'
صَلَّىٰ عَلَيْه اللّٰه فِي مَلَكُوتِهِ
مَا قَامَ عَبْدٌ فِي الصَّلَاةِ وَكَبَّرَا
صَلَّىٰ عَلَيْه اللّٰه فِي مَلَكُوتِهِ
مَا عَاقَبَ اللَّيْلُ النَّهَارَ وَأَدْبَرَا
صَلَّىٰ عَلَيْه اللّٰه فِي مَلَكُوتِهِ
مَا دَارَتِ الأَفْلَاكُ أَوْ نَجْمٌ سَرَىٰ
وَعَلَيْكَ مِن لَدُنِ الإِلـٰهِ تَحِيَّةٌ
رَوْحٌ وَ رَيْحَانٌ بِطِيبٍ أَثْمَرَا
- 🍃💐
صَلَّىٰ عَلَيْه اللّٰه فِي مَلَكُوتِهِ
مَا قَامَ عَبْدٌ فِي الصَّلَاةِ وَكَبَّرَا
صَلَّىٰ عَلَيْه اللّٰه فِي مَلَكُوتِهِ
مَا عَاقَبَ اللَّيْلُ النَّهَارَ وَأَدْبَرَا
صَلَّىٰ عَلَيْه اللّٰه فِي مَلَكُوتِهِ
مَا دَارَتِ الأَفْلَاكُ أَوْ نَجْمٌ سَرَىٰ
وَعَلَيْكَ مِن لَدُنِ الإِلـٰهِ تَحِيَّةٌ
رَوْحٌ وَ رَيْحَانٌ بِطِيبٍ أَثْمَرَا
- 🍃💐
.
سِترك يا ربَّنا ما أكثر أخطائنا ، عفوكَ يا سيِّدنا ما أعظم خطايانا ، مغفرتك يا مولانا ما أشدَّ ذنوبَنا ، بكَ نستجيرُ من ذنوبنا فأجرنا ، وبكَ نستعينُ علىٰ أنفسِنا فأعِنا ، نستغفركَ ونتوبُ إليك !.
-
سِترك يا ربَّنا ما أكثر أخطائنا ، عفوكَ يا سيِّدنا ما أعظم خطايانا ، مغفرتك يا مولانا ما أشدَّ ذنوبَنا ، بكَ نستجيرُ من ذنوبنا فأجرنا ، وبكَ نستعينُ علىٰ أنفسِنا فأعِنا ، نستغفركَ ونتوبُ إليك !.
-
'
قال الشَّافعي رحمه اللّٰه :
« إذا انكشفَ الغطاء يوم القيامة عن ثواب أعمال البشَر ، لم يروا ثوابًا أفضل من ذِكر اللّٰه ! »
- 🌿
قال الشَّافعي رحمه اللّٰه :
« إذا انكشفَ الغطاء يوم القيامة عن ثواب أعمال البشَر ، لم يروا ثوابًا أفضل من ذِكر اللّٰه ! »
- 🌿
'
وَإنَّ العَبدَ المُؤمِنَ إذَا تَعِبَ دَاوَىٰ قَلبَهُ بِالصَّلاة ، وَإذَا عَيَّ رَفَعَ يَدَيهِ للسَّمَاء ، فَيَبنِيَ بَينَه وَبَينَ رَبِّهِ عِلَاقَةً وَثِيقَةً لَا تَقطَعُهَا خَسَاسَةُ الدُّنيَا وَلَا رَذَالَتُهَا ، فَإنَّ مَن ذَاقَ حُبَّ اللّٰه ارتَوَىٰ ، وَلَا يَزَالُ العَبدُ يَتَقَرَّبُ للّٰه بِالنَّوَافِلِ حَتَّىٰ يُحِبَّه . "
- 🌱
وَإنَّ العَبدَ المُؤمِنَ إذَا تَعِبَ دَاوَىٰ قَلبَهُ بِالصَّلاة ، وَإذَا عَيَّ رَفَعَ يَدَيهِ للسَّمَاء ، فَيَبنِيَ بَينَه وَبَينَ رَبِّهِ عِلَاقَةً وَثِيقَةً لَا تَقطَعُهَا خَسَاسَةُ الدُّنيَا وَلَا رَذَالَتُهَا ، فَإنَّ مَن ذَاقَ حُبَّ اللّٰه ارتَوَىٰ ، وَلَا يَزَالُ العَبدُ يَتَقَرَّبُ للّٰه بِالنَّوَافِلِ حَتَّىٰ يُحِبَّه . "
- 🌱
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
رَحِمَ اللّٰه عَبدَهُ أُسَامَة عَبد العَظِيمِ ، وَأسكَنَهُ فِي الصَّالِحِين !..
.
استغفروا اللّٰه ، وألحوا عليه بالدعوات فإنه سميع مجيب الدعاء ، وادعوه أن ييسر أمري !
- 🌿
استغفروا اللّٰه ، وألحوا عليه بالدعوات فإنه سميع مجيب الدعاء ، وادعوه أن ييسر أمري !
- 🌿
- 🍂
لا أبلغُ إلَّا أن أقُول ..
النَّبي محَمَّدٌ هُوَ أجَلُّ نِعْمَةٍ أنعَمَ اللّٰه بِها عَلَىٰ عِبَادِه .
.
لا أبلغُ إلَّا أن أقُول ..
النَّبي محَمَّدٌ هُوَ أجَلُّ نِعْمَةٍ أنعَمَ اللّٰه بِها عَلَىٰ عِبَادِه .
.
'
كلَّما قرَأتُ في مدحِ النَّبي المُطهَّر - صلواتُ ربِّي وسلامه عليه - ورَد في نَفسِي أن أدعُوَ له ، فيتلَعثمُ اللِّسانُ وتستَتِر الكلمات ، فإذا دعوتُ بالرَّحمة فهُو المرحوم ، وإذا دعوتُ بالمغفرَة فمغفورٌ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر ، وإذا دعوتُ له بالجنة فهو أوَّل من يدخلُ الجنَّة من ولدِ آدم !..
وبعدَ التفكُّر والصَّلاة لا أبلغُ إلا أن أسألَ اللّٰه لنا أن يُلحِقنَا به في عليِّين 🌿 .
كلَّما قرَأتُ في مدحِ النَّبي المُطهَّر - صلواتُ ربِّي وسلامه عليه - ورَد في نَفسِي أن أدعُوَ له ، فيتلَعثمُ اللِّسانُ وتستَتِر الكلمات ، فإذا دعوتُ بالرَّحمة فهُو المرحوم ، وإذا دعوتُ بالمغفرَة فمغفورٌ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر ، وإذا دعوتُ له بالجنة فهو أوَّل من يدخلُ الجنَّة من ولدِ آدم !..
وبعدَ التفكُّر والصَّلاة لا أبلغُ إلا أن أسألَ اللّٰه لنا أن يُلحِقنَا به في عليِّين 🌿 .
قال الشَّافعي رحمه اللّٰه :
أظلمُ الناس لنفسه؛ اللّئيم، إذا ارتفع جفا أقاربه، وأنكر معارفه، واستخفّ بالأشراف، وتكبّرَ على ذوي الفضل.
|| سراج الملوك .
أظلمُ الناس لنفسه؛ اللّئيم، إذا ارتفع جفا أقاربه، وأنكر معارفه، واستخفّ بالأشراف، وتكبّرَ على ذوي الفضل.
|| سراج الملوك .
'
أَصْبَحْنَا عَلَىٰ فِطْرَةِ الإِسْلَامِ ، وَعَلَىٰ كَلِمَةِ الإِخْلَاصِ ، وَعَلَىٰ دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللّٰه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَلَىٰ مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشٍرِكِين .
- 🥀
أَصْبَحْنَا عَلَىٰ فِطْرَةِ الإِسْلَامِ ، وَعَلَىٰ كَلِمَةِ الإِخْلَاصِ ، وَعَلَىٰ دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللّٰه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَلَىٰ مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشٍرِكِين .
- 🥀
'
قال يونس بن عبيد رحمه الله : " خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح ما سواهما من أمره: صلاته ولسانه " .
- 🌿
قال يونس بن عبيد رحمه الله : " خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح ما سواهما من أمره: صلاته ولسانه " .
- 🌿
بالأمسِ أرسلتُ إلى شَيخي رسالةً مع أحد أصدقائي في المَجلس، وظننتُ أنه سيبعث لي معه ردًّا عليها ولكني لما سألتُ صديقي قال :
- فقط سكت..
= لم يُبدِ حتى أي ردة فعل؟!
- لا، لم يتفوّه بكلمة.
فعُدت اسألُ نفسي، ألا يعنيه أمري؟
كيف وهو الذي رباني!
ألم يُشفق عليّ؟
مرّ اليوم التالي، وأنا أنتظر حتى أن يحادثني، والثالث، والرابع، والخامس، والسادس، ولم أعُد أحتمل..
فعُدت للمسجد في منتصف الدرس.. ووقفتُ على باب المسجد، أنظر لأصحابي الجالسين تحت قدمَي شَيخي، لم يلتفِت لي، ولكنه ابتسم وأكمَل حديثَه :
[فقالت له: من أين أقبلت؟
فرد عليها: من عند حكيم لا يوجد مثله، فصاحت صيحة شديدة، ثم قالت: ويحك كيف وجدت معه وحشةَ الغُربة حتى فارقته، وهو أنيسُ الغرباء، ومُعين الضعفاء، ومولى الموالي؟! أم كيف سمحَت نفسك بمفارقته؟
فقال :فأبكاني كلامُها، فقالت له: ممَّ بكاؤك؟
فقال لها: وقع الدواء على الجرح، فأسرع في نجاحه
قال لها: علميني شيئا ينفعني الله به.
قالت: ٱخدِم مولاك شوقًا إلى لقائه، فإن له يومًا يتجلّى فيه إلى أوليائه؛ لأنه سبحانه سقاهم في الدنيا من محبته كأسًا لا يظمؤون بعدها أبدًا.]
ثم نظر لي شَيخي بضع ثواني، وأكمل الدرس، ولما انصرف من في المجلس، أعطاني ظهره وجلس يذكر الله ووجهه للمحراب كعادته بعد كل مجلس، ففهمت نظرة شَيخي المطوّلة لي حينئذٍ، فذهبت وتوضأتُ، وشعرت حينها بأنني أتوب لأول مرةٍ في حياتي، ووقفتُ أصلي ركعتين، وسجدت طويلًا وبكيت كثيرًا، ولما انتهيت وعدت للشيخ فسلمت عليه، فرد السلام ولم ينظر إليّ، فجلست صامتًا أنتظر حديثه، فنظر إلي طويلًا ثم قطع صمته قائلًا: هل وجدت في الدنيا ما يُغنيك عن لذة القُرب من الله؟
فسكتّ قليلًا ثم قلتُ له: ولكنني لم أكن أقترب لأجل اللذة، بل لأجله هو يا شَيخي.
فقال: لقد كذبت على نفسك، لو كنت اقتربت لأجله بصدق، لَما ابتعدت طرفة عَين..
فقال لي: أتدري لماذا لم أردّ على رسالتك؟
ثم أخرجها لي وقرأ عليّ الذي كتبت له فيها : شيخي، لقد انتكست، ولا أشعر بأن لي مكان بينكم، فادعُ الله لي بالهداية
ونظر إلي وقال: انتكست؟!
لماذا غفلت عن قلبك حتى وصل لهذه الحالة!
بأيّ شيء انشغلت طالما أن ما يشغلك لم يغنيك عن الله!
بماذا يا تُرى كنت تظنني سأجيبك؟
بأن ارحمك ببعض الكلمات التي تعلمها أنت وقرأتها آلاف المرات؟
أنت الذي قد كنت تُحيي الليل بمئة ركعة، وبطوال السور، وبساعاتٍ من قيام وذِكر، أنت الذي لو كنت ترى المنكر تبكي لساعات طويلة إذ لم تستطع إنكاره، بأي شيء أرحمك وأنت الذي لم ترحم نفسك فغفلت..
لم أقسو عليك يا بُني ولكني، أدرت أن أعلمك، أن للوقوع ثمن، وثمنه أن تكون في أقصى درجات إسرافك ومع ذلك يتبقى من إيمانك (ألا تركن للبشر ولا تشكو إليهم قسوة قلبك)
أنا الذي ربيتك وأعلم ما الذي سيقوّمك إن حِدت، كيف غفلت عن الرجوع إليه؟
فرددت عليه من بين دموعي: لأنني أسرفت كثيرًا يا شيخي، وشعرت بأنه ليس لي في زمرة التائبين موضع قدمٍ حتى، تُرى كيف أعود لِما كنت عليه وأنا الآن بعيد عنه بما هو أبعد مما بين المشرق والمغرب، لا أشكك أبدًا في رحمة الله، ولكني أشعر بأني ..
- بأنك ماذا؟
هل نسيت؟
هل تملك–يقينًا–بأن لديك وقت أخر تضيّعه في تسويف التوبة!؟
ألم أعلمك منذ مراحلك الأولى، أن الرجوع شعار الصادقين!
وأنه لا وقت للبكاء على ما فات؟!
وأن الملِك يريد منك عملًا لا قَولًا، وأنك إذا أردت أن يقبلك في صفوف العائدين عليك بمحو الخطايا بكثرة الطاعات؟
ظننتك ستعود لي مبتسمًا وعلى وجهك النور كما عهدتك، وتخبرني بأن يومًا من انقطاعي عن الرد عليك سيجعلك تفهم رسالتي لك جيدًا، وتتوب وتعود لي كما عهدتك..
-قيدتني ذنوبي، وأنسَتني ما علمتنيه..
لقد فُتنت بالدنيا وليتني وجدت فيها ما يستحق التضحية بالجنة.. لقد عدت بنفسية مَن لم يقترب من قبلُ قَط! لذلك كتبت إليك استمنح منك رحمةً بقلبي وبعض الكلمات التي تُحييني..
= وسكوتي كان الجواب..
-كيف يا شَيخي..
= لأعلمك ألا تُهدر وقتًا في الشكوى لأحد، وألّا تنتظر من الناس دواءً لقلبك، فالطبيب هو الله، فالوقت الذي أهدرته تنتظر فيه كلماتي، لو كنت افتقرت فيه لله ليُعيدك لِما كنت عليه لكان خيرًا لك من ألف موعظة تخرج من فِيّ أعبد العابدين!
يا بُني، أظنه درسًا لن تنساه طيلة عمرك، إياك وإهدار الوقت بعد الذنب في التسويف! كلها مداخل للشيطان تظنها في بادئ الأمر خيرًا ولكنها لا تزيد قلبك إلا ضعفًا وتأخيرًا..
لم تكن قسوةً مني، بقدر ما كنت أخرج منك إيمانًا لن يخرج إلا بشدة، إيمانًا طمست معالمه غفلتك، بالضبط كما حدث مع كعب بن مالك، أؤخر عنك ردّي لتظن أن كل الأبواب قد أُغلقت فلا تجد النور مُنبعثًا إلا من بابِه.. لتتعلم كيف تعود مرةً أخرى حتى لو كنت أكثر أهل الأرض خطايا..
- زَاد
- فقط سكت..
= لم يُبدِ حتى أي ردة فعل؟!
- لا، لم يتفوّه بكلمة.
فعُدت اسألُ نفسي، ألا يعنيه أمري؟
كيف وهو الذي رباني!
ألم يُشفق عليّ؟
مرّ اليوم التالي، وأنا أنتظر حتى أن يحادثني، والثالث، والرابع، والخامس، والسادس، ولم أعُد أحتمل..
فعُدت للمسجد في منتصف الدرس.. ووقفتُ على باب المسجد، أنظر لأصحابي الجالسين تحت قدمَي شَيخي، لم يلتفِت لي، ولكنه ابتسم وأكمَل حديثَه :
[فقالت له: من أين أقبلت؟
فرد عليها: من عند حكيم لا يوجد مثله، فصاحت صيحة شديدة، ثم قالت: ويحك كيف وجدت معه وحشةَ الغُربة حتى فارقته، وهو أنيسُ الغرباء، ومُعين الضعفاء، ومولى الموالي؟! أم كيف سمحَت نفسك بمفارقته؟
فقال :فأبكاني كلامُها، فقالت له: ممَّ بكاؤك؟
فقال لها: وقع الدواء على الجرح، فأسرع في نجاحه
قال لها: علميني شيئا ينفعني الله به.
قالت: ٱخدِم مولاك شوقًا إلى لقائه، فإن له يومًا يتجلّى فيه إلى أوليائه؛ لأنه سبحانه سقاهم في الدنيا من محبته كأسًا لا يظمؤون بعدها أبدًا.]
ثم نظر لي شَيخي بضع ثواني، وأكمل الدرس، ولما انصرف من في المجلس، أعطاني ظهره وجلس يذكر الله ووجهه للمحراب كعادته بعد كل مجلس، ففهمت نظرة شَيخي المطوّلة لي حينئذٍ، فذهبت وتوضأتُ، وشعرت حينها بأنني أتوب لأول مرةٍ في حياتي، ووقفتُ أصلي ركعتين، وسجدت طويلًا وبكيت كثيرًا، ولما انتهيت وعدت للشيخ فسلمت عليه، فرد السلام ولم ينظر إليّ، فجلست صامتًا أنتظر حديثه، فنظر إلي طويلًا ثم قطع صمته قائلًا: هل وجدت في الدنيا ما يُغنيك عن لذة القُرب من الله؟
فسكتّ قليلًا ثم قلتُ له: ولكنني لم أكن أقترب لأجل اللذة، بل لأجله هو يا شَيخي.
فقال: لقد كذبت على نفسك، لو كنت اقتربت لأجله بصدق، لَما ابتعدت طرفة عَين..
فقال لي: أتدري لماذا لم أردّ على رسالتك؟
ثم أخرجها لي وقرأ عليّ الذي كتبت له فيها : شيخي، لقد انتكست، ولا أشعر بأن لي مكان بينكم، فادعُ الله لي بالهداية
ونظر إلي وقال: انتكست؟!
لماذا غفلت عن قلبك حتى وصل لهذه الحالة!
بأيّ شيء انشغلت طالما أن ما يشغلك لم يغنيك عن الله!
بماذا يا تُرى كنت تظنني سأجيبك؟
بأن ارحمك ببعض الكلمات التي تعلمها أنت وقرأتها آلاف المرات؟
أنت الذي قد كنت تُحيي الليل بمئة ركعة، وبطوال السور، وبساعاتٍ من قيام وذِكر، أنت الذي لو كنت ترى المنكر تبكي لساعات طويلة إذ لم تستطع إنكاره، بأي شيء أرحمك وأنت الذي لم ترحم نفسك فغفلت..
لم أقسو عليك يا بُني ولكني، أدرت أن أعلمك، أن للوقوع ثمن، وثمنه أن تكون في أقصى درجات إسرافك ومع ذلك يتبقى من إيمانك (ألا تركن للبشر ولا تشكو إليهم قسوة قلبك)
أنا الذي ربيتك وأعلم ما الذي سيقوّمك إن حِدت، كيف غفلت عن الرجوع إليه؟
فرددت عليه من بين دموعي: لأنني أسرفت كثيرًا يا شيخي، وشعرت بأنه ليس لي في زمرة التائبين موضع قدمٍ حتى، تُرى كيف أعود لِما كنت عليه وأنا الآن بعيد عنه بما هو أبعد مما بين المشرق والمغرب، لا أشكك أبدًا في رحمة الله، ولكني أشعر بأني ..
- بأنك ماذا؟
هل نسيت؟
هل تملك–يقينًا–بأن لديك وقت أخر تضيّعه في تسويف التوبة!؟
ألم أعلمك منذ مراحلك الأولى، أن الرجوع شعار الصادقين!
وأنه لا وقت للبكاء على ما فات؟!
وأن الملِك يريد منك عملًا لا قَولًا، وأنك إذا أردت أن يقبلك في صفوف العائدين عليك بمحو الخطايا بكثرة الطاعات؟
ظننتك ستعود لي مبتسمًا وعلى وجهك النور كما عهدتك، وتخبرني بأن يومًا من انقطاعي عن الرد عليك سيجعلك تفهم رسالتي لك جيدًا، وتتوب وتعود لي كما عهدتك..
-قيدتني ذنوبي، وأنسَتني ما علمتنيه..
لقد فُتنت بالدنيا وليتني وجدت فيها ما يستحق التضحية بالجنة.. لقد عدت بنفسية مَن لم يقترب من قبلُ قَط! لذلك كتبت إليك استمنح منك رحمةً بقلبي وبعض الكلمات التي تُحييني..
= وسكوتي كان الجواب..
-كيف يا شَيخي..
= لأعلمك ألا تُهدر وقتًا في الشكوى لأحد، وألّا تنتظر من الناس دواءً لقلبك، فالطبيب هو الله، فالوقت الذي أهدرته تنتظر فيه كلماتي، لو كنت افتقرت فيه لله ليُعيدك لِما كنت عليه لكان خيرًا لك من ألف موعظة تخرج من فِيّ أعبد العابدين!
يا بُني، أظنه درسًا لن تنساه طيلة عمرك، إياك وإهدار الوقت بعد الذنب في التسويف! كلها مداخل للشيطان تظنها في بادئ الأمر خيرًا ولكنها لا تزيد قلبك إلا ضعفًا وتأخيرًا..
لم تكن قسوةً مني، بقدر ما كنت أخرج منك إيمانًا لن يخرج إلا بشدة، إيمانًا طمست معالمه غفلتك، بالضبط كما حدث مع كعب بن مالك، أؤخر عنك ردّي لتظن أن كل الأبواب قد أُغلقت فلا تجد النور مُنبعثًا إلا من بابِه.. لتتعلم كيف تعود مرةً أخرى حتى لو كنت أكثر أهل الأرض خطايا..
- زَاد