قناة الشيخ عبدالحميد الحَجُوري الزُّعكُري
15.3K subscribers
3.15K photos
3.55K videos
669 files
25.4K links
ينشر في القناة كل ما يخص الشيخ حفظه الله من فتاوى ومقالات ومحاضرات وخطب ونصائح ودروس وكتب.
للمزيد موقع الشيخ alzoukory.com
Download Telegram
من كتابي الوسائل الجلية لنصرة الدعوة السلفية

الثامنة: «حدث الناس بما يعرفون أتريد أن يكذب الله ورسوله«.
من أسباب نصر الدعوة السلفية مخاطبة الناس بما يعرفون، ومراعاة أحوالهم، ولما كان شأن هذه الوسيلة عظيم فإن الله ما ابتعث رسولًا إلا بلسان قومه، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [ابراهيم:4].
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: هذا من لطف الله تعالى بخلقه: أنه يرسل إليهم رسلًا منهم بلغاتهم ليفقهوا عنهم ما يريدون، وما ارسلوا به إليهم.
والمتأمل لأحوال الرسل صلوات الله عز وجل عليهم وسلامه وما أيدهم به من المعجزات يلاحظ أن كل معجزة تلائم حال قوم ذلك الرسول، فلما كان زمن موسى عليه السلام قد انتشر في الناس السحر أيده بمعجزات طنوها سحرًا، ثم تبين لهم صدقها، قال تعالى: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ * وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ * قَالَ إِنْ كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ * قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ﴾[الأعراف:103-122].
ولما كان زمن عيسى عليه السلام زمن طب وحكمة أيده الله بمعجزات توافق ذلك، قال تعالى: ﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ﴾[آل عمران:49].
ولما كان قوم محمد ﷺ قوم فصاحة وبلاغة أنزل الله عز وجل عليه القرآن بلسان عربي مبين، حتى قال النبي ﷺ: «ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر إنما كان الذي أتوتيئه وحي أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تبعًا« متفق عليه من حديث أبي هريرة.
وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة:122]، وذلك لأن الداعي إلى الله عز وجل إذا كان على معرفة بخطاب القوم وأحوالهم عالج الأمور على وفق ما يلائمهم، فيحصلون على الخير العظيم من بركة الدعوات والفقه.
وكان رسول الله ﷺ كما في حديث عائشة عند البخاري (3568) لم يكن يسرد الحديث كسردكم.
والسرد هو الإتيان بالكلام على الولاء والاستعجال منه، ومعنى الحديث كما قال الحافظ في «الفتح« (6/578): لم يكن ﷺ يتابع الحديث استعجالًا بعضه إثر بعض لئلا يلتبس على المستمع.
وكان حريصًا على إفهام المخاطبين يدل على ذلك ما أخرجه البخاري (94) عن أنس رضي الله عنه أنه كان إذا سلم سلم ثلاثًا، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا.
وهذا حرص منه ﷺ على تفهيم الناس بخطابه.
وربما استخدم رسول الله ﷺ بعض الوسائل من أجل تفهيم ما يتكلم به، يدل على ذلك ما أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن مسعود (6417) قال: خط رسول الله ﷺ خطًا مربعًا وخط خطًا في الوسط خارجًا منه، وخط خططًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانب الذي في الوسط وقال: «هذا الإنسان وهذا أجله محيط ب
ه، وهذا الذي هو خارج أمله، وهذا الخطط الصغار الأعراض، فأن أخطأه هذا نهشه هذا«.
وربما استخدم ﷺ اسلوب الأمثال للتفهيم والتوضيح، يدل على ذلك حديث أبي موسى عند الشيخين: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ «.
الشاهد مما تقدم أن الدعوة تنصر وتشهر وتذكر إذا كان الداعي إلى الله ممن يتواضع في خطاباته على مستويات الناس، وكذلك بألسنتهم التي يفهمونها إلى غير ذلك.
قال الحافظ في الفتح تحت أثر علي رقم (127): (حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله). المراد بقوله بما يعرفون، أي: يفهمون. اهـ
ونسأل السداد وإليه المرجع والمآب فله الحمد على كل حال .
https://t.me/A_lzoukory

🔸🔹🔸🔹🔸
🌍 لمتابعة جميع الخطب للشيخ حفظه الله تعالى من الموقع الرسمي :
#الخطب_المنبرية : https://alzoukory.com/

🔗 رابط حساب الشيخ على تويتر : https://twitter.com/A_Alzoukory?s=08

رابط الشيخ على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCK2Lx1fToSQco2hW3tdgzOg

🔗رابط الشيخ على الفيسبوك
https://www.facebook.co؟m/649918028352367

📲 لانضمام إلى مجموعة الصوتيات في واتساب للشيخ حفظه الله : https://chat.whatsapp.com/FG0Fz2Hee6z8tn8uuRdJvF

📱مشرف المجموعة للاستفسار على واتساب : 967771662116+
🔸🔹🔸🔹🔸
⤵️وجوب غسل الملابس من القيء
===================
 📌 السؤال : هل يجب غسل الملابس التي أصابها القيء


☑️ الجواب: القيء نجس، سواء كان من صغير أو كبير؛ لأنه طعام استحال في الجوف إلى الفساد، أشبه الغائط والدم،


فإذا أصاب الثوب أو غيره وجب غسله بالماء مع الفرك والعصر حتى تذهب عين النجاسة وتزول أجزاؤها وينقى المحل،


والقيء ينقض الوضوء إن كان كثيراً فاحشاً بأن ملأ الفم فأكثر، أما اليسير دون ذلك فلا ينقض الوضوء.


📚 المصدر : فتاوى اللجنة الدائمة(4/193) المجموع الثانية

==============


هذا القول من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء مرجوح وذلك انه لم يثبت شيء في كون القي ناقضا للوضوء أو انه نجس ومثل هذا يحتاج الی توقف علی الدليل لا اثبات عبادة بغير دليل لا يصح وابطال عبادة بغير دليل لا يصح وقد روي القول بأنه ناقض عن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى وأبي حنيفه رحمه الله غير أن أحمد يشترط لنقض الوضوء أن يكون القيء كثيرا فاحشاً.
وذهب الإمام الشافعي إلى أن القيء لا ينقض الوضوء ، وهذا هو الصحيح إذ لا دليل علی النقض. وهذا الذي كان يفتي به شيخنا مقبل رحمه الله تعالى والشيخ الألباني رحمه في تمام المنة يرد علی سيد سابق في دعواه ان القي نجس والقول بعدم نجاسته هو قول المحققين كالشوكاني وصديق حسن خان حيث نقل في الروضة الندية ( 1/118) عن الشوكاني قوله :[ والأصل الطهارة فلا ينقل عنها إلا ناقل صحيح لم يعارضه ما يساويه أو يقدم عليه ] 
وأما حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله ‍ﻗ‍‍ﺎﺀ ‍ﻓ‍‍ﺘ‍‍ﻮ‍ﺿ‍‍ﺄ, أخرجه الترمذي (٨٧) فقد أخرج الحديث أحمد وغيره وكلهم يرويه قاء فافطر فعلی هذا فرواية الترمذي شاذة ‍ﻭ‍ﻟ‍‍ﻔ‍‍ﻆ‍ ‍ﻋ‍‍ﺒ‍‍ﺪ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺮ‍ﺯ‍ﺍ‍ﻕ‍ (٧٥٤٨) ‍ﺍ‍ﺳ‍‍ﺖ‍‍ﻗ‍‍ﺎﺀ ‍ﺭ‍ﺳ‍‍ﻮ‍ﻝ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ -‍ﺻ‍‍ﻠ‍‍ﻰ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﻋ‍‍ﻠ‍‍ﻴ‍‍ﻪ‍ ‍ﻭ‍ﺳ‍‍ﻠ‍‍ﻢ‍- ‍ﻓ‍‍ﺄ‍ﻓ‍‍ﻄ‍‍ﺮ ‍ﻭ‍ﺃ‍ﺗ‍‍ﻲ‍ ‍ﺑ‍‍ﻤ‍‍ﺎﺀ ‍ﻓ‍‍ﺘ‍‍ﻮ‍ﺿ‍‍ﺄ.
وأجاب الحافظ ابن عبد البر عن حديث أبي الدرداء بقوله : ( وهذا حديث لا يثبت عند أهل العلم بالحديث ولا في معناه ما يوجب حكماً . والنظر يوجب أن وضوءه ها هنا غسل فمه ومضمضته وهو أصل لفظ الوضوء في اللغة وهو مأخوذ من الوضاءة والنظر يوجب أن الوضوء المجتمع عليه لا ينتقض إلا بسنة ثابتة لا مدفع فيها أو إجماع ممن تجب الحجة بهم ، ولم يأمر الله تعالى بإيجاب الوضوء من القيء ولا ثبت به سنة عن رسوله صلى الله عليه وسلم ولا اتفق الجميع عليه . الاستذكار 2/ 137

واحتج الجمهور أيضا على نجاسة القيء بما روي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( يا عمار إنما يغسل الثوب من الغائط والبول والقيء والدم والمني ] رواه الدار قطني . وهو حديث ضعيف لا يصح الاستدلال به . قال الإمام النووي :[ حديث عمار هذا رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده والدارقطني والبيهقي ، قال البيهقي : هو حديث باطل لا أصل له وبين ضعفه الدار قطني والبيهقي ] المجموع 2/549 .

وتكلم الحافظ ابن حجر على حديث عمار وبين ضعفه وذكر أن فيه رجلاً متهماً بالوضع وذكر أن العلماء اتفقوا على ترك حديثه . انظر التلخيص الحبير 1/33 . وانظر نصب الراية 1/210-211 .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل ما يخرج من غير السبيلين ينقض الوضوء ؟

فأجاب :

" الخارج من غير السبيلين لا ينقض الوضوء قلَّ أو كَثُر إلا البول والغائط ؛ وذلك أن الأصل عدم النقض ، فمن ادّعى خلاف الأصل فعليه الدليل ، وقد ثبتت طهارة الإنسان بمقتضى دليل شرعي ، وما ثبت بمقتضى دليل شرعي فإنه لا يمكن رفعه إلا بدليل شرعي ، ونحن لا نخرج عما دلَّ عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لأننا متعبدون بشرع الله لا بأهوائنا ، فلا يسوغ لنا أن نلزم عباد الله بطهارة لم تجب ولا أن نرفع عنهم طهارة واجبة .

فإنْ قال قائل : قد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فتوضأ .

قلنا : هذا الحديث قد ضعًّفه أكثر أهل العلم ، ثم نقول : إن هذا مجرد فعل ، ومجرد الفعل لا يدل على الوجوب ، لأنه خالٍ من الأمر ، ثم إنه معارضٌ بحديث ـ وإن كان ضعيفاً ـ : أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وصلى ولم يتوضأ . وهذا يدل على أن وضوءه من القيء ليس للوجوب .

وهذا القول هو الراجح ، أن الخارج من بقيه البدن لا ينقض الوضوء وإن كَثُرَ ، سواء كان قيئاً أو لعاباً أو دماً أو ماء جروح أو أي شيء آخر ، إلا أن يكون بولاً أو غائطاً مثل أن يفتح لخروجهما مكان من البدن فإن الوضوء ينتقض بخروجهما منه " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (11/198) .
جمع عبدالحميد الحجوري الزُعكُري مكة المكرمة حرسها الله 14 من شهر جمادى الأولى 1437
بيان طهارة القي وعدم نقضه للوضوء


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الی يوم الدين اما بعد :
فقد وقفت علی هذه الفتوی للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فعلقت عليها بما ياتي

 📌 السؤال : هل يجب غسل الملابس التي أصابها القيء


☑️ الجواب: القيء نجس، سواء كان من صغير أو كبير؛ لأنه طعام استحال في الجوف إلى الفساد، أشبه الغائط والدم،


فإذا أصاب الثوب أو غيره وجب غسله بالماء مع الفرك والعصر حتى تذهب عين النجاسة وتزول أجزاؤها وينقى المحل،


والقيء ينقض الوضوء إن كان كثيراً فاحشاً بأن ملأ الفم فأكثر، أما اليسير دون ذلك فلا ينقض الوضوء.


📚 المصدر : فتاوى اللجنة الدائمة(4/193) المجموع الثانية

==============


هذا القول من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء مرجوح وذلك انه لم يثبت شيء في كون القي ناقضا للوضوء أو انه نجس ومثل هذا يحتاج الی توقف علی الدليل لا اثبات عبادة بغير دليل لا يصح وابطال عبادة بغير دليل لا يصح وقد روي القول بأنه ناقض عن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى وأبي حنيفه رحمه الله غير أن أحمد يشترط لنقض الوضوء أن يكون القيء كثيرا فاحشاً.
وذهب الإمام الشافعي إلى أن القيء لا ينقض الوضوء ، وهذا هو الصحيح إذ لا دليل علی النقض. وهذا الذي كان يفتي به شيخنا مقبل رحمه الله تعالى والشيخ الألباني رحمه في تمام المنة يرد علی سيد سابق في دعواه ان القي نجس والقول بعدم نجاسته هو قول المحققين كالشوكاني وصديق حسن خان حيث نقل في الروضة الندية ( 1/118) عن الشوكاني قوله :[ والأصل الطهارة فلا ينقل عنها إلا ناقل صحيح لم يعارضه ما يساويه أو يقدم عليه ] 
وأما حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله ‍ﻗ‍‍ﺎﺀ ‍ﻓ‍‍ﺘ‍‍ﻮ‍ﺿ‍‍ﺄ, أخرجه الترمذي (٨٧) فقد أخرج الحديث أحمد وغيره وكلهم يرويه قاء فافطر فعلی هذا فرواية الترمذي شاذة ‍ﻭ‍ﻟ‍‍ﻔ‍‍ﻆ‍ ‍ﻋ‍‍ﺒ‍‍ﺪ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺮ‍ﺯ‍ﺍ‍ﻕ‍ (٧٥٤٨) ‍ﺍ‍ﺳ‍‍ﺖ‍‍ﻗ‍‍ﺎﺀ ‍ﺭ‍ﺳ‍‍ﻮ‍ﻝ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ -‍ﺻ‍‍ﻠ‍‍ﻰ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﻋ‍‍ﻠ‍‍ﻴ‍‍ﻪ‍ ‍ﻭ‍ﺳ‍‍ﻠ‍‍ﻢ‍- ‍ﻓ‍‍ﺄ‍ﻓ‍‍ﻄ‍‍ﺮ ‍ﻭ‍ﺃ‍ﺗ‍‍ﻲ‍ ‍ﺑ‍‍ﻤ‍‍ﺎﺀ ‍ﻓ‍‍ﺘ‍‍ﻮ‍ﺿ‍‍ﺄ.
وأجاب الحافظ ابن عبد البر عن حديث أبي الدرداء بقوله : ( وهذا حديث لا يثبت عند أهل العلم بالحديث ولا في معناه ما يوجب حكماً . والنظر يوجب أن وضوءه ها هنا غسل فمه ومضمضته وهو أصل لفظ الوضوء في اللغة وهو مأخوذ من الوضاءة والنظر يوجب أن الوضوء المجتمع عليه لا ينتقض إلا بسنة ثابتة لا مدفع فيها أو إجماع ممن تجب الحجة بهم ، ولم يأمر الله تعالى بإيجاب الوضوء من القيء ولا ثبت به سنة عن رسوله صلى الله عليه وسلم ولا اتفق الجميع عليه . الاستذكار 2/ 137

واحتج الجمهور أيضا على نجاسة القيء بما روي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( يا عمار إنما يغسل الثوب من الغائط والبول والقيء والدم والمني ] رواه الدار قطني . وهو حديث ضعيف لا يصح الاستدلال به . قال الإمام النووي :[ حديث عمار هذا رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده والدارقطني والبيهقي ، قال البيهقي : هو حديث باطل لا أصل له وبين ضعفه الدار قطني والبيهقي ] المجموع 2/549 .

وتكلم الحافظ ابن حجر على حديث عمار وبين ضعفه وذكر أن فيه رجلاً متهماً بالوضع وذكر أن العلماء اتفقوا على ترك حديثه . انظر التلخيص الحبير 1/33 . وانظر نصب الراية 1/210-211 .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل ما يخرج من غير السبيلين ينقض الوضوء ؟

فأجاب :

" الخارج من غير السبيلين لا ينقض الوضوء قلَّ أو كَثُر إلا البول والغائط ؛ وذلك أن الأصل عدم النقض ، فمن ادّعى خلاف الأصل فعليه الدليل ، وقد ثبتت طهارة الإنسان بمقتضى دليل شرعي ، وما ثبت بمقتضى دليل شرعي فإنه لا يمكن رفعه إلا بدليل شرعي ، ونحن لا نخرج عما دلَّ عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لأننا متعبدون بشرع الله لا بأهوائنا ، فلا يسوغ لنا أن نلزم عباد الله بطهارة لم تجب ولا أن نرفع عنهم طهارة واجبة .

فإنْ قال قائل : قد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فتوضأ .

قلنا : هذا الحديث قد ضعًّفه أكثر أهل العلم ، ثم نقول : إن هذا مجرد فعل ، ومجرد الفعل لا يدل على الوجوب ، لأنه خالٍ من الأمر ، ثم إنه معارضٌ بحديث ـ وإن كان ضعيفاً ـ : أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وصلى ولم يتوضأ . وهذا يدل على أن وضوءه من القيء ليس للوجوب .

وهذا القول هو الراجح ، أن الخارج من بقيه البدن لا ينقض الوضوء وإن كَثُرَ ، سواء كان قيئاً أو لعاباً أو دماً أو ماء جروح أو أي شيء آخر ، إلا أن يكون بولاً أو غائطاً مثل أن يفتح لخروجهما مكان من البدن فإن الوضوء ينتقض بخروجهما منه " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (11/198) .
جمع عبدالحميد الحجوري الزُعكُري مكة المكرمة حرسها الله 14 من شهر جمادى الأولى 1437