دين الإسلام؛ ليس له في قلوبهم قدر لكي ينتسبوا إليه!!.
﴿فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا﴾
أي ظهرت عورة كل منهما بعد ما كانت مستورة، فصار للعري الباطن من التقوى في هذه الحال أثر في اللباس الظاهر حتى انخلع فظهرت عوراتهما
تفسير السعدي
ويقول بعض العلماء:
إن أكل الحرام يظهر أثره عاجلا في كشف العورات والاستخفاف بأمرها، وأكل الحلال بعكسه فهو:
- حافظ للعورات
- ويغذِّي مادة ذلك الحفظ، وهو التقوى في قلوب المؤمنين
جعلني الله وإياكم منهم
أي ظهرت عورة كل منهما بعد ما كانت مستورة، فصار للعري الباطن من التقوى في هذه الحال أثر في اللباس الظاهر حتى انخلع فظهرت عوراتهما
تفسير السعدي
ويقول بعض العلماء:
إن أكل الحرام يظهر أثره عاجلا في كشف العورات والاستخفاف بأمرها، وأكل الحلال بعكسه فهو:
- حافظ للعورات
- ويغذِّي مادة ذلك الحفظ، وهو التقوى في قلوب المؤمنين
جعلني الله وإياكم منهم
من عادات الفسّاق والفجّار وجرأتهم على سُنن الله في عباده: إنكارهم غايات أقدار الله وآياته الواعظة، وزعمهم بأنها ليست إلا مظاهر كونيّة وعادات متكررة، وليست تذكيرًا أو إنذارًا من ربِّ العزة ﷻ.
قال تعالى ﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا فِی قَرۡیَةࣲ مِّن نَّبِیٍّ إِلَّاۤ أَخَذۡنَاۤ أَهۡلَهَا بِٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ لَعَلَّهُمۡ یَضَّرَّعُونَ ٩٤ ثُمَّ بَدَّلۡنَا مَكَانَ ٱلسَّیِّئَةِ ٱلۡحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوا۟ وَّقَالُوا۟ قَدۡ مَسَّ ءَابَاۤءَنَا ٱلضَّرَّاۤءُ وَٱلسَّرَّاۤءُ فَأَخَذۡنَـٰهُم بَغۡتَةࣰ وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ﴾
قال السعدي في تفسيره:
﴿ثُمَّ ْ﴾ إذا لم يفد فيهم، واستمر استكبارهم، وازداد طغيانهم.
﴿بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ ْ﴾ فَأدَرَّ عليهم الأرزاق، وعافى أبدانهم، ورفع عنهم البلاء ﴿حَتَّى عَفَوْا ْ﴾ أي: كثروا، وكثرت أرزاقهم وانبسطوا في نعمة اللّه وفضله، ونسوا ما مر عليهم من البلاء.
﴿وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ ْ﴾ أي: هذه عادة جارية لم تزل موجودة في الأولين واللاحقين، تارة يكونون في سراء وتارة في ضراء، وتارة في فرح، ومرة في ترح، على حسب تقلبات الزمان وتداول الأيام، وحسبوا أنها ليست للموعظة والتذكير، ولا للاستدراج والنكير حتى إذا اغتبطوا، وفرحوا بما أوتوا، وكانت الدنيا، أسرَّ ما كانت إليهم، أخذناهم بالعذاب ﴿بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ْ﴾ أي: لا يخطر لهم الهلاك على بال، وظنوا أنهم قادرون على ما آتاهم اللّه، وأنهم غير زائلين ولا منتقلين عنه.
قال تعالى ﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا فِی قَرۡیَةࣲ مِّن نَّبِیٍّ إِلَّاۤ أَخَذۡنَاۤ أَهۡلَهَا بِٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ لَعَلَّهُمۡ یَضَّرَّعُونَ ٩٤ ثُمَّ بَدَّلۡنَا مَكَانَ ٱلسَّیِّئَةِ ٱلۡحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوا۟ وَّقَالُوا۟ قَدۡ مَسَّ ءَابَاۤءَنَا ٱلضَّرَّاۤءُ وَٱلسَّرَّاۤءُ فَأَخَذۡنَـٰهُم بَغۡتَةࣰ وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ﴾
قال السعدي في تفسيره:
﴿ثُمَّ ْ﴾ إذا لم يفد فيهم، واستمر استكبارهم، وازداد طغيانهم.
﴿بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ ْ﴾ فَأدَرَّ عليهم الأرزاق، وعافى أبدانهم، ورفع عنهم البلاء ﴿حَتَّى عَفَوْا ْ﴾ أي: كثروا، وكثرت أرزاقهم وانبسطوا في نعمة اللّه وفضله، ونسوا ما مر عليهم من البلاء.
﴿وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ ْ﴾ أي: هذه عادة جارية لم تزل موجودة في الأولين واللاحقين، تارة يكونون في سراء وتارة في ضراء، وتارة في فرح، ومرة في ترح، على حسب تقلبات الزمان وتداول الأيام، وحسبوا أنها ليست للموعظة والتذكير، ولا للاستدراج والنكير حتى إذا اغتبطوا، وفرحوا بما أوتوا، وكانت الدنيا، أسرَّ ما كانت إليهم، أخذناهم بالعذاب ﴿بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ْ﴾ أي: لا يخطر لهم الهلاك على بال، وظنوا أنهم قادرون على ما آتاهم اللّه، وأنهم غير زائلين ولا منتقلين عنه.
من الفوائد التي استنبطها الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى عن قوم شعيب له (وَلَوۡلَا رَهۡطُكَ لَرَجَمۡنَـٰكَۖ)
قال: ومنها: أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة، قد يعلمون بعضها، وقد لا يعلمون شيئا منها، وربما دفع عنهم، بسبب قبيلتهم، أو أهل وطنهم الكفار، كما دفع الله عن شعيب رجم قومه بسبب رهطه، وأن هذه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين، لا بأس بالسعي فيها، بل ربما تعين ذلك، لأن الإصلاح مطلوب على حسب القدرة والإمكان.
فعلى هذا لو ساعد المسلمون الذين تحت ولاية الكفار، وعملوا على جعل الولاية جمهورية يتمكن فيها الأفراد والشعوب من حقوقهم الدينية والدنيوية، لكان أولى، من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم الدينية والدنيوية، وتحرص على إبادتها، وجعلهم عمَلَةً وخَدَمًا لهم.
نعم إن أمكن أن تكون الدولة للمسلمين، وهم الحكام، فهو المتعين، ولكن لعدم إمكان هذه المرتبة، فالمرتبة التي فيها دفع ووقاية للدين والدنيا مقدمة، والله أعلم.
قال: ومنها: أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة، قد يعلمون بعضها، وقد لا يعلمون شيئا منها، وربما دفع عنهم، بسبب قبيلتهم، أو أهل وطنهم الكفار، كما دفع الله عن شعيب رجم قومه بسبب رهطه، وأن هذه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين، لا بأس بالسعي فيها، بل ربما تعين ذلك، لأن الإصلاح مطلوب على حسب القدرة والإمكان.
فعلى هذا لو ساعد المسلمون الذين تحت ولاية الكفار، وعملوا على جعل الولاية جمهورية يتمكن فيها الأفراد والشعوب من حقوقهم الدينية والدنيوية، لكان أولى، من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم الدينية والدنيوية، وتحرص على إبادتها، وجعلهم عمَلَةً وخَدَمًا لهم.
نعم إن أمكن أن تكون الدولة للمسلمين، وهم الحكام، فهو المتعين، ولكن لعدم إمكان هذه المرتبة، فالمرتبة التي فيها دفع ووقاية للدين والدنيا مقدمة، والله أعلم.
﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
قال الشيخ السعدي في تفسيره:
أي: حقيقٌ بها وحريٌّ أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله، ذكر العبد لربه، من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك.
وقيل: إن المراد بذكر الله كتابه الذي أنزله ذكرى للمؤمنين؛
فعلى هذا معنى طمأنينة القلوب بذكر الله: أنها حين تعرف معاني القرآن وأحكامه تطمئن لها، فإنها تدل على الحق المبين المؤيد بالأدلة والبراهين، وبذلك تطمئن القلوب، فإنها لا تطمئن القلوب إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب الله، مضمون على أتم الوجوه وأكملها، وأما ما سواه من الكتب التي لا ترجع إليه فلا تطمئن بها، بل لا تزال قلقة من تعارض الأدلة وتضاد الأحكام ﴿ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا﴾.
وهذا إنما يعرفه من خبر كتاب الله وتدبره، وتدبر غيره من أنواع العلوم، فإنه يجد بينها وبينه فرقا عظيما.
قال الشيخ السعدي في تفسيره:
أي: حقيقٌ بها وحريٌّ أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله، ذكر العبد لربه، من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك.
وقيل: إن المراد بذكر الله كتابه الذي أنزله ذكرى للمؤمنين؛
فعلى هذا معنى طمأنينة القلوب بذكر الله: أنها حين تعرف معاني القرآن وأحكامه تطمئن لها، فإنها تدل على الحق المبين المؤيد بالأدلة والبراهين، وبذلك تطمئن القلوب، فإنها لا تطمئن القلوب إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب الله، مضمون على أتم الوجوه وأكملها، وأما ما سواه من الكتب التي لا ترجع إليه فلا تطمئن بها، بل لا تزال قلقة من تعارض الأدلة وتضاد الأحكام ﴿ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا﴾.
وهذا إنما يعرفه من خبر كتاب الله وتدبره، وتدبر غيره من أنواع العلوم، فإنه يجد بينها وبينه فرقا عظيما.
﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية:
وافترض الله حج هذا البيت الذي أسكن به ذرية إبراهيم وجعل فيه سرا عجيبا جاذبا للقلوب، فهي تحجه ولا تقضي منه وطرا على الدوام، بل كلما أكثر العبد التردد إليه ازداد شوقه وعظم ولعه وتوقه، وهذا سر إضافته تعالى إلى نفسه المقدسة.
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية:
وافترض الله حج هذا البيت الذي أسكن به ذرية إبراهيم وجعل فيه سرا عجيبا جاذبا للقلوب، فهي تحجه ولا تقضي منه وطرا على الدوام، بل كلما أكثر العبد التردد إليه ازداد شوقه وعظم ولعه وتوقه، وهذا سر إضافته تعالى إلى نفسه المقدسة.
روى الإمام أحمد وابن حبان وغيرهما حديث أنس رضي الله عنه في إسلام أبي قحافة وفيه: جاء أبو بكرٍ بأبي قُحافةَ إلى رسولِ اللهِ ﷺ يومَ فتحِ مكَّةَ فقال رسولُ اللهِ ﷺ لأبي بكرٍ: ( لو أقرَرْتَ الشَّيخَ في بيتِه لَأتَيْناه ) تكرِمةً لأبي بكرٍ قال: فأسلَم ورأسُه ولحيتُه كالثَّغامةِ بيضاءَ الخ الحديث
تكرمةً لأبي بكر! إلى أي قدر بلغ حب النبي ﷺ لأبي بكر رضي الله عنه حتى يكون هذا التوقير!! رضي الله عنه وأرضاه
تكرمةً لأبي بكر! إلى أي قدر بلغ حب النبي ﷺ لأبي بكر رضي الله عنه حتى يكون هذا التوقير!! رضي الله عنه وأرضاه
قال الله تعالى في كتابه العزيز:
﴿وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا كَمَاۤءٍ أَنزَلۡنَـٰهُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِیمࣰا تَذۡرُوهُ ٱلرِّیَـٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ مُّقۡتَدِرًا ﴿٤٥﴾ ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِینَةُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَٱلۡبَـٰقِیَـٰتُ ٱلصَّـٰلِحَـٰتُ خَیۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابࣰا وَخَیۡرٌ أَمَلࣰا ﴿٤٦﴾ سورة الكهف
يقول الشيخ السعدي في تفسيره:
وتأمل! كيف لمَّا ضرب الله مثل الدنيا وحالها واضمحلالها ذكر أن الذي فيها نوعان:
• نوع من زينتها، يتمتع به قليلا، ثم يزول بلا فائدة تعود لصاحبه، بل ربما لحقته مضرته وهو المال والبنون.
• ونوع يبقى وينفع صاحبه على الدوام، وهي الباقيات الصالحات.
﴿وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا كَمَاۤءٍ أَنزَلۡنَـٰهُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِیمࣰا تَذۡرُوهُ ٱلرِّیَـٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ مُّقۡتَدِرًا ﴿٤٥﴾ ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِینَةُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَٱلۡبَـٰقِیَـٰتُ ٱلصَّـٰلِحَـٰتُ خَیۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابࣰا وَخَیۡرٌ أَمَلࣰا ﴿٤٦﴾ سورة الكهف
يقول الشيخ السعدي في تفسيره:
وتأمل! كيف لمَّا ضرب الله مثل الدنيا وحالها واضمحلالها ذكر أن الذي فيها نوعان:
• نوع من زينتها، يتمتع به قليلا، ثم يزول بلا فائدة تعود لصاحبه، بل ربما لحقته مضرته وهو المال والبنون.
• ونوع يبقى وينفع صاحبه على الدوام، وهي الباقيات الصالحات.
Forwarded from الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري
* حجة الله برسله قامت على الناس؛ بتمكنهم من العلم بها.
( إن حجة الله برسله قامت بالتمكن من العلم، فليس من شرط حجة الله تعالى؛ علم المدعوين بها.
ولهذا لم يكن إعراض الكفار عن استماع القرآن وتدبره مانعا من قيام حجة الله تعالى عليهم، وكذلك إعراضهم عن استماع المنقول عن الأنبياء وقراءة الآثار المأثورة عنهم لايمنع الحجة؛ إذ المكنة حاصلة.
فلذلك قال تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}...... .
ومن هذا الباب؛ إنكار كثير من أهل البدع والكلام والفلسفة؛
لما يعلمه أهل الحديث والسنة؛ من الآثار النبوية والسلفية المعلومة عندهم، بل المتواترة عندهم عن النبي ﷺ والصحابة والتابعين لهم بإحسان.
فإن هؤلاء يقولون: "هذه غير معلومة لنا" كما يقول من يقول من الكفار: ( إن معجزات الأنبياء غير معلومة لهم )، وهذا لكونهم لم يطلبوا السبب الموجب للعلم بذلك، وإلا فلو سمعوا ما سمع أولئك وقرأوا الكتب المصنفة التي قرأها أولئك؛ تحصَّل لهم من العلم ما حصل لأولئك، وعدم العلم ليس علماً بالعدم، وعدم الوجدان لايستلزم عدم الوجود، فهم إذا لم يعلموا ذلك لم يكن هذا علماً منهم بعدم ذلك، ولا بعدم علم غيرهم به، بل هم كما قال الله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ}.
وتكذيب من كذب بالجن هو هذا الباب، وإلا فليس عند المتطبب والمتفلسف دليل عقلي ينفي وجودهم، لكن غايته أنه ليس في صناعته ما يدل على وجودهم، وهذا إنما يفيد عدم العلم لا العلم بالعدم. )
"ابن تيمية؛ الرد على المنطقيين"
( إن حجة الله برسله قامت بالتمكن من العلم، فليس من شرط حجة الله تعالى؛ علم المدعوين بها.
ولهذا لم يكن إعراض الكفار عن استماع القرآن وتدبره مانعا من قيام حجة الله تعالى عليهم، وكذلك إعراضهم عن استماع المنقول عن الأنبياء وقراءة الآثار المأثورة عنهم لايمنع الحجة؛ إذ المكنة حاصلة.
فلذلك قال تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}...... .
ومن هذا الباب؛ إنكار كثير من أهل البدع والكلام والفلسفة؛
لما يعلمه أهل الحديث والسنة؛ من الآثار النبوية والسلفية المعلومة عندهم، بل المتواترة عندهم عن النبي ﷺ والصحابة والتابعين لهم بإحسان.
فإن هؤلاء يقولون: "هذه غير معلومة لنا" كما يقول من يقول من الكفار: ( إن معجزات الأنبياء غير معلومة لهم )، وهذا لكونهم لم يطلبوا السبب الموجب للعلم بذلك، وإلا فلو سمعوا ما سمع أولئك وقرأوا الكتب المصنفة التي قرأها أولئك؛ تحصَّل لهم من العلم ما حصل لأولئك، وعدم العلم ليس علماً بالعدم، وعدم الوجدان لايستلزم عدم الوجود، فهم إذا لم يعلموا ذلك لم يكن هذا علماً منهم بعدم ذلك، ولا بعدم علم غيرهم به، بل هم كما قال الله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ}.
وتكذيب من كذب بالجن هو هذا الباب، وإلا فليس عند المتطبب والمتفلسف دليل عقلي ينفي وجودهم، لكن غايته أنه ليس في صناعته ما يدل على وجودهم، وهذا إنما يفيد عدم العلم لا العلم بالعدم. )
"ابن تيمية؛ الرد على المنطقيين"
جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا محمد، إن حمدي زين، وإن ذمي شين. فقال ﷺ : ذاكم الله عز وجل.
رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما
لو استقر معنى هذه الكلمة في قلبك، واستشعرت مآلها وعاقبتها؛ لزالت منه أطماع الرياء وشهوة ثناء الناس ومدحهم!
رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما
لو استقر معنى هذه الكلمة في قلبك، واستشعرت مآلها وعاقبتها؛ لزالت منه أطماع الرياء وشهوة ثناء الناس ومدحهم!
Forwarded from الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري
* حديث عقبة بن عامر في المعوذتين؛
رواه مسلم في الصحيح ؛ من طريق قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال: قال لي رسول الله ﷺ: " أنزل - أو أنزلت - علي آيات لم ير مثلهن قط؛ المعوذتين"
وروى أبو داود والنسائي وأحمد وابن خزيمة والحاكم؛ من طريق القاسم بن عبد الرحمن مولى معاوية عن عقبة قال: كنت أقود برسول الله ﷺ في السفر، فقال: "يا عقبة، ألا أعلمك خير سورتين قرئتا" فعلمني؛ {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}، فلم يرني سررت بهما جدا، فلما نزل لصلاة الصبح؛ صلى بهما صلاة الصبح للناس، فلما فرغ من الصلاة؛ التفت إلي فقال: "يا عقبة، كيف رأيت؟، اقرأ بهما كلما نمت وقمت! "
وصحح الحديث من هذه الطريق؛ أبو زرعة وأبو حاتم.
وحديث عقبة بن عامر في المعوذتين؛
روي من طرق أخرى غير ذلك.
رواه مسلم في الصحيح ؛ من طريق قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال: قال لي رسول الله ﷺ: " أنزل - أو أنزلت - علي آيات لم ير مثلهن قط؛ المعوذتين"
وروى أبو داود والنسائي وأحمد وابن خزيمة والحاكم؛ من طريق القاسم بن عبد الرحمن مولى معاوية عن عقبة قال: كنت أقود برسول الله ﷺ في السفر، فقال: "يا عقبة، ألا أعلمك خير سورتين قرئتا" فعلمني؛ {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}، فلم يرني سررت بهما جدا، فلما نزل لصلاة الصبح؛ صلى بهما صلاة الصبح للناس، فلما فرغ من الصلاة؛ التفت إلي فقال: "يا عقبة، كيف رأيت؟، اقرأ بهما كلما نمت وقمت! "
وصحح الحديث من هذه الطريق؛ أبو زرعة وأبو حاتم.
وحديث عقبة بن عامر في المعوذتين؛
روي من طرق أخرى غير ذلك.
Forwarded from الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري
* المراد بآل النَّبِي ﷺ، إن لفظ؛ (الآل) يراد به عدة معاني تختلف بحسب السياق والقرائن؛
فآله الَّذين حرمت عَلَيْهِم الصَّدَقَة؛ هم
بني هاشم وبني المطلب. وأما آله الذين يباهل بهم؛ فهم علي وفاطمة وأبناءها وهم مخصوصون بالمباهلة وإن حرمت عليهم الصدقة. و يدخل في آله؛ أزواجه كما جاء في نص التطهير لهم في القرآن، وجاء ذكرهم في رواية في الصلاة الإبراهيمية. و يراد بآله؛ أتْباعه؛ فالأتباع يطلق عليهم لفظ؛ الآل، كما في آل فرعون. ويعرف ذلك كله بحسب القرائن.
فأما المراد بالآل في الصلاة الإبراهيمية، فأرجح الأقوال؛ هم أتباعه ﷺ إلى يوم القيامة، والقرينة في ذلك؛ أن الصحابة رضي الله عنهم، قالوا للنَّبِي ﷺ: أمرنا الله بالصلاة والسلام عليك، وقد عرفنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ وقد كان السَّلام الذي علموه منه ﷺ؛ هو أن يسْلِم المُصَلِّي على الرَّسُول أولا، ثم عَلى نَفسه وعَلى عباد الله الصّالِحين؛ قال ﷺ: «فَإذا قُلْتُمْ ذَلِك فقد سلمتم على كل عبد لله صالح في السماء والأرض»، فلما كان السلام عليه؛ قد وسَّعه ﷺ حتى وسع كل عبد صالح في السماء والأرض!؛ كانت هذه قرينة دالة على السعة في معنى آله عند الصلاة عليه؛ وقد قرنت الصلاة عليه بالسلام عليه في الآية، وذكرت بعد السلام عليه في الصلاة؛ وهي دعاء كالسلام فأشبهته؛ فعمت واتسعت كما عم واتسع؛ إذْ لاخصوص لها؛ فقد قال ﷺ: «اللَّهُمَّ صلي على آل أبي أوفى» [خ]؛ وآل أبي أوفى؛ ليسوا من قرابته، فثبت أن الصلاة على أتباعه؛ دعاء لابغي فيه ولااعتداء.
وبهذا يكون الأظهر في المراد بالآل في الصلاة الإبرهيمية؛ أنهم أتباعه إلى يوم القيامة.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
فآله الَّذين حرمت عَلَيْهِم الصَّدَقَة؛ هم
بني هاشم وبني المطلب. وأما آله الذين يباهل بهم؛ فهم علي وفاطمة وأبناءها وهم مخصوصون بالمباهلة وإن حرمت عليهم الصدقة. و يدخل في آله؛ أزواجه كما جاء في نص التطهير لهم في القرآن، وجاء ذكرهم في رواية في الصلاة الإبراهيمية. و يراد بآله؛ أتْباعه؛ فالأتباع يطلق عليهم لفظ؛ الآل، كما في آل فرعون. ويعرف ذلك كله بحسب القرائن.
فأما المراد بالآل في الصلاة الإبراهيمية، فأرجح الأقوال؛ هم أتباعه ﷺ إلى يوم القيامة، والقرينة في ذلك؛ أن الصحابة رضي الله عنهم، قالوا للنَّبِي ﷺ: أمرنا الله بالصلاة والسلام عليك، وقد عرفنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ وقد كان السَّلام الذي علموه منه ﷺ؛ هو أن يسْلِم المُصَلِّي على الرَّسُول أولا، ثم عَلى نَفسه وعَلى عباد الله الصّالِحين؛ قال ﷺ: «فَإذا قُلْتُمْ ذَلِك فقد سلمتم على كل عبد لله صالح في السماء والأرض»، فلما كان السلام عليه؛ قد وسَّعه ﷺ حتى وسع كل عبد صالح في السماء والأرض!؛ كانت هذه قرينة دالة على السعة في معنى آله عند الصلاة عليه؛ وقد قرنت الصلاة عليه بالسلام عليه في الآية، وذكرت بعد السلام عليه في الصلاة؛ وهي دعاء كالسلام فأشبهته؛ فعمت واتسعت كما عم واتسع؛ إذْ لاخصوص لها؛ فقد قال ﷺ: «اللَّهُمَّ صلي على آل أبي أوفى» [خ]؛ وآل أبي أوفى؛ ليسوا من قرابته، فثبت أن الصلاة على أتباعه؛ دعاء لابغي فيه ولااعتداء.
وبهذا يكون الأظهر في المراد بالآل في الصلاة الإبرهيمية؛ أنهم أتباعه إلى يوم القيامة.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
Forwarded from الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري
* خبر: ( لن يغلب عسر يسرين )
روي مرفوعا موصولا ومرسلا، وروي أيضا موقوفا.
أما المرفوع الموصول؛ فمن حديث جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «أوحي إلي أن مع العسر يسرا، أن مع العسر يسرا، ولن يغلب عسر يسرين»
وإسناده ضعيف.
ومن حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «لو كان العسر في جحر؛ لدخل عليه اليسر حتى يخرجه، ولن يغلب عسر يسرين. ثم قال: إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا»
وإسناده ضعيف.
والموقوف عن ابن مسعود؛ أصح.
وأما المرسل؛ فمرسل الحسن ومرسل قتادة: أن رسول الله ﷺ بشر أصحابه بهذه الآية، فقال: «لن يغلب عسر يسرين؛ إن شاء الله».
واسانيدها صحيحة مرسلة.
وأما الموقوف؛ فعن أسلم مولى عمر، عن عمر، أنه كتب إلى أبي عبيدة، يقول: " مهما ينزل بامرئ من شدة؛ يجعل الله له بعدها فرجا، وإنه لن يغلب عسر يسرين "
وإسناده صحيح.
وذكر الحاكم بأنه صح عن عمر وعلي.
ويروى عن ابن عباس بسند ضعيف.
روي مرفوعا موصولا ومرسلا، وروي أيضا موقوفا.
أما المرفوع الموصول؛ فمن حديث جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «أوحي إلي أن مع العسر يسرا، أن مع العسر يسرا، ولن يغلب عسر يسرين»
وإسناده ضعيف.
ومن حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «لو كان العسر في جحر؛ لدخل عليه اليسر حتى يخرجه، ولن يغلب عسر يسرين. ثم قال: إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا»
وإسناده ضعيف.
والموقوف عن ابن مسعود؛ أصح.
وأما المرسل؛ فمرسل الحسن ومرسل قتادة: أن رسول الله ﷺ بشر أصحابه بهذه الآية، فقال: «لن يغلب عسر يسرين؛ إن شاء الله».
واسانيدها صحيحة مرسلة.
وأما الموقوف؛ فعن أسلم مولى عمر، عن عمر، أنه كتب إلى أبي عبيدة، يقول: " مهما ينزل بامرئ من شدة؛ يجعل الله له بعدها فرجا، وإنه لن يغلب عسر يسرين "
وإسناده صحيح.
وذكر الحاكم بأنه صح عن عمر وعلي.
ويروى عن ابن عباس بسند ضعيف.
Forwarded from الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري
* جواب ما أشكل في حديث عائشة رضي الله عنها:"مهما يكتم الناس يعلمه الله؟ فقال ﷺ :" نعم".
رواه مسلم.
قالوا: جهلت علم الله ومع ذلك لم يكفرها!
الحواب: من وجهين؛
الأول: أن الذي صح في الأصول عن نسخ مسلم، أنها قالت:
(مهما يكتم الناس يعلمه الله، نعم). فقالت لنفسها هذا، ثم صدقته ب: نعم؛ مؤكدة كلامها. ويثبت ذلك؛ ما ورد في عدة روايات؛ من كلامها بلفظ: (مهما يكتم الناس فقد علمه الله)، وهذه الرواية عند النسائي في الكبرى وفي المجتبى، وابن حبان في صحيحه، وفي مصنف عبدالرزاق وغيرها.
وبهذه الروايات؛ يزول الإشكال.
الجواب الثاني:
أن لفظ: (مهما يكتم الناس يعلمه الله؟) قال ﷺ: "نعم". قد جاء عند أحمد في مسنده وغيره، فلو صح؛ فيجاب عن ذلك: بأنه لايكفر من جهل صفة من الصفات؛ وإنما يُعلّم. مع أن الذي في الرواية؛ هو جهلها بشيء من صفة علمه وليس بعلمه! وإنما خفي عليها ذلك؛ لصغر سنها، ومثل ذلك؛ حكم الذي قال لأبنائه: "حرقوني....، فلإن قدر الله عليّ."؛ فجهل بعض القدرة، ومثله؛ قول الحواريين لعيسى: "هل يستطيع ربك" - ولهذا نظائر أخرى -؛ فمهما وقع من هؤلاء من جهل أو تأويل في صفة أونحو ذلك؛ فإنهم لم يجهلوا التوحيد؛ فهم لايعبدون مع الله غيره، ولم يجهلوا الشرك الأكبر؛ الذي لاعذر فيه بجهل أو تأويل.
رواه مسلم.
قالوا: جهلت علم الله ومع ذلك لم يكفرها!
الحواب: من وجهين؛
الأول: أن الذي صح في الأصول عن نسخ مسلم، أنها قالت:
(مهما يكتم الناس يعلمه الله، نعم). فقالت لنفسها هذا، ثم صدقته ب: نعم؛ مؤكدة كلامها. ويثبت ذلك؛ ما ورد في عدة روايات؛ من كلامها بلفظ: (مهما يكتم الناس فقد علمه الله)، وهذه الرواية عند النسائي في الكبرى وفي المجتبى، وابن حبان في صحيحه، وفي مصنف عبدالرزاق وغيرها.
وبهذه الروايات؛ يزول الإشكال.
الجواب الثاني:
أن لفظ: (مهما يكتم الناس يعلمه الله؟) قال ﷺ: "نعم". قد جاء عند أحمد في مسنده وغيره، فلو صح؛ فيجاب عن ذلك: بأنه لايكفر من جهل صفة من الصفات؛ وإنما يُعلّم. مع أن الذي في الرواية؛ هو جهلها بشيء من صفة علمه وليس بعلمه! وإنما خفي عليها ذلك؛ لصغر سنها، ومثل ذلك؛ حكم الذي قال لأبنائه: "حرقوني....، فلإن قدر الله عليّ."؛ فجهل بعض القدرة، ومثله؛ قول الحواريين لعيسى: "هل يستطيع ربك" - ولهذا نظائر أخرى -؛ فمهما وقع من هؤلاء من جهل أو تأويل في صفة أونحو ذلك؛ فإنهم لم يجهلوا التوحيد؛ فهم لايعبدون مع الله غيره، ولم يجهلوا الشرك الأكبر؛ الذي لاعذر فيه بجهل أو تأويل.
Forwarded from الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري
* مسألة في طول يوم القيامة و تيسيره على المؤمن؟ *
يقول الله عز وجل: ﴿أَصحـاب الجنة یومئذ خیر مستقرا وأَحسن مقیلا﴾
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:(لاينتصف النهار حتى يقيل هؤلاء وهؤلاء). ونصف النهار طويل؛ولكن يهونه الله على المؤمن؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال: «يقوم الناس لرب العالمين؛ مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة!، يُهوَّن ذلك على المؤمنين؛ كتدلِّي الشمس للغروب إلى أن تغرب» [يعلى، حب] والحديث صحيح على شرط الشيخين، وله شاهد من حديث؛ أبي سعيد رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله ﷺ: (يوماً كان مقداره خمسين ألف سنة! ما أطول هذا اليوم.) فقال رسول الله ﷺ: «والذي نفسي بيده، إنه ليخفف على المؤمن، حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا» [حم، حب]
وإسناده صالح في الشواهد. ويشهد له أيضا؛ حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ، قال: «ما قدر طول يوم القيامة على المؤمن؛ إلا كقدر ما بين الظهر و العصر» [ك، هق] والراجح وقفه، وله حكم الرفع.
يقول الله عز وجل: ﴿أَصحـاب الجنة یومئذ خیر مستقرا وأَحسن مقیلا﴾
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:(لاينتصف النهار حتى يقيل هؤلاء وهؤلاء). ونصف النهار طويل؛ولكن يهونه الله على المؤمن؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال: «يقوم الناس لرب العالمين؛ مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة!، يُهوَّن ذلك على المؤمنين؛ كتدلِّي الشمس للغروب إلى أن تغرب» [يعلى، حب] والحديث صحيح على شرط الشيخين، وله شاهد من حديث؛ أبي سعيد رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله ﷺ: (يوماً كان مقداره خمسين ألف سنة! ما أطول هذا اليوم.) فقال رسول الله ﷺ: «والذي نفسي بيده، إنه ليخفف على المؤمن، حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا» [حم، حب]
وإسناده صالح في الشواهد. ويشهد له أيضا؛ حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ، قال: «ما قدر طول يوم القيامة على المؤمن؛ إلا كقدر ما بين الظهر و العصر» [ك، هق] والراجح وقفه، وله حكم الرفع.
Forwarded from الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري
* الفقه قي باب الأسماء والأحكام؛
إن الحكم على الناس في أي أمر، يجب أن يكون بَعْدٍل وعلم، وأخطر مايكون الحكم على أحد بالكفر؛ فلا يقبل ذلك إلا من أهل العلم الشرعي؛ لأن التكفير حكم شرعي، فيجب الرجوع فيه إلى أهله.
* فمن الفقه في الأسماء والأحكام، جريانها على الظاهر؛ ومن ذلك؛ من تجرى عليه أحكام الكفر ظاهرا؛ مع القطع بإيمانه في الباطن.
كأطفال المشركين الذين لم يبلغوا سن التمييز؛ قد جاء النص فيهم؛ كل مولود يولد على الفطرة، أو على هذه الملة، ومع ذلك فإنه شرعا؛ تجري عليهم أحكام الكفر في الظاهر.
وكذلك من تجري عليه أحكام الكفار ظاهرا؛ مع تجويز إيمانه باطنا؛ كمن ظاهر المشركين علينا، ثم زعم أنه كان مسلما؛ مثل ما فعل العباس رضي الله عنه فلما أسر، قال: "إني كنت مسلما" فقال له النبي ﷺ: ( الله أعلم بإسلامك، وأما ظاهرك فعلينا )، وإنما أمرنا الله شرعا؛ بالعمل بموجب الظن الغالب المستفاد، إذا سلم من المعارض الراجح.
* ومن هذا الباب؛ من تجري عليه أحكام الإسلام في الظاهر؛ مع التجويز أو القطع بكفره في الباطن؛ كالمنافقين، ومنهم اثني عشر؛ لايدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سَمّ الخياط؛ قد عرفهم النبي ﷺ وحذيفة؛ ويقطعون بكفرهم في الباطن، كابن أبي بن سلول؛ منافق معلوم النفاق، وقد عرف المؤمنون المنافقين؛ من أقوالهم وأفعالهم!، وكالذي قال للنبي ﷺ: (اعدل هذه قسمة ماأريد بها وجه الله!) ومثل من أسلم تحت شعاع السيف، كالذي قتله أسامة في المعركة بعد أن قال لاإله إلا الله؛ فقال له النبي ﷺ: (أقتلته بعد أن قال:لاإله إلا الله؟!) والذين قالوا لخالد: صبأنا صبأنا، يعنون بذلك؛ أنهم دخلوا في دين النبي ﷺ؛ وكانت قريش تسميه الصابئ، فقتلهم خالد؛ فتبرأ النبي ﷺ من فعل خالد، ودفع دياتهم، ثم الأعراب الذين قالوا آمنا، فقيل لهم: "لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا"، وأمثال هؤلاء؛ ممن له حكم الأسلام الظاهر؛ مع تجويز كفره أو القطع به في الباطن.
* ومن الفروق في الأسماء والأحكام؛ الفرق بين النوع والعين.
• فتكفير النوع: هو تنزيل الحكم بالكفر على السبب المجرد؛ وهو الإتيان بقول أو فعل مكفر، فيقال: من قال كذا أو فعل كذا؛ كفر أو فهو كافر.
• وتكفير المعين: هو الحكم بالكفر على الشخص المعين الذي فعل السبب المكفر.
فأولا؛ يجب النظر في ثبوت هذا السبب على فاعله. ثانيا؛ خلوّه من موانع الحكم؛ فلايكفّر إلا اذا توفرت الشروط وانتفت الموانع؛ وهي مجمع عليها، وأدلتها من الكتاب والسنة كثيرة:
أولها: العقل شرط، وضده مانع الجنون.
ثانيا: البلوغ شرط، وضده مانع الصغر.
ثالثا: العلم شرط، وضده مانع الجهل، بمعنى؛ خلو النفس من العلم، أو اعتقاد الشيء على خلافه؛ وهو التأويل الخاطئ؛ وهو فرع الجهل.
=- ويجب التنبه أن مانع الجهل؛ إنما يعتبر فيما دون الشرك الأكبر؛ فإن شرط التوحيد الأساس؛ هو العلم وضده الجهل!؛ فالجهل بالتوحيد؛ كفر وليس عذر، فاسمه مشرك جاهل،
وإنما الجهل عذر؛ في تأخير العقوبة عنه، حتى يدعى ويعلم.
رابعا: القصد إلى الفعل أو القول شرط، وضده مانع الخطأ في القول أوالفعل؛ كالذي أخطأ من شدة الفرح، وإلقاء موسى الألواح من شدة الغضب، ومثله من كان يحكي الكفر؛ لا أنه أراده.
خامسا: الاختيار شرط، وضده مانع الإكراه؛ كقصة عمار بن ياسر، وما نزل فيها.
سادسا: المأذون له شرعا؛ كمحمد بن مسلمة أرسله النبي ﷺ إلى قتل كعب بن الأشرف؛ فاستأذن النبي ﷺ أن يقول فيه، ليستدرج الكافر إلى قتله؟ فأذن له.
سابعا: القدرة شرط، وضدها مانع العجز.
==- فمن فقه في تحقيق هذه الفروق؛ بين الظاهر والباطن، وبين الدنيا والآخرة؛ في الأسماء والأحكام؛ وفرق فيها بين النوع والعين، وتوفر الشروط وانتفاء الموانع، وبين التكفير والعقوبة = زالت عنه إشكالات كثيرة في هذا الباب.
إن الحكم على الناس في أي أمر، يجب أن يكون بَعْدٍل وعلم، وأخطر مايكون الحكم على أحد بالكفر؛ فلا يقبل ذلك إلا من أهل العلم الشرعي؛ لأن التكفير حكم شرعي، فيجب الرجوع فيه إلى أهله.
* فمن الفقه في الأسماء والأحكام، جريانها على الظاهر؛ ومن ذلك؛ من تجرى عليه أحكام الكفر ظاهرا؛ مع القطع بإيمانه في الباطن.
كأطفال المشركين الذين لم يبلغوا سن التمييز؛ قد جاء النص فيهم؛ كل مولود يولد على الفطرة، أو على هذه الملة، ومع ذلك فإنه شرعا؛ تجري عليهم أحكام الكفر في الظاهر.
وكذلك من تجري عليه أحكام الكفار ظاهرا؛ مع تجويز إيمانه باطنا؛ كمن ظاهر المشركين علينا، ثم زعم أنه كان مسلما؛ مثل ما فعل العباس رضي الله عنه فلما أسر، قال: "إني كنت مسلما" فقال له النبي ﷺ: ( الله أعلم بإسلامك، وأما ظاهرك فعلينا )، وإنما أمرنا الله شرعا؛ بالعمل بموجب الظن الغالب المستفاد، إذا سلم من المعارض الراجح.
* ومن هذا الباب؛ من تجري عليه أحكام الإسلام في الظاهر؛ مع التجويز أو القطع بكفره في الباطن؛ كالمنافقين، ومنهم اثني عشر؛ لايدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سَمّ الخياط؛ قد عرفهم النبي ﷺ وحذيفة؛ ويقطعون بكفرهم في الباطن، كابن أبي بن سلول؛ منافق معلوم النفاق، وقد عرف المؤمنون المنافقين؛ من أقوالهم وأفعالهم!، وكالذي قال للنبي ﷺ: (اعدل هذه قسمة ماأريد بها وجه الله!) ومثل من أسلم تحت شعاع السيف، كالذي قتله أسامة في المعركة بعد أن قال لاإله إلا الله؛ فقال له النبي ﷺ: (أقتلته بعد أن قال:لاإله إلا الله؟!) والذين قالوا لخالد: صبأنا صبأنا، يعنون بذلك؛ أنهم دخلوا في دين النبي ﷺ؛ وكانت قريش تسميه الصابئ، فقتلهم خالد؛ فتبرأ النبي ﷺ من فعل خالد، ودفع دياتهم، ثم الأعراب الذين قالوا آمنا، فقيل لهم: "لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا"، وأمثال هؤلاء؛ ممن له حكم الأسلام الظاهر؛ مع تجويز كفره أو القطع به في الباطن.
* ومن الفروق في الأسماء والأحكام؛ الفرق بين النوع والعين.
• فتكفير النوع: هو تنزيل الحكم بالكفر على السبب المجرد؛ وهو الإتيان بقول أو فعل مكفر، فيقال: من قال كذا أو فعل كذا؛ كفر أو فهو كافر.
• وتكفير المعين: هو الحكم بالكفر على الشخص المعين الذي فعل السبب المكفر.
فأولا؛ يجب النظر في ثبوت هذا السبب على فاعله. ثانيا؛ خلوّه من موانع الحكم؛ فلايكفّر إلا اذا توفرت الشروط وانتفت الموانع؛ وهي مجمع عليها، وأدلتها من الكتاب والسنة كثيرة:
أولها: العقل شرط، وضده مانع الجنون.
ثانيا: البلوغ شرط، وضده مانع الصغر.
ثالثا: العلم شرط، وضده مانع الجهل، بمعنى؛ خلو النفس من العلم، أو اعتقاد الشيء على خلافه؛ وهو التأويل الخاطئ؛ وهو فرع الجهل.
=- ويجب التنبه أن مانع الجهل؛ إنما يعتبر فيما دون الشرك الأكبر؛ فإن شرط التوحيد الأساس؛ هو العلم وضده الجهل!؛ فالجهل بالتوحيد؛ كفر وليس عذر، فاسمه مشرك جاهل،
وإنما الجهل عذر؛ في تأخير العقوبة عنه، حتى يدعى ويعلم.
رابعا: القصد إلى الفعل أو القول شرط، وضده مانع الخطأ في القول أوالفعل؛ كالذي أخطأ من شدة الفرح، وإلقاء موسى الألواح من شدة الغضب، ومثله من كان يحكي الكفر؛ لا أنه أراده.
خامسا: الاختيار شرط، وضده مانع الإكراه؛ كقصة عمار بن ياسر، وما نزل فيها.
سادسا: المأذون له شرعا؛ كمحمد بن مسلمة أرسله النبي ﷺ إلى قتل كعب بن الأشرف؛ فاستأذن النبي ﷺ أن يقول فيه، ليستدرج الكافر إلى قتله؟ فأذن له.
سابعا: القدرة شرط، وضدها مانع العجز.
==- فمن فقه في تحقيق هذه الفروق؛ بين الظاهر والباطن، وبين الدنيا والآخرة؛ في الأسماء والأحكام؛ وفرق فيها بين النوع والعين، وتوفر الشروط وانتفاء الموانع، وبين التكفير والعقوبة = زالت عنه إشكالات كثيرة في هذا الباب.