قناة/ علي فريد
19.6K subscribers
15 photos
11 videos
2 files
23 links
القناة الرسمية لمقالات وكتابات علي فريد
Download Telegram
الذي يَعِيشُ مجازرَ هذا القرن الأسود ثم يُحَذِّرُ الإسلاميين من تكرار عشرية الجزائر السوداء كالمُتأنقِ الذي يَخوضُ مَقْلَبَ قمامة بحثاً عن سَلةِ مهملاتٍ يُلقي فيها مِندِيلَهُ المتسخ!!
الثوراتُ العربية علمتني أن (الغرقد) ليس شجراً فقط.. ربما هو كائنات بشرية استنبتها اليهودُ في أرحام دَنِسَة ثم نَصَّبُوهَا حُكاماً عَرباً!!
أَيْ بُنَي..
مكانان لا تَمُتْ فيهما: فِراشِكَ، والسجن.. مُت في سَاحةِ معركة، أو في سَاحةِ عِلمٍ تتعلمُ فيها خَوضَ معركة.. وإن استَطعتَ أن تُطيلَ حَياتَكَ في سَبيلِ اللهِ فافعل؛ فإن الحياةَ- جِهاداً- في سبيلِ اللهِ أَحَبُّ إلى اللهِ من الحياةِ- موتاً- في سبيله!!
هكذا تسقط الأفكار والجماعات والتنظيمات!!
حين ينحصر هدفُ التنظيم في الحفاظِ على التنظيم؛ تسقطُ الفكرةُ والجماعةُ والتنظيم!!
يَرحَلُ العقائديون بالفكرة، ويبقى التُجارُ بالتنظيم!!
السامريُّ لا يُطلق رصاصةَ الرحمةِ على الحِصان ليسقطه أمامكَ مرةً واحدة.. هذا ليس من عمل السامريّ.. السامريُّ يُجِمُّ الحِصانَ طويلاً ليحوله من حصان معركة إلى حصان جَرّ؛ فلا يصلح بعدها للنزال في المعارك ولا الصهيل في البرية.. وحسبُه أن يَجُرَّ عربةَ السيِّد بما يضع فيها السيِّد؛ حتى يحين وقتُ إطلاقِ النار على الحصان!!
يعتمد السامري على التاريخ المَجِيدِ للقادة العقائديين مع شيء من وَهْمِ الفكرة يسحر به أعينَ الناس ويسترهبهم.. يرفعُ قميصَ عثمان ليحصل على رأس عَليّ!! وكلما بدا له رأسٌ جديد؛ جَدَّدَ مَا رَثَّ من القميص، حتى يهترئ القميصُ وتفنى الرؤوس!!
الانتكاسات بشعة.. وأبشع الانتكاسات انتكاساتُ العقائديين!!
العقائديُّ إذا انتكسَ كالفَلَّاحِ الأحمقِ إذا تَحَضَّرْ؛ يجلب لنفسه وأهله المصائب!!
في طريقه لارتداء العَبَاءَةِ الأخرى؛ يَخلعُ العقائديُّ المنتكسُ ثيابَه قطعةً قطعة، ويرتدي مكانَ كلِّ قطعةٍ مُرقَعَةً يظنُّ فيها الستر؛ فتدلُّ المُرَقَّعَةُ على مكان العُري في جسده؛ فكأنه كاسيةٌ عارية تَكشِفُ ما تُخفِي حين تَلبسُ ما لا يَستُر!!
وليس أشد على العقائديِّ المنتكس من أعدائه الذين انتكسَ بهم ولهم؛ فكلما رأوا مرقعاته التي ارتداها ليُرضيهم؛ تذكروا دروعه التي خلعها ليخدعهم؛ فكأن كلَّ مُرَقَّعَةٍ عليه، تشير إلى موضع قتلٍ فيه.. ولا تسأل عن السهام حينئذٍ!!
التنازل- في المرحليات- حالةٌ طارئة يفرضها الواقع بعد مدافعة، وتتقبلها العقول بعد تمحيص.. إذا لم تستطع فرضَ ما تنازلتَ مِنْ أجلهِ بالقوة فلن تَحصلَ من التنازل إلا على مَعَرَّةِ التنازل.. وإذا تَحَوْلَتِ الحالةُ الطارئة إلى حالةٍ دائمة جَمَعْتَ حُقرةً وسوءاً؛ فكأنهم إنما جاؤوا بك لتلعبَ دورَ المقاوم ظاهراً والمتنازل باطناً!!
فِعلٌ.. وفَاعِلٌ.. ومفعولٌ.. وزمانُ فِعْل.. ومكانُ فِعْل..
إن كان الفعلُ خطأً في ذاته فالخلافُ حول ذاته معدوم.. وإن كان صواباً في ذاته نظرنا إلى الفاعلِ، والمفعولِ، وزمانِ الفعل، ومكانه؛ لنعرف هل الفعل محض صوابٍ أو محض خطأ، أو هو ضِغْثٌ مِن هذا وضِغْثٌ من ذاك؛ فنحدد درجات الخطأ ودرجات الصواب فيه!!
قد يكون الفعلُ في ذاته صواباً، ولكن صدوره من ذلك الفاعل على ذلك المفعول في ذلك الزمان في ذلك المكان؛ يجعله خطأً محضاً، أو محل دهشة واستنكار!!
وقد يكون الفعل في ذاته خطأً، ولكن صدوره من ذلك الفاعل على ذلك المفعول في ذلك الزمان في ذلك المكان؛ يجعله صواباً محضاً، أو محل تبرير واستحسان!!
الفعل الذي يُقبل من فاعلٍ قد لا يُقبلُ من فاعلٍ آخر..
والفعلُ الذي يُقبلُ مِن فاعلٍ على مفعولٍ قد لا يُقبل من فاعلٍ على مفعولٍ آخر..
والفعلُ الذي يُقبل من فاعلٍ على مفعول؛ قد لا يُقبل مِن فاعلٍ على مفعولٍ في زمنٍ بعينه..
والفعل الذي يُقبل من فاعلٍ على مفعولٍ في زمنٍ بعينه؛ قد لا يُقبل من فاعلٍ على مفعولٍ في مكانٍ بعينه!!
ما سبق معلومٌ من الحياة بالضرورة لا يكاد يحتاج إلى توضيح.. بيد أننا في زمنٍ احتاجت فيه الواضحات إلى توضيح، وقديماً قيل: توضيح الواضحات من أشكل المشكلات!!
السِلميَّة صوابٌ في ذاتها، وكذلك الجهاد!!
إذا رأيتَ (البرادعي) في شوارع سيدة المدائن (الموصل)، يُقاتل مع المجاهدين؛ ستُصاب بذاتِ الدهشة والاستنكار اللذيْن سَتُصابُ بهما إذا رأيتَ (الظواهري) فوق منصة رابعة يتظاهر مع المتظاهرين!!
هذان الفعلان لا يصدران من هذين الفاعليْن أمام هذين المفعولين في هذين الزمانين وهذين المكانين!!
وقِس على هذين الفاعلين أمثلةً أخرى للفعل والمفعول والزمان والمكان!!
لكل شيءٍ شيء، ولكل فُولَةٍ كَيَّال، ولكل وقتٍ أذان..
وإنَّ مِن الفعل أحياناً ألا تفعل؛ فإنكَ إن أعطيتَ المريضَ دواءً ليس له؛ قتلتَه أو زِدتَهُ مرضاً!!
لقد طالَ البلاءُ الجميع، وعَمَّتِ المجازرُ البلاد؛ فكفوا عن التعلق بالأوهام، ونقوا صفوفكم من السامري وشيعته، وعودوا- ولا أظنكم تستطيعون- مِنْ حيث بدأتم؛ فإنه زمن الفسطاطين؛ مَن قُتِلَ فيه دون دينه فقد انتصر وإن قُتِل، ومن عاشَ فيه بلا دينٍ فقد مَاتَ وإن عَاش.. ويوشك مَنْ ظَلَّ مُذبذباً لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء أن تَدْهَسَهُ المفاصلة؛ فيتمنى (الخَوارجَ!!) فلا يَمنُّ اللهُ عليه بهم حتى يكونَ خارجياً في نفسه ولنفسه..
وكُلُّ الطرق تُؤدي إلى الأشعث الأغبر!!
أَيْ بُنَي..
لا تتحامق..
فالحمقى وحدهم هُم من يَظُنونَ أن الديمقراطيةََ ليست أكثرَ من وسيلةٍ لاختيارِ حُكَّامِهِم..
أنا لستُ مشغولاً (الآن) بكيفيةِ اختيارِ حُكَّامِنِا.. أنا مشغولٌ (الآن) بكيفيةِ قَتْلِهِم!!
عَليكَ ليلٌ طويلٌ... فَاسْهَر!!
مارك سايكس ..
بيرسي كوكس ..
الأول : صمم عَلَم الثورة العربية الكبرى (الأسود والأحمر والأخضر والأبيض )
والثاني : _ بمساعدة آخرين _ وضع الحدود الحالية لجزيرة العرب !!

يعني :
مهما تشامخت تلك الرؤوس على شعوبها .. يظل الولد للفراش وللعاهر الحجر !!
وقد آن للشعوب أن تلتقط الحجر !!
لافتات على الطريق
****** نُشرت هذه اللافتات أول مرة في صفحة علي فريد الخاصة بالفيس بوك يوم 23/ يناير/ 2014م ******************

* لا تُتعبوا أنفسكم؛ هما فسطاطان لا غير، والحواشي يُبعثون على نياتهم .

* صَغُرت العلمانية عن أن توزن بموازين الكفر والإيمان؛ هي في ذاتها خسة طبع .. كيف يخلقنا في كونه ثم نُقصيه عن كونه ؟!!

* في العالم العربي: إذا كانت الديكتاتورية بحراً فالعلمانيون أسماكُه؛ إن خرجوا منه ماتوا.. وأشد المناظر إضحاكاً لي منظر علماني عربي يتحدث عن الحرية!!

* لا تناقش إسلامياً تعلمن ولا علمانياً تأسلم.. فإن كان ولابد فاستأصل المرارة أولاً!!

* لا جدوى من مناقشة فأر يرى نفسه تمساحاً.. فقط .. ضع أمامه مرآةً، ثم اصمت !!

* نظرية (تثوير الفلول) كنظرية (إرجاع الشيخ إلى صباه) قد تسعده ليلة أو ليلتين.. ولكنها تقتل قلبَه في النهاية !!

* محدثو الثورة كمحدثي النعمة؛ يفشلون عادةً في إقناع الآخرين بأنهم أولاد أصول!!

* ليتهم يعلمون أن الثورة كالحب.. ليس لها نيجاتيف!!

* تموت الثورات حين تحتكم للقوانين التي ثارت عليها!!

* في الثورات: لا نكاد نعرف أيهما أسرع سقوطاً: الثوار، أم الأنظمة التي ثاروا عليها!!

* إن استطعتم ألا تعيشوا السنوات الخمس قبل الثورات والسنوات الخمس بعدها؛ فافعلوا؛ فإنها سنوات حسوم.

* الثورة المصرية أكدت لي أن الديمقراطية ليست أكثر من فعلٍ فاضحٍ في الطريق العام!!

* حين تنتقل الثورة من الشارع للقاعات؛ فاعلم أن ثعلباً ما اجتمع مع ذئبٍ ما، وخططا لالتهام حَمَلٍ أحمق !!

* الطريق إلى التفاهة مزدحمٌ بالنشطاء السياسيين !!

* في سياق الدماء، حين يبدأ حديثَه معك بقوله: " أنا مُش معَ ولا ضِدْ " فاعلم أنك أمام مثقفٍ طاعنٍ في الدياثة !!

* سألني ساخراً شامتاً: مَن مِن كباركم سيكون عبدالقادر عودة ؟ أجبته هادئاً مشفقاً: ومَن مِن مخلصيكم - وهم قِلة - سيكون شهدي عطية ؟!

* اختلاف اللصوص لا يعني بالضرورة ظهور الحقيقة؛ بل قد يعني أنهم اتفقوا على الاختلاف ليسرقوك مرة أخرى بطريقة جديدة !!

* الثائر قِبلتُه قلبُه، والسياسي قِبلتُه عقلُه، ومن الصعب اجتماعهما !!

* المبادئ: سيدةٌ شريفة يغتصبها أبناؤها بدعوى الحفاظ عليها !!

* العسكر كالحانوتية .. رأس مالهم جثث !!

* في الستينات: تزوج العسكر بالسياسة فأنجبا نكسة!!

* اثنان في مصر لا يكفان عن عمليهما: النيل عن الجريان، وهيكل عن الكذب!!

* الشعب الوحيد الذي لا يعرف قيمة مصر، هو الشعب المصري!!

* نعم، الجميع مصريون؛ ولكن شتان بين من أطلق الرصاص، وبين من تلقاه بصدره!!

* لا تؤجل معركتك ولو لم يكن في يديك سوى يديك.. إن خَلَت يداك مما تظنه قوة لم يخل عقلك من القوة، والقوة أنواع، فبأيها عاركتَ فأنت في معركة.

* ليس مطلوباً منك أن ترى النصر، مطلوبٌ منك أن تحاول صناعته؛ فإن رأيته فشفاءٌ للصدور، وإن عوجلت دونه فقد أعذرت أمام ربك

* اليأس خيانة.. يأس المسروق نجاةٌ للسارق!!

* قَدَرُك ما لم تبلغه، فإذا بلغته فاعتقد غيره، واعلم أن وهم النجاح كوهم الفشل.. كلاهما فشل!!

* يوماً ما ستصبح سطراً في كتاب؛ فانظر في أي كتابٍ تحب أن تكون، في (سِير أعلام النبلاء)، أم في (أخبار الحمقى والمغفلين) ؟!!

* ليس أسوأ مما أنتَ فيه إلا الذي ينتظركُ إن رضيتَ بما أنتَ فيه!!

* في المعارك (الصِفرية) إن أبقى المنتصرُ على خصمه فهو حمار !!

* عزيزي أبا العباس السفاح .. أتفهمُكَ الآن !!
*****************************
ولا يزالُ الله يُغربلُ الناسَ مِنْ حَولكَ حتى لا يبقى حولك سواه؛ فكأنه- جل وعلا- مُحبٌ يَغارُ على محبوبِه أن يَدُومَ في قلبِه غيرُه.. فإذا أخلى قلبَكَ من عَلائقِ الخَلائِق أَذِنَ لكَ بالوصلِ فجعلَ مُرادَه مُرادَك .. ومَنْ جَعَلَ مُرادَه مُرادَكَ فقد أرادَك!!
في هذا الزمن: ليكن خوفك من المُمَيِّعِ أشَدَّ من خوفك من المتشدد (ومن كُلٍ يخافُ العاقل)؛ لأن المُمَيِّعَ إنما يَصدرُ- غالباً- عن الواقعِ بتغيراته، ويوشكُ من يصدر عن الواقعِ أن يجرفَه الواقع؛ فإن ارتفعَ ارتفعَ به وإن انحطَّ انحطَّ معه؛ فلا أصلَ يعودُ إليه ولا أساسَ ينطلقُ منه، وإن ادَّعَى الأصلَ والأساسَ!! أما المتشدد؛ فإنه يعودُ- غالباً- إلى أصلٍ أساءَ فَهمَه، وأساسٍ أخطأ البناءَ عليه.. ويوشك مَن هذا شأنه أن يجري عليه من متغيرات الواقع ما يجري على المُمَيِّع؛ فيعتدل به حين ينحط المُمَيِّع.. وما عَرَفْنَا مُميِّعاً أفلح، ولا مُتشدداً دام.. ومِن كُلٍ يخافُ العاقل!!
لا تفرحْ بإقبالِ رِزقِهِ حَالَ مَعصِيَتِك؛ فلو رَزَقَكَ حَالَ مَعصِيَتِكَ فقد جَفَاك!!
المستهبلون في الأرض
**************
نُشر هذا المقال أول مرة على صفحة علي فريد الخاصة في الفيس بوك يوم 25/ يوليو/ 2015م.
**********************
_ ماذا سيفعلون حين يتوقفون عن الركض ؟
_ سيركضون مجدداً !!
_ وماذا سيحدث حين تنتهي مأساتُهم ؟
_ سيبحثون عن مأساةٍ أخرى !!
_ ولماذا لم يتعظوا بغيرهم ؟!
_ لأنهم كغيرهم !!
*
لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ واحدٍ مرتين .. هكذا قال صلى الله عليه وسلم ..
ولأنهم يُلدغون من ذات الجحر ألف مرة ؛ فإن عليك أن تتوقف كثيراً قبل إسباغ صفةِ الإيمان على هؤلاء الملدوغين مِراراً وتكرارا !!
يحدثنا التاريخُ القريب أن مكماهون ، ولورنس ، سَيطرَ كلُّ واحدٍ منهما على حفيدٍ من أحفادِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ليضربا بهما كيان الخلافة في مقتل !!
لم تكن الخلافةُ العثمانية آنذاك خلافةً بالمعنى المنضبط للخلافة ، بل كانت _ من الناحية الشرعية _ كثوبٍ ضم سبعين رقعة مشكلةَ الألوان مختلفات !! بيد أنها _ في النهاية _ كانت رايةً روحيةً ومعنويةً جامعةً للمسلمين على اختلاف أجناسهم وأعراقهم .. وحين بَهَتتْ شعلةُ الإسلام في نفوس أصحابها ، دارت عليها وعليهم رَحى السُنن الإلهية .. فطحنتها وطحنتهم !!
**

جاءت الرسالة الأولى من الشريف حسين لمكماهون ، تماماً كما جاءت الرسالة الأولى من ابن العلقمي لهولاكو !!
كلاهما عَرَضَ نفسه .. وكلاهما ابتغى العزة عند الكافرين .. وكلاهما قال : لله يا محسنين !!
ولا فرق _ في طلب المعونة من الكافرين _ بين رسالة ورقية ، أو مشورة في غرفة مغلقة ، أو وفدٍ يحج إلى الكونجرس ، أو مقالة في الواشنطن بوست !!
_ هل كان الشريف حسين عميلاً ؟!
_ لا أظن .. أو بالأحرى : لا أدري
_ هل كان يُدرك أن فعله هذا يُعدُّ خيانة ؟!
_ أيضاً لا أدري
_ هل كان أهبل ؟
_ بالتأكيد .. وجاء بعده مستهبلون خونة !!
انتهى ابن العلقمي عند التتار إلى "حالة أخس من الذباب" _ كما يقول الإمام السُبكي _ ؛ فكان يتلقى الإهانات من صغار جند التتار شتماً وصفعاً وركلاً ، حتى مات كمداً في بيته في ذات السنة التي سقطت فيها بغداد !!
وانتهى الشريف الهاشمي _ بعد تفاصيل كثيرة _ طريداً شريداً في قبرص يتدافع أبناؤه بينهم تكاليفَ الإنفاقِ عليه ، وحين أقعده المرضُ أعادوه ليدفن في القدس .. بينما مكماهون يجلس ساقاً على ساق في شُرفة فندق شيبرد بالقاهرة يحتسي شاي الساعة الخامسة وينفث دخان غليونه على صفحة النيل !!
كان ابنه (فيصل) أذكى أبنائه ، أو أغباهم ، لا فرق .. سيطر عليه لورنس ؛ فأبلى بلاءً حسناً في إسقاط خلافة جَدِّهِ صلى الله عليه وسلم مُمَنياً نفسه بمُلك العرب بعد أبيه الذي تمنى الخلافةَ عن طريق الاستعانة ببريطانيا التي عملت بالباع والذراع لإسقاط الخلافة !!
لم يهنأ فيصل بحكم سوريا بعد دخوله دمشق على أسنة رماح الجنرال ألنبي ؛ فقد أخرجوه للعراق تنفيذاً لمعاهدة سايكس بيكو التي جعلت سوريا من نصيب الفرنسيين .. وبعد ثلاثة عقود _ لم تحظ العراق فيها باستقرار كامل _ انتهى حكم الهاشميين هناك بمجزرة قصر الرحاب البربرية البشعة .
هكذا _ إذن _ بدأ تاريخ القومجية العربية .. هَبلُ رجلٍ حالم أدى إلى استهبال رجالٍ خونة !!
يعلمنا التاريخ أنّ (أبا رغال) ليس شخصاً ؛ بل حالة !!
ويعلمنا أيضاً أن آباء الرغال _ في كل عَصرٍ ومِصر _ لن يكفوا عن عرض خدماتهم على كلِّ أبرهة جديد ، سواءً أكان اسمه (مكماهون) أم (لورنس) أم (فيلبي) أم (وليم شكسبير) أم (بيرسي كوكس) أم (غلوب باشا) !!
ولو سَرِّحتَ طرفك في أي قُطر عربي من المحيط إلى الخليج وقرأتَ التاريخ الحقيقي للأسرة أو الفئة التي سيطرت عليه ، فلن تجد _ في أسلافها _ سوى مستهبلين خونة أو حمقى حالمين .. وعادةً ما ينتهي الحمقى الحالمون في مزبلةٍ من مزابل التاريخ تُقام على عَجل ؛ ليتسلم الرايةَ بعدهم مستهبلون خونة ينتهون في مزبلة أخرى مجاورة يُتأنقُ في بنائها على مَهَل !!
كل هذا _ وأبشع منه _ حدث ويحدث منذ ما يزيد على مائة سنة ، والأمثلة في التاريخ القديم أكثر من أن تُحصى !!
يبدأ الأمرُ _ عادةً _ برسائل مكماهونية (أو بمقالةٍ في صحيفةِ مكماهون نفسِه) ، ثم بلقاءٍ في دولة عربية حليفة ، ثم بإملاء شروط ، ثم بإمدادات سلاح ، ثم بتحالف كامل ، (ولا بأس بقراءة الفاتحة _ بعد ذلك _ طلباً للبركة!!) .. ثم بخازوق يخرج من الرأس مع عار الأبد ولعنات الدهر !!
هذه هي دركات الهبل والاستهبال ، ولا فرق في هذه الدركات بين مستهبل قومجي علماني ، ومستهبل إسلامي مقاصدي !! كلاهما يَسقطُ ويظن في نفسه الصعود ، ويَنحطُّ ويظن في نفسه العلو ، ويَذِل ويظن في نفسه العز !!
بيد أنك تتجاوز _ بقرفٍ أحياناً _ عن استهبال العلمانيين على اختلاف مشاربهم في العلمنة ،(ربما لأنك تشعر أن الاستهبال والاستعباط والتحامق صفات لازمة للعلماني ؛ إن زالت عنه زالت عنه العلمانية !!)
أما المستهبل الإسلامي فإنك لا تستطيع _ مع عَصْرِ كثيرٍ من الليمون _ تجاوزَ استهبَالِه ؛ لأن استهبَالَه جحيمٌ لا يُطاق .. خاصةً إذا هداه استهبَالُه لافتعال تأصيلٍ شرعي للاستهبال !!
كان (صلح الحديبية) مثالاً أثيراً لمستهبلي الإسلاميين ، تماماً كما كانت (صحيفة المدينة) مثالاً أثيراً لمستهبلي العلمانيين .. وكنتُ أظن أن الطرفين المستهبِلَيْن سيكفان عن الاستهبال بعد سيل ما يُسمى بالربيع العربي ، ولكن يبدو أنني كنتُ مخطئاً !!
يمارسُ العلمانيون (تأويلاً حداثياً بشعاً للتراث) .. تماماً كما يمارس بعضُ الإسلاميين (تأويلاً مقاصدياً أبشع للتراث) .. ومع اختلاف المنطلقات تظل الآليات واحدة .. لن تجد كبيرَ فرقٍ بين من يستخدم مصطلحات الإسلاموية والماضوية ، والحداثة وما بعد الحداثة ، وبين من يستخدم مصطلحات فقه الواقع ، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح !!
ستجد في تاريخ المسلمين _ خاصةً في العهد الأول _ أمثلة كثيرة يمكن لأصحاب الأيدلوجيات المختلفة استخدامها بأريحية كبيرة لتتوافق مع أيدلوجياتهم .. صلح الحديبية ، صحيفة المدينة (رغم تضعييف البعض لها) ، الاستعانة بسلاح صفوان بن أمية في حُنين ، ثلث تمور المدينة في الأحزاب (لم تتم) ، درء الحد بالشبهة في عام الرمادة ، التدرج في تحريم الخمر ، صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على منافقي المدينة ، لوازم الاستضعاف في العهد المكي ، موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من تصرف حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه قبل فتح مكة ، التفاصيل الكثيرة حول ما شجر بين الصحابة بعد عصر النبوة .. هذا عدا آلاف الآراء لآلاف العلماء في أبواب الفقه الخاصة بالسياسة الشرعية ، مضافاً إليها إمكانية استخدام آيات القرآن الكريم ذاته وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في جر القرص إلى نارك !!
يَكمن الإشكال في تحديد الإشكال ، أو كما يقول الفقهاء : (تحرير محل النزاع) .. سيمارسُ عليك المستهبلون _ من الطرفين _ إرهاباً معلوماتياً تجميعياً لتضيع بين الوقائع وتنزيلاتها !!
قد تكون الواقعة القديمة صحيحة ، ولكن تنزيلها على الواقع الجديد بشع !! لا تنظر إلى كثرة الوقائع التي يسردها لك الأهبل أو المستهبل ، ولكن أَعْمِل عقلك في الواقع الحديث ثم انظر إلى تفاصيل الواقعة القديمة !!
(السياق والمآل) هما منطلقُك لحفظ عقلك من الإرهاب المعلوماتي التجميعي الذي يمارسه عليك المستهبلون !!
سيقول لك العلماني المستهبل : إن عمر أسقط حد السرقة عام الرمادة ، ولا يمكن لعمر ولا لغيره أن يسقط حداً من حدود الله ، ولكنه دَرَءَ الحدَّ بالشبهة .. بيد أن العلماني اختار من ألفاظ بعض الفقهاء لفظ (الإسقاط) وليس لفظ (الدرء) ؛ ليغرسه في عقلك ، وبينهما بون شاسع .. ومع تتابع المشكلات الاقتصادية وتوالي الأزمات ستقتنع بإدامة (إسقاط) الحد ، وكأنك تعيش في عام رمادة منذ خروجك من بطن أمك إلى دخولك لبطن الأرض !!
سيقول لك الإسلامي المستهبل : إن النبي صلى الله عليه وسلم استعان بسلاح صفوان بن أمية في حنين .. ولكنه _ ربما _ لن يقول لك إن معركة حنين هذه وقعت بين المسلمين والمشركين وليس بين المسلمين والمسلمين ، ولن يقول لك إن صفوان رضي الله عنه كان آنذاك لا يملك من أمر نفسه شيئاً ؛ فهو طليق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضلاً عن أن تكون له قوة في ذاته يهدد بها المسلمين ، وكان الإسلام هو القوي المنتصر المسيطر !!
( السياق والمآل) يا عباد الله .. السياق والمآل !!
وإن كان السياق والمآل قد عُمِّيا على الشريف حسين (هذا بافتراض تفكيره في الأمر) فإن مآل عمل الشريف حسين لم يعد مُعَمّى علينا نحن الآن ، بل اتضح له هو ذاته آخر أيامه .. فَعَمَلُه _ إن أحسنا الظن فيه _ خطيئة بشعة ارتكبها هو بهبل ، بينما تقليدنا نحن له في عمله استهبالٌ خائن نرتكبه بعد معرفتنا مَآلَ عمله!!
ثوبوا إلى رشدكم إن كان بقي منه شيء ، فإن إحساننا الظن فيكم لا يعني التجاوز عن الهبل الحالم الذي سيؤدي إلى الاستهبال الخائن !!
وتذكروا .. أن كعب بن مالك رضي الله عنه _ أحد الثلاثة الذين خُلِّفوا _ أَمَّ التنور برسالة ملك غسان فأحرقها قائلاً :" وهذا أيضاً من البلاء" ، وكان في الرسالة :" بلغنا أن صاحبك قد قَلاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك " وكان آنذاك في أشد حالات ضعفه البشري " حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم " ولكنه أيقن أن لا ملجأ من الله إلا إليه ، وليس إلى ملك غسان أو أمريكا وأوروبا والمجتمع الدولي والنظام العالمي !!
تذكروا أيضاً .. أن معاوية رضي الله عنه كتب لقيصر الروم على ظهر رسالته _ حين أراد قيصر أن يتخابث ويدخل بينه وبين علي رضي الله عنه في حربهما _ :" أخان قد تشاجرا فما بالك تدخل فيما بينهما وتُعلي من نباحك ، إن لم تُخرِس نباحك أرسلت إليك بجيشٍ أوله عندك وآخره عندي يأتونني برأسك أقدمه لعلي " .
وتذكروا أيضاً .. أن المعتمد بن عباد _ على ما فيه من مثالب _ قال _ حين خوفوه من ابن تاشفين :" لأن أرعى الإبل عند ابن تاشفين خير من أن أرعى الخنازير عند ألفونسو " .

إذا كانت أقصى أمانيكم أن تكونوا كالمناذرة والغساسنة فاعلموا أن النعمان بن المنذر انتهى تحت أرجل الفيلة ، بينما هانيء بن مسعود الشيباني عاش _ بعد ذي قار _ بشرف العمر كما عاش _ بعد موته _ بحسن الأحدوثة .

إذا كانت أقصى أمانيكم أن تكونوا كملوك الطوائف فاعلموا أن أبا عبدالله الصغير بكى على غرناطة كالنساء بعد أن ضيع مُلكاً لم يحافظ عليه كالرجال !!

إذا كانت أقصى أمانيكم أن تكونوا كحكام هذه الأكشاك العربية في القرن العشرين فاعلموا أن بن علي هرب ، والقذافي قُتل ، ومبارك أُجبر على التنحي ، وعلي عبدالله صالح أكلت النارُ وجهَه ، وبشار لم يعد يأمن على نفسه في غرفة نومه .. ومهما حدث في هذه الثورات من انتكاسات فيقيني أن لصوص هذه الأكشاك في هذا الجسد العربي الممزق سيؤول ملكهم إلى زوال !!

لقد أخرَجَتكُم الثوراتُ العربية من الذل والصغار في منافي وسجون الأرض ، فلا تكونوا كالذين جاوز اللهُ بهم البحرَ بمعجزة ؛ فكان أول ما قالوه لموسى _ حين أتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم _ : " اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة " !!

اعلموا أن الأمريكان كالحانوتية .. رأسُ مالهم جُثث !!
والطريق إلى جهنم مفروشٌ بالنوايا الحسنة !!
والضوء في نهاية النفق ليس مخرجاً .. بل قطارٌ قادم !!

تحياتي .. إن أردتموها .
*****************************
لا يَغرنك تَقَلُبُ الذين كفروا في البلاد
***********************
نُشر هذا المقال أول مرة على صفحة علي فريد الخاصة في الفيس بوك يوم 14/ يونيو/ 2014م
**********************
لو سَألتني :
_ متى هلكَ فرعون ؟
سأقول لك: حين وُلد موسى!!
_ ومتى هلك النمرود؟!
_ حين وُلد إبراهيم!!
_ ومتى فُتحت القدس؟!
حين وُلد صلاحُ الدين!!
ومتى حدثت مذبحة القلعة؟!
_ حين وُلد محمد علي!!
*
بُني الكون على نظام.. وذلك جَمالُه
وأُجرِيَ على قوانين وسُنن.. وذلك جلالُه
ولأن ربي لطيفٌ لما يشاء.. فإنه يُسبب الأسباب ثم يجريها لإمضاء إرادته الجميلة الجليلة.
لقد أراد إهلاكَ فرعون.. فخلق موسى!!
وبين ولادة موسى وإهلاك فرعون سنواتٌ من العذاب والألم والتمحيص لموسى ومن معه، وسنواتٌ من الطغيان والظلم والتجبر من فرعون ومن معه!!
قد تتجلى أسبابُ سُننِ الله في عينيَ هُدهدٍ يُخبر عن امرأةٍ تملكهم، أو أسنان دابةٍ تأكل منسأة، أو لحم بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين، أو بطن حوتٍ تؤوي نبياً ينادي في الظلمات، أو ولادة مولود يُذل اللهُ به من استذل قومَه!!
مُلكُه، وخَلقُهُ، وقوانينه، وسُنَنُه، ونظامُه..
كُلٌ شئ عنده بمقدار.. ولا راد لمشيئته !!
وهو- جل وعلا- لا يَعْجَل بِعَجَلَةِ أحدنا!!
قد يلوحُ لكَ النصرُ حتى لا يكون بينك وبينه إلا أن تمد يدك فتقطفه، ثم يصرفه الله عنكَ بكَ ليبتليك:" وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ".
وقد تتخبط في أمواج اليأس حتى لا تجدَ قشةً تتعلق بها.. ثم يُخرج لك اللهُ من معينِ الغرقِ قاربَ نجاة.." فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ".
أسبابٌ لِسُنن.. وسُننٌ تُهيَّؤ لها الأسباب.. لا عَبث هنا.. "وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين، لو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين".
*

ليس مطلوباً منك إلا الفعل.. إن فَعَلْتَ فقد انتصرت!!
لم ينهزم أصحابُ الأخدود رغم فنائهم، ولم ينتصر صاحبُ الأخدود رغم بقائه!!
أنت لا تعرف أين يكمن النصر، ولا أين تكمن الهزيمة.. "ربما أعطاكَ فمنعك، وربما منعكَ فأعطاك، ومتى فُتح لك بابُ الفهمِ في المنعِ عادَ المنعُ عينَ العطاء"، " لا يغرنك تقلبُ الذين كفروا في البلاد"، ولا يهولنك بطش الظالمين؛ فما هي إلا طرفة عين حتى ترى الظالمَ يُردي ذاتَه بذاتِه!!
يسعى الظالمُ بعقله إلى حتفه.. "والله لا نرجعَ حتى نردَ بدرًا فنقيم بها ثلاثًا؛ ننحر الجزور، ونُطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبداً".
هكذا تَمَطَّع أبو جهل!!
أراد (يومَ زينة) فأعطاه اللهُ إياه؛ فانتهى جيفة عفنة في بئر بدر بعد أن نهشته سيوف معاذ ومعوذ ورويعي الغنم رضوان الله عليهم أجمعين!!
أفضلُ ما في النفسِ يغتالُها
فنستعيذُ اللهَ من جُندِه
ورُبَّ ظمآنٍ إلى موردٍ
والموتُ لو يعلمُ في وِرْدِه
لا تعرف القنبلةُ أن مقتلَها في انفجارها!!
ولا تعرف الرصاصةُ أن فناءَها في انطلاقها!!
هي قاتلة مقتولة.. وليست اليد التي تنزع الفتيل أو تضغط الزناد سوى سببٍ من أسباب السنن الكونية لتنفيذ إرادة الله!!
*
لن تنهزم إلا إذا أردتَ، ولن تنتصر إلا إذا أردتَ.. ودعك من المقاييس البشرية للنصر والهزيمة!!
ليس مطلوباً منك أن ترى النصر.. مطلوبٌ منك أن تحاول صنَاعَتَه؛ فإن رأيته فشفاءٌ للصدور، وإن عوجلت دونه فقد أعذرتَ أمام ربك!!
لا تؤجل معركتك ولو لم يكن في يديك سوى يديك.. إن خَلَت يداك مما تظنه قوة لم يخل عقلك من القوة.. والقوة أنواع؛ فبأيها عاركتَ فأنت في معركة!!
قَدَرُكَ ما لم تَبلُغْه؛ فإذا بلغتَه فاعتقد غيره.. واعلم أن وهم النجاح كوهم الفشل؛ كِلاهما فشل!!
مَا تزالُ الأرضُ عامرةً
بالرفاقِ الثُقَّبِ الكُرما
ولماذا لا أشاهِدُهُم ؟!
أعظمُ الأخطارِ ما انكتَمَا
*******************************
لا أعرفُ دواءً لداءِ الكآبة مِثلَ قِراءةِ القرآنِ والصلاةِ على النبي صلى الله عليه وسلم..
وَيْكَأنَّهُ لا تبلُغُ الكآبةُ من رُوحِكَ إلا بِقَدْرِ ما يَبْلُغُ الغُبارُ من مُصْحَفِك؛ فاحرِصْ على إبقاءِ مُصحَفِكَ نظيفاً بالقراءة؛ لتبقى روحُكَ نظيفةًً مِن الكآبة!!