فَوائِد الشَيخ عَبدُ الله الخُلَيْفِي
1.61K subscribers
1 photo
1 file
4.91K links
قنَاتَي الشَيخ الرسميَّتِين علىٰ التّلغرام

١- https://t.me/alkulife

٢- https://t.me/doros_alkulify
Download Telegram
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ» قَالَ، وَقَالَ:
وَالشَّمْسُ تَطْلُعُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ ... حَمْرَاءَ يُصْبِحُ لَوْنُهَا يَتَوَرَّدُ
فَقَالَ قَائِلٌ:
تَأْبَى فَمَا تَطْلُعُ لَنَا فِي رِسْلِهَا ... إِلَّا مُعَذَّبَةً وَإِلَّا تُجْلَدُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ» . فَلَمَّا كَانَتِ الصُّورَةُ صُورَةَ أَسَدٍ، وَثَوْرٍ، وَنَسْرٍ، وَإِنْسَانٍ، وَهُوَ مَلَكٌ بَانَ أَنَّ الْمَلَكَ لَمْ يَكُنْ مَلَكًا لِلصُّورَةِ، وَإِنَّمَا هُوَ مَلَكٌ بِخَاصِّيَّةِ الَّذِي هُوَ خَاصِّيَّةٌ، وَالْإِنْسَانُ إِنْسَانٌ بِخَاصِيَّتِهِ وَصُورَتِهِ، أَلَا تَرَى أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صُورَةِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، وَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصُورَتِهِ الَّتِي هِيَ صُورَتُهُ كَمَا شَاءَ مِنْ عِظَمِ خَلْقِهِ، وَعَجَبِ صُورَتِهِ"

وقال البيهقي الأشعري في الأسماء والصفات :" فَهَذَا حَدِيثٌ يَتَفَرَّدُ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ بِإِسْنَادِهِ هَذَا، وَإِنَّمَا أُرِيدَ بِهِ مَا جَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْكُرْسِيَّ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، مَلَكٌ فِي صُورَةِ رَجُلٍ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ أَسَدٍ، وَمَلَكٌ فِي [ص:208] صُورَةِ ثَوْرٍ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ نَسْرٍ، فَكَأَنَّهُ ـ إِنْ صَحَّ ـ بَيَّنَ أَنَّ الْمَلَكَ الَّذِي فِي صُورَةِ رَجُلٍ وَالْمَلَكَ الَّذِي فِي صُورَةِ ثَوْرٍ يَحْمِلَانِ مِنَ الْكُرْسِيِّ مَوْضِعَ الرِّجْلِ الْيُمْنَى، وَالْمَلَكُ الَّذِي فِي صُورَةِ النَّسْرِ وَالَّذِي فِي صُورَةِ الْأَسَدِ وَهُوَ اللَّيْثُ يَحْمِلَانِ مِنَ الْكُرْسِيِّ مَوْضِعَ الرِّجْلِ الْأُخْرَى، أَنْ لَوَ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ ذَا رِجْلَيْنِ"

وقد صحح ابن فورك هذا الخبر وتأوله في كتابه مشكل الحديث

وقد صحح هذا الحديث بدر الدين العيني الماتردي في كتابه نخب الأفكار

متابعاً للطحاوي الذي ثبته وكم شنع الضلال على ابن تيمية تضعيفه لحديث رد الشمس على علي بعد تصحيح الطحاوي له فما عساهم يقولون في هذا الآن

وقال بدر الدين العيني في كتابه المذكور :" فقوائمه الأربعة علي كواهل الأربعة من الملائكة بهذه الصورة"

وقال ولي الله الدهلوي في حجة الله البالغة :" وَتَحْقِيق هَذَا أَن أهل الْجَاهِلِيَّة كَانُوا يَزْعمُونَ أَن حَملَة الْعَرْش أَرْبَعَة أَمْلَاك، أحدهم فِي صُورَة الْإِنْسَان، وَهُوَ شَفِيع بني آدم عِنْد الله، وَالثَّانِي فِي صُورَة الثور، وَهُوَ شَفِيع الْبَهَائِم، وَالثَّالِث فِي صُورَة النسْر، وَهُوَ شَفِيع الطُّيُور، وَالرَّابِع فِي صُورَة الْأسد، وَهُوَ شَفِيع السبَاع، فقد ورد الشَّرْع
بقريب من ذَلِك إِلَّا أَنه سماهم جَمِيعهم وعولا، وَذَلِكَ بِحَسب مَا يظْهر فِي عَالم الْمِثَال من صورهم، فَهَذَا كُله كَانَ مَعْلُوما عِنْدهم مَعَ مَا دخل فِيهِ من قِيَاس الْغَائِب على الشَّاهِد وخلط المألوف بالأمور العلمية ... ، وَإِن كنت فِي ريب مِمَّا ذكرنَا، فَانْظُر فِيمَا قصّ الله تَعَالَى فِي الْقُرْآن الْعَظِيم وَاحْتج عَلَيْهِم بِمَا عِنْدهم من بَقِيَّة الْعلم، وكشف مَا أدخلوه فِيهِ من الشّبَه والشكوك لَا سِيمَا قَوْله تَعَالَى: لما أَنْكَرُوا نزُول الْقُرْآن {قل من أنزل الْكتاب الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى} .
وَلما قَالُوا.
{مَال هَذَا الرَّسُول يَأْكُل الطَّعَام وَيَمْشي فِي الْأَسْوَاق} .
أنزل قَوْله تَعَالَى:
{قل مَا كنت بدعا من الرُّسُل} "
وهذه أمثلة فقط وإلا فتتبع الباب يطول

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
المعنى الصحيح لقولهم ( كان صحفياً )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


فمن المشهور عند كثير من طلبة العلم أن ( الصحفي ) هو من لا شيوخ عنده وتتلمذ على الصحف

وينزلون قول السلف في بعض الناس ( كان صحفيا) على هذا المعنى
والصواب أن معنى الصحفي عند السلف كثير التصحيف أو من كان يروي عن صحيفة غير معتمدة
وإن كان عنده شيوخ وإليك بيان ذلك عن طريق النظر في تراجم من قيل فيهم هذه الكلمة

1_ خلاس بن عمرو

وهذا أقدم من قيل فيه هذه الكلمة ، وإليك عدة فوائد مهمة في شأنه

الأولى : أنه ثقة بل قال أحمد ثقة ثقة

الثانية : أنه تتلمذ على عدد من الصحابة

و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سئل أبو زرعة عن خلاس ، سمع من على ؟ فقال : يحيى بن سعيد يقول : هو كتاب عن على ، و قد سمع من عمار ، و عائشة ، و ابن عباس و قال أبو حاتم : يقال : وقعت عنده صحف عن على ، و ليس بقوى .

فمن سمع عائشة وابن عباس وعماراً كيف يقال عنه صحفي بالمعنى المعروف عندنا وهو من لا شيوخ عنده

الثالثة : أنه لم يسمع من علي وأرسل عنه وهذا يقع من ثقات كثر ولكن المصيبة أنهم كانوا يخشون أن يكون أخذ صحيفة الحارث

قال أبو داود يقول : كانوا يخشون أن يكون خلاس يحدث عن صحيفة الحارث الأعور .

فهذا معنى قول أيوب فيه ( كان صحفيا) ، والرواية عن الصحيفة وقعت من جماعة من الأعيان كالأوزاعي فروايته عن يحيى بن أبي كثير صحيفة

فإن سأل سائل : لماذا لا يحبذ المحدثون الصحيفة كثيراً وتراهم كثيراً ما يطعنون في الصحف وقل أن يقبلوا صحيفة ؟

فيقال : ظروف الكتابة قديماً مختلفة عن ظروف الكتابة اليوم فلم يكن التشكيل والنقط موجوداً عند التابعين ورسم الخط لم يكن بالوضوح الموجود اليوم ، بل إن المرء يجد مشقة في قراءة مخطوط كتب القرن السادس أو السابع فكيف بالأمر في تلك الأعصار ، فإذا قرأ الطالب في الصحيفة دون قراءتها على الشيخ الذي يرويها عنه كان ذلك مظنة خطأ وتصحيف خصوصاً في أسماء الرواة أو وصل الأسانيد المرسلة أو غير ذلك

أما إذا قابلها على الشيخ أصلح له ما قد يغلط فيه ، فمن ثم جاءت المصنفات في ضبط أسماء الرواة في الأعصار المتأخرة كتصنيف الذهبي وابن حجر وابن ناصر الدين الدمشقي

وأما اليوم فقل أن تجد شيخاً متقناً يضبط أسماء الرواة ويقف على الوهم في الإسناد بل إذا غلط محقق الكتاب في قراءة المخطوط تبعه على الخطأ

على أن اليوم مع وجود التشكيل والنقط والخط الواضح أمن كثير مما كان يخشى قديماً

2_ عبد الملك بن حبيب

قال الحافظ في التهذيب :" وفي تاريخ أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي توههنه فإنه كان صحفيا لا يدري ما الحديث.
قلت: هذا القول أعدل ما قيل فيه فلعله كان يحدث من كتب غيره فيغلط وذكر ابن الفرضي أنه كان يتسهل في السماع ويحمل على سبيل الاجازة"

قال الذهبي في السير :" وَحَمَلَ عَنْ: عَبْدِ المَلِكِ بنِ المَاجَشُوْنِ، وَمُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللهِ اليَسَارِيِّ، وَأَسَدِ بنِ مُوْسَى السُّنَّةِ، وَأَصْبَغَ بنِ الفَرَجِ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ المُنْذِرِ الحِزَامِيِّ، وَعِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ وَاللَّيْثِ، وَرجَعَ إِلَى قُرْطُبَةَ بِعِلْمٍ جَمٍّ، وَفِقْهٍ كَثِيْرٍوَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالحِذْقِ فِي الفِقْهِ، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، بَعِيْدَ الصِّيْتِ، كَثِيْرَ التَّصَانِيْفِ، إِلاَّ أَنَّهُ فِي بَابِ الرِّوَايَةِ لَيْسَ بِمُتْقِنٍ، بَلْ يَحْمِلُ الحَدِيْثَ تَهَوُّراً كَيْفَ اتَّفَقَ، وَيَنْقُلُهُ وَجَادَةً وَإِجَازَةً ، وَلاَ يَتَعَانَى تَحْرِيْرَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ "
وهذا الرجل حمل عنه العلم بقي بن مخلد ، وله شيوخ كثيرون وكان فقيهاً كبيراً فلا يمكن أن يقال عنه صحفي بمعنى ( لا شيوخ عنده مطلقا) وإنما كان يكثر التصحيف ويتسهل في السماع ما كان بالإجازة فإذا أجازه أحد قال ( سمعت )

3_ أبو علي ابن البنا الحنبلي
قال الذهبي في ترجمته في تاريخ الإسلام :" سمع من: هلال الحفّار، وأبي الفتح بن أبي الفوارس، وأبي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، وعبد الله بن يحيى السُّكَّريّ، وهذه الطبّقة فأكثر"

وقال القفطي :" كان مشاراً إليه في القراءآت واللّغة والحديث. حكي عنه أنّه قال: صنّف خمسمائة مصنَّف"

ومع هذا قال فيه ابن النجار :" كان صحفيا قليل التحصيل روى الكثير، وأقرأ ودرّس، وأفتى، وشرح الإيضاح لأبي عليّ الفارسيّ. إذا نظرت في كلامه بان لك سوء تصرُّفه.
ورأيت له ترتيباً في غريب أبي عبيد قد خبط كثيراً وصحّف"

فهذا على معنى كثرة التصحيف وإلا فالرجل مكثر عن الشيوخ

4_ عبد اللَّه بن بري بن عبد الجبار بن بري

قال الذهبي في تاريخ الإسلام :" وسمع من: أبي صادق المديني، وأبي عبد الله محمد بن أحمد الرازي، وعبد الجبار بن محمد المعافري، وعلي بن عبد الرحمن الحضرمي، وأبي البركات محمد بن حمزة البن العراقي، وابن العباس بن الحطيئة، وغيرهم.
وتصدر بجامع مصر لإقراء العربية، وتخرج به جماعة كثرية.
وانفرد بهذا الشأن، وقصده الطلبة من الآفاق"

فهذا لا يمكن أن يقال ليس عنده شيوخ ومع ذلك قيل فيه ( كان صحفيا) وأخشى أنها تصحيف !

5_ عثمان بن مقبل بن قاسم بن علي أبو عمرو الواعظ الحنبلي

وهذا قال فيه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد :" وطلب الحديث وسمع الكثير وكتب وحصل وكان يسكن بالمأمونية يدرس ويفتي ويعقد مجلس الوعظ"

فهذا مكثر من السماع من الشيوخ لا يمكن أن يقال أنه لم يكن عنده شيوخ

ومع ذلك قال ابن النجار فيه :" وقد صنف كتبا في التفسير والوعظ والفقه والتواريخ وفيها غلط
كثير لقلة معرفته بالنقل لانه كان صحفيا ينقل من الكتب ولم يأخذه من الشيوخ وكان خطه في غاية الرداءة كتبت عنه وكان متدينا صالحا حسن الطريقة"

فهذه على كثرة التصحيف

وقال العسكري في تصحيفات المحدثين :" التصحيف مثل حباب وحتات وخباب وجناب وحيان وحبان وحبيب وخبيب وحارثة وجارية وبشر وبسر وعباس وعياش وحمزة وجمرة وحازم وخازم ورباح ورياح وأشباهها وجعلتها أبوابا تبلغ المائة أو تقاربها وذكرت في كل باب اسما منها وشرحت ما يقيد منه وتضبط به حروفه ذلك من الشكل والنقط والعجم وذكرت أكثر من يسمى بذلك الاسم من محمد المشهورين فلا يشكل على من يقرؤه ويسلم به من قبح التصحيف وشناعته فقد عير به جماعة من العلماء وفضح به كثير من الأدباء وسموا الصحفية كان ونهى العلماء عن الحمل عنهم واطرحوا حديثهم وأسقطوهم أبو وبدأت بذكر جملة من أخبار المصحفين وبعض ما وهم فيه العلماء غير قاصد للطعن على أحد منهم ولا الوضع منه وما يسلم أحد من زلة ولا خطا الا من عصم الله"

فإطلاق السلف لا يعنون به جزماً ( من لا شيوخ عنده )

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
بيان كذب رواية ( أذن بأذن والرأس زيادة )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فهذه رواية مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم انتشرت في هذه الأيام بفعل بعض القصاص والله المستعان

قال أبو جهل لعنه الله يا محمد إن أخرجت لنا طاوسا من صخرة في داري آمنت بك فدعا ربه فصارت الصخرة تئن أنين المرأة الحامل ثم انشقت عن طاووس صدره من ذهب ورأسه من زبرجد وجناحه ياقوت ورجلاه من جوهر فلما رآها أبو جهل لعنه الله أعرض عن الإيمان وقال في بعض الأيام يا محمد السموات أقوى أم الأرض فقال السماء فقال ربك أقوى أم الصخرة فقال قدرة ربي قال قل له أن يخرج من هذه الصخرة طيرا في فمه كتاب يشهد لك حتى أصدقك فنزل جبريل وأمره أن يشير إلى الصخرة فانشقت عن طير في فمه ورقة مكتوب فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله أمة مذنبة ورب غفور فقال أنت أسحر من سحرة فرعون قال وأنت مقتول أشر من قتل فرعون فلما كان يوم بدر قال جبريل بدر كبحر فرعون وذلك أن فرعون وقومه هلكوا بالماء وصار محمد وقومه يمشون على الرمال فتغوص أرجلهم في الرمل فضعفت قوتهم وأصابتهم الجنابة والعطش فأرسل الله عليهم المطر فاشتد الرمل تحت أقدامهم واغتسلوا من الجنابة وشربوا ثم انحدر الماء إلى الأرض التي بها أبو جهل وقومه فصارت أرجلهم تغوص في الطين أهلكهم الله قال الله تعالى وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام وذكر النيسابوري في سورة اقرأ لما نزلت سورة الرحمن قال النبي صلى الله عليه وسلم من يقرؤها على رؤساء قريش فقال ابن مسعود أنا يا رسول الله أقرؤها عليهم فلما قرأها عليهم ابن مسعود صكه أبو جهل لعنه الله فشق أذنه فاغتم النبي صلى الله عليه وسلم ثم نظر فوجد جبريل يضحك فقال ما يضحكك قال ستعلم يوم بدر فلما كان يوم بدر لم يحضر ابن مسعود إلا بعد فراغ القتال فقال يا رسول الله فاتني فضل الجهاد فقال التمس من به حياة فاقتله فلك أجر شهيد فالتمس فوجد أبا جهل فقال أخبر صاحبك محمدا أنه أبغض الخلق إلي في الحياة وفي الممات فقطع رأسه ابن مسعود وأراد حمله فلم يستطع فشق أذنه وجره بخيط إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل يضحك فقال جبريل يا رسول الله أذن بأذن والرأس زيادة.

هذه الرواية ذكرها الصفوري صاحب نزهة المجالس وهو من أهل القرن التاسع وذكرها الآلوسي في تفسيره وهو قد جاء بعد الألف

ولا أصل لها في كتب الحديث والسيرة فهي رواية مكذوبة قطعاً

وكان ممن أشاعها مع الأسف سعيد بن مسفر الداعية الشهير في بعض محاضراته ولهذا انتشرت بين الناس انتشاراً عظيماً

واليوم يذكرها بعضهم لداع فقهي والله المستعان ولا يجوز لمسلم أن يذكر هذه الرواية جازماً بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذا البيان بل الواقع أنه لا يجوز له ذكره حتى قبله ولكن بعض العامة اغتر بالقصاص والله المستعان

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
بيان المعنى الصحيح لقوله عليه الصلاة والسلام ( فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فمن أحكام المشتهرة عند العامة والخاصة أنه عند دخول العشر من ذي الحجة ، وأراد المرء أن يضحي فإنه يمسك عن الأخذ من شعره وأظفاره
وورد في بعض الأخبار ( وبشره ) ، فذهب بعض أهل العلم أن المرء على يأخذ من
1- شعره
2- أظفاره
3- بشره وفسرها بالجلد الزائد

والحق أن هذا فيه نظر ، بل البشر والأظفار شيءٌ واحد وبيان ذلك من وجوه

الأول : أن الروايات التي جاء فيها ذكر الأظفار لم يذكر فيها البشر ، والتي ذكر فيها البشر لم يذكر فيها الأظفار مع اتفاق المخرج مما يدل على أن البشر والأظفار شيءٌ واحد

قال الإمام مسلم في صحيحه 5159- [39-1977] حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ ، يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا.
قِيلَ لِسُفْيَانَ : فَإِنَّ بَعْضَهُمْ لاَ يَرْفَعُهُ ، قَالَ : لَكِنِّي أَرْفَعُهُ.
5160- [40-...] وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، تَرْفَعُهُ ، قَالَ : إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ وَعِنْدَهُ أُضْحِيَّةٌ يُرِيدُ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلاَ يَأْخُذَنَّ شَعْرًا ، وَلاَ يَقْلِمَنَّ ظُفُرًا.
5161- [41-...] وحَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ أَبُو غَسَّانَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا رَأَيْتُمْ هِلاَلَ ذِي الْحِجَّةِ ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ.
5162- [...] وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ الْهَاشِمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ عُمَرَ ، أَوْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ ، بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ.
5163- [42-...] وحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو اللَّيْثِيُّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلاَلُ ذِي الْحِجَّةِ ، فَلاَ يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ ، وَلاَ مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ.
5164- [...] حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍ ، وحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَمَّارٍ اللَّيْثِيُّ ، قَالَ : كُنَّا فِي الْحَمَّامِ قُبَيْلَ الأَضْحَى ، فَاطَّلَى فِيهِ نَاسٌ ، فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْحَمَّامِ : إِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَكْرَهُ هَذَا ، أَوْ يَنْهَى عَنْهُ ، فَلَقِيتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، هَذَا حَدِيثٌ قَدْ نُسِيَ وَتُرِكَ ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ ، زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بِمَعْنَى حَدِيثِ مُعَاذٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو.
5165- [...] وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ ، أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ الْجُنْدَعِيِّ ، أَنَّ ابْنَ الْمُسَيَّبِ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ وَذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَعْنَى حَدِيثِهِمْ.
الوجه الثاني : أن بعض أهل العلم بوب بمنع الأخذ من الأظفار ثم روى الحديث بلفظ النهي عن الأخذ من ( البشر ) مما يدل على أن معناهما واحدٌ عنده

قال ابن ماجه في سننه 11: بَابُ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلاَ يَأْخُذْ فِي الْعَشْرِ ، مِنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ
3149: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَمَّالُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ قَالَ : إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ ، وَلاَ بَشَرِهِ شَيْئًا.

وقال البيهقي في الكبرى ( باب سنة لمن أراد أن يضحي أن لا يأخذ من شعره ولا من ظفره إذا أهل هلال ذي الحجة حتى يضحي )

18820 : أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ثنا القاضي أبو محمد يحيى بن منصور ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع سعيد بن المسيب يحدث عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره ولا بشره شيئا
قيل لسفيان فإن بعضهم لا يرفعه قال لكني أرفعه
رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي عمر

الوجه الثالث : أنني ما رأيت أحداً من أهل يقول ( النهي عن الأخذ من الأظفار والبشر ) فيعطف عطف مغايرة

ثم إن الجلد الزائد حال نادر ، ولا تعلق الأحكام بمثل هذه الأحوال النادرة في الغالب

ومن هذا تعلم أن قول صاحب زاد المستقنع :" ويحرم على من يضحي أن يأخذ في العشر من شعره أو بشرته شيئاً"

ليس فيه غفلة عن الأظفار ، بل إن الأظفار هي البشرة في عرف المتقدمين

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
فتيا الهيتمي في بيع كتب سعيد فودة الكلامية للعوام !

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فمعلوم تعلق الجهمية القبورية بابن حجر الهيتمي لا لعلم عنده ولكن لفجوره مع ابن تيمية وكلامه الخبيث في حقه الذي فرح به حتى الروافض

وقد رد عليه نعمان بن محمود الآلوسي في كتاب أسماه ( جلاء العينين )

وأيضاً أطال في الرد عليه محمود شكري الآلوسي في كتابه ( غاية الأماني )

غير أنه قد بلغني أن كتب الجهمي الفيلسوف سعيد فودة تباع في معرض الرياض ولا أدري إلى أين ستصل مسيرة التنكب عن الدعوة التي قامت عليها هذه البلاد

فالانحطاط الأخلاقي والسعار الشهواني دواعيه مفهومة غير أن هذا غير مفهوم أبداً

وقد رأيت محمد العوضي هداه الله يسوق لشرح هذا الجهمي على الطحاوية في صفحته على تويتر

وسعيد فودة جهمي متعصب حتى أنه يكفر ابن تيمية بداعي التجسيم

ويكثر الكلام في علم الكلام ولا يسير في واقع أمره على أصول المتكلمين بل يسير على أصول الفلاسفة وشرح هذا يطول

فأحببت هنا أن نقل للدواعي السابقة هذه الفتيا لابن حجر الهيتمي

حيث قال في فتاويه الحديثية (1/146) :" فَيتَعَيَّن على الْوُلَاة منع من يشهر علم الْكَلَام بَين الْعَامَّة لقُصُور أفهامهم عَنهُ وَلِأَنَّهُ يُؤَدِّي بهم إِلَى الزيغ والضلال"

وهذا ينطبق تماماً على كتابات سعيد فودة الكلامية ولا يخلو شيء من مؤلفاته من هذر كلامي

وقد قال الغزالي معلقاً على نشر المباحث الكلامية بين العامة ( وهو يخلط بين ما دل عليه الدليل وهبنثة أصحابه ) :" َكُلُّ مَنْ يَدْعُو الْعَوَامَّ إلَى الْخَوْضِ فِي هَذَا _ يعني مسألة الحرف والصوت _ فَلَيْسَ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الْمُضِلِّينَ وَمِثَالُهُ مَنْ يَدْعُو الصِّبْيَانَ الَّذِينَ لَا يُحْسِنُونَ السِّبَاحَةَ إلَى خَوْضِ الْبَحْرِ"

وقد نقل كلام الغزالي هذا ابن الصلاح في فتاويه والنووي في المجموع وكلامه وإن كان فيه تفويض وخلط بين ما دل عليه الدليل وما لم يدل إلا أنه ينطبق على سعيد فودة الذي يزعم أنه أشعري وهذا قول أئمته فيه

فائدة : جاء في البداية والنهاية :" وفيها -أي سنة تسع وسبعين ومائتين-نودي ببغداد أن لا يمكن أحد من القصاص والطرقية والمنجمين ومن أشبههم من الجلوس في المساجد ولا في الطرقات، وأن لا تباع كتب الكلام والفلسفة والجدل بين الناس. وذلك بهمة أبي العباس المعتضد سلطان الإسلام."

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
قصة النبي صالح عليه الصلاة والسلام كما رواها ابن عباس رضي الله عنهما

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال ابن أبي حاتم في تفسيره 8693 : حدثنا محمد بن عمار ، ثنا سهل بن بكار ، ثنا داود بن أبي الفرات ، عن علباء بن أحمر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس :
أن صالحا النبي ، صلى الله عليه وسلم بعثه الله إلى قومه فآمنوا به ، ثم أنه مات فرجعوا بعده ، عن الإسلام ، فأحيا الله صالحا وبعثه إليهم فأخبرهم أنه صالح فكذبوه
وقالوا : قد مات صالح فأتنا بآية فأتاهم الله بالناقة فكفروا به وعقروها فأهلكهم الله .

وهذا إسنادٌ قوي
وهنا فائدة نفيسة ذكرها ابن كثير في تفسيره وهي أن هناك من قال أن قصة عاد قوم هود وثمود قوم صالح لم تذكر في التوراة

قال ابن كثير في تفسيره (4/ 481) :"
وَفِيمَا قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ نَظَرٌ؛ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ خَبَرٌ مُسْتَأْنَفٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِهَذِهِ الأمة، فإنه قد قيل:
إِنَّ قِصَّةَ عَادٍ وَثَمُودَ لَيْسَتْ فِي التَّوْرَاةِ، فَلَوْ كَانَ هَذَا مِنْ كَلَامِ مُوسَى لِقَوْمِهِ وقَصَه عَلَيْهِمْ ذَلِكَ فَلَا شَكَّ أَنْ تَكُونَ هَاتَانِ الْقِصَّتَانِ فِي "التَّوْرَاةِ"، وَاللَّهُ أَعْلَمُ"

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
بيان عدم صحة قصة الزبير بن العوام مع زوجه عاتكة في الخروج من المنزل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فكثر الكلام في قصة الزبير بن العوام وترصده لزوجه لما خرجت ووضع يده على بعض جسدها لتطيب نفسها عن الخروج

وهذه القصة رواه الخرائطي في كتابه اعتلال القلوب

قال الخرائطي في اعتلال القلوب 439 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ، يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ أَنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ كَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَأَحَبَّهَا حُبًّا شَدِيدًا حَتَّى كَادَتْ تَغْلِبُهُ عَلَى عَقْلِهِ، وَتَشْغَلُهُ عَنْ شَوْقِهِ [ص:225]، فَأَمَرَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِفِرَاقِهَا فَقَالَ:
[البحر الطويل]

وَإِنَّ فِرَاقِي أَهْلَ بَيْتٍ أُحِبُّهُمْ ... عَلَى كِبْرٍ مِنِّي لِإِحْدَى الْعَظَائِمِ
ثُمَّ عَزَمَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَفَارَقَهَا، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ يَقُولُ:

فَلَمْ أَرَ مَثَلِي طَلَّقَ الْيَوْمَ مِثْلَهَا ... وَلَا مِثْلَهَا فِي غَيْرِ جُرْمٍ تُطَلَّقُ
لَهَا خُلُقٌ جَزْلٌ وَحِلْمٌ وَمَنْصِبٌ ... وَخَلْقٌ يُسَوَّى فِي الْحَيَاةِ وَمُصْدَقُ
فَرَّقَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَرَاجَعَهَا، فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ تَرْثِيهِ:
[البحر الطويل]

آلَيْتُ لَا تَنْفَكُّ عَيْنِي سَخِينَةً ... عَلَيْكَ وَلَا يَنْفَكُّ جِلْدِي أَغْبَرَا
فَلِلَّهِ عَيْنًا مَنْ رَأَى مِثْلَهُ فَتًى ... أَعَفَّ وَأَمْضَى فِي الْهَيَاجِ وَأَصْبَرَا
إِذَا شُرِعَتْ فِيهِ الْأَسِنَّةُ خَاضَهَا ... إِلَى الْمَوْتِ حَتَّى يَتْرُكَ الرُّمْحَ أَحْمَرَا
فَلَمَّا خَلَتْ بِزَوْجِهَا عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَوْلَمَ عَلَيْهَا مَتَى دَخَلَ بِهَا، وَدَعَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا دَخَلُوا قَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتَأْذَنُ لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُدْخِلُ رَأْسِي إِلَى عَاتِكَةَ أُكَلِّمُهَا، فَقَالَ: نَعَمْ، فَأَدْخَلَ عَلِيُّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ رَأْسَهُ إِلَيْهَا، وَقَالَ: يَا عَدُوَّةَ نَفْسِهَا

آلَيْتُ لَا تَنْفَكُّ عَيْنِي قَرِيرَةً ... عَلَيْكَ وَلَا يَنْفَكُّ جِلْدِي أَصْفَرَا
فَبَكَتْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا دَعَاكَ إِلَى هَذَا يَا أَبَا الْحَسَنِ، كُلُّ النِّسَاءِ يَفْعَلْنَ هَذَا، فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَتْ تَرْثِيهِ:
[البحر الخفيف]

عَيْنُ جُودِي بِعَبْرَةٍ وَنَحِيبِ ... لَا تَمَلِّي عَلَى الْجَوَادِ النَّجِيبِ
فَجَعَتْنِي الْمَنُونُ بِالْفَارِسِ الْمُعْـ ... ـلَمِ يَوْمَ الْهَيَاجِ وَالتَّثْوِيبِ
قُلْ لِأَهْلِ الضَّرَّاءِ وَالْبُؤْسِ مُوتُوا ... قَدْ سَقَتْهُ الْمَنُونُ كَأْسَ شَعُوبِ
[ص:226]
فَلَمَّا خَلَتْ بِزَوْجِهَا الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فَاسْتَأْذَنَتْ لَيْلَةً أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَشَقَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَكَرِهَ أَنْ يَمْنَعَهَا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ» . فَأَذِنَ لَهَا ثُمَّ انْكَمَأَ لَهَا فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ مِنَ الطَّرِيقِ، فَلَمَّا مَرَّتْ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى بَعْضِ جَسَدِهَا، فَكَرَّتْ رَاجِعَةً تُسَبِّحُ. فَسَبَقَهَا الزُّبَيْرُ إِلَى الْمَنْزِلِ، فَلَمَّا دَخَلَتْ قَالَ لَهَا: مَا رَدَّكِ عَنْ وَجْهِكِ؟ قَالَتْ: كُنَّا نَخْرُجُ وَالنَّاسُ تُسَاسُ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلَا، وَتَرَكَتْ طَلَبَ الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا قُتِلَ الزُّبَيْرُ قَالَتْ تَرْثِيهِ:
[البحر الكامل]

غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوزٍ بِفَارِسِ بَهْمَةٍ ... يَوْمَ اللِّقَاءِ فَكَانَ غَيْرَ مُعَدِّدِ
يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ ... لَا طَايِشًا رَعِشَ الْجَنَانِ وَلَا الْيَدِ
ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِنْ ظَفَرْتَ بِمِثْلِهِ ... فِيمَا مَضَى صُبْحًا تَرُوحُ وَتَغْتَدِي
كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يُثْنِهِ ... عَنْهَا طِرَادَكَ يَا ابْنَ أُمِّ الْفَرْقَدِ
إِنَّ الزُّبَيْرَ لَذُو جَلَاءٍ صَادِقٍ ... سَمْحٍ سَجِيَّتُهُ كَرِيمُ الْمَشْهَدِ
فَلَمَّا خَلَتْ، خَطَبَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَتْ: إِنِّي لَأَضِنُّ بِكَ عَنِ الْقَتْلِ
وهذه قصة أمارات الوضع عليها بادية أحمد بن عبد الله بن عاصم وشيخه مجهولان وكذا محمد بن الضحاك ولم يدرك أحد منهم الصديق أو بقية المذكورين فالخبر فيه جهالة عين وانقطاع شديد مع زيادة بعضهم على بعض فالخبر لا يصح وإن ذكره ابن القيم في الروضة

وقد رأيت مختلة عقلية تستدل بهذا الخبر على عدم عقوبة المتحرش مع أن هذا الرجل فعل هذا الفعل مع زوجته ! والله المستعان

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
بيان عدم جواز تأخير ذبح الأضحية إلى يوم الثالث عشر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


فقد اختلف الفقهاء في تأخير ذبح الأضحية إلى يوم الثالث عشر من ذي الحجة، أما من أجاز فقد اعتمد على حديث لا يصح الاعتماد عليه.
قال البيهقي في سننه الكبرى 19244 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَمَّاهُ نَافِعٌ فَنَسِيتُهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ غِفَارٍ: " قُمْ فَأَذِّنْ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ , وَأَنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ أَيَّامُ مِنًى ". زَادَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى: وَذَبْحٍ , يَقُولُ: أَيَّامُ ذَبْحٍ , ابْنُ جُرَيْجٍ يَقُولُهُ.

أقول : سليمان بن موسى قال في التقريب :" صدوق فقيه فى حديثه بعض لين ، و خولط قبل موته بقليل"، فمثله زيادته من دون ابن جريج منكرة وقد زاد لفظة ( وذبح ) التي استفاد منها بعض الفقهاء أن أيام التشريق بما فيها الثالث العشر يشرع فيها ذبح الأضحية ، والثابت في الصحيح (أيام منى أيام أكل وشرب).

وقال أحمد في مسنده 16751 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ عَرَفَاتٍ مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ، وَكُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ مُحَسِّرٍ، وَكُلُّ فِجَاجِ مِنًى مَنْحَرٌ، وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ».

وهذا منقطع بين جبير بن مطعم وسليمان بن موسى وقد تقدم أن الحمل في الزيادة المنكرة عليه فلا يقوي نفسه
وقال الدارقطني في سننه 16751 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ عَرَفَاتٍ مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ، وَكُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ مُحَسِّرٍ، وَكُلُّ فِجَاجِ مِنًى مَنْحَرٌ، وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ».

وعمرو بن دينار لم يسمع جبيراً إنما يروي عنه بواسطة ابنه نافع ، وقد تقدمت الرواية بلفظ ابن جريج ليس فيها ذكر الذبح، وأحمد الخشاب متهم بالكذب فهذه منكرة.

وقال ابن عدي في الكامل (8/ 139) : حَدَّثَنَا جعفر، حَدَّثَنا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ شُعَيب عَنِ الصَّدَفِيِّ، عنِ الزُّهْريّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ.

حَدَّثَنَاهُ عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بن سلم، حَدَّثَنا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ شُعَيب، حَدَّثَنا معاوية بْنُ يَحْيى، عنِ الزُّهْريّ، عنِ ابْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ كُلُّهَا ذَبْحٌ.

قَالَ الشَّيْخ: وَهَذَا سَوَاءٌ قَالَ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ وَسَوَاءٌ قَالَ الزُّهْريّ، عنِ ابْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ جَمِيعًا غَيْرُ مَحْفُوظِينَ لا يرويهما غير الصدفي"، وقول ابن عدي ( غير محفوظ ) يعني منكر ، والمنكر عند المتقدمين يساوي الموضوع لذا لا يقوى بهذا الخبر.

قال ابن أبي حاتم في العلل :" 1594- وسمِعتُ أبِي ، وذكر حدِيثًا حدّثنا بِهِ ، عن دُحيمٍ ، قال : حدّثنا مُحمّدُ بنُ شُعيبٍ ، قال : أخبرنِي مُعاوِيةُ بنُ يحيى الصّدفِيُّ ، عنِ الزُّهرِيِّ ، عن سعِيدِ بنِ المُسيِّبِ ، عن أبِي سعِيدٍ الخُدرِيِّ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قال : أيّامُ التّشرِيقِ كُلُّها ذبحٌ.

وسمِعتُ أبِي يقول : هذا حديث موضوع عندي ، ولم يقرأ على الناس"، ومعاوية بن يحيى الصدفي نصوا على أن له مناكير عن الزهري فلا يستغرب أن يروي عنه حديثاً باطلاً ، بل ضعفه جمع من الأئمة جداً ، وانفراده عن مثل الزهري بهذا الخبر من دون أصحاب الزهري بما لا يعرف عند بقية أصحاب الزهري ولا أصحاب سعيد بن المسيب لا شك أنه منكر.
قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه :" فَأَمَّا مَنْ تَرَاهُ يَعْمِدُ لِمِثْلِ الزُّهْرِيِّ فِي جَلاَلَتِهِ ، وَكَثْرَةِ أَصْحَابِهِ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ لِحَدِيثِهِ وَحَدِيثِ غَيْرِهِ ، أَوْ لِمِثْلِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَحَدِيثُهُمَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَبْسُوطٌ مُشْتَرَكٌ ، قَدْ نَقَلَ أَصْحَابُهُمَا عَنْهُمَا حَدِيثَهُمَا عَلَى الاِتِّفَاقِ مِنْهُمْ فِي أَكْثَرِهِ ، فَيَرْوِي عَنْهُمَا ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا الْعَدَدَ مِنَ الْحَدِيثِ مِمَّا لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا ، وَلَيْسَ مِمَّنْ قَدْ شَارَكَهُمْ فِي الصَّحِيحِ مِمَّا عِنْدَهُمْ ، فَغَيْرُ جَائِزٍ قَبُولُ حَدِيثِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ النَّاسِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ".

وعليه فإن حكم أبي حاتم وابن عدي جار على الأصول ، ومما يؤكد نكارة الخبر مخالفته للثابت عن الصحابة، فإذا علمت أن الأحاديث في الباب منكرة ولا تصح فاعلم أن الذي عليه فتيا عامة الصحابة أن النحر يكون في يوم النحر ويومين بعده فقط ، وعلى هذا لا يدخل الثالث عشر في أيام الأضحية وبهذا كان يفتي أحمد وإسحاق وهو المشهور من مذهب الحنابلة.

قال إسحاق الكوسج في مسائله عن أحمد :" [2857-] قلت: كم الأضحى؟ [ثلاثة أيام] .
قال: ثلاثة أيام، يوم النحر، ويومان بعده.
قال إسحاق: كما قال".

ونقل ابن قدامة في المغني مثل هذه الرواية عن الإمام أحمد رحمه الله فقال: قال أحمد: أيام النحر ثلاثة، عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الطحاوي في أحكام القرآن وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْبَابِ:
1569 - قَدْ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حَجَّتِهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " النَّحْرُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ".
1570 - وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: " الْأَضْحَى ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ "
1571 - وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " النَّحْرُ يَوْمَانِ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ، وَأَفْضَلُهَا يَوْمُ النَّحْرِ".
1572 - وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا، حَدَّثَهُ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " النَّحْرُ يَوْمَانِ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ".
1573 - وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا فَهْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: " سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ بَعْدَ الْأَضْحَى بِيَوْمِ: أُضَحِّي الْيَوْمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَغَدًا إِنْ شِئْتَ ".
1574 - وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّدُوسِيُّ عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَارِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " يُضَحَّى بَعْدَ النَّحْرِ بِيَوْمَيْنِ ".
1575 - وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " الذَّبْحُ بَعْدَ الْعِيدِ يَوْمَانِ".
1576 - وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " الْأَضْحَى يَوْمَانِ بَعْدَهُ " وَلَا نَعْلَمُهُ رُوِيَ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَعْنَى خِلَافُ هَذَا الْقَوْلِ.

أقول : وما قاله الطحاوي هو الصواب الذي نص عليه أحمد ، مع العلم أن في بعض أسانيد الطحاوي سقطاً وغلطاً بيناً ويبدو أنها من المحقق، ومن الآثار ما لا يرتاب في صحته كأثر ابن عمر وأنس.
وقال الحجاوي في كشاف القناع (7/392) :" فَأَيَّامُ النَّحْرِ ثَلَاثَةٌ يَوْمُ الْعِيدِ ، وَيَوْمَانِ بَعْدَهُ وَهُوَ قَوْلُ عُمَرَ وَابْنِهِ وَرُوِيَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَأَنَسٍ أَيْضًا عَنْ عَلِيٍّ قَالَ أَحْمَدُ أَيَّامُ النَّحْرِ ثَلَاثَةٌ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ خَمْسَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

وعليه فإن الصواب الذي عليه الصحابة ، وكان أحمد يفتي به ونقل الطحاوي اتفاقهم عليه أن الأضحية تجزي يوم النحر ( يوم العاشر ) ويومان بعده ( الحادي عشر والثاني عشر ) ، ولا تجزي في الثالث عشر.

ولو صح الخبر المتقدم لجاز تخصيصه بهذه الآثار، إذ لا مدخل للرأي فيها والتخصيص بقول الصاحب أقوى من التخصيص بالقياس عند أهل الحديث ، فكيف بقول اتفق عليه الصحابة

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
التنبيه على خبر مؤذن يضحي بمؤذن ( في تضحية بلال بديك )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فينتشر هذه الأيام أثر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال لما ضحى بديك ( مؤذن يضحي بمؤذن )

وهذا الحديث لا أصل له في كتب الحديث وقد روي عن بلال أنه ضحى بديك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

والذي عليه عامة علماء الأمصار أنه لا يضحى إلا ببهيمة الأنعام ويبدو أن هذا مذهب الصحابة والتابعين

وعلة ذلك أن الأضحية كالهدي والهدي اتفاقاً لا يكون إلا ببهيمة الأنعام ومنها تكون الزكاة فهذا اتساق في الشريعة

وأما أثر بلال فتوجيهه عندي أنه حيث لم يجد ما يضحي من بهيمة الأنعام استعاض بأقرب شيء وهذا أمر له أصل في السنة

قال البخاري في صحيحه 1936 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ قَالَ مَا لَكَ قَالَ وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا قَالَ لَا قَالَ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ لَا فَقَالَ فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ لَا قَالَ فَمَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ وَالْعَرَقُ الْمِكْتَلُ قَالَ أَيْنَ السَّائِلُ فَقَالَ أَنَا قَالَ خُذْهَا فَتَصَدَّقْ بِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَعَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا يُرِيدُ الْحَرَّتَيْنِ أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ ثُمَّ قَالَ أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ

فهذا الرجل لما لم يستطع أن يطعم ستين مسكيناً رضي منه النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة دون ذلك

والحاصل أنه لا يجوز الأضحية بالديك مع وجود بهيمة الأنعام وأما من لم يجد فذبح أي شيء وتصدق به من باب فاتقوا ما استطعتم فأرجو أنه لا بأس به

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
التنبيه على تصحيف في بيان مشكل الآثار للطحاوي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال الطحاوي في بيان مشكل الآثار 3185 - حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أُمِرَ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ أَنْ يُضْرَبَ فِي قَبْرِهِ مِائَةَ جَلْدَةٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُ وَيَدْعُو حَتَّى صَارَتْ جَلْدَةً وَاحِدَةً، فَجُلِدَ جَلْدَةً وَاحِدَةً، فَامْتَلَأَ قَبْرُهُ عَلَيْهِ نَارًا، فَلَمَّا ارْتَفَعَ عَنْهُ قَالَ: عَلَامَ جَلَدْتُمُونِي ؟، قَالُوا: إِنَّكَ صَلَّيْتَ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ , وَمَرَرْتَ عَلَى مَظْلُومٍ فَلَمْ تَنْصُرْهُ " .

جعفر بن سليمان هنا تصحيف وصوابه حفص بن سليمان المقريء

والدليل على أن ذلك عمرو بن عون الواسطي إنما يعرف بالرواية عن حفص بن سليمان ، ولا يعرف بالرواية عن جعفر بن سليمان ، لذا لم يذكر المزي في تهذيب الكمال جعفراً في شيوخه وإنما ذكر حفصاً

ثم إن جعفر بن سليمان لا يعرف بالرواية عن عاصم وإنما الذي يعرف بالرواية حفص ، وهذا إسناد القراءة المعروفة حفص عن عاصم ، ولم يذكر المزي في تهذيب الكمال جعفراً في تلاميذ عاصم ، ولا ذكر عاصماً في شيوخ جعفر

وقد رواه على الصواب ابن سمعون في أماليه

قال صاحب الإيماء إلى زوائد الأجزاء :" 3940 - عن عبدِاللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ تعالى أَمرَ بعبدٍ مِن عبادِهِ أنْ يُضربَ في قبرِه مئةَ جلدةٍ، فلم يزلْ يَسألُ ويَسألُ حتى صارتْ جلدةً واحدةً، فامتلأَ قبرُه عليه ناراً، فلمَّا سُرِّيَ عنه فأفاقَ قالَ: لِمَ جَلدتُموني؟ قالَ: إنَّك صلَّيتَ صلاةً بغيرِ طُهورٍ، ومَررتَ بمظلومٍ فلم تنصرْهُ».
أمالي ابن سمعون (212) حدثنا أبوبكر محمد بن جعفر: حدثنا محمد بن إسماعيل: حدثنا عمرو بن عون الواسطي: حدثنا حفص بن سليمان، عن عاصم، عن شقيق، عن عبدالله ."

وحفص بن سليمان ضعيف بل متروك وإنما هو إمام في القراءة لا الحديث ، وقد اغتر بهذا التصحيف بعض العلماء المعاصرين فقوى هذا الحديث ، والصواب أنه ضعيفٌ جداً

وحفص بن سليمان على ضعفه قد خولف

قال ابن الشجري في أماليه (1/ 393) : " وبه " قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد القرشي، قال أخبرنا علي بن عمر بن أحمد الدارقطني الشاهد الحافظ، قال حدثنا أبو بكر النيسابوري، عن عبد الله بن محمد بن زياد، قال حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة " رجع " قال وأخبرنا أبو بكر، قال أخبرنا الدارقطني، قال حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد الواسطي، قال وحدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله، قالا حدثنا أبو عمر الضرير، قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي إسحق الهمداني، قال حماد أحسبه عن عمرو بن شرحبيل - أن رجلاً أتى في قبره فقيل له: إنا جالدوك فلم يزل يناقصهم ويناقصوه حتى قالوا: إنا جالدوك جلدة واحدة، قال أخبروني لم تجلدوني؟ قالوا نجلدك ثم نخبرك، قال: فجلدوه جلدة واحدة، قال: فاضطرم عليه فيها قبره ناراً فلما سرى عنه، قال أخبروني لم جلدتموني؟ قالوا: صليت صلاة كذا وكذا بغير طهور، ومررت بأخيك وهو يظلم فلم تنصره.

فأوقفه حماد بن سلمة على عمرو بن شرحبيل وهو تابعي كبير وهو الصواب

وهذا يبين لطلبة العلم ضرورة جمع المصادر للوقوف على التصحيف ، ويبين أنه لا ينبغي المبادرة إلى تصحيح الأسانيد التي لا توجد في الكتب المشهورة قبل التريث والنظر في حقيقة الأمر ، وهذا يبين لك فضل علم الأوائل على من جاء بعدهم فقد تلقوا الأمر بالسماع ، وأما من جاء بعدهم فعلمه وجادات إذا دخل عليها التصحيف أخطأ تبعاً لها

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
هل كان الجلال الدواني وهابياً ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

الكل رأى ذلك المقطع للجفري الذي يتهم فيه أهل السنة ببغض النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم يقولون بكفر أبويه !

وهذا أمر أطبق الصوفية على إنكاره مع وروده في الأحاديث صراحة

وهنا سأنقل كلام للجلال الدواني صاحب الحاشية المعروفة على العضدية فهو من كبار الأشعرية الجهمية والصوفية

قال الجلال الدواني في الحجج الباهرة في إفحام الطائفة الكافرة يعني الرافضة ص312 :" ومنها إعابتهم قول السنية بكفر أبوي النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وذلك نقل حق لا إعابة على أهل السنة لوجوه:
الأول أن نص القرآن والأحاديث والتواريخ عن مجموع الكفار مثل أبي لهب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي جهل وممن أسلم منهم مثل أبي سفيان وغيرهم أن محمد سفّه ما كان آباؤنا عليه من عبادة الأصنام ونحن لا نرغب عن ملة عبد المطلب.
الثاني: أن الله تعالى يقول لمن عرف الإسلام به: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} فمن أين جاء الإيمان لأبويه؟
الثالث: أن الرافضة يزعمون أن عليا رضي الله عنه رمى أصنام قريش عن الكعبة، وعبد المطلب وعبد الله من رؤسائهم، فأي شيء أخرهما عن عبادتها؟
قالوا: نقل من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية.
قلنا: معناه لم يكن من سفاح بل من عقود أنكحة.
قالوا: كيف يمكن خروج نبي من كافر؟
قلنا: كثير من الأنبياء كذلك، كخروج إبراهيم بن آزر.
قالوا: عمه أو خاله.
قلنا: يكذب ذلك أن الله تعالى سماه أبوه بقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ} وبقول إبراهيم لآزر: {يَا أَبَتِ} مرارا كثيرة. وأيضا العم ابن الجد لأب والخال ابن الجد لأم، وحينئد فيكون جده كافرا، ولا ينتفع الرافضي بشيء من هذه الدعوى. ودليل كفره شهادة عليه كقوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ * قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} وكقوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ}
وأيضا فالابن يخلق من ماء الأب، ومن أولاد الأنبياء من كفر، ككعنان بن نوح وابن لقمان، فصار بالأولى جواز نبي من كافر.
قالوا: هو ليس ابنا لنوح لأن الله تعالى قال: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ}
قلنا: هذا خطأ من وجهين:
أحدهما أن نوحا عليه السلام ذكر شيئين أحدهما {إِنَّ ابْنِي} الثاني قوله {مِنْ أَهْلِي} فصدقه الله تعالى في البنوة بإعادته سبحانه الضمير إليه ونفي الأهلية عنه: إن ابنك ليس محسوبا من أهلك الذين استوجبوا النجاة لكفره. ولو لم يكن ابنا لقال له: ليس ابنك، لأنه كان يكون أوضح في العبارة وفي قطع الحجة.
الآخر أنه لو لم يكن ابنا له لكانت زوجته زانية، وأجلّ الله الأنبياء أن يكون أحد منهم زوج زانية. وأما قوله تعالى عنها وعن امرأة لوط: {فَخَانَتَاهُمَا} هو في الدين،
لا في الفراش"

ومن العجائب أنني رأيت بعض الرافضة يقول بنبوة والد النبي وجده ويحتج بقوله تعالى : ( وتقلبك في الساجدين ) !

وهذا القول قوي عند الرافضة وهذا تفسير محدث لا يعرف عن السلف ورد الدواني عليه قوي جداً نقلته للإلزام

والدواني هذا مع جهميته كان مولعاً بابن تيمية معجباً بذكائه

فقال في ص 343 :" السابع أنه نقل الإمام الأعظم ابن تيمية الحنبلي رحمه الله تعالى أن مهدي الرافضة لا خير فيه على قرارهم: أما هم فلا ينتفعون به لا في دين ولا في دنيا لغيبته عنهم، وأما السنية فإنهم كفار عندهم بسببه. ومن أكبر قلة عقول الرافضة أنهم يقولون غيبته لا من الله ولا من نفسه بل من قلة الناصر. وهذا سخف عظيم. فليموتوا بدائهم ولا يجدون لهم ناصرا ولذلتهم وقلتهم إلى يوم القيامة"

وهذا ابن الوزير وقد نشأ نشأة زيدية معتزلية يدعي إجماع الناس على تفوق ابن تيمية في العلوم العقلية والنقلية

قال ابن الوزير في العواصم (5/18) :" والإشارة إلى ذلك فيما تقدم في القاعدة السادسة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وكان إليه المنتهى في العلوم العقلية والسمعية باتفاق المختلفين، ولذلك سارت بمصنفاته الركبان إلى جميع البلدان"

وابن الوزير توفي عام 840 فهو معاصر لابن حجر وهو ينقل هذه المنزلة لابن تيمية

وأما الدواني فمعاصر للسخاوي

قال ابن العماد في شذرات الذهب :" وفيها جلال الدّين محمد بن أسعد الدّواني [1]- بفتح المهملة وتخفيف النون، نسبة لقرية من كازرون- الكازروني الشافعي الصّدّيقي القاضي بإقليم.
فارس.
قال في «النور السافر» : هو المذكور بالعلم الكثير، والعلّامة في المعقول والمنقول، وممن أخذ عنه المحيوي اللّاري، وحسن بن البقّال، وتقدم في العلوم، سيما العقليات، وأخذ عنه أهل تلك النواحي، وارتحلوا إليه من الرّوم، وخراسان، وما وراء النهر.
ذكره السخاوي في «ضوئه» فقال: وسمعت الثناء عليه من جماعة ممن أخذ عني، واستقره السلطان يعقوب في القضاء، وصنّف الكثير، من ذلك «شرح على شرح التجريد» للطوسي. عمّ الانتفاع به. وكذا كتب على «العضدي» مع فصاحة، وبلاغة، وصلاح، وتواضع، وهو الآن حيّ. في سنة تسع وتسعين ابن بضع وسبعين. انتهى كلام «الضوء» "

نقلت هذا لتعلم منزلة الجلال الدواني عند القوم وثناؤهم عليه كثير وإنما نقلت هذا للإشارة

وقد ذكرت آنفاً انبهار رجل أشعري صوفي بابن تيمية ، ورجل زيدي بابن تيمية فاقتضى المقام أن أذكر كلام رجل حنفي ماتردي

قال علي ملا قاري في مرقاة المفاتيح (7/2778) :" صَانَهُمَا اللَّهُ عَنْ هَذِهِ السِّمَةِ الشَّنِيعَةِ وَالنِّسْبَةِ الْفَظِيعَةِ، وَمَنْ طَالَعَ شَرْحَ مَنَازِلِ السَّائِرِينَ لِنَدِيمٍ الْبَارِيِّ الشَّيْخُ عَبْدُ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ الْحَنْبَلِيُّ - قَدَّسَ اللَّهُ تَعَالَى سِرَّهُ الْجَلِيَّ - وَهُوَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ عِنْدَ الصُّوفِيَّةِ حَالَ الْإِطْلَاقِ بِالِاتِّفَاقِ، تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُمَا كَانَا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، بَلْ وَمِنْ أَوْلِيَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ"

وعجيب هنا أيضاً ثناؤه على أبي إسماعيل الأنصاري الذي كان يكفر الأشاعرة والماتردية ، وأبو إسماعيل على ضلاله في التصوف وميله لمقالة الجبرية وعلى شدته المحمودة على الجهمية كان كثير من الأشعرية الجهمية لا يتجاسرون إلا على إظهار التوقير له

قال الذهبي في تاريخ الإسلام :" وقال أبو الوقت السِّجْزيّ: دخلت نَيْسابور، وحضرتُ عند الأستاذ أبي المعالي الْجُوَينيّ فقال: مَن أنت؟ قلت: خادم الشّيخ أبي إسماعيل الأنصاريّ. فقال: رضي الله عنه؟"

أقول : أشهر أسانيد البخاري تمر بطريق السجزي الذي يعرف نفسه بخادم أبي إسماعيل الأنصاري ، والجويني رأس الجهمية في عصره يترضى عليه !

ولهذا قال ابن عبد الهادي في جمع الجيوش والدساكر ص151 :" فَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ شَيْخُ الإِسْلامِ الأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُ , وَهُوَ إِمَامٌ مَقْبُولٌ عِنْدَ سَائِرِ الطَّوَائِفِ , وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْنِي يَنْظُرُ فِي كِتَابِهِ ذَمِّ الْكَلامِ يَجِدْ ذَلِكَ فِي عِدَّةِ مَوَاضِعَ مِنْهُ"

قد نقض هذا الإجماع الإمام ابن تيمية رحمه الله

قد قال الذهبي في تاريخ الإسلام :" خرّج أبو إسماعيل خلْقًا كثيرًا بهَرَاة، وفسّر القرآن زمانًا، وفضائله كثيرة. وله في التصوف كتاب " منازل السّائرين " وهو كتاب نفيس في التَّصوُّف، ورأيت الاتحاديّة تعظّم هذا الكتاب وتنتحله، وتزعم أنّه على تصوّفهم الفلسفيّ. وقد كان شيخنا ابن تيمية بعد تعظيمه لشيخ الإسلام يحطّ عليه ويرميه بالعظائم بسبب ما في هذا الكتاب. نسأل الله العفو والسلامة"
وبقي أن نقول أن الجلال الدواني على أشعريته ما تورع عن تكفير الرافضة وتسميتهم بالطائفة الكافرة فهم القوم لا ينفع معهم حتى إرجاء الجهمية والإرجاء الذي يدخلهم في الإسلام على هيئتهم التي هم عليها في عصرنا نوع جديد من الإرجاء لا نظير له في كلام الأوائل سنيهم ومرجئهم

وأخيراً أذكر فائدة في إظهار أن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم في النار

قال علي ملا قاري الماتردي في كتابه أدلة معتقد أبي حنيفة في أبوي الرسول ص146 :" الْحِكْمَة من موت أَبَوي الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْكفْر

هَذَا وَفِيه بَيَان لكَمَال قدرته فِي خلقه وَأمره وتبيان لسر قَضَائِهِ وَقدره ورد على الْحُكَمَاء والفلاسفة والطبيعية فِي بِنَاء أَمر النُّبُوَّة والمعرفة على الْأُمُور النسبية وَالْأَحْوَال الكسبية لَا على الْمَوَاهِب الإلهية السبحانية والجذبات الربانية الصمدانية كَمَا أَشَارَ الله سُبْحَانَهُ إِلَى هَذَا الْمَعْنى فِي رد ذَلِك المبنى بقوله {يخرج الْحَيّ من الْمَيِّت وَيخرج الْمَيِّت من الْحَيّ}
فَأخْرج الله سُبْحَانَهُ الْمُؤمن من الْكَافِر وَالْكَافِر من الْمُؤمن كَابْن نوح عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ كَافِر بِإِجْمَاع ائمة الْإِسْلَام وكقابيل قَاتل هابيل من بني آدم عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ كَافِر بِاتِّفَاق عُلَمَاء الْأَعْلَام
وَلما رأى عَلَيْهِ السَّلَام عِكْرِمَة بن أبي جهل بعد الْإِسْلَام قَرَأَ {يخرج الْحَيّ من الْمَيِّت}"

والحديث الذي ذكره لا أعلمه ثابتاً

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
فائدة نفيسة : المهاجرون الأنصار

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


فهنا فائدة نفيسة يندر ذكرها بين طلبة العلم ، وهي أن من الصحابة من جمع بين ( الهجرة ) و ( النصرة ) فكان مهاجراً أنصارياً

فإن قلت : كيف ذاك ؟

قلت لك : قال النسائي في سننه 4177 : أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانُوا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ لِأَنَّهُمْ هَجَرُوا الْمُشْرِكِينَ وَكَانَ مِنْ الْأَنْصَارِ مُهَاجِرُونَ لِأَنَّ الْمَدِينَةَ كَانَتْ دَارَ شِرْكٍ فَجَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
بيان كذب قصة (عققت ولدك قبل أن يعقك )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فينشر القصاص أثراً عن عمر لم أجد له أصلاً ورأيت غيري بحث فلم يجد فيبدو أنه من صنعة يد بعض الناس

قال عمر عبد الكافي في قطوف السيرة :" دخل رجل على أمير المؤمنين عمر وقال: يا أمير المؤمنين! ولدي يعقني، فدعا عمر ولده وقال: يا فلان! لم تعق أباك؟ قال: يا أمير المؤمنين! قال صلى الله عليه وسلم: (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس) فاختار أبي أمة تزوج منها فأنجبتني، فأنا أعير بها أمام أصحابي.
وتجلى أن امرأة فنانة مطربة، سألوا ابنها: هل أنت سعيد أن والدتك فلانة؟! قال: بالطبع، الحمد لله أن أمي فلانة، أنا فخور بها، ولو لم أكن ابنها لتمنيت أن أكون ابنها.
فمن حق ابنك عليك قبل أن يخلق أن تختار له الأم الصالحة.
ثم قال عمر: وماذا بعد؟ قال له: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (علموا أبناءكم القرآن) وأبي ما علمني، فانظروا إلى هذا الذي يبحث عن حقوقه.
فقال عمر: وماذا بعد؟ قال: (أحسنوا تسمية أبنائكم) وأبي سماني جعراناً.
جعران وخربوش وخيشة وحمار وقط وحيوان وخروف، وكأن الأسماء انعدمت، لقد كان في الزمان القديم عندما يريدون أن يلاعبوا أولادهم يقول الواحد منهم: سيدة أبيها، وسيدة الأهل، وعين أبيها دخلت، وعين أبيها خرجت، ومنهم من يقول: أنا عندي سيدة الناس، وهذا أحسن من سيسي وميمي وفيفي، وهناك سيدة محترمة عمرها سبعون سنة اسمها (ميمي هانم).
قال: أحسنوا تسمية أبنائكم، وأبي سماني جعراناً، فأعير به أمام أصحابي، قال عمر: يا هذا؟ أنت عققت ولدك وولدك لم يعقك، أي: يقول: إن العقوق انقلب الآن"

وقال حسن أبو الأشبال في شرح صحيح مسلم :" فقد ثبت أن عمر رضي الله عنه أدَّب أباً عق ولده قبل أن يعقه ذلك الولد، بأنه لم يختر له أماً صالحة، ولم يحسن اسمه، ولم يعلمه القرآن، ولم يعلمه شيئاً من السنة، وكان الوالد قد أتى إلى عمر ليشتكي عقوق ولده، فلما أتاه الولد قال: سله يا أمير المؤمنين أليس للولد على والده حقوقاً؟ قال: بلى.
قال: لم يفعل من ذلك شيئاً، إنما اختار لي أماً -في رواية: زانية-، وفي رواية: اختار لي أماً سيئة الخلق، ومعنى (سيئة الخلق) أي: زانية، وصاحبة سمعة سيئة، فهي متهمة في عرضها.
قال: ولم يعلمني القرآن، وسماني كذا.
وذكر اسماً لا يتناسب مع بني آدم، إنما يتناسب مع الحيوانات، فقال عمر لأبية: عققت ولدك قبل أن يعقك.
قال: (أو ولد صالح يدعو) لو كان الولد صالحاً ولم يدع لوالديه، هل ينتفع به والداه؟"

الله أكبر أين ثبت يا حسن والخبر لا أصل له هداك الله ورزقك الورع

وكذا ذكرها محمد حسان في عدد من محاضراته

والإشكال في القصة أن فيها أخباراً عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً والله المستعان

وهذه كذب لا يجوز نشرها

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
الحكمة من قراءة سورة السجدة وسورة الإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال شيخ الإسلام ابن تيمية في [ جامع المسائل - المجموعة الثامنة - ص 117 ] :

والإنسان إنما ينكر وينتظر القيامة الكبرى , وأما الموت فكل أحد يعلم به .

ولهذا كره للخطباء أن يقتصروا في خطب الجمع والأعياد على التذكير بالموت ونحوه من الأمور التي لا يختص به المؤمنون , وأحبوا أن يكون التذكير بما في اليوم الآخر مما أخبرت به الرسل .

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في العدد من خطبه [ ق والقرآن المجيد ] لتضمنها ذلك , ويقرأ يوم الجمعة [ الم تَنْزِيلُ ] و [ هَلْ أَتَى ] , إذ في هاتين السورتين ما يكون في الجمعة من الخلق والبعث , إذ فيه خلق آدم وفيه تقوم الساعة .

وهاتان السورتان تضمنتا ذلك . اهـ

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
باب من كان يستحب إذا صلى الجمعة أن يتحول من مكانه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال ابن أبي شيبة في المصنف 5464: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَهُ الْجُمُعَةَ ، فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاَتِي أَخَذَ بِيَدِي ، فَقَامَ فِي مَقَامِي ، وَأَقَامَنِي فِي مُقَامِهِ.

5465: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ عبْدِ الْغَافِرِ ، وَحَسَّانَ بْنَ بِلاَلٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا قَضَى الإِمَامُ صَلاَتَهُ تَحَوَّلاَ مِنْ مَقَامِهِمَا.

5466: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي دِعَامَةُ بْنُ يَزِيدَ الْعَنْبَرِيُّ ؛ أَنَّهُ صَلَّى إِلَى جَنْبِ أَبِي مِجْلَزٍ فِي الْجُمُعَةِ ، فَلَمَّا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ أَخَذَ بِيَدِي ، فَأَقَامَنِي فِي مُقَامِهِ الَّذِي كَانَ فِيهِ ، وَقَامَ فِي مَقَامِي.

5467: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ هَمَّامٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ حَبِيبٍ ، قَالَ : صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْجُمُعَةَ ، فَحَوَّلَنِي إِلَى مَكَانِهِ ، وَتَحَوَّلَ فِي مَكَانِي.

5468: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَطَاءٌ ، قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ صَلَّى الْجُمُعَةَ ، ثُمَّ تَنَحَّى عَنْ مَكَانِهِ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِيهِمَا خِفَّةٌ ، ثُمَّ تَنَحَّى عَنْ مَقَامِهِ ذَلِكَ فَصَلَّى أَرْبَعًا ، هِيَ أَطْوَلُ مِنْ تَيْنِكَ.

5469: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ ؛ أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَرْسَلَهُ إِلَى السَّائِبِ ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ ، يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ رَآهُ مِنْهُ مُعَاوِيَةُ فِي الصَّلاَةِ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، صَلَّيْتُ مَعَهُ الْجُمُعَةَ فِي الْمَقْصُورَةِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ الإِمَامُ قُمْتُ فِي مَقَامِي فَصَلَّيْتُ ، فَلَمَّا دَخَلَ أَرْسَلَ إِلَيَّ ، وَقَالَ : لاَ تَعُدْ لِمَا فَعَلْتَ ، إِذَا صَلَّيْتَ الْجُمُعَةَ فَلاَ تَصِلْهَا بِصَلاَةٍ حَتَّى تَكَلَّمَ ، أَوْ تَخْرُجَ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنَا بِذَلِكَ : أَنْ لاَ تُوصِلَ صَلاَةً حَتَّى نَتَكَلَّمُ ، أَوْ نَخْرُجُ.

أقول : لا أعلم لهؤلاء مخالفاً

أما السند الأول فهو صحيح إلى أبي قلابة وهو تابعي بصري فقيه

وأما السند الثاني فهو صحيح إلى عقبة وحسان وهما تابعيان بصريان جليلان

وأما السند الثالث ففيه دعامة بن يزيد ما عرفته غير أن عمران من تلاميذ أبي مجلز أصلاً

والسند الرابع حبيب فيه ما استطعت تعيينة وقتادة من تلاميذ صفوان أصلاً

والسند الخامس قوي إلى ابن عمر

وأما السند السادس هو صحيح إلى معاوية

وعليه فلا ينبغي أن يصلي المرء النافلة بعد الجمعة في المكان الذي صلى فيه الفريضة بل عليه أن يتبادل مع صاحبه أو ينحرف إن وجد مجالاً

وينبغي أن يصليها أربعاً إذا صلاها في المسجد فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إِذَا صَلَّيْتُمْ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَصَلُّوا أَرْبَعًا"

وأما صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بعدها ركعتين فإنما فعل ذلك لما صلاها في البيت

ومناسبة ذلك ظاهرة فإنك إن صليتها ركعتين في المسجد بعدها مباشرة فتكون كأنك وصلتها ظهراً فاستحب أن تصلي في المسجد أربعاً لدفع هذه الشبهة

وأما إذا صليتها في البيت فالفاصل الطويل يبعد شبهة وصلها ظهراً

قال ابن أبي شيبة في المصنف 5409: حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ؛ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا أَبَا نُجَيْدٍ ، مَا يَقُولُ النَّاسُ ؟ قَالَ : وَمَا يَقُولُونَ ؟ قَالَ : يَقُولُونَ : إِنَّك تُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ إِلَى الْجُمُعَةِ فَتَكُونُ أَرْبَعًا .
قَالَ : فَقَالَ عِمْرَانُ : لأَنْ تَخْتَلِفَ النَّيَازِكُ بَيْنَ أضْلاَعِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ . فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الْمُقْبِلَةُ صَلَّى الْجُمُعَةَ ، ثُمَّ احْتَبَى فَلَمْ يُصَلِّ شَيْئًا حَتَّى أُقِيمَتْ صَلاَةُ الْعَصْرِ.

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify