خزائن الرحمن
40.5K subscribers
14.6K photos
6.4K videos
223 files
2.75K links
مؤسسة خزائن الرحمن العلمية
تأخذ بيدك إلى الجنة...
للتواصل والمقترحات 002-01111424312
Download Telegram
مِن الهَدْيِ
-إذا دخلَت العَشْرُ وأردتَ الأضحية-
ألَّا تأخذَ مِن شعرِكَ ولا بَشَرِكَ ولا أظفارِكَ
يهُون على النفس: مقابَلةُ السَّيئة بالسَّيئة، ويشقُّ عليها: تركُ مقابَلتها بمِثلها، وأعظمُ منه مَشَقَّةً: مقابَلتُها بالحسنة، فلا يستطيع هذا إلَّا صابرٌ ذو حظٍّ عظيمٍ؛ كما قال الله لمَّا ذكر ذلك: ﴿وَمَا یُلَقَّىٰهَاۤ إِلَّا ٱلَّذِینَ صَبَرُوا۟ وَمَا یُلَقَّىٰهَاۤ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِیمࣲ﴾!
﴿وَلَٰكِن لِّيَقْضِىَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا﴾
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أمَّا بَعْدُ:
فها هي العَشْرُ قد أقبلتْ، غدًا يبدأ السباقُ، غدًا تبدأ خيرُ أيام الدنيا...

مِن مواسم الطاعة العظيمة: العشرُ الأُوَلُ من ذي الحجة، التي فضَّلها الله تعالى على سائر أيام العام؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ -يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ-، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ،
وقد أقسم الله بها في كتابه فقال: {والفجرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ}
والليالي العشر -في قول جمهور المفسرين رحمهم الله- هي العَشر الأُوَلُ من ذي الحجة،

فهذه العشر: أفضل من سائر أيام السَّنة مِن غير استثناء شيء منها، حتى العَشرُ الأواخر من رمضان! ولكنَّ لياليَ العشر الأواخرِ من رمضان: أفضل من ليالي عشرِ ذِي الحجة؛ لاشتمالها على ليلة القدر، التي هي {خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ}؛ فَجِدُّوا -عِبادَ الله- واجتهِدوا واغتنِموا مواسم الخيرات...


ما يُستحَبُّ في العشر من ذي الحجة :

ينبغي على المسلم أن يستفتح هذه العشر بتوبةٍ نَصوحٍ إلى الله عز وجل ثم يستكثرَ من الأعمال الصالحة عُمومًا، ثم تؤكَّد عنايتُه بالأعمال الآتية:

1- الصيام:
فيُسَنُّ للمسلم أن يصوم تسعَ ذِي الحجة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيام العشر، والصيامُ: من أفضل الأعمال، وقد اصطفاه الله تعالى لنَفْسِه كما في الحديث القُدسيِّ: "قال الله: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ: له، إلا الصيامَ فإنه لي وأنا أَجزي به"،

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تِسعَ ذِي الحجة، فعن هُنيدةَ بنِ خالدٍ عن امرأتِه عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم:
تسعَ ذِي الحجة،
ويومَ عاشوراءَ،
وثلاثةَ أيام من كل شهر:
أولَ اثنينِ من الشهر، وخَميسَيْنِ.

2- إكثار التحميد والتهليل والتكبير:
فيُسَنُّ التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيامَ العشر، والجهرُ بذلك في المساجد والمنازل والطُّرُقات وكلِّ موضع يجوز فيه ذكرُ الله؛ إظهارًا للعبادة، وإعلانًا تعظيمَ الله -تعالى-،
ويَجهر به الرجال، وتُخفيه المرأة.

قال الله تعالى: {لِيَشهدوا مَنافعَ لهم ويذكروا اسمَ الله فِى أيامٍ معلوماتٍ على ما رزَقهم مِن بَهيمةِ الأنعامِ}
والجمهور -رحمهم الله-: على أن الأيامَ المعلوماتِ هي أيامُ العشر؛ لِما ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (الأيام المعلومات: أيام العَشرِ)،
وعن عبد الله بن عمرَ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما مِن أيامٍ أعظمُ عند الله ولا أحَبُّ إليه العملُ فِيهِنَّ مِن هذه الأيام العشر؛ فأكثِروا فيهنَّ من التهليل والتكبير والتحميد)).

وَصِيغةُ التكبير: ((الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد))،

والتكبير: في هذا الزمان صار من السُّنن المهجورة، ولا سِيَّما في أول العشر، فلا تَكاد تسمَعُه إلا مِن القليل! فيَنبغي الجهرُ به؛ إحياءً للسُّنة وتذكيرًا للغافلين، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهم كانَا يخرُجان إلى السوق أيامَ العشر يكبِّران ويكبِّر الناسُ بتكبيرهما، والمراد: أن الناس يتذكرون التكبير فيكبِّرُ كلُّ واحدٍ وحدَه، وليس المرادُ التكبيرَ الجماعيَّ بصوتٍ واحد؛ فإنَّ هذا: غيرُ مشروع!
إنَّ إحياء ما اندثَرَ من السنن أو كادَ: فيه ثوابٌ عظيم دلَّ عليه قولُه صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحيا سُنة مِن سُنتي قد أُمِيتتْ بعدي فإنَّ له من الأجر مِثلَ مَن عَمِلَ بها، مِن غيرِ أن ينقُص مِن أجورهم شيئًا)).

3-الحج والعمرة:

إن مِن أفضلِ ما يُعْمَلُ في هذه العشر: حجَّ بيتِ الله الحرام، فمَن وفَّقه الله تعالى لحجِّ بيته ولأداءِ نُسُكِه على الوجه المطلوب فله نصيبٌ -إن شاء الله- مِن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحج المبرور: ليس له جزاءٌ إلا الجنةَ)).

4- الأضحية:

ومن الأعمال الصالحة في هذه العشر: التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي واستسمانِها واستحسانِها، وبَذْلِ المال في سبيل الله تعالى...

فَلْنُبادِرْ -عِبادَ الله- باغتنام تلك الأيام الفاضلة.
{إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ ۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
احرص على كثرة تلاوة القرآن في عَشر ذي الحجة
مَعْشَرَ الصائمينَ عشرَ ذي الحجة، لا تَغفُلوا عن الدعاء فيها لأنفسكم والمسلمين؛ فقد قال النبيُّ ﷺ: "ثلاثةٌ: دعوتهم لا تُرَدُّ: ..."، وذكَر منهم: "الصائمُ حتى يُفطِرَ"، ولا فرقَ بين كونِه صائمًا في رمضان وكونِه صائمًا في غيره.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الحرص على اغتنام أيام العشر من ذي الحجة، وترك الأماني الكاذبة.