عمريات
13.8K subscribers
245 photos
44 videos
49 files
47 links
عمرو عوده.
فلسطيني من الضفّة.
طبيب جديد تخرّج من مِصر.
لأي شيء بشكل مباشر مُعرّفي:
@amroodeh
وهذه قناتي الثانية للمسموعات والمرئيات: https://t.me/regularirregularity

حساب الفيسبوك - قليل الفائدة- :
https://www.facebook.com/amroodeh99
Download Telegram
الندم من أكثر المشاعر الإنسانية نُبلا ومن أكثرها قتلا؛ أقصد في الوقت نفسه..

نَتّفق أنّ البشرَ يُخطئون، والخطأ يُسمِّع داخل النَفس ضجيجًا وضِيقًا نُسمّيه النَدم، وكما يقول الدكتور مصطفى محمود "الندم هو صوت الفطرة لحظة الخطأ". وكما ورد في الحديث الشريف: الندم توبة.

وهذا معنى نبيل، بل وكما علّمتنا الأيّام، من يلوم نفسه ويرى خطأه؛ لا تقلق منه كثيرًا ، الخوف كلّ الخوف ممن لا يجد صوتًا للفطرة داخل صدره أو يجده فيغضّ الطَرف..

أمّا المعنى القاتل؛ فإنّه يكمن في تَحوّل النَدم إلى عذاب نَفسيّ ووسوسة، والعذاب يتمثّل في الجَلد المبالَغ فيه الذي لا ينقطع،، ولهذا أشعر أنّ على الإنسان أن ينتبه لنفسه أشدّ الانتباه كي يُقلل الأخطاء لأنّ بعضها يأتي في مقتل؛ بشرط أن لا يدفع الانتباهُ الإنسانَ للهرب والحرمان من الخير خوف الندم..

لست مع الصوت الذي يُريد إيقاف النَدم وأظنّ هذا يفقد الإنسان جزء من عبوديّته وإنسانيّته، ولكن يا صاحبي أقول لك ما قاله حِجّي جابر: كلّ إنسان لديه ما يندم عليه؛ المهمّ أن لا يتحوّل ذلك إلى قيدٍ يعيق نموّه..
لا مُشكلة ورُبّما واجب؛ أن تقف وتقول لنفسك: ما أفعله لا يليق بطموحي..
النيل يا نيل❤️
في السبعينات كتب مُريد البرغوثي لزوجته رضوى عاشور :
أوقفنى النيل جوار الشارع
قاسمنى حفنة فستق
وتحدثنا
أخبرنى أنك ذات صباح
قدمت له وردة
وأتى بجميع الأطفال يحدثهم عن رضوى
ذات العينين الواسعتين
أخبرنى أن الوردة كبرت فى وهج الشمس
حدثنى النيل وقال:
سألتنى عنها الأشجار
سألتنى عنها قطرات الأمطار
سألتنى عنها أطيار الفجر
سألتنى عنها مصر
 
ياذات الوجه المنذور لأرض الدلتا
ولحب فلسطيني متعب
يا رضوى، يا ذات الوجه الطيب..
منذ ست سنوات وعلى فترات متباعدة، أقطع مسافة طويلة من أجل نَفس الأكلة ولأجل نَفس الوقفة المُطلّة على النّيل، مطعم مكانه بعيد في حواري ميدان لبنان؛ مظهره من الخارج لا يوحي بجودته أبدًا، وهذه الوقفة المُعبّأة بالنسمات الشارِحة رُبّما يكمن فيها السِر، سِرّ كون النيل محبب في صدري وكنت من قبل لا أقترب من مقارنته بالبحر!.. في المطاعم لا أدري وبصدق أيّ مُبرر يستخدم الإنسان لوضع شاب صغير عند المغاسِل؛ يعطي المناديل ورُبّما يضع الصابون على الأيدي، أَشُلَّت أيدينا؟ ألا يُمكن أن يُحصِّل الإنسان رزقه بطريقة أكثر إنسانيّة؟.. بمناسبة الأيدي؛ أحترم العادات ولكن لا أستطيع تقبّل الأكل بها!! وبمناسبة الأكل؛ يا لها من رفاهيّة تلك التي كنت أمتلكها في شوارع رام الله حين أشرب قهوتي المُفضّلة في الشارع بعد الأكل،، أسأل النيل سؤال الآن بعد أن تركته؛ لعلّه يُجيبني المرّة القادمة: كيف لك أن تَقتحم كلّ هذا الانشراح والجَمال بدمعة؟
المواصلات والتكاسي في مصر، كانت في البداية بالنسبة الي اشي مربك وفيه خوف، شوي شوي صرت أفهم الخلطة، في حركة غبية جدًا -وهي اللي بتخوفك- وبنفس الوقت عالجهة التانية في حركة غبية جدًا مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الاتجاه -المفروض تطمنك- فالدنيا بتمشي، والحل اني ما أركز 😅
"الأمثل عدو الجيّد"
متابعين أذكياء وإسقاط منطقي صراحة، مبارك بعد الاستخارة😅
بمناسبة الإشارة والزواج، في مذكراتي وتحت اقتباس "الأمثل عدو الجيّد" لحسن الحظ هناك اقتباس آخر من نفس الكتاب هو "الأولاد والحريّة لا يتفقان".

وهذا كلام يكمن في داخله إشارة سلبيّة بل وهو باعث لأسئلة ذاتيّة ومخاوِف! وأجد أنّه من الخطورة بمكان أن يدخل الإنسان هذه المساحة وهو لا يعي هذه الفِكرة، ورأيت بعيني من الأزواج من يريد المحافظة على نَفس الحُريّة في الحياة بعد الإنجاب، وكانت النتيجة مشهد عظيم من مشاهد الأنانيّة تجاه الأولاد!.

ولهذا بالنسبة لي ومع كلّ الاحترام للعمل والحُريّة وغيره، لا وجود لأيّ معادلة لا يكون البيت فيها له الأولويّة ويكون الأولاد هم القضيّة الأساسيّة. وهنا مع الاتفاق على المشاركة والمساعدة وبعيدًا عن زخرفة الكلمات: دور الأم في التربية والرعاية أكبر وأهمّ بكثير..
عمريات
النظر إلى السماء.pdf
"يقف الإنسان
وقدماه مغروستان
في الأرض
وعيناه شاخصتان إلى السماء،
وهذا هو سرّ عظمة الإنسان ومأساته."

د.عبد الوهاب المسيري. رحمه الله.
لا أعرف بوّابة للخيبة أوسع من توقّع الإنسان ردّات فِعل عالية سواء على حُزنِه أو فرحه أو على ما أنجزته يده..أُحاوِل قبل كلّ انتظار ردّة فِعل أو انتظار شيء ما؛ أن أُقلل التوقّعات ولو قبلها بلحظة واحدة، هذا التقليل يوفِّر للإنسان شيء من السَلامة النَفسيّة وفي نفس الوقت يسلبه الكثير من سعادة الحياة وحماسها وأمانها، فما الحياة إلا لهفة انتظار؟ وإلى أين سينزل الإنسان في توقّعاته بعد القاع؟ وأخيرا أليس حَرِيٌّ بالإنسان أن ينتبه لقيمة تفاعله فيجعله كيف يجب أن يكون؟
أيشقى الإنسان بغير ذنبه وقلبه؟!
الحُب هو أن يأخذ قلبُك عقلَك في كلّ مرّة إلى الحبيب، كلّما رأيت مقالة حب، كلّما رأيت جمالا ، كلّما أصابك فرح أو حزن، كلّما رأيت الأشياء أو حدثت؛ يذوب النّاس كُلّهم ويحضر هو،، آهٍ كَم يُوسِّع الحُب الحياة ويُضيّقها..
Forwarded from عمريات
مسكين الإنسان لا يعيش يومه. لا أقصد أبدًا ضياع سعادته في حزن على ماضٍ أو خوف من مستقبل، مُعضلة هذا الإنغماس خارج اللحظة الحاليّة أنّه قد يسلب الإنسان الوعيَ بلحظته، وبهذا تكون التحرّكات غير واعية وبهذا تُرتكَب أخطاء جديدة وبهذا تتراكم مشاكل المُستقبل وبهذا تُصنَع أحزان سابقة جديدة،، لا أهمّ ولا أصعب من فهم الإنسان واقعه الآن والتحرّك بحذر..
في مِثل هذا اليوم منذ خمسة وسبعين سنة؛ صِرنا التَّبعثر في البلاد. لا أدري من أطلق هذه الكلمة على هذا الحدث؛ إلا أنّ كلمة "النَكبة" كلمة مُعبِّرة ثقيلة عاشها أجدادنا وورثناها منهم بكلّ مرارتها،، لا تعنيني الأسباب التي يذكرها العَرب واليهود، ما أعرفه أننا خَسِرنا فَلسطين بالقوّة وما زلنا نتألَّم فيها وخارجها إلى اليوم قتلا وذُلّا بالقوّة، هذا العدوّ قويّ جدًا وأضعف مما يظنه النّاس؛ أقصد في نفس الوقت. قَويّ في مادّته قُوّة مُرعبة ولكنّهم بَشر ويُمكن لبشر مِثلهم مُقارعتهم وإيلامهم بل إنّ ذلك حاصل وقريب، ونحن نمتلك الحَقّ ضِدّ هذه العصابة المُرتزقة التي ترفع الدِّين -اليهوديّ- كديباجة للاستيلاء على الأرض وحقيقتهم أنّهم ليسوا هنا إلا للمتعة والمَال والعيش المريح وأنّ العالم الغربيّ لم يحتمل قذارتهم فَصدّرهم إلينا، وكما يقول المحللون فإنّ هذا الجيش لم يخض حربًا حقيقيّة واحدة وفي الأولى سيسقط، الآن وما دامت بعيدة يدك عن البذل فلا أقل من أن تحشد الغضب داخل نَفسك وتبثّه حولك، نحن أصحاب الأرض وهم المغتصبون ولنا موعد لن يتخلَّف،، وأقول هذا بمحض كتابة التجربة وشحذ النّفوس ولا أُحِبّ التعاطف وغيره ولا نريد شيئًا من أحد، ونحن الفلسطينون مُجتمع بَشريّ ينطبق علينا ما ينطبق على كُلّ مجموعة من النّاس ولسنا أَوّل من صبر فظفر ولا أَوّل من قاتل فانتصر وكلّ إنسان يُسأل عن نَفسه وما فعل وما أراد أن يفعل.. وأسأل الآن سؤال: أيكفي هذا العُمر؛ للملمة تبعثرنا؟
أرأيت كثرة التفكير تعطي حلولا؟ ألا تشعر أننا كُلّما حَملنا الحياة على محدوديّة عقولنا؛ ضاقت صدورنا؟ أفي أيدينا حلّ أكثر منطقيّة وعقلانيّة من التسليم؟

يا رب نحن حيارى وأضعف من أن نُدبِّر لأنفسنا فدبّر لنا وفهّمنا وارحمنا ولا تؤاخذنا بما كسبت أيدينا.
الاقتباس الذي لا يُملّ ولا تُفقد الحاجة إليه للدكتور علي عزت بيجوفيتش رحمه الله:

إنَّ التسليمَ لله هو الطريقة الإنسانيَّة الوحيدة
للخروج من ظروف الحياة المأساوية التي لا حلَّ لها ولا معنى، إنُّه طريق للخُروج بدون تمرُّد ولا قنوطٍ ولا عدمية ولا انتحار، إنَّه شعور بطولي -لا شعور بطل- بل شعور إنسان عادي، قام بأداء واجبه وتقبل قدره.