منذ مدّة طويلة وقبل أن أعرف الدكتور سلمان العودة وأقرأ جيّدًا كنت أستمتع بهذا الاقتباس الذي لَفّ الأرض من كتابه زنزانة:
( قلت مرة لشيخي :قرأت الكتاب ولم يعلقْ شيء منه في ذاكرتي ؟ مد لي تمرة وقال : امضغها ،ثم سألني : هل كبرت الآن ؟ قلت :لا قال: ولكن هذه التمرة تقاسمت في جسدك فصارت لحمًا وعظمًا وعصبًا وجلدًا وشعرًا وظفرًا وخلايا !
أدركت أن كتابًا أقرؤه يتقسم فيعزز لغتي ويزيد معرفتي
ويهذب أخلاقي ويرقي أسلوبي في الكتابة والحديث ولو لم أشعر)
( قلت مرة لشيخي :قرأت الكتاب ولم يعلقْ شيء منه في ذاكرتي ؟ مد لي تمرة وقال : امضغها ،ثم سألني : هل كبرت الآن ؟ قلت :لا قال: ولكن هذه التمرة تقاسمت في جسدك فصارت لحمًا وعظمًا وعصبًا وجلدًا وشعرًا وظفرًا وخلايا !
أدركت أن كتابًا أقرؤه يتقسم فيعزز لغتي ويزيد معرفتي
ويهذب أخلاقي ويرقي أسلوبي في الكتابة والحديث ولو لم أشعر)
الضحك اني بقنع في آيلا بنت أختي انه لازم أنا اللي أعدلها عيديتها مش أمها وازبط اموري منها
بس الحقيقة انه في وعي بين الصغار أكثر من أيامنا وبحافظوا على مصاريهم -فلوسهم- منيح 😁
بس الحقيقة انه في وعي بين الصغار أكثر من أيامنا وبحافظوا على مصاريهم -فلوسهم- منيح 😁
ماذا نفعل هنا؟ نكتب.
لماذا نكتب؟ لحاجتين. الأولى أنني لا أستطيع ألّا أكتب. والثانية لأنّ الإنسان يستوقفني والإنسان حظّه في إسمه من النِسيان كبير؛ فنُذكِّر بعضنا. وأحكي عمّا نفعله وما ينبغي أن نفعله وما نتذكره وما يجب أن نتذكره، وفي الحديث عن الإنسان لا يُمكِن غياب التناقض والتشابك ولا أظنّ واحدًا سيرتاح هنا وهو يُنكِر التناقض، هنا يُعَبّر عن التناقض والخوف والحُب والحُزن والسعادة ولا يوجد وتيرة واحدة مِثالية، هنا إنسان ما أكثر الصعود والهبوط فيه، وإنسان أقوى ما فيه -وكُلّه ضعف- أنّه لا يخشى انتقاء من تعبه تعبًا ليظهره، وإنسان لا يستخدم المساحيق على النَدبات،، إنسان يبحث عن المعنى ويكتب عنه ويُوصِّي به ويُشير إليه، إنسان يتمنى أن تتّقد شُعلة دهشته، إنسان يُريد أن يُقبَض بقلب سليم، فهنا نتناصح ونُفكِّر ونُذكّر برأس مالنا -ديننا-. هنا إنسان يُريد أن يفعل شيئًا لدينه ونفسه؛ وعِلّة المُريد الصِدق يا صاحبي.. واخترت هذه المساحة -التيلجرام- وأنا أشعر بها في راحة وسعيد بأهلها وأتمنى أن أظل.
لماذا نكتب؟ لحاجتين. الأولى أنني لا أستطيع ألّا أكتب. والثانية لأنّ الإنسان يستوقفني والإنسان حظّه في إسمه من النِسيان كبير؛ فنُذكِّر بعضنا. وأحكي عمّا نفعله وما ينبغي أن نفعله وما نتذكره وما يجب أن نتذكره، وفي الحديث عن الإنسان لا يُمكِن غياب التناقض والتشابك ولا أظنّ واحدًا سيرتاح هنا وهو يُنكِر التناقض، هنا يُعَبّر عن التناقض والخوف والحُب والحُزن والسعادة ولا يوجد وتيرة واحدة مِثالية، هنا إنسان ما أكثر الصعود والهبوط فيه، وإنسان أقوى ما فيه -وكُلّه ضعف- أنّه لا يخشى انتقاء من تعبه تعبًا ليظهره، وإنسان لا يستخدم المساحيق على النَدبات،، إنسان يبحث عن المعنى ويكتب عنه ويُوصِّي به ويُشير إليه، إنسان يتمنى أن تتّقد شُعلة دهشته، إنسان يُريد أن يُقبَض بقلب سليم، فهنا نتناصح ونُفكِّر ونُذكّر برأس مالنا -ديننا-. هنا إنسان يُريد أن يفعل شيئًا لدينه ونفسه؛ وعِلّة المُريد الصِدق يا صاحبي.. واخترت هذه المساحة -التيلجرام- وأنا أشعر بها في راحة وسعيد بأهلها وأتمنى أن أظل.
جميلة هذه الساعات، أجمل منها تلك الساعة التي عرفت صاحبي "مَجْد" منذ ستّ سنوات، نلتقي الآن لساعات بعد أكثر من سنتين غياب، منذ وقت لم أكن بهذا الارتياح والضحك والانبساط، يؤكِّد لي مثل هذا اللقاء كيف أنّ الانترنت وإن كَسَرَ أشياء من الغُربة إلا أنّ كُلّ الكلمات والأصوات لا تساوي ضَمّة بين أحضان من نُحِب، وجلسة واحدة تبني في النَفس وتُخرِج منها ما يعجز عنه غيرها، قليلة هذه اللحظات التي أكتشف فيها "ثُقل دَمِّي" أقصد أنّي أمزح كثيرًا ولديّ قُدرة على الثرثرة والضِحك بشكل مُبالغ فيه؛ وأيّ شيء أجمل وأبقى من المُبالغة الخاطِفة التي تصنع ذكريات تؤنسنا وتضغط علينا؟.. مجد هذا عرفته وأنا في طريقي للدراسة في تونس والآن نحن الاثنان نخطو نحو التخرّج، أنا من مِصر وهو من تونس.. تونس؟ الحمد لله لم تبدأ الرِحلة هناك وسعيد أنا بذلك، لم تكتمل لأنّ المِنحة سُحِبت قبل السفر- لا أدري إن كانت سُرقت أو أُلغيت هكذا- و سعيد لأنّها كانت طب أسنان ولا أُحبّه ولسبب آخر خاص بتونس رُبّما نحكي عنه أكثر قريبا..
من التوهّمات التي نفعلها، أنّ الإنسان يتعب من أجل شيء كبير ثُم يحصل عليه ثُم يُريد أن يعيش حياته كلّها على هذا الإنجاز، والحقيقة أنّ الإنسان يحتاج إلى جُهد من أجل المحافظة على ما وصل إليه أكبر من الجهد المبذول للوصول.. وسُنّة الدنيا أنّ الهدم أسهل من البناء، والشاهد يا صاحبي أنّ الهدم ليس نهاية الحكاية وما دُمنا هنا في المكابدة فلا بدّ أن نظلّ نحاول البناء وإن كان الهدم بأيدينا وإن كان المهدوم في قلوبنا..
أهناك إجابة بعيدة عن الحقيقة ومُكثّرة للتعب أكثر من كلمة "عادي".. أحيانًا يتصارع داخلي السؤال وعدمه؛ أُقدِّر الحاجة للسؤال والرغبة في المشاركة ولا أُحِبّ الحصول على إجابة "عادي أو الحمد لله بخير" -وأنا أعلم أنّ هناك شيء المفروض أن يُحكى- وهذه لقطة تُشعِرك بأنّك بعيد أو مساحتك غير آمنة. ولا ألوم أحد، أقليلة المرّات التي قال الإنسان لا بأس فيها وكلّ البأس في قلبه؟!.
وبهذا مثلا أتعرّف أحيانًا على قُرب الإنسان مِنّي؛ إذا تجاوزت الإجابة التقليديّة عن الأحوال واستطعت أن أقول ما بنفسي أو قال هو ما بنفسه فهذه علامة قُرب بالنسبة لإنسان أُناسه قليلة مِثلي، أكرر: أفهم السكوت وأفعله ولو كان الإنسان قريب حقيقة؛ ولكن أُريد عندما يُريد الإنسان أن يحكي.. وإلى الآن لا أقطع بضرورة الكلام وأقف عند "رُبّما عليك أن تُكلِّم أحدًا"..
من أكبر الأسباب الدافعة للتعلّم والنُضج والسويّة والمعرفة كلّها بشكل عام والتربوية بشكل خاص؛ أنّك حينما تبني نفسك فإنّك تُربِّي أولادك..
يعرف قيمة رمضان وأثر تقييد الشياطين وتقليل الطعام؛ من يعرف نفسه قبل وفي وبعد رمضان ويُلاحِظ إقبالها وإدبارها وأفكار عقله وهِمّة نفسه. حينها يودّ لو استكثر من الخير..
أريد أن أبكي/
أقول كما يُرددون:
تَعوّدت.
ثُمّ يأتِ وقت السفر
فأنتبه أنّ التعوّد
وهم.
أريد أن أبكي/
أتخاف مِصر؟
كيف أخافها!
وهي حاضنتي
وفيها أحبابي
وفيها
كَبُر عقلي
ومضى من عمري؟.
أريد أن أبكي/
لا أريد التفتيش عن هذا الاضطراب
الذي فشلت الأيّام ترويضه
وكان في الأيّام
زيادة وعي
ولحظة انتباه
ومنهنّ زيادة حُبّ
ومن الحُبّ زيادة تعلّق
أيُعذِّب الإنسان غير تعلّقه؟
وهذا التفسير مشكوك في شموله
وحقيقة هذا الاضطراب
أكبر من الألم والتعوّد والمحبّة والمكان
هو وكأنّه مُتلازمة السَفر
أجده بخروجي إلى مِصر وفي عودتي إلى فلسطين.
هذا السَفر الذي يُمجّده النّاس مازحين وجادِّين
ومُجرّبيه أدرى النّاس فيه
فعلى مغانمهم
كلّهم ألم
وأمل بلملمة شتاتهم
وأمل لو أنّ بعض الأشياء لم تكن
أو أنّ بعض الأشياء اكتملت
فَرمّمت كلّ ما كان أو لم يكن..
أريد أن أبكي/
وكما سَلّينا أنفسنا يا صاحبي
بأنّ كلّ اختيار في داخله فقد،
ولكنّه الفقد حتى مع السلوى
مؤلم.
لحظة، أأخاف مِصر؟
لا أخاف فيها
إلا آخر ليلة فيها….
أقول كما يُرددون:
تَعوّدت.
ثُمّ يأتِ وقت السفر
فأنتبه أنّ التعوّد
وهم.
أريد أن أبكي/
أتخاف مِصر؟
كيف أخافها!
وهي حاضنتي
وفيها أحبابي
وفيها
كَبُر عقلي
ومضى من عمري؟.
أريد أن أبكي/
لا أريد التفتيش عن هذا الاضطراب
الذي فشلت الأيّام ترويضه
وكان في الأيّام
زيادة وعي
ولحظة انتباه
ومنهنّ زيادة حُبّ
ومن الحُبّ زيادة تعلّق
أيُعذِّب الإنسان غير تعلّقه؟
وهذا التفسير مشكوك في شموله
وحقيقة هذا الاضطراب
أكبر من الألم والتعوّد والمحبّة والمكان
هو وكأنّه مُتلازمة السَفر
أجده بخروجي إلى مِصر وفي عودتي إلى فلسطين.
هذا السَفر الذي يُمجّده النّاس مازحين وجادِّين
ومُجرّبيه أدرى النّاس فيه
فعلى مغانمهم
كلّهم ألم
وأمل بلملمة شتاتهم
وأمل لو أنّ بعض الأشياء لم تكن
أو أنّ بعض الأشياء اكتملت
فَرمّمت كلّ ما كان أو لم يكن..
أريد أن أبكي/
وكما سَلّينا أنفسنا يا صاحبي
بأنّ كلّ اختيار في داخله فقد،
ولكنّه الفقد حتى مع السلوى
مؤلم.
لحظة، أأخاف مِصر؟
لا أخاف فيها
إلا آخر ليلة فيها….