قناة الشيخ عبدالحميد الحَجُوري الزُّعكُري
15.3K subscribers
3.13K photos
3.49K videos
660 files
25K links
ينشر في القناة كل ما يخص الشيخ حفظه الله من فتاوى ومقالات ومحاضرات وخطب ونصائح ودروس وكتب.
للمزيد موقع الشيخ alzoukory.com
Download Telegram
#محاولات_شعرية

نظمت هذه الابيات على ما في الصورة:

زجرٌ لعباد الصليب وجورهم.. زجرُ التميِّعِ نعم ذا السفرانِ

وكذا الدمقرط قد أعان إلهنا.. في فضحه فالحمد للرحمن

رباه بارك في جميع جهودنا.. واغفر لنا ما كان من عصيانِ

وابذل أخا الإسلام جهدك ناشرا.. للعلم إن الخير في الإيمانِ

واخلص لرب العالمين متابعا.. لمحمد المبعوث بالإحسانِ


أبو محمد الزُّعكري 4/ 3/ 1443

https://t.me/A_lzoukory
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
حال محمود الحسنات ، وتطرق لموضوع كفران النعم
لشيخنا المبارك عبدالحميد الحجوري الزعكري حفظه الله
🔸🔹🔸
🔹🔹
🔸
📚 #بذل_النصائح_للاستمرار_بالعمل_الصالح

📢 مسجد الصحابة بالغيضة, المهرة، اليمن حرسها الله.

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزعكري حفظه الله.

🗓الإثنين 5 /ربيع الأول / 1443 هجرية.

[سلسلة النصائح القيمة ]

💢نصيحة قيمة بعنوان💢

*🔰تحذير المسلمين من الغلو في الدين *

⌚️ المدة الزمنية : \10:31

https://t.me/A_lzoukory
🔸🔹🔸🔹🔸
🌍 الموقع الرسمي للشيخ حفظه الله تعالى : https://alzoukory.com/

🔗 رابط حساب الشيخ على تويتر : https://twitter.com/A_Alzoukory?s=08

رابط الشيخ على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCK2Lx1fToSQco2hW3tdgzOg

🔗 رابط الشيخ على الفيسبوك.
https://www.facebook.com/649918028352367

📲 لانضمام إلى مجموعة الصوتيات في واتساب للشيخ حفظه الله: https://chat.whatsapp.com/3u16jwF6rTO4Zixd66HFJH

📱مشرف المجموعة للاستفسار على واتساب : 967771662116+
🔸🔹🔸🔹🔸
🔸🔹🔸
🔹🔹
🔸
📚#سلسلة_الفوائد_القيمة_قبل_الدروس.

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزعكري حفظه الله ورعاه.

📢 مسجد الصحابة - بالغيضة - المهرة - اليمن حرسها الله.

🗓الإثنين 5 /ربيع الأول/ 1443 هجرية

🔰فائدة قيمة بعنوان :

*📌فائدة عن الاحاديث الصحيحة*


⌚️المدة الزمنية: 15:52

https://t.me/A_lzoukory
🔸🔹🔸🔹🔸

🌍 الموقع الرسمي للشيخ حفظه الله تعالى : http://www.alzoukory.com/

🔗 رابط حساب الشيخ على تويتر : https://twitter.com/A_Alzoukory?s=08

رابط الشيخ على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCK2Lx1fToSQco2hW3tdgzOg

رابط الشيخ على الفيسبوك. https://www.facebook.com/649918028352367

📲 لانضمام إلى مجموعة الصوتيات في واتساب للشيخ حفظه الله : https://chat.whatsapp.com/9uQbsb9hQHIAOqEng9dhWv

📱مشرف المجموعة للاستفسار على واتساب : 967771662116+
🔸🔹🔸🔹🔸
🔷🔶🔷
🔶🔶
🔷

📚#سلسلة_الـمـذاكـراة_العلمية_القيمة

◾️للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزعكري حفظه الله

📢 مسجد الصحابة - بالغيضة - المهرة، اليمن حرسها الله.

🗓الإثنين 5 / ربيع الأول / 1443 هجرية

*📖مذاكرة قيمة في كيفية تربية الأبناء. *

⌚️المدة الزمنية : 02:44

https://t.me/A_lzoukory
🔸🔹🔸🔹🔸

🌍 الموقع الرسمي للشيخ حفظه الله تعالى : https://alzoukory.com/

🔗 رابط حساب الشيخ على تويتر : https://twitter.com/A_Alzoukory?s=08

رابط الشيخ على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCK2Lx1fToSQco2hW3tdgzOg

رابط الشيخ على الفيسبوك
https://www.facebook.com/649918028352367

📲 لانضمام إلى مجموعة الصوتيات في واتساب للشيخ حفظه الله : https://chat.whatsapp.com/HwRDs2uNQHEJo1shtYECIl

📱مشرف المجموعة للاستفسار على واتساب : 967771662116+
🔸🔹🔸🔹🔸
🔸🔹🔸
🔹🔹
🔸
📚#الردود_العلمية

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزعكري حفظه الله ورعاه.

📢 مسجد الصحابة - بالغيضة - المهرة - اليمن حرسها الله.

🗓الإثنين 5 / ربيع الأول/ 1443 هجرية

🔰 فائدة بعنوان:

*📌 بيان حال جماعة التبليغ *

⌚️المدة الزمنية: 10:13

https://t.me/A_lzoukory
🔸🔹🔸🔹🔸

🌍 الموقع الرسمي للشيخ حفظه الله تعالى : http://www.alzoukory.com/

🔗 رابط حساب الشيخ على تويتر : https://twitter.com/A_Alzoukory?s=08

رابط الشيخ على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCK2Lx1fToSQco2hW3tdgzOg

رابط الشيخ على الفيسبوك. https://www.facebook.com/649918028352367

📲 لانضمام إلى مجموعة الصوتيات في واتساب للشيخ حفظه الله : https://chat.whatsapp.com/2sUKREdOSZh3xvhkgmcCk7

📱مشرف المجموعة للاستفسار على واتساب : 967771662116+
🔸🔹🔸🔹🔸
📕 *(النصيحة الهندية، بملازمة توحيد رب البرية)*

الحمدُ لله، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ:

في هذا اليوم السابع والعشرين من جمادى الآخرة لعام 1439هـ، تلبيةً لطلب أخينا أبي داود الهندي - حفظه الله-، وأصلح ذريته، بكلمةٍ مختصرةٍ فيها الحث على التوحيد والتحذير من الشرك والتنديد، أقول مستعينًا بالله عَزَّ وَجَلّ:

إنَّ الله عَزَّ وَجَلّ خلق عباده لتوحيده، فقَالَ تَعَالَى: *﴿ وما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾* [الذاريات:56].
وأرسل الرسل من أجل توحيده، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلّ: *﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾* [النحل:36], وقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلّ: *﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾* [الأنبياء:25].
وأنزل كتابه لذلك؛ فقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلّ: *﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾* [الحديد:25].
وأعظم القسط أن يوحد الله عَزَّ وَجَلّ، وأن يفرد بما هو له تعالى في ربوبيته، وألوهيتة، وأسمائه، وصفاته.
وخلق الجنة وأعدها للموحدين، قال النَّبِيُّ ﷺ كما في حديث عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: *«مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ»* .
وخلق النار وأعدها للمشركين، فقَالَ تَعَالَى: *﴿إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾* [المائدة:72]، وقَالَ تَعَالَى: *﴿مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾* [غافر:18]، وقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلّ: *﴿رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾* [آل عمران:192]، وَقَالَ تَعَالَى: *﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾* [النساء:116]، فالشرك لا يغفره الله عَزَّ وَجَلّ.

وأمر بعبادته، وحذر من الشرك، فقال عَزَّ وَجَلّ: *﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾* [النساء:36]، وقَالَ تَعَالَى: *﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾* [الإسراء:23]، وقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلّ: *﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾* [الأنعام:151].

في آيات غيرها يحث الله عَزَّ وَجَلّ على التوحيد ويحذر من الشرك والتنديد، فمن آمن بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ رسولًا ونبيًا، واستقام على هذا الإيمان ظاهرًا وباطنًا؛ فهو المسلم حقًا، وهو الذي يذوق طعم الإيمان وحلاوته.

أما من أشرك وندد؛ فإنه على خطرٍ عظيمٍ، وذنبٍ جسيمٍ، قال النبي ﷺ كما في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُفي «الصحيحين» قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ؟ قَالَ: *«أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ»* قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: *«أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ»* قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: *«أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ»* فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ تَصْدِيقَهَا: *﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ * وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾* [الفرقان: 68].

وقال النَّبِيُّ ﷺ كما في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ُأيضـًا في «الصحيحين»: *«مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ»* .

وأعظم حسنةٍ، حسنة التوحيد لا يبطلها شيء من الأعمال إلا الشرك، وإلا فهي محفوظة للعبد يجدها في حال الحاجة إليها يدخله الله عَزَّ وَجَلّ، ويكرمه بها الجزاء الأوفى، كما في حديث البطاقة الذي أخرجه الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: *«إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الخَلَائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا
حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ »، قَالَ: «فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ»* .

والشرك قد تنوعت طرقه وأساليبه ليس فقط ما عليه اليهود، والنصارى، والبوذيون، والهندوس، ومن جرى مجراهم ولكن كذلك وقع فيه كثير ممن يقول: *«لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»*؛ لأنه ما علم معنى: *«لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»* ، وما استقام على معنى: *«لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»* ، وإنما قالها بلسانه وأعرض عنها بقلبه وجوارحه فلم تكن نافعة له فقد قالها المنافقون ولم تنفعهم؛ بل إنهم: *﴿فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾* [النساء:145].

ومعنى: *«لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»* ، لا معبود بحق إلا الله، قَالَ تَعَالَى: *﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾* [الحج:62].

ومعناها: الكفر بالطاغوت، والبعد عن كل ما يناقض التوحيد، كما قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلّ: *﴿فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾* [البقرة:256].

فمن الشرك المنتشر في بلاد الإسلام ويظنه أهله تعظيمًا للأولياء وإنزالهم المنازل التي أنزلهم الله، هو ما يقوم به الكثير من دعاءهم، والنذر لهم، والذبح لهم، والطوف في قبورهم، والخوف منهم، والتوكل عليهم، والرهبة، والرغبة، والاعتماد، والحلف بهم، إلى غير ذلك مما يتعاطاه عباد القبور الذين بنو عليها القباب، وزخرفوها، وشيدوها، وجعلوا المواسم لزيارتها، والطواف بها، ونذروا لها النذور، وذبحوا بساحاتها الجزور، فظهر شركٌ عميمٌ، وشرٌ مستطيرٌ في كثير من بلاد الإسلام؛ فإذا ما أنكر عليهم أحدٌ هذا الشرك الذي وقعوا فيه، والذي لو خرج رسول الله ﷺ لقاتلهم علىه، وإذا بهم يتهمونه بالتشدد، والتنطع، وعدم تعظيم الأولياء، وغير ذلك.

فالتوحيد شأنه عظيم: وهو أن تعبد الله مخلصًا له الدين لا تشرك معه ملكًا مقربًا، ولا نبيًا مرسلًا فحقه خاص به.
وفي حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في «الصحيحين»قَالَ: *كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللّهِ ﷺ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ. قَالَ: فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ! أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ وما حقُّ العبادِ عَلَى الله؟» قَالَ قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوا اللّهِ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلّ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَفَلاَ أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: «لاَ تُبَشِّرْهُمْ. فَيَتَّكِلُوا».*

فلا تشرك به في قولك، ولا فعلك، ولا اعتقادك؛ فإن الشرك يقع بها جميعًا كما أن الإيمان والطاعة تقع بها جميعًا، فطاعة القلب الإخلاص، والتوكل، والإنابة، والخشية، والرهبة، والرغبة.
ومعصية القلب وشركه, كالخوف من غير الله خوف عبادة أو ما يسمى بخوف السر، والمحبة لغير الله محبة عبادة، وكذلك التوكل والاعتماد على غير الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في جلب المنافع ودفع المضار.
والشرك باللسان كدعاء المقبورين يا عبد القادر, يا جيلاني, يا عيد روس, يا محمد, يا علي إلى غير ذلك من الأدعية، ومثله الحلف بمحمدٍ، وعلي، وعبد القادر، ونحو ذلك.
هذا من الأمور التي حرمها الله عَزَّ وَجَلّ لأنها شرك عظيم، قَالَ تَعَالَى: *﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾* [الأعراف:33].

فمن أشرك بالله شركًا أكبر ومات على ذلك صار مخلدًا في نار جهنم، وليس بنافعه قول: *«لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»* إذ لم يعمل بمقتضاها، ويحقق معناها فقد فهمها المشركون الأولون وأبو أن يقولها، قَالَ تَعَالَى: *﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ﴾* [الصافات:35]، وقالها المشركون المتأخرون وناقضوها، فهم يقولون في أذاناتهم: أشهد أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ويقولون ذلك في أذكارهم؛ ولكن الواقع أنهم يخالفونها قولًا، وفعلًا، واعتقادًا أو ببعضها.
ومن كان هذا حاله فيجب عليه التوبة إلى الله عَزَّ وَجَلّ: *﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ﴾* [الانفال:38].
ومن لم يكن هذا حاله كان من الموحدين؛ عليه أن يحمد الله عَزَّ وَجَلّ على نعمة الإسلام، والاستقامة، والسنة؛ فإن كثيرًا من الناس زلت بهم الأقلام، وزلقت بهم الأقدام؛ بسبب الجهل بالتوحيد، وعدم معرفة الشرك والتنديد؛ فالواجب على المسلم أن يتعلم العلم الشرعي وأن يعلم غيره.

عَرَفْتُ الشَّـرَّ لا لِلشَّـرِّ
لَكِنْ لِتَوَقِّيهِ

وَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الشَّـرَّ
منَ الناسِ يقعْ فيهِ

وعلينا أن نهتم بعلم التوحيد وتعليمه، ولا يكون حالنا كحال الحزبيين ومن إليهم الذين يُزَهِّدون في هذا الجانب، ويقول بعضهم: التوحيد يمكن أن يُعرف ويُعلم بمجلس أو بربع ساعة!، التوحيد دعا إليه رسول الله ﷺ منذ بعثه الله عَزَّ وَجَلّ وحتى قبضه الله عَزَّ وَجَلّ.
* فهو أول الأمر: ففي حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: *«أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ»* .

* وآخر الأمر: كما في حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: *قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»* ، وجاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: *قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَقِّنُوا هَلْكَاكُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»*
.
وجاء من فعله ﷺ حين دخل على الغلام اليهودي، ففي البخاري عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، *قَالَ: كَانَ غُلاَمٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ ﷺ، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ ﷺ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: «أَسْلِمْ»، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ ﷺ، فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ وَهُوَ يَقُولُ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ»، وفي رواية لأحمد، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «يَا فُلَانُ، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»* .
وحين دخل على عمه أَبِي طَالِبٍ، *ففي «الصحيحين»، عَنْ المُسَيِّبِ بْنِ حَزَنٍ: أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ المُغِيرَةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِأَبِي طَالِبٍ: «يَا عَمِّ، قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ» فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ، وَيَعُودَانِ بِتِلْكَ المَقَالَةِ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَمَا وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ» فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ:﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ﴾ [التوبة:113] الآيَةَ.*

لكن تقدم أنَّ *«لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»* معناها: لا معبود بحق إلا الله؛ فحبك، ونذرك، ودعاءك، يجب أن يكون لله، كما أن الصلاة، والصيام، يجب أن تكون لله عَزَّ وَجَلّ.
ولا تطف بقبرٍ، ولا تدعوه ولا تتمسح باتربة الموتى؛ فهم فقراء إلى الله عاجزون عن النفع والضر، قَالَ تَعَالَى: *﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ﴾* [الأحقاف:4].
وقَالَ تَعَالَى: *﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ﴾* [سبأ:22].

ففي هذه الآية بيان عجز الأصنام، والانداد عن النفع، والضر من جميع الجهات.

*واللــه المــــوفق إلى ســــواء السبيـــل.*
* * * * *


تطبيق المقالات المفيدة في التوحيد والفقة والأخلاق والعقيدة للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزعكري

https://play.google.com/store/apps/details?id=com.Alfaiz.Almgalat_Almufedh_Alzoukry