قناة الشيخ عبدالحميد الحَجُوري الزُّعكُري
15.3K subscribers
3.15K photos
3.55K videos
669 files
25.4K links
ينشر في القناة كل ما يخص الشيخ حفظه الله من فتاوى ومقالات ومحاضرات وخطب ونصائح ودروس وكتب.
للمزيد موقع الشيخ alzoukory.com
Download Telegram
لي لا على سبيل الحصر ولكن من باب بيان بعض ما يحتاجه المكلف وبالله التوفيق.
الدرس الرابع عشر 👆من كتاب الشرح والإبانة لابن بطة العكبري
https://t.me/A_lzoukory

🔸🔹🔸🔹🔸
🌍 لمتابعة جميع الخطب للشيخ حفظه الله تعالى من الموقع الرسمي :
#الخطب_المنبرية : https://alzoukory.com/

🔗 رابط حساب الشيخ على تويتر : https://twitter.com/A_Alzoukory?s=08

رابط الشيخ على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCK2Lx1fToSQco2hW3tdgzOg

🔗رابط الشيخ على الفيسبوك
https://www.facebook.co؟m/649918028352367
الدرس الخامس عشر 👆من كتاب الشرح والإبانة لابن بطة العكبري

https://t.me/A_lzoukory

🔸🔹🔸🔹🔸
🌍 لمتابعة جميع الخطب للشيخ حفظه الله تعالى من الموقع الرسمي :
#الخطب_المنبرية : https://alzoukory.com/

🔗 رابط حساب الشيخ على تويتر : https://twitter.com/A_Alzoukory?s=08

رابط الشيخ على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCK2Lx1fToSQco2hW3tdgzOg

🔗رابط الشيخ على الفيسبوك
https://www.facebook.co؟m/649918028352367
الدرس الخامس عشر 👆من كتاب الشرح والإبانة لابن بطة العكبري

https://t.me/A_lzoukory

🔸🔹🔸🔹🔸
🌍 لمتابعة جميع الخطب للشيخ حفظه الله تعالى من الموقع الرسمي :
#الخطب_المنبرية : https://alzoukory.com/

🔗 رابط حساب الشيخ على تويتر : https://twitter.com/A_Alzoukory?s=08

رابط الشيخ على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCK2Lx1fToSQco2hW3tdgzOg

🔗رابط الشيخ على الفيسبوك
https://www.facebook.co؟m/649918028352367
من كتاب قصة آدم عليه السلام

وَقَالَ تَعَالَى: " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَة وَجعل مِنْهَا زَوجهَا ليسكن إِلَيْهَا ... الْآيَةَ ". أقول وتتمة الآية { فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 189]وفي الاستدلال بهذه الآية نظر إذ ليس المراد بها آدم وحواء قال ابن كثير (3/ 525) ذَكَرَ الْمُفَسِّرُونَ هَاهُنَا آثَارًا وَأَحَادِيثَ سَأُورِدُهَا وَأُبَيِّنُ مَا فِيهَا، ثُمَّ نُتْبِعُ ذَلِكَ بَيَانَ الصَّحِيحِ فِي ذَلِكَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَبِهِ الثِّقَةُ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سُمْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "وَلَمَّا وَلَدَتْ حَوَّاءُ طَافَ بِهَا إِبْلِيسُ -وَكَانَ لَا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ -فَقَالَ: سَمِّيهِ عَبْدَ الْحَارِثِ؛ فَإِنَّهُ يَعِيشُ، فَسَمَّتْهُ عَبْدَ الْحَارِثِ، فَعَاشَ وَكَانَ ذلك من وحي الشَّيْطَانِ وَأَمْرِهِ".
وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، بُنْدَار، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، بِهِ.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ هَذِهِ الْآيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَثْنَى، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، بِهِ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ، مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الصَّمَدِ مَرْفُوعًا ثُمَّ قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَرَوَاهُ الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَبِي زُرْعَة الرَّازِيِّ، عَنْ هِلَالِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، بِهِ مَرْفُوعًا.
وَكَذَا رَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدويه فِي تَفْسِيرِهِ مِنْ حَدِيثِ شَاذِّ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، بِهِ مَرْفُوعًا
قُلْتُ: "وَشَاذٌّ" هَذَا هُوَ: هِلَالٌ، وَشَاذٌّ لَقَبُهُ. وَالْغَرَضُ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مَعْلُولٌ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: أَنَّ عُمَرَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ هَذَا هُوَ الْبَصْرِيُّ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَلَكِنْ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: لَا يُحْتَجُّ بِهِ. وَلَكِنْ رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سُمْرَةَ مَرْفُوعًا فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
الثَّانِي: أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ مِنْ قَوْلِ سُمْرَةَ نَفْسِهِ، لَيْسَ مَرْفُوعًا، كَمَا قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ. وَحَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ سَمْرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: سَمَّى آدَمُ ابْنَهُ "عَبْدَ الْحَارِثِ".
الثَّالِثُ: أَنَّ الْحَسَنَ نَفْسَهُ فَسَّرَ الْآيَةَ بِغَيْرِ هَذَا، فَلَوْ كَانَ هَذَا عِنْدَهُ عَنْ سُمْرَةَ مَرْفُوعًا، لَمَا عَدَلَ عَنْهُ، قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيع، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ: {جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} قَالَ: كَانَ هَذَا فِي بَعْضِ أَهْلِ الْمِلَلِ، وَلَمْ يَكُنْ بِآدَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: عَنَى بِهَا ذَرِّيَّةَ آدَمَ، وَمَنْ أَشْرَكَ مِنْهُمْ بَعْدَهُ -يَعْنِي: قَوْلَهُ{جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} وَحَدَّثَنَا بِشْرٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: هُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، رَزَقَهُمُ اللَّهُ أَوْلَادًا، فَهَوَّدُوا ونَصَّروا.
وَهَذِهِ أَسَانِيدُ صَحِيحَةٌ عَنِ الْحَسَنِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، أَنَّهُ فَسَّرَ الْآيَةَ بِذَلِكَ، وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ التَّفَاسِيرِ وَأَوْلَى مَا حُمِلَتْ عَلَيْهِ الْآيَةُ، وَلَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَهُ مَحْفُوظًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَا عَدَلَ عَنْهُ هُوَ وَلَا غَيْرُهُ، وَلَا سِيَّمَا مَعَ تَقْوَاهُ لِلَّهِ وَوَرَعه، فَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى الصَّحَابِيِّ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ تَلَقَّاهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ، مَنْ آمَنُ مِنْهُمْ، مِثْلِ: كَعْبٍ أَوْ وَهْ
بِ بْنِ مُنَبّه وَغَيْرِهِمَا، كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَّا أَنَّنَا بَرِئْنَا مِنْ عُهْدَةِ الْمَرْفُوعِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. انتهى
ومما يدل على نكارة القصة سوى ما ذكر رحمه الله أوجه الأول: أن آدم عليه السلام نبي والأنبياء معصومون من الشرك واعتقاد ما في القصة شرك في الربوبية.
الوجه الثاني: أن الله تعالى ذكر حطيئة آدم عليه السلام بأكله من الشر ولم يذكر هذه مع أنها أشد.
الوجه الثالث: أن الله تعالى ذكر توبة آدم عليه السلام من الأكل من الشجرة والإخبار عن توبته من الشرك أولى.
الوجه الرابع: كيف يصدقانه وهو يقول أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة. إلى غير ذلك فهي قصة ضعيفة سندا ومتنا.
قال الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى في المسند (١٩٠٣٩) - ‍ﺣ‍‍ﺪ‍ﺛ‍‍ﻨ‍‍ﺎ ‍ﺃ‍ﺑ‍‍ﻮ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻨ‍‍ﻀ‍‍ﺮ, ‍ﺣ‍‍ﺪ‍ﺛ‍‍ﻨ‍‍ﺎ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻤ‍‍ﺴ‍‍ﻌ‍‍ﻮ‍ﺩ‍ﻱ‍, ‍ﻋ‍‍ﻦ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺮ‍ﻛ‍‍ﻴ‍‍ﻦ‍ ‍ﺑ‍‍ﻦ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺮ‍ﺑ‍‍ﻴ‍‍ﻊ‍, ‍ﻋ‍‍ﻦ‍ ‍ﺃ‍ﺑ‍‍ﻴ‍‍ﻪ‍, ‍ﻋ‍‍ﻦ‍ ‍ﺧ‍‍ﺮ‍ﻳ‍‍ﻢ‍ ‍ﺑ‍‍ﻦ‍ ‍ﻓ‍‍ﺎ‍ﺗ‍‍ﻚ‍ ‍ﻗ‍‍ﺎ‍ﻝ‍: ‍ﻗ‍‍ﺎ‍ﻝ‍ ‍ﺭ‍ﺳ‍‍ﻮ‍ﻝ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﺻ‍‍ﻠ‍‍ﻰ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﻋ‍‍ﻠ‍‍ﻴ‍‍ﻪ‍ ‍ﻭ‍ﺳ‍‍ﻠ‍‍ﻢ‍: " ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺄ‍ﻋ‍‍ﻤ‍‍ﺎ‍ﻝ‍ ‍ﺳ‍‍ﺘ‍‍ﺔ, ‍ﻭ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻨ‍‍ﺎ‍ﺱ‍ ‍ﺃ‍ﺭ‍ﺑ‍‍ﻌ‍‍ﺔ, ‍ﻓ‍‍ﻤ‍‍ﻮ‍ﺟ‍‍ﺒ‍‍ﺘ‍‍ﺎ‍ﻥ‍, ‍ﻭ‍ﻣ‍‍ﺜ‍‍ﻞ‍ ‍ﺑ‍‍ﻤ‍‍ﺜ‍‍ﻞ‍, ‍ﻭ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺤ‍‍ﺴ‍‍ﻨ‍‍ﺔ ‍ﺑ‍‍ﻌ‍‍ﺸ‍‍ﺮ ‍ﺃ‍ﻣ‍‍ﺜ‍‍ﺎ‍ﻟ‍‍ﻬ‍‍ﺎ, ‍ﻭ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺤ‍‍ﺴ‍‍ﻨ‍‍ﺔ ‍ﺑ‍‍ﺴ‍‍ﺒ‍‍ﻊ‍ ‍ﻣ‍‍ﺎ‍ﺋ‍‍ﺔ, ‍ﻓ‍‍ﺄ‍ﻣ‍‍ﺎ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻤ‍‍ﻮ‍ﺟ‍‍ﺒ‍‍ﺘ‍‍ﺎ‍ﻥ‍: ‍ﻣ‍‍ﻦ‍ ‍ﻣ‍‍ﺎ‍ﺕ‍ ‍ﻟ‍‍ﺎ ‍ﻳ‍‍ﺸ‍‍ﺮ‍ﻙ‍ ‍ﺑ‍‍ﺎ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﺷ‍‍ﻴ‍‍ﺌ‍‍ﺎ ‍ﺩ‍ﺧ‍‍ﻞ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺠ‍‍ﻨ‍‍ﺔ, ‍ﻭ‍ﻣ‍‍ﻦ‍ ‍ﻣ‍‍ﺎ‍ﺕ‍ ‍ﻳ‍‍ﺸ‍‍ﺮ‍ﻙ‍ ‍ﺑ‍‍ﺎ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﺷ‍‍ﻴ‍‍ﺌ‍‍ﺎ ‍ﺩ‍ﺧ‍‍ﻞ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻨ‍‍ﺎ‍ﺭ, ‍ﻭ‍ﺃ‍ﻣ‍‍ﺎ ‍ﻣ‍‍ﺜ‍‍ﻞ‍ ‍ﺑ‍‍ﻤ‍‍ﺜ‍‍ﻞ‍: ‍ﻓ‍‍ﻤ‍‍ﻦ‍ ‍ﻫ‍‍ﻢ‍ ‍ﺑ‍‍ﺤ‍‍ﺴ‍‍ﻨ‍‍ﺔ ‍ﺣ‍‍ﺘ‍‍ﻰ ‍ﻳ‍‍ﺸ‍‍ﻌ‍‍ﺮ‍ﻫ‍‍ﺎ ‍ﻗ‍‍ﻠ‍‍ﺒ‍‍ﻪ‍, ‍ﻭ‍ﻳ‍‍ﻌ‍‍ﻠ‍‍ﻢ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﻋ‍‍ﺰ ‍ﻭ‍ﺟ‍‍ﻞ‍ ‍ﺫ‍ﻟ‍‍ﻚ‍ ‍ﻣ‍‍ﻨ‍‍ﻪ‍ ‍ﻛ‍‍ﺘ‍‍ﺒ‍‍ﺖ‍ ‍ﻟ‍‍ﻪ‍ ‍ﺣ‍‍ﺴ‍‍ﻨ‍‍ﺔ, ‍ﻭ‍ﻣ‍‍ﻦ‍ ‍ﻋ‍‍ﻤ‍‍ﻞ‍ ‍ﺳ‍‍ﻴ‍‍ﺌ‍‍ﺔ ‍ﻛ‍‍ﺘ‍‍ﺒ‍‍ﺖ‍ ‍ﻋ‍‍ﻠ‍‍ﻴ‍‍ﻪ‍ ‍ﺳ‍‍ﻴ‍‍ﺌ‍‍ﺔ, ‍ﻭ‍ﻣ‍‍ﻦ‍ ‍ﻋ‍‍ﻤ‍‍ﻞ‍ ‍ﺣ‍‍ﺴ‍‍ﻨ‍‍ﺔ ‍ﻛ‍‍ﺘ‍‍ﺒ‍‍ﺖ‍ ‍ﻟ‍‍ﻪ‍ ‍ﺑ‍‍ﻌ‍‍ﺸ‍‍ﺮ ‍ﺃ‍ﻣ‍‍ﺜ‍‍ﺎ‍ﻟ‍‍ﻬ‍‍ﺎ, ‍ﻭ‍ﻣ‍‍ﻦ‍ ‍ﺃ‍ﻧ‍‍ﻔ‍‍ﻖ‍ ‍ﻧ‍‍ﻔ‍‍ﻘ‍‍ﺔ ‍ﻓ‍‍ﻲ‍ ‍ﺳ‍‍ﺒ‍‍ﻴ‍‍ﻞ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍, ‍ﻓ‍‍ﺤ‍‍ﺴ‍‍ﻨ‍‍ﺔ ‍ﺑ‍‍ﺴ‍‍ﺒ‍‍ﻊ‍ ‍ﻣ‍‍ﺎ‍ﺋ‍‍ﺔ, ‍ﻭ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻨ‍‍ﺎ‍ﺱ‍ ‍ﺃ‍ﺭ‍ﺑ‍‍ﻌ‍‍ﺔ, ‍ﻣ‍‍ﻮ‍ﺳ‍‍ﻊ‍ ‍ﻋ‍‍ﻠ‍‍ﻴ‍‍ﻪ‍ ‍ﻓ‍‍ﻲ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺪ‍ﻧ‍‍ﻴ‍‍ﺎ ‍ﻣ‍‍ﻘ‍‍ﺘ‍‍ﻮ‍ﺭ ‍ﻋ‍‍ﻠ‍‍ﻴ‍‍ﻪ‍ ‍ﻓ‍‍ﻲ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺂ‍ﺧ‍‍ﺮ‍ﺓ, ‍ﻭ‍ﻣ‍‍ﻮ‍ﺳ‍‍ﻊ‍ ‍ﻋ‍‍ﻠ‍‍ﻴ‍‍ﻪ‍ ‍ﻓ‍‍ﻲ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺂ‍ﺧ‍‍ﺮ‍ﺓ ‍ﻣ‍‍ﻘ‍‍ﺘ‍‍ﻮ‍ﺭ ‍ﻋ‍‍ﻠ‍‍ﻴ‍‍ﻪ‍ ‍ﻓ‍‍ﻲ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺪ‍ﻧ‍‍ﻴ‍‍ﺎ, ‍ﻭ‍ﻣ‍‍ﻮ‍ﺳ‍‍ﻊ‍ ‍ﻋ‍‍ﻠ‍‍ﻴ‍‍ﻪ‍ ‍ﻓ‍‍ﻲ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺪ‍ﻧ‍‍ﻴ‍‍ﺎ ‍ﻭ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺂ‍ﺧ‍‍ﺮ‍ﺓ, ‍ﻭ‍ﻣ‍‍ﻘ‍‍ﺘ‍‍ﻮ‍ﺭ ‍ﻋ‍‍ﻠ‍‍ﻴ‍‍ﻪ‍ ‍ﻓ‍‍ﻲ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺪ‍ﻧ‍‍ﻴ‍‍ﺎ ‍ﻭ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺂ‍ﺧ‍‍ﺮ‍ﺓ "

والحديث حسن

https://t.me/A_lzoukory

🔸🔹🔸🔹🔸
🌍 لمتابعة جميع الخطب للشيخ حفظه الله تعالى من الموقع الرسمي :
#الخطب_المنبرية : https://alzoukory.com/

🔗 رابط حساب الشيخ على تويتر : https://twitter.com/A_Alzoukory?s=08

رابط الشيخ على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCK2Lx1fToSQco2hW3tdgzOg

🔗رابط الشيخ على الفيسبوك
https://www.facebook.co؟m/649918028352367
الدرس السادس عشر 👆من كتاب الشرح والإبانة لابن بطة العكبري
https://t.me/A_lzoukory

🔸🔹🔸🔹🔸
🌍 لمتابعة جميع الخطب للشيخ حفظه الله تعالى من الموقع الرسمي :
#الخطب_المنبرية : https://alzoukory.com/

🔗 رابط حساب الشيخ على تويتر : https://twitter.com/A_Alzoukory?s=08

رابط الشيخ على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCK2Lx1fToSQco2hW3tdgzOg

🔗رابط الشيخ على الفيسبوك
https://www.facebook.co؟m/649918028352367
الحادية عشرة: التخول بالموعظة بين الحين والآخر بعدًا عن السائمة والغفلة.
أخرج البخاري (68)، ومسلم (2821) عن ابن مسعود أن رسول الله ﷺ كان يتخولنا بالموعظة خائفه السائمة علينا.
وبوب عليه البخاري باب: ما كان النبي ﷺ يتخولهم بالموعظة والعلم لكي لا ينفروا.
قال الحافظ في شرح الحديث: وفيه رفق النبي ﷺ بأصحابه، وحسن التوصل إلى تعليهم وتفهيمهم ليأخذوا عنه بنشاط لا عن ضجر ولا ملل، ويقتدي به في ذلك، فإن التعليم بالتدريج أخف مؤونة وادعى إلى الثبات من أخذه بالكبر والمغالبة.اهـ
وكما قيل: من أراد الشيء جملة فقده جمله.
فعلى الداعي إلى الله أن يكون وسطًا بين ما يؤدي إلى الملل وبين الإعراض.
يتخول القرى والمناطق بالدعوة خشية تسلط الغفلة عليهم، فإنها الداء الثقيل الذي يفسد الدنيا والدين.
وعدم السكينة في جميع شؤون الحياة يؤدي إلى الانقطاع، وكما قيل: فإن المنبت لا ظهرًا أبقى ولا أرضًا قطع.
ويدخل في هذا الباب تقصير الخطبة، فقد كانت خطبة النبي قصدًا كما في حديث جابر بن سمرة عند مسلم، وكثرة الكلام ينسي بعضه بعضًا كما قال الزهري.
وقد قال رسول الله ﷺ: «السكينة السكينة، فإن البر ليس بالإيضاع«.
وغالبًا ما ينقطع هذا الداعي قبل غيره.
فنسأل الله السداد وأن يوصلنا المراد.
https://t.me/A_lzoukory

🔸🔹🔸🔹🔸
🌍 لمتابعة جميع الخطب للشيخ حفظه الله تعالى من الموقع الرسمي :
#الخطب_المنبرية : https://alzoukory.com/

🔗 رابط حساب الشيخ على تويتر : https://twitter.com/A_Alzoukory?s=08

رابط الشيخ على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCK2Lx1fToSQco2hW3tdgzOg

🔗رابط الشيخ على الفيسبوك
https://www.facebook.co؟m/649918028352367
من كتابي قصة آدم عليه السلام وما فيها من الآداب والعقائد والأحكام


وسأذكر هنا ما يسره الله تعالى وفتح به علي لا على سبيل الحصر ولكن من باب بيان بعض ما يحتاجه المكلف وبالله التوفيق.
ألأولى: فيها بيان وتضمن لأركان الإيمان الستة التي جمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عمر رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ، قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، واتفق عليه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: «الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَبِلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ». قَالَ: مَا الإِسْلاَمُ؟ قَالَ: " الإِسْلاَمُ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، وَلاَ تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ ". قَالَ: مَا الإِحْسَانُ؟ قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، ومن أول ما تضمنته هذه الآيات الإيمان بالله تعالى حيث وفيها ما يتعلق بأقسام التوحيد الثلاثة توحيد الربوبية والإلهية والأسماء والصفات التي هي حق الله تعالى على العباد ففي الصحيحين عن مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ، هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَقُّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ؟»، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ؟ قَالَ: «لاَ تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا» ويؤخذ هذا من مواطن من هذه القصة فمنها قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} فيه بيان للتوحيد الذي هو حق الله على العبيد وهذا ظاهر في مواطن.
فقوله: {ربك} دليل على توحيد الربوبية وهو إفراد الله بالخلق والملك والتدبير وإن شئت أن تقول إفراد الله بأفعاله، وهذا النوع من التوحيد مستلزم للنوع الثاني من التوحيد وهو توحيد الإلهية وهو إفراد الله بأفعال المكلفين، عن شئت أن تقول إفراد الله بالعبادة وهذا التوحيد من أجله أنزلت الكتب وأرسلت الرسل ووجدت الخليقة كما هو معلوم والإقرار بتوحيد الربوبية وحده لا يُدخل في الإسلام، والنوع الثالث من التوحيد هو توحيد الأسماء والصفات وقد تضمنت هذه الآيات مجموعة من الأسماء والصفات فمنها إثبات اسم الرب والتواب والرحيم وإثبات صفة الكلام وغير ذلك.
والإيمان بالملائكة مأخوذ من التصريح بذكرهم والخطاب الذي جرى بينهم وبين ربهم وبيان ما هم عليه من جميل فعالهم وعظيم خصالهم والإيمان بهم يزيد الإيمان إذا أن العبد ليس بشيء إلى ما سخرهم الله تعالى عليه من الطاعة والمداومة عليها فهم سلام الله تعالى عليهم المسبحون والصافون والذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون خلهم الله تعالى وسخرهم فيما سخرهم من أمر العالم العلوي والسفلي فهم الموكلون بالقطر وبكتابة أعمال بني آدم والملائكة خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم: (وما يعلم جنود ربك إلاَّ هو) [المدثر: 31] .
وإذا أردت أن تعلم كثرتهم، فاسمع ما قاله جبريل عن البيت المعمور، عندما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم عنه: (هذا ال
بيت المعمور يصلي فيه في كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم).
وفي صحيح مسلم عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها) وقد رجح بعض أهل العلم في هذا الحديث الوقف ومع ذلك سيكون من الموقوف الذي له حكم الرفع إذ لا مجال للعقل في مثل هذا.
وإذا تأملت النصوص الواردة في الملائكة التي تقوم على الإنسان علمت مدى كثرتهم، فهناك ملائكة موكلون بالنطفة، وملائكة موكلة بكتابة أعمال المكلفين، وملائكة حفظه، وقرين ملكي لهدايته وإرشاده.
فما بالك بالملائكة الموكلة بالقطر حتى روي في بعض الآثار أن مع كل قطرة ملكا وهم خزنة الجنة والنار وليس المجال مجال بسط وإنما إشارة إلى ما دلت عليه الآيات.
ووما دلت عليه من أركان الإيمان الإيمان بالكتب المنزلة من الله تعالى وهذا مأخوذ من قوله تعالى: {فإما يأتينكم مني هدى} ومنه ما أنزله الله تعالى من الوحي على رسله والكتب التي أنزلها تعالى كثيرة بكثرة الأنبياء والمرسلين فقد قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحديد: 25] ففي هذه الآية دليل على أن مع كل رسول كتاب.
وفيه الإشارة إلى الإيمان بالرسل إذ هم الذين يوحي إليهم الله تعالى بالهدى كما قال تعالى : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] ثم إن آدم عليه السلام كان نبيا ففي صحيح ابن حبان (6190) عن أبي أُمَامَةَ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، مُكَلَّمٌ» ، قَالَ: فَكَمْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ؟ قَالَ: «عَشَرَةُ قُرُونٍ» ورسل الله وأنبيائه كثير قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [غافر: 78] قال ابن عطية في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (2/ 137)
وقوله تعالى: وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ يقتضي كثرة الأنبياء دون تحديد بعدد، وقد قال تعالى وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ [فاطر: 24] وقال تعالى: وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً [الفرقان: 38] وما يذكر من عدد الأنبياء فغير صحيح، الله أعلم بعدتهم، صلى الله عليهم. انتهى
وفيها بيان الإيمان باليوم الآخر وهذا مأخوذ من قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [البقرة: 36] ومن قوله: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 38، 39] واليوم الآخر داخل فيه القبر وما يليه فعَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ، قَالَ:
كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى، حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَلا تَبْكِي، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْقَبْرُ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ، فَإِنْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ، فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ ". قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ " أخرجه أحمد ط الرسالة (1/ 503) وقد تقدم الكلام عليه في أول السورة والحمد لله.
ومنها الإيمان بالقدر وهذا مأخوذ من تحقق ما قصه الله تعالى من شأن آدم عليه السلام وبيان أن الله بكل شيء عليم والقدر علم الله وسره ومراتبه أربع الأولى العلم: ودليلها في هذا الموطن: { قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30] وقوله تعالى: {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة: 33] وهذا دال على علم الله تعالى بجميع الموجودات وأنه لا يخرج عن علمه شيء من صغيرها أو كبيرها.
الثانية الكتابة: وأدلتها كثيرة ويمكن استنباطها من هذا الموطن من قوله تعالى {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا} [البقرة: 35] مع ما هو معلوم من أنّ الله تعالى كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف عام وعرشه على الماء كما تقدم من حديث ابن عمرو رضي الله عنه أخرجه مسلم.
المرتبة
الثالثة المشيئة وأنه لا يقع في هذا العالم إلا ما شاءه الله تعالى وقدره فوجود آدم وخلق إبليس وكل ما ذكره الله من شأنهما كان بمشيئته تعالى قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ} [الأنعام: 137] وقال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} [المائدة: 48].
الرابعة الخلق فالله تعالى خالق كل شيء كما أخبر بذلك عن نفسه ومن جملة ذلك خلق إبليس وعمله وخلق آم وعمله على ما تقدم بيانه وقد تقد حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة موسى مع آدم عليهما السلام وفيه أتلومني على شيء قدره الله عليّ قبل أن يخلق السموات والأرض فحج آدم موسى.
الدرس السابع عشر 👆من كتاب الشرح والإبانة لابن بطة العكبري
https://t.me/A_lzoukory

🔸🔹🔸🔹🔸
🌍 لمتابعة جميع الخطب للشيخ حفظه الله تعالى من الموقع الرسمي :
#الخطب_المنبرية : https://alzoukory.com/

🔗 رابط حساب الشيخ على تويتر : https://twitter.com/A_Alzoukory?s=08

رابط الشيخ على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCK2Lx1fToSQco2hW3tdgzOg

🔗رابط الشيخ على الفيسبوك
https://www.facebook.co؟m/649918028352367
من كتابي قصة آدم عليه السلام وما فيها من الآداب والعقائد والأحكام


الثانية: فيها بيان فضل الملائكة عليهم السلام وما هم عليه من العلم والمبادرة إلى طاعة الله على ما هو ظاهر في الآية من أوجه الأول كونهم استنبطوا وجود الفساد في الأرض من ذرية هذا الخليفة الثاني رجوعهم عن اعتراضهم حين أقام الله عليهم الحجة بعلم آدم عليه السلام الثالث المبادرة إلى السجود لآدم عليه السلام بخلاف إبليس اللعين.
الثالثة: فيها ربط الأمور بأسبابها فالله تعالى ذكره لا يعجزه شيء لكال علمه وقدرته قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [فاطر: 44] وقد تقدم بيان خلق آدم ولو أراد أن يخلقه بقوله كن لكان قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [البقرة: 117] وقال تعالى: { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل: 40].
الرابعة: فيها بيان أن الطاعات سبب لصلاح البلاد والعباد كما أن المعاصي سبب لفساد البلاد والعباد وهذا مأخوذ من قوله تعالى {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30] وقد قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].
قال ابن القيم في الجواب الكافي (ص: 64)
فَصْلٌ
الذُّنُوبُ تُحْدِثُ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ
وَمِنْ آثَارِ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي: أَنَّهَا تُحْدِثُ فِي الْأَرْضِ أَنْوَاعًا مِنَ الْفَسَادِ فِي الْمِيَاهِ وَالْهَوَاءِ، وَالزَّرْعِ، وَالثِّمَارِ، وَالْمَسَاكِنِ، قَالَ تَعَالَى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [سُورَةُ الرُّومِ: 41] .
قَالَ مُجَاهِدٌ: إِذَا وَلِيَ الظَّالِمُ سَعَى بِالظُّلْمِ وَالْفَسَادِ فَيَحْبِسُ اللَّهُ بِذَلِكَ الْقَطْرَ، فَيَهْلِكُ الْحَرْثُ وَالنَّسْلُ، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ، ثُمَّ قَرَأَ: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [سُورَةُ الرُّومِ: 41] .
ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا هُوَ بَحْرُكُمْ هَذَا، وَلَكِنْ كُلُّ قَرْيَةٍ عَلَى مَاءٍ جَارٍ فَهُوَ بَحْرٌ،
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ لَكُمْ: بَحْرُكُمْ هَذَا، وَلَكِنْ كُلُّ قَرْيَةٍ عَلَى مَاءٍ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: أَمَّا الْبَرُّ فَأَهْلُ الْعَمُودِ، وَأَمَّا الْبَحْرُ فَأَهْلُ الْقُرَى وَالرِّيفِ، قُلْتُ: وَقَدْ سَمَّى اللَّهُ تَعَالَى الْمَاءَ الْعَذْبَ بَحْرًا، فَقَالَ: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} [سُورَةُ فَاطِرٍ: 12] . وَلَيْسَ فِي الْعَالَمِ بَحْرٌ حُلْوٌ وَاقِفٌ، وَإِنَّمَا هِيَ الْأَنْهَارُ الْجَارِيَةُ، وَالْبَحْرُ الْمَالِحُ هُوَ السَّاكِنُ، فَسَمَّى الْقُرَى الَّتِي عَلَيْهَا الْمِيَاهُ الْجَارِيَةُ بِاسْمِ تِلْكَ الْمِيَاهِ.
وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} قَالَ: الذُّنُوبُ.
قُلْتُ: أَرَادَ أَنَّ الذُّنُوبَ سَبَبُ الْفَسَادِ الَّذِي ظَهَرَ، وَإِنْ أَرَادَ أَنَّ الْفَسَادَ الَّذِي ظَهَرَ هُوَ الذُّنُوبُ نَفْسُهَا فَتَكُونُ اللَّامُ فِي قَوْلِهِ: {لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} لَامَ الْعَاقِبَةِ وَالتَّعْلِيلِ، وَعَلَى الْأَوَّلِ فَالْمُرَادُ بِالْفَسَادِ: النَّقْصُ وَالشَّرُّ وَالْآلَامُ الَّتِي يُحْدِثُهَا اللَّهُ فِي الْأَرْضِ عِنْدَ مَعَاصِي الْعِبَادِ، فَكُلَّمَا أَحْدَثُوا ذَنْبًا أَحْدَثَ اللَّهُ لَهُمْ عُقُوبَةً، كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: كُلَّمَا أَحْدَثْتُمْ ذَنْبًا أَحْدَثَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ سُلْطَانِهِ عُقُوبَةً.
وَالظَّاهِرُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ الْفَسَادَ الْمُرَادَ بِهِ الذُّنُوبُ وَمُوجِبَاتُهَا، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} فَهَذَا حَالُنَا، وَإِنَّمَا أَذَاقَنَا الشَّيْءَ الْيَسِيرَ مِنْ أَعْمَالِنَا، وَلَوْ أَذَاقَنَا كُلَّ أَعْمَالِنَا لَمَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ.
الْمَعَاصِي سَبَبُ الْخَسْفِ وَالزَّلَازِلِ
وَمِنْ تَأْثِيرِ مَعَاصِي اللَّهِ فِي الْأَرْضِ مَا يَحِلُّ بِهَا مِنَ الْخَسْفِ وَالزَّلَازِلِ، وَيَمْحَقُ بَرَكَتَهَا، وَقَدْ «مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى دِيَارِ ثَمُ
ودَ، فَمَنَعَهُمْ مِنْ دُخُولِ دِيَارِهِمْ إِلَّا وَهُمْ بَاكُونَ، وَمِنْ شُرْبِ مِيَاهِهِمْ، وَمِنَ الِاسْتِسْقَاءِ مِنْ آبَارِهِمْ، حَتَّى أَمَرَ أَنْ لَا يُعْلَفَ الْعَجِينُ الَّذِي عُجِنَ بِمِيَاهِهِمْ لِلنَّوَاضِحِ، لِتَأْثِيرِ شُؤْمِ الْمَعْصِيَةِ فِي الْمَاءِ،» وَكَذَلِكَ شُؤْمِ تَأْثِيرِ الذُّنُوبِ فِي نَقْصِ الثِّمَارِ وَمَا تَرَى بِهِ مِنَ الْآفَاتِ.
وَقَدْ ذَكَرَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ فِي ضِمْنِ حَدِيثٍ قَالَ: وُجِدَتْ فِي خَزَائِنَ بَعْضِ بَنِي أُمَيَّةَ، حِنْطَةٌ، الْحَبَّةُ بِقَدْرِ نَوَاةِ التَّمْرَةِ، وَهِيَ فِي صُرَّةٍ مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا: كَانَ هَذَا يَنْبُتُ فِي زَمَنٍ مِنَ الْعَدْلِ، وَكَثِيرٌ مِنْ هَذِهِ الْآفَاتِ أَحْدَثَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِمَا أَحْدَثَ الْعِبَادُ مِنَ الذُّنُوبِ.
وَأَخْبَرَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوخِ الصَّحْرَاءِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَعْهَدُونَ الثِّمَارَ أَكْبَرَ مِمَّا هِيَ الْآنَ، وَكَثِيرٌ مِنْ هَذِهِ الْآفَاتِ الَّتِي تُصِيبُهَا لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَهَا، وَإِنَّمَا حَدَثَتْ مِنْ قُرْبٍ.
تَأْثِيرُ الذُّنُوبِ فِي الصُّوَرِ
وَأَمَّا تَأْثِيرُ الذُّنُوبِ فِي الصُّوَرِ وَالْخَلْقِ، فَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ سِتُّونَ ذِرَاعًا، وَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الْآنَ» .
فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ الْأَرْضَ مِنَ الظَّلَمَةِ وَالْخَوَنَةِ وَالْفَجَرَةِ، يُخْرِجُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِهِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا، وَيَقْتُلُ الْمَسِيحُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، وَيُقِيمُ الدِّينَ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ، وَتُخْرِجَ الْأَرْضُ بَرَكَاتِهَا، وَتَعُودُ كَمَا كَانَتْ، حَتَّى إِنَّ الْعِصَابَةَ مِنَ النَّاسِ لَيَأْكُلُونِ الرُّمَّانَةَ وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا، وَيَكُونُ الْعُنْقُودُ مِنَ الْعِنَبِ وَقْرَ بَعِيرٍ، وَلَبَنُ اللِّقْحَةِ الْوَاحِدَةِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَهَذِهِ لِأَنَّ الْأَرْضَ لَمَّا طَهُرَتْ مِنَ الْمَعَاصِي ظَهَرَتْ فِيهَا آثَارُ الْبَرَكَةِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى الَّتِي مَحَقَتْهَا الذُّنُوبُ وَالْكُفْرُ، وَلَا رَيْبَ أَنَّ الْعُقُوبَاتِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ فِي الْأَرْضِ بَقِيَتْ آثَارُهَا سَارِيَةً فِي الْأَرْضِ تَطْلُبُ مَا يُشَاكِلُهَا مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي هِيَ آثَارُ تِلْكَ الْجَرَائِمِ الَّتِي عُذِّبَتْ بِهَا الْأُمَمُ، فَهَذِهِ الْآثَارُ فِي الْأَرْضِ مِنْ آثَارِ تِلْكَ الْعُقُوبَاتِ، كَمَا أَنَّ هَذِهِ الْمَعَاصِي مِنْ آثَارِ تِلْكَ الْجَرَائِمِ، فَتَنَاسَبَتْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَحُكْمَهُ الْكَوْنِيُّ أَوَّلًا وَآخِرًا، وَكَانَ الْعَظِيمُ مِنَ الْعُقُوبَةِ لِلْعَظِيمِ مِنَ الْجِنَايَةِ، وَالْأَخَفُّ لِلْأَخَفِّ، وَهَكَذَا يَحْكُمُ سُبْحَانَهُ بَيْنَ خَلْقِهِ فِي دَارِ الْبَرْزَخِ وَدَارِ الْجَزَاءِ.
وَتَأَمَّلْ مُقَارَنَةَ الشَّيْطَانِ وَمَحِلَّهُ وَدَارَهُ، فَإِنَّهُ لَمَّا قَارَنَ الْعَبْدَ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهِ نُزِعَتِ الْبَرَكَةُ مِنْ عُمُرِهِ، وَعَمَلِهِ، وَقَوْلِهِ، وَرِزْقِهِ، وَلَمَّا أَثَّرَتْ طَاعَتُهُ فِي الْأَرْضِ مَا أَثَّرَتْ، وَنُزِعَتِ الْبَرَكَةُ مِنْ كُلِّ مَحِلٍّ ظَهَرَتْ فِيهِ طَاعَتُهُ، وَكَذَلِكَ مَسَكْنُهُ لَمَّا كَانَ الْجَحِيمَ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ شَيْءٌ مِنَ الرُّوحِ وَالرَّحْمَةِ وَالْبَرَكَةِ. انتهى