وصلتني هدية غالية من الأستاذ الفاضل والمحقق الخبير الشيخ الدكتور خالد العدواني حفظه الله تعالى وزاده فضلا وتوفيقا، وجزاه عن أهل العلم وطلابه خير الجزاء.
وشرح الإرشاد لأحد أكبر أعلامنا وأئمتنا رضي الله تعالى عنهم سفر نفيس ودرة غالية.
وقد خرج بهذه الصورة الشيقة الأنيقة المتقنة على يد محقق صابر خبير جزاه الله تعالى خير الجزاء ونفع به العباد والبلاد.
وشرح الإرشاد لأحد أكبر أعلامنا وأئمتنا رضي الله تعالى عنهم سفر نفيس ودرة غالية.
وقد خرج بهذه الصورة الشيقة الأنيقة المتقنة على يد محقق صابر خبير جزاه الله تعالى خير الجزاء ونفع به العباد والبلاد.
من بقية قصة الجزء الأخص:
الأخص جزء الأعم
تقدم في غير منشور غلط الشيخ في عد الفصل جزءً أخصّ للماهية، وعلى هذا التصور يكون الأخص جزءً من حقيقة الأعم، وذلك لأن الفصل (وهو الجزء الأخص) جزء من حقيقة النوع (وهو المساوي للماهية) الأعم من الفصل!
وقد زعم بعضهم حينها أن الدكتور وإن عبر عن الجزء الأخص فإنه يعني معنى صحيحا لا حرج فيه
وقد أتينا بأكثر من شاهد أن مراد الدكتور معنى باطل لا وجه لصحته، وأنه لا يتكلم عن نسبة الفصل بالجنس، حتى يؤول كلامه ويقال: مراده أن الفصل أخص من الجنس، والجنس أعم من الفصل!
كون الجنس أعم من الفصل لا نمنع صحته
ولكن ليس كلامنا ولا كلام الدكتور فيه!
هو يتكلم الجزء (جزء الماهية) فهو جزء ماذا؟
جزء الماهية
فإذا قلنا إنه أعم أو أخص فذاك أيضا سيكون بالنظر إلى الماهية، لأن جزئية الفصل والجنس إنما هي للنوع/للماهية، فليس الجنس جزءً للفصل ، ولا الفصل جزء للجنس حتى يعتبر نسبة العموم والخصوص باعتبارهما!
بل الكلام في نسبة الجنس إلى الماهية التي هذا الجنس جزء لها،
وفي نسبة الفصل إلى الماهية التي هذا الفصل جزء لها.
والدكتور يكرر وهمه هذا في غير موضع، وقد ذكرنا شاهدين على هذا من قبل
ونضيف بعض الشواهد الأخرى:
https://youtu.be/e8hBCdavdaY?list=PLa3XSU7qw_YmiHxYxYamkSoAznU6LIwLy&t=4186
يقول: [الماهية
إما أن نريد جزئها الأعم فنسميه جنسًا
أو جزئها الأخص ، فصلا]
جزء الماهية الأخص!
ثم يقول:
https://youtu.be/e8hBCdavdaY?list=PLa3XSU7qw_YmiHxYxYamkSoAznU6LIwLy&t=4225
قال المؤلف: إن كان خارجا عن الذات
فيقول الدكتور: [إذن لا يمثل لا جزء الماهية الأخص
ولا الأعم ...]
فيكرر غير مرة (جزء الماهية الأخص)!!!
وفي موضع آخر يقول:
https://youtu.be/CMasp61GPDI?list=PLa3XSU7qw_YmiHxYxYamkSoAznU6LIwLy&t=1724
هل الحد الناقص (يعني تعريف الإنسان بالناطق فقط مثلا) تمام الماهية؟
هو أعطاك جزء الماهية وأنت ستفهم من خلاله تمام الماهية
فبإعطاء جزء الماهية الأخص أصبحت قادرا أن تتصور الجزء الأعم!
وسنرجع إلى كلامه هذا لاحقا إن شاء الله، ففيه أوهام أخرى لا نريد الكلام عنها الآن!
لاحظ (جزء الماهية الأخص)!!
————————————
وهنا مع شاهد آخر، وفيه دلالة على انتظام هذا التصور (أن هناك كلاً وله جزءٌ أخص من ذلك الكل)!! في ذهن الدكتور وتقرره، بحيث صار يتحدث بلوازمه أيضا!
يقول:
https://youtu.be/u8OAoiTEQeM?list=PLa3XSU7qw_Yk3FV5anlV3ddqxQ3khGb8h&t=189
[هل الأعم صادق على كل أفراد الأخص؟
طبعا
لأن الأخص جزء منه (أي من الاعم)!]
————————————
الدكتور يزعم هنا أن الأخص يكون جزءًا من الأعم!
ولا يخفى على الطالب المبتدئ ما معنى الأعم والأخص.
فالأعم يصدق على ما لا يصدق عليه الأخص.
فيتحقق الأعم فيما لا يتحقق هناك الأخص.
هذا واضح لكل طالب مبتدئ،
ولنأت إلى كلام الدكتور حيث يزعم أن الأخص يكون جزءًا للأعم!
ما معنى هذا؟
معناه أن هناك كلٌّ (هو أعم) وله جزءٌ (وهو أخص من ذلك الأعم، أي من الكل!)
فعندنا كلٌّ يتحقق بدون تحقق جزئه
ضرورةَ وجوب تحقق الأعم فيما لا يتحقق الأخص.
هذا ما أنكرنا عليه وأخذناه من البداية في قصة الجزء الأخص
وأنه من أبطل ما يكون، وأنه لفظ لا معنى ورائه!
————————————
ولا يقتصر فساد كلام الدكتور في هذه القطعة لهذا الحد
بل جعل كون الأخص جزءً للأعم دليلًا لصدق الأعم على كل أفراد الأخص!
لما أن الأخص جزء من الأعم صدق الأعم على كل أفراد الأخص!!!!
وقد كان المفروض أن يقلب الأمر وأن يعلل صدق الأعم على كل أفراد الأخص بكون الأعم جزء من الأخص!
ولكن لتقرر الوهم في ذهن الدكتور قلب الأمر رأسا على عقب!
وقد وجدناه يكرر نفس الوهم وآثاره في غير موضع وذكرنا بعض شواهده!
وعلى وجه المثال:
الإنسان أخص من الحيوان
والحيوان أعم من الإنسان
وأيهما جزء للآخر؟
واضح الحيوان (الذي هو أعم) جزء من الإنسان (الذي هو الأخص)
————————————
وهذا الأمر من الوضوح بمكان أني استغرب من نفسي شرحه بهذه الصورة، ولكن رأيت أن الفساد منتشر
فالبيان محاولة لرفع الجهل المنتشر،
ومن زعم أن هذا زلة لسان من الدكتور فآمل أن ينظر فيما ذكرناه من الشواهد في الجزء الأخص حتى يكون على بينة من أمره!
————————————
فالدكتور هنا لا يزعم فقط أن الأخص يكون جزءً للأعم بل يرتب عليه لازمًا!
وهو مخطئ في تصوره، وفي اعتقاد لازم له!
فهو مخطئ في الجزء الأخص (الأخص يكون جزء لشيء أعم منه)
وفي اعتقاده أن هذا دليلٌ على صحة حمل الأعم على الأخص!!
فالأعم يحمل على الأخص (هذا صحيح بلا شك) ولكن خطأ الدكتور هو في وهمه أن صحة حمل الأعم على الأخص لأجل كون الأخص جزء للأعم!
والله المستعان
ونسأله تعالى السداد والتوفيق
الأخص جزء الأعم
تقدم في غير منشور غلط الشيخ في عد الفصل جزءً أخصّ للماهية، وعلى هذا التصور يكون الأخص جزءً من حقيقة الأعم، وذلك لأن الفصل (وهو الجزء الأخص) جزء من حقيقة النوع (وهو المساوي للماهية) الأعم من الفصل!
وقد زعم بعضهم حينها أن الدكتور وإن عبر عن الجزء الأخص فإنه يعني معنى صحيحا لا حرج فيه
وقد أتينا بأكثر من شاهد أن مراد الدكتور معنى باطل لا وجه لصحته، وأنه لا يتكلم عن نسبة الفصل بالجنس، حتى يؤول كلامه ويقال: مراده أن الفصل أخص من الجنس، والجنس أعم من الفصل!
كون الجنس أعم من الفصل لا نمنع صحته
ولكن ليس كلامنا ولا كلام الدكتور فيه!
هو يتكلم الجزء (جزء الماهية) فهو جزء ماذا؟
جزء الماهية
فإذا قلنا إنه أعم أو أخص فذاك أيضا سيكون بالنظر إلى الماهية، لأن جزئية الفصل والجنس إنما هي للنوع/للماهية، فليس الجنس جزءً للفصل ، ولا الفصل جزء للجنس حتى يعتبر نسبة العموم والخصوص باعتبارهما!
بل الكلام في نسبة الجنس إلى الماهية التي هذا الجنس جزء لها،
وفي نسبة الفصل إلى الماهية التي هذا الفصل جزء لها.
والدكتور يكرر وهمه هذا في غير موضع، وقد ذكرنا شاهدين على هذا من قبل
ونضيف بعض الشواهد الأخرى:
https://youtu.be/e8hBCdavdaY?list=PLa3XSU7qw_YmiHxYxYamkSoAznU6LIwLy&t=4186
يقول: [الماهية
إما أن نريد جزئها الأعم فنسميه جنسًا
أو جزئها الأخص ، فصلا]
جزء الماهية الأخص!
ثم يقول:
https://youtu.be/e8hBCdavdaY?list=PLa3XSU7qw_YmiHxYxYamkSoAznU6LIwLy&t=4225
قال المؤلف: إن كان خارجا عن الذات
فيقول الدكتور: [إذن لا يمثل لا جزء الماهية الأخص
ولا الأعم ...]
فيكرر غير مرة (جزء الماهية الأخص)!!!
وفي موضع آخر يقول:
https://youtu.be/CMasp61GPDI?list=PLa3XSU7qw_YmiHxYxYamkSoAznU6LIwLy&t=1724
هل الحد الناقص (يعني تعريف الإنسان بالناطق فقط مثلا) تمام الماهية؟
هو أعطاك جزء الماهية وأنت ستفهم من خلاله تمام الماهية
فبإعطاء جزء الماهية الأخص أصبحت قادرا أن تتصور الجزء الأعم!
وسنرجع إلى كلامه هذا لاحقا إن شاء الله، ففيه أوهام أخرى لا نريد الكلام عنها الآن!
لاحظ (جزء الماهية الأخص)!!
————————————
وهنا مع شاهد آخر، وفيه دلالة على انتظام هذا التصور (أن هناك كلاً وله جزءٌ أخص من ذلك الكل)!! في ذهن الدكتور وتقرره، بحيث صار يتحدث بلوازمه أيضا!
يقول:
https://youtu.be/u8OAoiTEQeM?list=PLa3XSU7qw_Yk3FV5anlV3ddqxQ3khGb8h&t=189
[هل الأعم صادق على كل أفراد الأخص؟
طبعا
لأن الأخص جزء منه (أي من الاعم)!]
————————————
الدكتور يزعم هنا أن الأخص يكون جزءًا من الأعم!
ولا يخفى على الطالب المبتدئ ما معنى الأعم والأخص.
فالأعم يصدق على ما لا يصدق عليه الأخص.
فيتحقق الأعم فيما لا يتحقق هناك الأخص.
هذا واضح لكل طالب مبتدئ،
ولنأت إلى كلام الدكتور حيث يزعم أن الأخص يكون جزءًا للأعم!
ما معنى هذا؟
معناه أن هناك كلٌّ (هو أعم) وله جزءٌ (وهو أخص من ذلك الأعم، أي من الكل!)
فعندنا كلٌّ يتحقق بدون تحقق جزئه
ضرورةَ وجوب تحقق الأعم فيما لا يتحقق الأخص.
هذا ما أنكرنا عليه وأخذناه من البداية في قصة الجزء الأخص
وأنه من أبطل ما يكون، وأنه لفظ لا معنى ورائه!
————————————
ولا يقتصر فساد كلام الدكتور في هذه القطعة لهذا الحد
بل جعل كون الأخص جزءً للأعم دليلًا لصدق الأعم على كل أفراد الأخص!
لما أن الأخص جزء من الأعم صدق الأعم على كل أفراد الأخص!!!!
وقد كان المفروض أن يقلب الأمر وأن يعلل صدق الأعم على كل أفراد الأخص بكون الأعم جزء من الأخص!
ولكن لتقرر الوهم في ذهن الدكتور قلب الأمر رأسا على عقب!
وقد وجدناه يكرر نفس الوهم وآثاره في غير موضع وذكرنا بعض شواهده!
وعلى وجه المثال:
الإنسان أخص من الحيوان
والحيوان أعم من الإنسان
وأيهما جزء للآخر؟
واضح الحيوان (الذي هو أعم) جزء من الإنسان (الذي هو الأخص)
————————————
وهذا الأمر من الوضوح بمكان أني استغرب من نفسي شرحه بهذه الصورة، ولكن رأيت أن الفساد منتشر
فالبيان محاولة لرفع الجهل المنتشر،
ومن زعم أن هذا زلة لسان من الدكتور فآمل أن ينظر فيما ذكرناه من الشواهد في الجزء الأخص حتى يكون على بينة من أمره!
————————————
فالدكتور هنا لا يزعم فقط أن الأخص يكون جزءً للأعم بل يرتب عليه لازمًا!
وهو مخطئ في تصوره، وفي اعتقاد لازم له!
فهو مخطئ في الجزء الأخص (الأخص يكون جزء لشيء أعم منه)
وفي اعتقاده أن هذا دليلٌ على صحة حمل الأعم على الأخص!!
فالأعم يحمل على الأخص (هذا صحيح بلا شك) ولكن خطأ الدكتور هو في وهمه أن صحة حمل الأعم على الأخص لأجل كون الأخص جزء للأعم!
والله المستعان
ونسأله تعالى السداد والتوفيق
YouTube
إيضاح المبهم شرح السلم_ الدَّرس السَّادس _ الشيخ الفاضل الدمنهوري
Forwarded from موروث العراق العلمي
اسم الكتاب : جهود الشيخ عبدالكريم المدرس الفقهية
المؤلف: الشيخ عبدالله ملا سعيد ملا ويسي الكرتكي
تاريخ النشر: ١٤٣٣ه
الناشر: مطبعة ماردين _ أربيل
نبذة عن الكتاب: هذا الكتاب بالاصل رسالة ماجستير في الفقه الإسلامي قُدمت إلى كلية الامام الأعظم ببغداد.
هذا الكتاب كشفَ النقاب عن جهود الفقهية لسيدي الشيخ عبدالكريم المدرس الفقهية من خلال مؤلفاته باللغتين العربية و الكردية و كذلك بين آرائه و فتاواه و منهجه فيه و المصادر التي اعتمد عليها سيدي الشيخ عبدالكريم قدس سره
#كتب_التراجم
المؤلف: الشيخ عبدالله ملا سعيد ملا ويسي الكرتكي
تاريخ النشر: ١٤٣٣ه
الناشر: مطبعة ماردين _ أربيل
نبذة عن الكتاب: هذا الكتاب بالاصل رسالة ماجستير في الفقه الإسلامي قُدمت إلى كلية الامام الأعظم ببغداد.
هذا الكتاب كشفَ النقاب عن جهود الفقهية لسيدي الشيخ عبدالكريم المدرس الفقهية من خلال مؤلفاته باللغتين العربية و الكردية و كذلك بين آرائه و فتاواه و منهجه فيه و المصادر التي اعتمد عليها سيدي الشيخ عبدالكريم قدس سره
#كتب_التراجم
عبد الحميد التركماني 🔻
اسم الكتاب : جهود الشيخ عبدالكريم المدرس الفقهية المؤلف: الشيخ عبدالله ملا سعيد ملا ويسي الكرتكي تاريخ النشر: ١٤٣٣ه الناشر: مطبعة ماردين _ أربيل نبذة عن الكتاب: هذا الكتاب بالاصل رسالة ماجستير في الفقه الإسلامي قُدمت إلى كلية الامام الأعظم ببغداد. هذا الكتاب…
رحم الله الشيخ العلامة عبد الكريم المدرس رحمة واسعة
ذكر بعض مشايخنا حفظه الله تعالى أنه زار بغداد (قديما) فزار الشيخ العلامة المدرس رحمه الله
فيقول شيخنا أنه بعد السلام كان أول سؤاله: سمعنا أن أهل الهند وباكستان ما زالوا يدرسون على الطريقة القديمة شرح الجامي ومختصر المعاني و... أمثالها من الكتب المعهودة من قرون، هل هذا صحيح؟
فقلت: نعم، ما زلنا عليه.
يقول: فاغرورقت عينا الشيخ بالدموع
وقال: هنا أفسدوا بوضع مناهج جديدة ... (أو شيئا بهذا المعنى)
قلت: رحم الله تعالى مشايخنا بلغوا ونصحوا وأدوا الأمانة
جعلنا الله تعالى ممن يحمل ويصدق في الأمانة
وقد تكلمت في غير موضع في الفرق بين غرض التعليم في مدارسنا القديمة واختلافه عما درج عليه الناس وفساد ما يترتب عليه.
والشيخ رحمه الله يعني هذا المعنى.
ذكر بعض مشايخنا حفظه الله تعالى أنه زار بغداد (قديما) فزار الشيخ العلامة المدرس رحمه الله
فيقول شيخنا أنه بعد السلام كان أول سؤاله: سمعنا أن أهل الهند وباكستان ما زالوا يدرسون على الطريقة القديمة شرح الجامي ومختصر المعاني و... أمثالها من الكتب المعهودة من قرون، هل هذا صحيح؟
فقلت: نعم، ما زلنا عليه.
يقول: فاغرورقت عينا الشيخ بالدموع
وقال: هنا أفسدوا بوضع مناهج جديدة ... (أو شيئا بهذا المعنى)
قلت: رحم الله تعالى مشايخنا بلغوا ونصحوا وأدوا الأمانة
جعلنا الله تعالى ممن يحمل ويصدق في الأمانة
وقد تكلمت في غير موضع في الفرق بين غرض التعليم في مدارسنا القديمة واختلافه عما درج عليه الناس وفساد ما يترتب عليه.
والشيخ رحمه الله يعني هذا المعنى.
التعريف مبحث فلسفي، وليس مبحثا منطقيا!
يدرس كل طالب مبتدئ أن علم المنطق يبحث في المعلوم التصوري والتصديقي، وأنه معني بالبحث في إيصال المعلوم إلى المجهول، ولذا انقسم علم المنطق إلى بابين: التصورات والتصديقات،
ويدرس أن كلاً منهما ينقسم إلى مبادئ ومقاصد، ففي المقاصد يبحث في الموصل القريب إلى المجهول التصوري والتصديقي، وفي المقاصد يبحث في الموصل البعيد إليهما.
فالبحث في التعريفات قسم من المنطق كما أن البحث في الدليل منه، فهما على قدم سواء، لأنهما موصلان قريبان للمجهول، وليس من المعقول القول بأن البحث في الدليل من المنطق لكن البحث في التعريف ليس كذلك.
إذا كان هذا مفهوماً متقرراً في ذهن كل درس شيئاً في الفن، وإذا كنا لا نقبل من الطالب أن يخلط فيه، فماذا عسانا أن نقول حين يخلط فيه أستاذ متصدر لتدريس الكتب المبتدئة وغيرها؟!
فلننظر الآن في كلام الدكتور،
————————————
يقول الدكتور وهو يتحدث عن التعريف:
https://youtu.be/e8hBCdavdaY?list=PLa3XSU7qw_YmiHxYxYamkSoAznU6LIwLy&t=781
[سندرس أن التعريفات هذه والماهيات في درس تاريخ المنطق المتقدم إن شاء الله، ليس الآن،
إدخال مباحث التعريفات التي،
ما هو التعريف أصلا؟
هدفه إدراك حقيقة الماهية تمام الماهية إذا كان حدا
وهل المنطقي يبحث في الماهيات؟
أم في المعقولات الثانية كما قلنا؟
في المعقولات الثانية
فلماذا نحن ندرس القول الشارح في المنطق؟
هذا سنتكلم فيه لاحقا]
حاصل الكلام:
التعريف هدفه إدراك الماهيات.
أو قل:
التعريف يبحث عن إدراك الماهيات.
والمنطقي لا يبحث عن الماهيات.
فالتعريف ليس بحثا منطقيا!
أو قل:
التعريف بحث عن إدراك الماهيات.
والبحث عن الماهيات بحث فلسفي وليس منطقيا
فالتعريف بحث فلسفي وليس بحثا منطقيا!
ممكن صياغة كلامه بأساليب عدة، ولكن حاصل كلامه ما ذكرناه، وهو واضح جدا من كلامه، لسنا نؤول أو نقتطع شيئا ونركب عليه معنى من عندنا!
وهذا كما ترى شيء لا أصل له في المنطق الذي ندرسه!
وفوق هذا ليس إلا مغالطة واضحة !
فالمنطق يبحث عن إدراك الماهيات
هذا صحيح، بمعنى يبحث ما هي الطرق الصحيحة لإدراك الماهية المجهولة.
هذا مستقيم
ولكن ينسى أن يتكلم عن إدراك الماهيات، بل يتكلم عن الماهيات أنفسها في المقدمة التالية
ويقول:
ولكن البحث عن الماهيات ليس بحثا منطقيا !
كان المفروض أن يقول: ولكن البحث عن إدراك الماهيات ليس بحثا منطقيا!
فنسي أن المنطقي لا يبحث عن الماهيات، بل يبحث عن إدراك الماهيات على حد تعبيره أيضا!
فيغلط غلطة فاحشة جدا
حيث يخرج عنده نصف البحث المنطقي كله من أن يكون جزء من المنطق!!!
والرجل يحكيه لك بثقة عالية!
طيب،
بحث التعريفات ليس بحثا منطقيا، فلماذا يبحث عنه المنطق؟
يحيله الدكتور لدروس قادمة.
نسأل الله العون والسداد.
————————————
وفي موضع آخر يتكلم عن مباحث التصورات، كلامه يبدأ من هنا:
https://youtu.be/PNKEW_8pjIg?list=PLa3XSU7qw_Yk3FV5anlV3ddqxQ3khGb8h&t=37
[... قسم التصورات هذا القسم ثمرته أن يحصل عندك ملكة لتعريف الأشياء تعريفا صحيحا
الآن يجب أن تفهموا أن هذه المسألة سيكون خلافا كبيرا جدا جدا جدا بين المناطقة أنفسهم وبين المناطقة والفلاسفة في هذه المسألة]
لا أدري بالضبط أية مسألة يريد، فقد ذكر بعد هذا: هل التعريف بحث منطقي أو فلسفي.
فالظاهر أنه يعني أن هناك اختلافا كبيراً جداً جداً جداً بين المناطقة أنفسهم، وبين المناطقة والفلاسفة في كون التعريف بحثا منطقيا أو فلسفيا
قلت: فإن كان قصده هذا فترى سخافة الكلام! والله المستعان.
ثم يقول:
[مبحث التعريف أصلا مبحث منطقي أو مبحث فلسفي؟
من المسئول عن التعريف؟
الفيلسوف أم المنطقي؟]
يعني: أن الفيلسوف هو المسئول عن التعريف وليس المنطقي!
نص عليه بعد قليل قائلا:
https://youtu.be/PNKEW_8pjIg?list=PLa3XSU7qw_Yk3FV5anlV3ddqxQ3khGb8h&t=103
[الآن، من المسئول أن يبحث في الوجود؟
الفيلسوف أم المنطقي؟
طبعا الفيلسوف
لا علاقة للمنطقي بالوجود الخارجي ...]
وحاصل كلامه أن الفيلسوف هو المهتم بتعريف الإنسان وبتعريف الحيوان، ماذا يكون الحيوان وماذا يكون الإنسان، لا يهم المنطقي بل يهم الفيلسوف.
توهم أننا حين نقول: التعريف بحث منطقي أننا نعني: المنطقي يبحث عن حقيقة الإنسان وحقيقة الحيوان، هو يريد يعرف ما الإنسان وما الحيوان وما الوجود وما الماهية و....
فقال ما قال!!
التعريف بحث منطقي بلا شك
والمراد أن طرق معرفة التصورات المجهولة -أو طرق تحصيل المجهول التصوري من المعلومات التصورية- بحث منطقي
وفرق ظاهر بين البحث في طرق معرفة الماهيات وبين البحث في الماهيات
————————————
ثم يقول:
https://youtu.be/PNKEW_8pjIg?list=PLa3XSU7qw_Yk3FV5anlV3ddqxQ3khGb8h&t=133
[كل ما ندرسه الآن تمهيد لهذا المبحث (يعني مبحث الألفاظ ومبحث الكليات الخمس تمهيد لبحث التعريفات)
التمهيد هذا الذي ندرسه أيضا ليس من علم المنطق]
يدرس كل طالب مبتدئ أن علم المنطق يبحث في المعلوم التصوري والتصديقي، وأنه معني بالبحث في إيصال المعلوم إلى المجهول، ولذا انقسم علم المنطق إلى بابين: التصورات والتصديقات،
ويدرس أن كلاً منهما ينقسم إلى مبادئ ومقاصد، ففي المقاصد يبحث في الموصل القريب إلى المجهول التصوري والتصديقي، وفي المقاصد يبحث في الموصل البعيد إليهما.
فالبحث في التعريفات قسم من المنطق كما أن البحث في الدليل منه، فهما على قدم سواء، لأنهما موصلان قريبان للمجهول، وليس من المعقول القول بأن البحث في الدليل من المنطق لكن البحث في التعريف ليس كذلك.
إذا كان هذا مفهوماً متقرراً في ذهن كل درس شيئاً في الفن، وإذا كنا لا نقبل من الطالب أن يخلط فيه، فماذا عسانا أن نقول حين يخلط فيه أستاذ متصدر لتدريس الكتب المبتدئة وغيرها؟!
فلننظر الآن في كلام الدكتور،
————————————
يقول الدكتور وهو يتحدث عن التعريف:
https://youtu.be/e8hBCdavdaY?list=PLa3XSU7qw_YmiHxYxYamkSoAznU6LIwLy&t=781
[سندرس أن التعريفات هذه والماهيات في درس تاريخ المنطق المتقدم إن شاء الله، ليس الآن،
إدخال مباحث التعريفات التي،
ما هو التعريف أصلا؟
هدفه إدراك حقيقة الماهية تمام الماهية إذا كان حدا
وهل المنطقي يبحث في الماهيات؟
أم في المعقولات الثانية كما قلنا؟
في المعقولات الثانية
فلماذا نحن ندرس القول الشارح في المنطق؟
هذا سنتكلم فيه لاحقا]
حاصل الكلام:
التعريف هدفه إدراك الماهيات.
أو قل:
التعريف يبحث عن إدراك الماهيات.
والمنطقي لا يبحث عن الماهيات.
فالتعريف ليس بحثا منطقيا!
أو قل:
التعريف بحث عن إدراك الماهيات.
والبحث عن الماهيات بحث فلسفي وليس منطقيا
فالتعريف بحث فلسفي وليس بحثا منطقيا!
ممكن صياغة كلامه بأساليب عدة، ولكن حاصل كلامه ما ذكرناه، وهو واضح جدا من كلامه، لسنا نؤول أو نقتطع شيئا ونركب عليه معنى من عندنا!
وهذا كما ترى شيء لا أصل له في المنطق الذي ندرسه!
وفوق هذا ليس إلا مغالطة واضحة !
فالمنطق يبحث عن إدراك الماهيات
هذا صحيح، بمعنى يبحث ما هي الطرق الصحيحة لإدراك الماهية المجهولة.
هذا مستقيم
ولكن ينسى أن يتكلم عن إدراك الماهيات، بل يتكلم عن الماهيات أنفسها في المقدمة التالية
ويقول:
ولكن البحث عن الماهيات ليس بحثا منطقيا !
كان المفروض أن يقول: ولكن البحث عن إدراك الماهيات ليس بحثا منطقيا!
فنسي أن المنطقي لا يبحث عن الماهيات، بل يبحث عن إدراك الماهيات على حد تعبيره أيضا!
فيغلط غلطة فاحشة جدا
حيث يخرج عنده نصف البحث المنطقي كله من أن يكون جزء من المنطق!!!
والرجل يحكيه لك بثقة عالية!
طيب،
بحث التعريفات ليس بحثا منطقيا، فلماذا يبحث عنه المنطق؟
يحيله الدكتور لدروس قادمة.
نسأل الله العون والسداد.
————————————
وفي موضع آخر يتكلم عن مباحث التصورات، كلامه يبدأ من هنا:
https://youtu.be/PNKEW_8pjIg?list=PLa3XSU7qw_Yk3FV5anlV3ddqxQ3khGb8h&t=37
[... قسم التصورات هذا القسم ثمرته أن يحصل عندك ملكة لتعريف الأشياء تعريفا صحيحا
الآن يجب أن تفهموا أن هذه المسألة سيكون خلافا كبيرا جدا جدا جدا بين المناطقة أنفسهم وبين المناطقة والفلاسفة في هذه المسألة]
لا أدري بالضبط أية مسألة يريد، فقد ذكر بعد هذا: هل التعريف بحث منطقي أو فلسفي.
فالظاهر أنه يعني أن هناك اختلافا كبيراً جداً جداً جداً بين المناطقة أنفسهم، وبين المناطقة والفلاسفة في كون التعريف بحثا منطقيا أو فلسفيا
قلت: فإن كان قصده هذا فترى سخافة الكلام! والله المستعان.
ثم يقول:
[مبحث التعريف أصلا مبحث منطقي أو مبحث فلسفي؟
من المسئول عن التعريف؟
الفيلسوف أم المنطقي؟]
يعني: أن الفيلسوف هو المسئول عن التعريف وليس المنطقي!
نص عليه بعد قليل قائلا:
https://youtu.be/PNKEW_8pjIg?list=PLa3XSU7qw_Yk3FV5anlV3ddqxQ3khGb8h&t=103
[الآن، من المسئول أن يبحث في الوجود؟
الفيلسوف أم المنطقي؟
طبعا الفيلسوف
لا علاقة للمنطقي بالوجود الخارجي ...]
وحاصل كلامه أن الفيلسوف هو المهتم بتعريف الإنسان وبتعريف الحيوان، ماذا يكون الحيوان وماذا يكون الإنسان، لا يهم المنطقي بل يهم الفيلسوف.
توهم أننا حين نقول: التعريف بحث منطقي أننا نعني: المنطقي يبحث عن حقيقة الإنسان وحقيقة الحيوان، هو يريد يعرف ما الإنسان وما الحيوان وما الوجود وما الماهية و....
فقال ما قال!!
التعريف بحث منطقي بلا شك
والمراد أن طرق معرفة التصورات المجهولة -أو طرق تحصيل المجهول التصوري من المعلومات التصورية- بحث منطقي
وفرق ظاهر بين البحث في طرق معرفة الماهيات وبين البحث في الماهيات
————————————
ثم يقول:
https://youtu.be/PNKEW_8pjIg?list=PLa3XSU7qw_Yk3FV5anlV3ddqxQ3khGb8h&t=133
[كل ما ندرسه الآن تمهيد لهذا المبحث (يعني مبحث الألفاظ ومبحث الكليات الخمس تمهيد لبحث التعريفات)
التمهيد هذا الذي ندرسه أيضا ليس من علم المنطق]
YouTube
إيضاح المبهم شرح السلم_ الدَّرس السَّادس _ الشيخ الفاضل الدمنهوري
يعيد ويؤكد نفس الفكرة السابقة أن التعريف ليس بحثا منطقيا
انتبه لقوله (أيضا)
التمهيد (أي مباحث الألفاظ ومباحث الكليات الخمس) أيضا ليس من علم المنطق
أي كما أن التعريف أيضا ليس من علم المنطق!
ليس لي كلام الآن في أن هذا التمهيد ليس من المنطقي، هذا ليس بحثي الآن، ولا أريد الخوض فيه
المهم الآن هو أنه يعيد هنا ويؤكد أن التعريف ليس مبحثا منطقيا (يقول: التمهيد أيضا ليس بحثا منقطيا) يقول (أيضا)!
ويبدو أن الدكتور يجيب عن ذلك السؤال الذي تركه في المقطع السابق
طيب، حين تبين أن التعريف ليس بحثا منطقيا فلماذا يذكره المنطقي؟
يقول:
https://youtu.be/PNKEW_8pjIg?list=PLa3XSU7qw_Yk3FV5anlV3ddqxQ3khGb8h&t=153
[ولكن في النهاية كل هذا الأمر، سواء ما يتعلق بمباحث الألفاظ أو ما يتعلق بالتعريفات
هذا يعيننا في حسن التفكير
مراعاته يعيننا في عصمة الذهن عن الخطأ في الفكر
ولذلك ندرسها في علم المنطق
إذن هذه المسألة ينبغي أن تتنبهوا لها الآن]
وهذه غريبة أخرى لا تقل عن السابقة!
أليس المنطق علما مراعاته تعصم عن الخطأ في التفكير؟
طيب، إذا كانت هذه المباحث مراعاتها تعصم عن الخطأ في التفكير انتهت القصة وتبين أنها مباحث منطقية!
أو سيقول: لا، هذه لا تعصم، ولكنها تعين في العصمة
فإذن عندنا أمران اثنان:
العصمة
العون في العصمة!!
والكلام في هذه القطعة الأخيرة يطول
ونحن سنرجع إليه في وقت لاحق إن شاء الله
حيث سيظهر لنا وهم عجيب آخر هنا!
ونسأل الله تعالى السداد والتوفيق
انتبه لقوله (أيضا)
التمهيد (أي مباحث الألفاظ ومباحث الكليات الخمس) أيضا ليس من علم المنطق
أي كما أن التعريف أيضا ليس من علم المنطق!
ليس لي كلام الآن في أن هذا التمهيد ليس من المنطقي، هذا ليس بحثي الآن، ولا أريد الخوض فيه
المهم الآن هو أنه يعيد هنا ويؤكد أن التعريف ليس مبحثا منطقيا (يقول: التمهيد أيضا ليس بحثا منقطيا) يقول (أيضا)!
ويبدو أن الدكتور يجيب عن ذلك السؤال الذي تركه في المقطع السابق
طيب، حين تبين أن التعريف ليس بحثا منطقيا فلماذا يذكره المنطقي؟
يقول:
https://youtu.be/PNKEW_8pjIg?list=PLa3XSU7qw_Yk3FV5anlV3ddqxQ3khGb8h&t=153
[ولكن في النهاية كل هذا الأمر، سواء ما يتعلق بمباحث الألفاظ أو ما يتعلق بالتعريفات
هذا يعيننا في حسن التفكير
مراعاته يعيننا في عصمة الذهن عن الخطأ في الفكر
ولذلك ندرسها في علم المنطق
إذن هذه المسألة ينبغي أن تتنبهوا لها الآن]
وهذه غريبة أخرى لا تقل عن السابقة!
أليس المنطق علما مراعاته تعصم عن الخطأ في التفكير؟
طيب، إذا كانت هذه المباحث مراعاتها تعصم عن الخطأ في التفكير انتهت القصة وتبين أنها مباحث منطقية!
أو سيقول: لا، هذه لا تعصم، ولكنها تعين في العصمة
فإذن عندنا أمران اثنان:
العصمة
العون في العصمة!!
والكلام في هذه القطعة الأخيرة يطول
ونحن سنرجع إليه في وقت لاحق إن شاء الله
حيث سيظهر لنا وهم عجيب آخر هنا!
ونسأل الله تعالى السداد والتوفيق
YouTube
(2)ج١ شرح الحسام الكاتي
إيساغوجي
Forwarded from النبراس
تحل علينا اليوم الذكرى السبعون لوفاة العلامة الأصولي المحدث الفقيه المتفنن في المعقول والمنقول محمد زاهد بن الحسن الكوثري وكيل مشيخة الإسلام في الدولة العثمانية، إذ توفي في مثل هذا اليوم من عام ١٩٥٢ م، التاسع عشر من ذي القعدة عام ١٣٧١ هـ.
ولد رضي الله تعالى عنه في يوم الثلاثاء ٢٨ شوال من عام ١٢٩٦ هـ الموافق لـ ١٤ أكتوبر ١٨٧٩ م في قضاء دوزجة في الدولة العثمانية من أسرة ذات أصول شركسية، وتلقى العلم أول ما تلقى على والده حسن حلمي بن علي الكوثري وسلك في الطريقة النقشبندية على يدي الشيخ حسن حلمي القسطموني، وكلا الشيخين من خلفاء العلامة المحدث أحمد ضياء الدين الكمشخانوي شيخ الطريقة الكمشخانوية الخالدية النقشبندية، ثم أتم تعليمه في جامع الفاتح في القسطنطينية، ودرّس فيه وترقى حتى وصل لمنصب وكيل الدرس في مشيخة الإسلام.
وفر بدينه بعد الانقلاب الكمالي العلماني الذي أرادها حرباً على الإسلام، فهاجر وصديقه شيخ الإسلام مصطفى صبري إلى مصر، حيث واجه كل منهما أنواعاً من البدع، فواجه الشيخ زاهد بدع الإسلاميين، من العصريين والمجسمة واللامذهبيين وغيرهم، بينما واجه شيخ الإسلام بدع المسلمين وغير المسلمين التي ولجت من الافتتان بفلسفة الغرب، فرضي الله عنهما.
وله المصنفات الرائقة التي تؤسس تصور الطالب المبتدئ والتي لا يعرف قدر نفيس دررها إلا الراسخون من أهل العلم، ففي مقالاته ومقدماته خلاصات تضيء طريق المبتدئين ودرر يعرفها أهل العلم في علوم شتى، وله النكت الطريفة في الرد على ردود الإمام ابن أبي شيبة على الإمام الأعظم أبي حنيفة تظهر فيه براعته في الفقه وإمامته، و الإشفاق على أحكام الطلاق الذي يعد من مفاخر كتب العصر في الحجاج الفقهي والأصولي والحديثي، ونظرة عابرة في مزاعم من ينكر نزول سيدنا عيسى في الآخرة، وتأنيب الخطيب وهو من أبرع الكتب الدالة على علو كعب الشيخ في علوم الحديث الشريف، والاستبصار في التحدث عن الجبر والاختيار، وله مصنفات في التراجم لأئمة المذهب الحنفي -وليست محض تراجم بل مجامع درر من شتى العلوم منظومة على نمط من التدقيق والتحليل البديع المربي لعقل قارئ التاريخ الناقد- كالقاضي أبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني وزفر بن الهذيل والحسن بن زياد ومحمد بن شجاع وأبي جعفر الطحاوي رضي الله عنهم، وله فقه أهل العراق وحديثهم، الكتاب المختصر الدال على سعة العلامة وقوة قريحته مما جعل أمثال العلامة البنوري وأبو غدة يضربون به المثل، وغيرها من المصنفات الرائقة.
توفي مهاجراً بدينه مجاهداً في سبيله أمام أصناف المحدثات في دين الله، ولاقى في سبيل هذا عنتاً في حياته وظلماً وافتراءً بعدها، فرضي الله عنه وأرضى عنه أهل السماء بما جاهد فيه.
ولا يسعنا في في هذا المقام إلا أن نستحضر ما حكاه الإمام التاج السبكي في طبقاته مقراً به: من لم يكن عنده كتاب التبيين -للحافظ ابن عساكر- فليس من أمر دينه على بصيره، فنقول تأسيا به: من لم يقرأ سيرة العلامة الكوثري ويعرف جهده وجهاده العلمي وفضله على أهل العصر فليس من أمره دينه وتسننه على بصيرة.
ومهما قلنا في العلامة الكوثري فليس كلامنا بالغ مبلغ ما كتبه من عرفه من أهل العلم ورأى بعينه تجسد العلم في الشيخ زاهد، ويكفي القارئ أن يقرأ ما كتبه العلامة المحدث محمد يوسف البنوري، وما كتبه الشيخ محمد أبو زهرة، وما كتبه الشيخ أحمد خيري تلميذ العلامة الكوثري، وقد نُشر ما كتبوه مع مقالات العلامة الكوثري في مجلد واحد نرفقه في التعليقات.
ودونكم كذلك في التعليقات محاضرتا الشيخ الكريم د. حمزة البكري في ملامح الشخصية العلمية عند العلامة الكوثري، وفيها ذب عنه وبيان لناصع مسلكه، فجزا الله الشيخ الكريم خيراً على ذبه عن علم من أعلام المسلمين.
وجزا الله فضيلة العالم د.حمزة البكري على جهوده في إحياء تراث العلامة الكوثري، وخصوصا في مقدماته وتعليقاته على هذه الكتب التي توضح شيئاً كبيرا من قدر هذا الإمام، ونسأل الله تعالى أن يوفق الدكتور الكريم ليتم تحقيق كافة كتب العلامة الكوثري.
ولد رضي الله تعالى عنه في يوم الثلاثاء ٢٨ شوال من عام ١٢٩٦ هـ الموافق لـ ١٤ أكتوبر ١٨٧٩ م في قضاء دوزجة في الدولة العثمانية من أسرة ذات أصول شركسية، وتلقى العلم أول ما تلقى على والده حسن حلمي بن علي الكوثري وسلك في الطريقة النقشبندية على يدي الشيخ حسن حلمي القسطموني، وكلا الشيخين من خلفاء العلامة المحدث أحمد ضياء الدين الكمشخانوي شيخ الطريقة الكمشخانوية الخالدية النقشبندية، ثم أتم تعليمه في جامع الفاتح في القسطنطينية، ودرّس فيه وترقى حتى وصل لمنصب وكيل الدرس في مشيخة الإسلام.
وفر بدينه بعد الانقلاب الكمالي العلماني الذي أرادها حرباً على الإسلام، فهاجر وصديقه شيخ الإسلام مصطفى صبري إلى مصر، حيث واجه كل منهما أنواعاً من البدع، فواجه الشيخ زاهد بدع الإسلاميين، من العصريين والمجسمة واللامذهبيين وغيرهم، بينما واجه شيخ الإسلام بدع المسلمين وغير المسلمين التي ولجت من الافتتان بفلسفة الغرب، فرضي الله عنهما.
وله المصنفات الرائقة التي تؤسس تصور الطالب المبتدئ والتي لا يعرف قدر نفيس دررها إلا الراسخون من أهل العلم، ففي مقالاته ومقدماته خلاصات تضيء طريق المبتدئين ودرر يعرفها أهل العلم في علوم شتى، وله النكت الطريفة في الرد على ردود الإمام ابن أبي شيبة على الإمام الأعظم أبي حنيفة تظهر فيه براعته في الفقه وإمامته، و الإشفاق على أحكام الطلاق الذي يعد من مفاخر كتب العصر في الحجاج الفقهي والأصولي والحديثي، ونظرة عابرة في مزاعم من ينكر نزول سيدنا عيسى في الآخرة، وتأنيب الخطيب وهو من أبرع الكتب الدالة على علو كعب الشيخ في علوم الحديث الشريف، والاستبصار في التحدث عن الجبر والاختيار، وله مصنفات في التراجم لأئمة المذهب الحنفي -وليست محض تراجم بل مجامع درر من شتى العلوم منظومة على نمط من التدقيق والتحليل البديع المربي لعقل قارئ التاريخ الناقد- كالقاضي أبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني وزفر بن الهذيل والحسن بن زياد ومحمد بن شجاع وأبي جعفر الطحاوي رضي الله عنهم، وله فقه أهل العراق وحديثهم، الكتاب المختصر الدال على سعة العلامة وقوة قريحته مما جعل أمثال العلامة البنوري وأبو غدة يضربون به المثل، وغيرها من المصنفات الرائقة.
توفي مهاجراً بدينه مجاهداً في سبيله أمام أصناف المحدثات في دين الله، ولاقى في سبيل هذا عنتاً في حياته وظلماً وافتراءً بعدها، فرضي الله عنه وأرضى عنه أهل السماء بما جاهد فيه.
ولا يسعنا في في هذا المقام إلا أن نستحضر ما حكاه الإمام التاج السبكي في طبقاته مقراً به: من لم يكن عنده كتاب التبيين -للحافظ ابن عساكر- فليس من أمر دينه على بصيره، فنقول تأسيا به: من لم يقرأ سيرة العلامة الكوثري ويعرف جهده وجهاده العلمي وفضله على أهل العصر فليس من أمره دينه وتسننه على بصيرة.
ومهما قلنا في العلامة الكوثري فليس كلامنا بالغ مبلغ ما كتبه من عرفه من أهل العلم ورأى بعينه تجسد العلم في الشيخ زاهد، ويكفي القارئ أن يقرأ ما كتبه العلامة المحدث محمد يوسف البنوري، وما كتبه الشيخ محمد أبو زهرة، وما كتبه الشيخ أحمد خيري تلميذ العلامة الكوثري، وقد نُشر ما كتبوه مع مقالات العلامة الكوثري في مجلد واحد نرفقه في التعليقات.
ودونكم كذلك في التعليقات محاضرتا الشيخ الكريم د. حمزة البكري في ملامح الشخصية العلمية عند العلامة الكوثري، وفيها ذب عنه وبيان لناصع مسلكه، فجزا الله الشيخ الكريم خيراً على ذبه عن علم من أعلام المسلمين.
وجزا الله فضيلة العالم د.حمزة البكري على جهوده في إحياء تراث العلامة الكوثري، وخصوصا في مقدماته وتعليقاته على هذه الكتب التي توضح شيئاً كبيرا من قدر هذا الإمام، ونسأل الله تعالى أن يوفق الدكتور الكريم ليتم تحقيق كافة كتب العلامة الكوثري.
عبد الحميد التركماني 🔻
Photo
ذكر الشيخ أبو زهرة رحمه الله
أنه لما هاجر الشيخ رحمه الله إلى مصر ذهب إليه يلتمس منه التدريس
فيفاجئ باعتذار الشيخ بمرضه ومرض زوجه ويصر في الاعتذار
ولما ألح عليه قال له:
إن هذا مكان علم حقا، ولا أريد أن أدرس فيه إلا وأنا قوي ألقي دروسي على الوجه الذي أحب
وإن شيخوختي وضعف صحتي وصحة زوجي
وهي الوحيدة في هذه الحياة
كل هذا لا يمكنني من أداء هذا الواجب على الوجه الذي أرضاه.
يقول الشيخ أبو زهرة: خرجت من مجلس الشيخ وأنا أقول:
"أي نفس علوية كانت تسجن في ذلك الجسم الإنساني!!
إنها نفس الكوثري"
رحمة الله تعالى عليه رحمة الأبرار
وجعلنا من المستفيدين من علومهم والمتعبين لطريقهم
فالتدريس يا جماعة الخير واجب ومسئولية وأمانة قبل أن يكون منصبا!
أنه لما هاجر الشيخ رحمه الله إلى مصر ذهب إليه يلتمس منه التدريس
فيفاجئ باعتذار الشيخ بمرضه ومرض زوجه ويصر في الاعتذار
ولما ألح عليه قال له:
إن هذا مكان علم حقا، ولا أريد أن أدرس فيه إلا وأنا قوي ألقي دروسي على الوجه الذي أحب
وإن شيخوختي وضعف صحتي وصحة زوجي
وهي الوحيدة في هذه الحياة
كل هذا لا يمكنني من أداء هذا الواجب على الوجه الذي أرضاه.
يقول الشيخ أبو زهرة: خرجت من مجلس الشيخ وأنا أقول:
"أي نفس علوية كانت تسجن في ذلك الجسم الإنساني!!
إنها نفس الكوثري"
رحمة الله تعالى عليه رحمة الأبرار
وجعلنا من المستفيدين من علومهم والمتعبين لطريقهم
فالتدريس يا جماعة الخير واجب ومسئولية وأمانة قبل أن يكون منصبا!
الدليل ظني، ولكن التصديق يقيني!
ومعنى جديد للتصديق!
————————————
قبل أن نستأنف منشورات نقد كلام الدكتور العمري في المنطق، أود ذكر بعض الملاحظات:
وصلتني العديد من الرسائل من المشايخ وطلاب العلم من بلاد مختلفة شاكرين للمنشورات التي نبهتهم لأخطاء وقعوا فيها، ولمثل هؤلاء الأفاضل كتبنا هذه السلسلة وسابقاتها. فجزاهم الله خيراً على لطفهم.
وأما الأفاضل الذين أظهروا تخوفاً من أني أجعل المشكلة شخصية وأني أرغب بإسقاط شخص الدكتور العمري، فلهم أقول أنه ليس من طبعي في العلم خصوصاً والحياة عموماً أن أنشغل بتتبع أخطاء الناس، وهذا يعرفه كل المقربين مني، بل ويعرفه كثير من غير المقربين، فأنا منشغل بنفسي وبما أعمله من تدريس وتحقيق،
لكن نشاطي الدرسي في السنوات الماضية أطلعني - بواسطة أسئلة الطلبة - على أخطاء وتصورات غريبة لعلم المنطق، كنت أتجاهلها وأكتفي بتدريس العلم كما تلقيناه عن المشايخ، ثم وجدت أن الأخطاء عند الطلبة ترجع إلى مصادر معينة، وبعض هذه المصادر ناقد للمنطق وبعضها الآخر غير ناقد له، فشرعت بتتبع كلام الأشخاص الأكثر تأثيراً على تصورات الطلبة.
وكما يعرف القارئ، فقد حصل من هذا التتبع سلسلة منشورات الدكتور العميري والدكتور حلاق وغيرهما، ولم أستطع تجاهل الدكتور العمري لأن الأخطاء التي كانت تصلني بواسطة الطلاب كثيرة اضطرتني إلى استماع دروسه للتثبت، فلم أجد بداً من تنبيه الطلبة لهذه الأخطاء.
فإن كان هذا باعثي في الكتابة وسيرتي، فأين مظهر المشكلة الشخصية؟
وأنا لم أتكلم في الدكتور العمري ولا في الدكتورين العميري وحلاق إلا في جانب واحد فقط: علم المنطق، ولم أتعرض للعلوم الأخرى ولا شخصياتهم.
وإن أراد البعض التمسك ببعض الألفاظ التي صدرت مني في مقام الرد، فليذكر كلام العلامة الكوثري في حبيبه العلامة مصطفى صبري رضي الله عنهما، فقد صدرت منه في كلامه تهم المغالطة والتشغيب بل والسفسطة، وليذكر أن بعض الأوصاف العلمية ثقيلة في نفسها. وإني أرى في كثير مما يقال سوء ظن لا مبرر له.
والغريب أني حين كتبت في الدكتور العميري لم يراسلني سلفي قائلاً أنني أريد إسقاط العميري وأن مشكلتي شخصية، وكذا الحال مع الدكتور حلاق، ولم يقل في هذا الكلام إلا أشخاص يجمعنا معهم مذهب ومنهج واحد.
أصلح الله الأحوال وكتب لنا الخير،
————————————
فلنعد للدكتور العمري،
يدرس الطالب في المستوى الأول مراتب تعلق النفس بالقضية ما بين جزم وظن وشك ووهم وجهل، ويدرس أن الجزم ينقسم إلى مطابق وغير مطابق، ويقين وجهل مركب، وأن مفهوم التصديق يشمل الجزم والظن.
ويدرس الطالب أن درجة تعلقه بالقضية يجب أن توافق ما يعطيه الدليل، فالجزم عند الدليل اليقيني والظن عند غيره.
فلننظر كيف يخلط الدكتور في هذه المباحث الأولية،
————————————
يقول الدكتور:
https://youtu.be/16YXDEdK3cA?list=PLa3XSU7qw_YnTQ2eu9z5Rja8Yf63gi4Yk&t=1289
[وإن كان الدليل ظنيا في نفسه
ولكن المكلَّف سيتعلق به على سبيل القطع
إذا كنت سنيا أنت تقطع بعذاب القبر وإن كان في نفسه ظنيا
فهذا توجيه لكلام الإمام السنوسي
أحسنت
هذا الأمر وإن كان ظنيا في نفسه
ولكن هذا الظن تواردت عليه ظنون كثيرة
حديث آحاد مع حديث آحاد بنفس العنوان مع حديث آحاد بنفس العنوان
فأصبحت عين المسألة الظنية محلا لورود ظنون كثيرة
قواها بأن أصبحت في نفسك أنت يقينية
لاحظوا إذن
اليقين هنا في تصديقك بها ليس في نفس المسألة
نفس المسألة بقيت ظنية.
هذا أحد توجيهات هذا الكلام]
ثم يعترض طالب بأن في العبارة ما يقتضي أن تكون الأدلة نفسها يقينية!
فيجيب:
[إذا صدقت في ظن أصبح عقيدة بالنسبة لك
إذا صدقت
حصل التصديق
بمعنى إذعان للنسبة الحكمية
هذا الإذعان جازم
يعني عقيدة
وإن كان بصرف النظر هو في نفسه مطابق أو مخالف للواقع مسألة أخرى
أو جزم أو ظن
لكن في حقك أصبح إذعانا]
هكذا!!
كل هذا نص كلامه!!
المسألة ظنية في حد ذاتها
ولكن أنت ستصدق بها
والتصديق هو الإذعان
والإذعان جزم!
فأنت إذا صدقت بالمسألة الظنية تكون تلك المسألة الظنية يقينية بالنسبة إليك!!
أنت ستقطع بالظن، فذلك الدليل وإن كان ظنيا، ولكنك ستقطع به، وهكذا تنتهي القصة!
وغرابة الكلام لا تحتاج لتعليق، غير أننا في زمن توضيح الواضحات!
ولا حول ولا قوة إلا بالله
فهو يفهم من معنى الإذعان اللغوي الجزم فيفسر الإذعان الاصطلاحي بالجزم متغافلاً عن تقسيمهم التصديق إلى جزم وظن.
وكذلك يغفل أن الدليل عندما تلاحظ قضية بلا استحضار للإجماع عليها غير الدليل مع استحضاره.
فدليلك في الحال الأول هو ظاهر النص القرآني مثلاً، وهذا لا يعطيك إلا الظن، ولا يحق لك أن تفعل أكثر من هذا،
ثم حين يحضر عندك الإجماع أو الأخبار الآحادية المتواترة معنويا يصير الدليل شيئاً مركباً، وليس هو الدليل الظني الأول، فإن أعطاك هذا الدليل الحق بالجزم لم يصح أن تقول أن الدليل ظني والتصديق يقيني، لأن الدليل لم يعد ظنياً.
ومعنى جديد للتصديق!
————————————
قبل أن نستأنف منشورات نقد كلام الدكتور العمري في المنطق، أود ذكر بعض الملاحظات:
وصلتني العديد من الرسائل من المشايخ وطلاب العلم من بلاد مختلفة شاكرين للمنشورات التي نبهتهم لأخطاء وقعوا فيها، ولمثل هؤلاء الأفاضل كتبنا هذه السلسلة وسابقاتها. فجزاهم الله خيراً على لطفهم.
وأما الأفاضل الذين أظهروا تخوفاً من أني أجعل المشكلة شخصية وأني أرغب بإسقاط شخص الدكتور العمري، فلهم أقول أنه ليس من طبعي في العلم خصوصاً والحياة عموماً أن أنشغل بتتبع أخطاء الناس، وهذا يعرفه كل المقربين مني، بل ويعرفه كثير من غير المقربين، فأنا منشغل بنفسي وبما أعمله من تدريس وتحقيق،
لكن نشاطي الدرسي في السنوات الماضية أطلعني - بواسطة أسئلة الطلبة - على أخطاء وتصورات غريبة لعلم المنطق، كنت أتجاهلها وأكتفي بتدريس العلم كما تلقيناه عن المشايخ، ثم وجدت أن الأخطاء عند الطلبة ترجع إلى مصادر معينة، وبعض هذه المصادر ناقد للمنطق وبعضها الآخر غير ناقد له، فشرعت بتتبع كلام الأشخاص الأكثر تأثيراً على تصورات الطلبة.
وكما يعرف القارئ، فقد حصل من هذا التتبع سلسلة منشورات الدكتور العميري والدكتور حلاق وغيرهما، ولم أستطع تجاهل الدكتور العمري لأن الأخطاء التي كانت تصلني بواسطة الطلاب كثيرة اضطرتني إلى استماع دروسه للتثبت، فلم أجد بداً من تنبيه الطلبة لهذه الأخطاء.
فإن كان هذا باعثي في الكتابة وسيرتي، فأين مظهر المشكلة الشخصية؟
وأنا لم أتكلم في الدكتور العمري ولا في الدكتورين العميري وحلاق إلا في جانب واحد فقط: علم المنطق، ولم أتعرض للعلوم الأخرى ولا شخصياتهم.
وإن أراد البعض التمسك ببعض الألفاظ التي صدرت مني في مقام الرد، فليذكر كلام العلامة الكوثري في حبيبه العلامة مصطفى صبري رضي الله عنهما، فقد صدرت منه في كلامه تهم المغالطة والتشغيب بل والسفسطة، وليذكر أن بعض الأوصاف العلمية ثقيلة في نفسها. وإني أرى في كثير مما يقال سوء ظن لا مبرر له.
والغريب أني حين كتبت في الدكتور العميري لم يراسلني سلفي قائلاً أنني أريد إسقاط العميري وأن مشكلتي شخصية، وكذا الحال مع الدكتور حلاق، ولم يقل في هذا الكلام إلا أشخاص يجمعنا معهم مذهب ومنهج واحد.
أصلح الله الأحوال وكتب لنا الخير،
————————————
فلنعد للدكتور العمري،
يدرس الطالب في المستوى الأول مراتب تعلق النفس بالقضية ما بين جزم وظن وشك ووهم وجهل، ويدرس أن الجزم ينقسم إلى مطابق وغير مطابق، ويقين وجهل مركب، وأن مفهوم التصديق يشمل الجزم والظن.
ويدرس الطالب أن درجة تعلقه بالقضية يجب أن توافق ما يعطيه الدليل، فالجزم عند الدليل اليقيني والظن عند غيره.
فلننظر كيف يخلط الدكتور في هذه المباحث الأولية،
————————————
يقول الدكتور:
https://youtu.be/16YXDEdK3cA?list=PLa3XSU7qw_YnTQ2eu9z5Rja8Yf63gi4Yk&t=1289
[وإن كان الدليل ظنيا في نفسه
ولكن المكلَّف سيتعلق به على سبيل القطع
إذا كنت سنيا أنت تقطع بعذاب القبر وإن كان في نفسه ظنيا
فهذا توجيه لكلام الإمام السنوسي
أحسنت
هذا الأمر وإن كان ظنيا في نفسه
ولكن هذا الظن تواردت عليه ظنون كثيرة
حديث آحاد مع حديث آحاد بنفس العنوان مع حديث آحاد بنفس العنوان
فأصبحت عين المسألة الظنية محلا لورود ظنون كثيرة
قواها بأن أصبحت في نفسك أنت يقينية
لاحظوا إذن
اليقين هنا في تصديقك بها ليس في نفس المسألة
نفس المسألة بقيت ظنية.
هذا أحد توجيهات هذا الكلام]
ثم يعترض طالب بأن في العبارة ما يقتضي أن تكون الأدلة نفسها يقينية!
فيجيب:
[إذا صدقت في ظن أصبح عقيدة بالنسبة لك
إذا صدقت
حصل التصديق
بمعنى إذعان للنسبة الحكمية
هذا الإذعان جازم
يعني عقيدة
وإن كان بصرف النظر هو في نفسه مطابق أو مخالف للواقع مسألة أخرى
أو جزم أو ظن
لكن في حقك أصبح إذعانا]
هكذا!!
كل هذا نص كلامه!!
المسألة ظنية في حد ذاتها
ولكن أنت ستصدق بها
والتصديق هو الإذعان
والإذعان جزم!
فأنت إذا صدقت بالمسألة الظنية تكون تلك المسألة الظنية يقينية بالنسبة إليك!!
أنت ستقطع بالظن، فذلك الدليل وإن كان ظنيا، ولكنك ستقطع به، وهكذا تنتهي القصة!
وغرابة الكلام لا تحتاج لتعليق، غير أننا في زمن توضيح الواضحات!
ولا حول ولا قوة إلا بالله
فهو يفهم من معنى الإذعان اللغوي الجزم فيفسر الإذعان الاصطلاحي بالجزم متغافلاً عن تقسيمهم التصديق إلى جزم وظن.
وكذلك يغفل أن الدليل عندما تلاحظ قضية بلا استحضار للإجماع عليها غير الدليل مع استحضاره.
فدليلك في الحال الأول هو ظاهر النص القرآني مثلاً، وهذا لا يعطيك إلا الظن، ولا يحق لك أن تفعل أكثر من هذا،
ثم حين يحضر عندك الإجماع أو الأخبار الآحادية المتواترة معنويا يصير الدليل شيئاً مركباً، وليس هو الدليل الظني الأول، فإن أعطاك هذا الدليل الحق بالجزم لم يصح أن تقول أن الدليل ظني والتصديق يقيني، لأن الدليل لم يعد ظنياً.
YouTube
( 3 ) شرح العقائد النسفية
ولا أدري على كلامه كيف يبقى بعده أي ظن!؟
لأن المسألة الظنية على كل تقدير قضية
والعلم المتعلق بالقضية (المطلوب المقصود) هو التصديق
فجميع التصديقات تكون يقينية !
ثم إذا كانت ظنية وأنت قطعت بها ألا تكون مغالطا!؟
حيث الدليل يعطيك الظن
ولكنك جازم!!
والأغلاط هنا كثيرة متشعبة لعلنا نتعرض لها لاحقاً،
نسأل الله السداد وسلامة العقول
لأن المسألة الظنية على كل تقدير قضية
والعلم المتعلق بالقضية (المطلوب المقصود) هو التصديق
فجميع التصديقات تكون يقينية !
ثم إذا كانت ظنية وأنت قطعت بها ألا تكون مغالطا!؟
حيث الدليل يعطيك الظن
ولكنك جازم!!
والأغلاط هنا كثيرة متشعبة لعلنا نتعرض لها لاحقاً،
نسأل الله السداد وسلامة العقول
عبد الحميد التركماني 🔻
Photo
#صدر_حديثا
كتاب مبادئ الأصول للشيخ الفاضل سعيد أحمد البالن بوري رحمه الله تعالى
بتحقيق وتعليق أخي في النسب وزميلي وصديقي القديم في الطلب الشيخ عبد المجيد التركماني حفظه الله تعالى وزاده توفيقا
والشيخ البالن بوري رحمه الله صاحب كتب شهيرة منها شرحه لكتاب حجة الله البالغة في خمس مجلدات بالأردية! وكتب مطولة ورسائل ومختصرات للطالب المبتدئ نافعة في مختلف الفنون منها كتابه هذا مبادئ الأصول.
رحم الله المؤلف وحفظ المعلق والمحقق وجزاهما خيرا
والكتاب طبع بدار التحصيل لدى الإخوة الكرماء الأفاضل طبعة مزينة حسنة جدا أجرى الله على أيديهم الخير وزادهم من فضله
وكما جاء في إعلان الناشر:
"مبادئ الأصول" للشيخ العلامة البالنبوري (١٣٦٠-١٤٤١) رحمه الله تعالى من أروع ما صُنّف في أصول الفقه الحنفي إيجازا وإفادة، فهذا المختصر صار لدى أهل العلم مدارا في المدارس وكتابا متداولا بين أيدي الطلبة. واكتسب المختصر قيمة بعناية فضيلة الشيخ عبد المجيد التركماني حفظه الله تعالى وتعليقاته السنية.
فالكتاب مع حسن ترتيبه واتكائه على لبّ المواضيع تحفة لكلّ من يدرُس أو يدرّس أصول الفقه الحنفي، وسلّمٌ إلى أعماق أصول الفقهاء وأبعاد فقه العلماء.
من هنا يمكن طلب الكتاب من الناشر:
https://www.tahsilyayinevi.com/urun/mebadiul-usul-mbdy-lswl
كتاب مبادئ الأصول للشيخ الفاضل سعيد أحمد البالن بوري رحمه الله تعالى
بتحقيق وتعليق أخي في النسب وزميلي وصديقي القديم في الطلب الشيخ عبد المجيد التركماني حفظه الله تعالى وزاده توفيقا
والشيخ البالن بوري رحمه الله صاحب كتب شهيرة منها شرحه لكتاب حجة الله البالغة في خمس مجلدات بالأردية! وكتب مطولة ورسائل ومختصرات للطالب المبتدئ نافعة في مختلف الفنون منها كتابه هذا مبادئ الأصول.
رحم الله المؤلف وحفظ المعلق والمحقق وجزاهما خيرا
والكتاب طبع بدار التحصيل لدى الإخوة الكرماء الأفاضل طبعة مزينة حسنة جدا أجرى الله على أيديهم الخير وزادهم من فضله
وكما جاء في إعلان الناشر:
"مبادئ الأصول" للشيخ العلامة البالنبوري (١٣٦٠-١٤٤١) رحمه الله تعالى من أروع ما صُنّف في أصول الفقه الحنفي إيجازا وإفادة، فهذا المختصر صار لدى أهل العلم مدارا في المدارس وكتابا متداولا بين أيدي الطلبة. واكتسب المختصر قيمة بعناية فضيلة الشيخ عبد المجيد التركماني حفظه الله تعالى وتعليقاته السنية.
فالكتاب مع حسن ترتيبه واتكائه على لبّ المواضيع تحفة لكلّ من يدرُس أو يدرّس أصول الفقه الحنفي، وسلّمٌ إلى أعماق أصول الفقهاء وأبعاد فقه العلماء.
من هنا يمكن طلب الكتاب من الناشر:
https://www.tahsilyayinevi.com/urun/mebadiul-usul-mbdy-lswl
(التعريف موصل للغير لا للناظر نفسه)
عودة إلى الملاحظات على دروس الدكتور العمري في المنطق
يدرس الطالب في مبادئ المنطق أنه علم يبحث في المعلوم التصوري والتصديقي من حيث حيث إيصالهما للمجهول التصوري والتصديقي،
ويدرس أن أول فائدة - والفائدة الأولية - هي إيصال الناظر إلى المجهولات، فكما أن الدليل يوصل الناظر إلى المجهول التصديقي، فكذلك التعريف يوصله إلى تصور ما كان مجهولاً له، وليس الكلام عن استعمال التعريف مع الغير لإيصاله إلى المجهول إلا بحثاً ثانوياً، كما أن الكلام في استعمال الدليل مع الغير لإيصاله للمجهول بحث ثانوي.
فذكري للتعريف والدليل لغيري ليس هو ما يوصله للمجهول، بل إدراكه للمعاني وترتيبها، لذا ما كان بحث المنطقي إلا في هذه المعاني وترتيبها.
وقد ذكرنا في سلاسل نقد المنطق السابقة كيف أن الخطأ في هذه المسألة الأساسية مرجع كثير من أوهام نقاد المنطق.
فلننظر في كلام الدكتور العمري في المسألة للطالب المبتدئ الذي يحتاج سد أبواب سوء الفهم عليه في مرحلة البناء المفصلية،
————————————
يتكلم الدكتور عن التعريف فيقول:
https://youtu.be/CMasp61GPDI?list=PLa3XSU7qw_YmiHxYxYamkSoAznU6LIwLy&t=19
وصلنا إلى مقاصد التصورات
(أي الكلام الآن في التعريف، الدكتور في مبحث التعريف)
حاصل ما في الأمر
الإنسان إذا أراد أن يتفكر
قبل تركيب القضايا يحتاج ليتصور المفردات
كيف يحصل تصور المفردات؟
أولا أنت تحتاج أن تتصوره ذهنا!!
ثم بعد ذلك هذا التصور الذي تصورته ذهنا
هل أنت قادر أن تنقل عين التصور الحاصل في ذهنك إلى غيرك أم لا؟
إذا لم تكن قادرا ستبقى هذه التصورات حبسية في نفسك
..... وهذه المعاني النفسية موجودة في نفسي
أريد أن أنقل لك معنى
مثلا أني الآن جائع، خائف، أؤمن بالله، ....
هذه المعاني الكثيرة كيف أنا قادر أن أنقلها إليك؟
يجب أن أتمكن من اختيار لفظ إذا خرج مني حصل لك بسببه عين التصور الذي كان في نفسي.
هذا الأمر طبعا أمر في منتهى الصعوبة ...
_______
فهو يمهد هنا لمبحث التعريف، ويريد أن يقول: أننا ندرس في التعريف أن هذه المعاني التي حصلت عندي الموجودة في ذهني
كيف أنقل هذه المعاني بألفاظ تحمل نفس المعاني الحاصلة عندي!
التعريف موصل إلى المجهول التصوري، والموصل هو المعنى كما لا يخفى، لأن علم المنطق يبحث في المعلوم (وهو معنى بلا شك!)، ولكنه عند الدكتور لفظ من الألفاظ يكون بعد حصول المعنى المقصود!
فالمعنى حصل في ذهني الآن كيف أنقله إليك؟
كيف أوصله إليك؟
بالتعريف!
وسيأتي نصه في هذا وسيجعل التعريف بعد حصول المعنى!
فليس التعريف عنده هو الموصل إلى ذلك المعنى، وإنما هو ألفاظ ركبتها أنت بعد حصول المعنى!
أي بعد فراغ شغل المنطقي يبدأ عند الدكتور قصة التعريف!
وهذا أساس ضلال كبير جدا في كثير ما قيل ويقال اعتراضا على المنطق في قسم التصورات!
ونحن في منشوراتنا التي كتبناها فيمن نقد المنطق ذكرنا إشارات مفيدة في هذا الباب وسنزيدها لاحقا إن شاء الله
وسنشرح اللوازم الفاسدة المفسدة لهذا الزعم!
ولنتابع الدكتور ماذا يقول:
__________
https://youtu.be/CMasp61GPDI?list=PLa3XSU7qw_YmiHxYxYamkSoAznU6LIwLy&t=205
"لذلك لا يمكن أن تبدأ بمباحث التصديقات ومباحث القضايا ما لم تحكم التصور
إحكام التصور -كما قلنا- ينقسم إلى قسمين
قسمه الأول يكون فعلا ذهنيًّا، "
________
"الحصول على التصور المطلوب ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول فعل ذهني
وهو معرفة الذاتيات والعرضيات و...."
________
يشرح هذا بمثال يقول:
"يعني أنا الآن قادر
مثلا عندما أنظر إلى شيخ دانش فأنا قادر ذهنا بدون أن أستخدم ألفاظا أن لون شعره ليس داخلا في حقيقته،
هذا سهل أن أقول: طول يده ليس داخلا في حقيقته، لأنه متغير أكيد،
فالقسم الأول في التصورات هو إدراك ما هو ذاتي وما هو عرضي
هذا هو أول جهد تفعله في التصورات
إدراك الذاتيات والعرضيات
هذا الأمر يحتاج إلى دربة
الآن يا شيخ توم
ما هو الذاتي لهذا الهاتف؟
هل اللون ذاتي
هل الكاميرا ذاتي
ما هو الذاتي إذن
تحتاج أن تتفكر
ما هو الشيء الذي لا يكون الهاتف هاتفا إلا به
هذا يحتاج منك أصلا أن تكون مستقرئا لأنواع الهواتف
....
يجب أن أن أستقرئ
وهذا الأمر هو ذهني محض
طيب
بعد الدربة استطعت أن أعرف أي ماهية أمامي كيف أصل إليها
أو كيف أستطيع أن أطرح العرضيات وأن أبقي الذاتيات
وصلت إلى هذا بالدربة "
_______
هذا هو القسم الأول للتصورات: إدراك الكليات الذاتية والعرضية
ويقول: نصل إليها بالدربة.
بعد هذا يبدأ القسم الثاني/المرحلة الثانية
وهي أن تستخدم اللغة على وجه يكون لفظي منطبقا تماما على ما حصل في ذهني.
سيعبر عنه الدكتور: كيف أوصل المعنى الحاصل عندنا إلى الغير
وسينص أيضا أن إيصال المعنى الحاصل عندي يكون بأحد الأمرين:
التقسيم وهو طريق سهل مفيد للأطفال على حد تعبير الدكتور
والتعريف
عودة إلى الملاحظات على دروس الدكتور العمري في المنطق
يدرس الطالب في مبادئ المنطق أنه علم يبحث في المعلوم التصوري والتصديقي من حيث حيث إيصالهما للمجهول التصوري والتصديقي،
ويدرس أن أول فائدة - والفائدة الأولية - هي إيصال الناظر إلى المجهولات، فكما أن الدليل يوصل الناظر إلى المجهول التصديقي، فكذلك التعريف يوصله إلى تصور ما كان مجهولاً له، وليس الكلام عن استعمال التعريف مع الغير لإيصاله إلى المجهول إلا بحثاً ثانوياً، كما أن الكلام في استعمال الدليل مع الغير لإيصاله للمجهول بحث ثانوي.
فذكري للتعريف والدليل لغيري ليس هو ما يوصله للمجهول، بل إدراكه للمعاني وترتيبها، لذا ما كان بحث المنطقي إلا في هذه المعاني وترتيبها.
وقد ذكرنا في سلاسل نقد المنطق السابقة كيف أن الخطأ في هذه المسألة الأساسية مرجع كثير من أوهام نقاد المنطق.
فلننظر في كلام الدكتور العمري في المسألة للطالب المبتدئ الذي يحتاج سد أبواب سوء الفهم عليه في مرحلة البناء المفصلية،
————————————
يتكلم الدكتور عن التعريف فيقول:
https://youtu.be/CMasp61GPDI?list=PLa3XSU7qw_YmiHxYxYamkSoAznU6LIwLy&t=19
وصلنا إلى مقاصد التصورات
(أي الكلام الآن في التعريف، الدكتور في مبحث التعريف)
حاصل ما في الأمر
الإنسان إذا أراد أن يتفكر
قبل تركيب القضايا يحتاج ليتصور المفردات
كيف يحصل تصور المفردات؟
أولا أنت تحتاج أن تتصوره ذهنا!!
ثم بعد ذلك هذا التصور الذي تصورته ذهنا
هل أنت قادر أن تنقل عين التصور الحاصل في ذهنك إلى غيرك أم لا؟
إذا لم تكن قادرا ستبقى هذه التصورات حبسية في نفسك
..... وهذه المعاني النفسية موجودة في نفسي
أريد أن أنقل لك معنى
مثلا أني الآن جائع، خائف، أؤمن بالله، ....
هذه المعاني الكثيرة كيف أنا قادر أن أنقلها إليك؟
يجب أن أتمكن من اختيار لفظ إذا خرج مني حصل لك بسببه عين التصور الذي كان في نفسي.
هذا الأمر طبعا أمر في منتهى الصعوبة ...
_______
فهو يمهد هنا لمبحث التعريف، ويريد أن يقول: أننا ندرس في التعريف أن هذه المعاني التي حصلت عندي الموجودة في ذهني
كيف أنقل هذه المعاني بألفاظ تحمل نفس المعاني الحاصلة عندي!
التعريف موصل إلى المجهول التصوري، والموصل هو المعنى كما لا يخفى، لأن علم المنطق يبحث في المعلوم (وهو معنى بلا شك!)، ولكنه عند الدكتور لفظ من الألفاظ يكون بعد حصول المعنى المقصود!
فالمعنى حصل في ذهني الآن كيف أنقله إليك؟
كيف أوصله إليك؟
بالتعريف!
وسيأتي نصه في هذا وسيجعل التعريف بعد حصول المعنى!
فليس التعريف عنده هو الموصل إلى ذلك المعنى، وإنما هو ألفاظ ركبتها أنت بعد حصول المعنى!
أي بعد فراغ شغل المنطقي يبدأ عند الدكتور قصة التعريف!
وهذا أساس ضلال كبير جدا في كثير ما قيل ويقال اعتراضا على المنطق في قسم التصورات!
ونحن في منشوراتنا التي كتبناها فيمن نقد المنطق ذكرنا إشارات مفيدة في هذا الباب وسنزيدها لاحقا إن شاء الله
وسنشرح اللوازم الفاسدة المفسدة لهذا الزعم!
ولنتابع الدكتور ماذا يقول:
__________
https://youtu.be/CMasp61GPDI?list=PLa3XSU7qw_YmiHxYxYamkSoAznU6LIwLy&t=205
"لذلك لا يمكن أن تبدأ بمباحث التصديقات ومباحث القضايا ما لم تحكم التصور
إحكام التصور -كما قلنا- ينقسم إلى قسمين
قسمه الأول يكون فعلا ذهنيًّا، "
________
"الحصول على التصور المطلوب ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول فعل ذهني
وهو معرفة الذاتيات والعرضيات و...."
________
يشرح هذا بمثال يقول:
"يعني أنا الآن قادر
مثلا عندما أنظر إلى شيخ دانش فأنا قادر ذهنا بدون أن أستخدم ألفاظا أن لون شعره ليس داخلا في حقيقته،
هذا سهل أن أقول: طول يده ليس داخلا في حقيقته، لأنه متغير أكيد،
فالقسم الأول في التصورات هو إدراك ما هو ذاتي وما هو عرضي
هذا هو أول جهد تفعله في التصورات
إدراك الذاتيات والعرضيات
هذا الأمر يحتاج إلى دربة
الآن يا شيخ توم
ما هو الذاتي لهذا الهاتف؟
هل اللون ذاتي
هل الكاميرا ذاتي
ما هو الذاتي إذن
تحتاج أن تتفكر
ما هو الشيء الذي لا يكون الهاتف هاتفا إلا به
هذا يحتاج منك أصلا أن تكون مستقرئا لأنواع الهواتف
....
يجب أن أن أستقرئ
وهذا الأمر هو ذهني محض
طيب
بعد الدربة استطعت أن أعرف أي ماهية أمامي كيف أصل إليها
أو كيف أستطيع أن أطرح العرضيات وأن أبقي الذاتيات
وصلت إلى هذا بالدربة "
_______
هذا هو القسم الأول للتصورات: إدراك الكليات الذاتية والعرضية
ويقول: نصل إليها بالدربة.
بعد هذا يبدأ القسم الثاني/المرحلة الثانية
وهي أن تستخدم اللغة على وجه يكون لفظي منطبقا تماما على ما حصل في ذهني.
سيعبر عنه الدكتور: كيف أوصل المعنى الحاصل عندنا إلى الغير
وسينص أيضا أن إيصال المعنى الحاصل عندي يكون بأحد الأمرين:
التقسيم وهو طريق سهل مفيد للأطفال على حد تعبير الدكتور
والتعريف
YouTube
إيضاح المبهم شرح السلم_ الدَّرس الثَّامن _ الشيخ الفاضل الدمنهوري