في حال اردتم بعض من الخصوصية في طرح الاسئلة هنا بوت يديره لادينيين للحوار مع المسلمين، يمكنكم التحاور معهم

https://telegram.me/debexmbot

قال الشيطان للكاهن :
” مرحبا أيها الأب الصغير السمين ! ما الذي جعلك تكذب هكذا على هؤلاء الناس المساكين المضللين؟ أي عذابات من الجحيم صورت لهم؟ ألا تعلم أنهم يعانون أصلاً عذابات الجحيم في حياتهم على الأرض؟ ألا تعلم أنك أنت وسلطات الدولة مندوباي على الأرض؟ إنك أنت من تجعلهم يعانون آلام الجحيم الذي تهددهم به. ألا تعلم هذا؟ حسنا إذاً، تعال معي ! “

شد الشيطان الكاهن من ياقته، ورفعه عالياً في الهواء، وحمله إلى مكان سبك الحديد في مصنع. وهناك رأى العمال يركضون على عجل ذهاباً وإياباً، يكدحون في الحرارة الحارقة.
وسرعان ما يفوق الهواء الثقيل مع الحرارة احتمال الكاهن، فيتوسل إلى الشيطان والدموع في عينيه : “دعني أذهب ! دعني أترك هذا الجحيم !”.
” آه، يا صديقي العزيز، يجب أن أريك أماكن أخرى كثيرة”. ويمسك به الشيطان مرة أخرى ويسحبه إلى مزرعة. وهناك يرى العمال يدقون الحبوب. الغبار والحرارة لا يحتملان. ويأتي المراقب حاملاً سوطاً، يهوي به بلا رحمة على كل من يقع على الأرض عندما يغلبه الإرهاق من العمل الشاق أو الجوع.
وبعدها يأخذ الكاهن إلى الأكواخ التي يعيش فيها أولئك العمال مع أسرهم. جحور قذرة، باردة، مفعمة بالدخان، وكريهة الرائحة. يبتسم الشيطان ابتسامة عريضة، مشيراً إلى الفقر والمشقات في تلك البيوت.
ويسأل : ” حسنا، أليس هذا كافيا ؟ “.. ويبدو أن حتى الشيطان نفسه، مشفق على الناس.
وخادم الله التقي لا يكاد يحتمل، فيرفع يديه ويتضرع ” دعني أخرج من هنا، نعم، نعم! هذا هو الجحيم على الأرض ! “.
“حسناً إذاً، ها أنت ترى، ولا تزال تعدهم بجحيم آخر. تشق عليهم، تعذبهم حتى الموت معنوياً، في الوقت الذي هم فيه ميتون أصلاً في كل شيء عدا الموت الجسدي ! هيا بنا ! سأريك جحيماً آخر… جحيماً واحداً أخيراً… أسوأ جحيم على الإطلاق”.

أخذه إلى سجن، وأراه زنزانة، بهوائها الفاسد، والهيئات البشرية الكثيرة المسلوبة كل الصحة والقوة، الملقاة على أرضها، والمغطاة بالحشرات والهوام التي تتغذى على الأجسام الضعيفة، العارية، الهزيلة.

قال الشيطان للكاهن : ” اخلع عنك ملابسك الحريرية، وضع على كاحليك سلاسل ثقيلة كهذه التي يلبسها هؤلاء البائسون، استلق على الأرض الباردة القذرة، وعندها حدثهم عن الجحيم الذي لا زال ينتظرهم! “.
فأجاب الكاهن ” لا، لا ! لا أستطيع التفكير في أي شيء أكثر ترويعاً من هذا. أتوسل إليك، دعني أخرج من هنا!”
“نعم، هذه هي جهنم. لا يمكن أن يكون هناك جهنم أسوأ منها. ألم تكن تعلم بها؟ ألم تكن تعلم عن هؤلاء الرجال والنساء الذين ترعبهم بصورة جحيم آخرويّ … ألم تكن تعلم أنهم في الجحيم الآن، قبل موتهم؟”


ما كتبه دوستويفسكي على زنزانته

كل عام وانتم بخير 🤍

لهذا تركت الاسلام (٥٠)
#لهذا_تركت_الإسلام


انا من خلفية شيعية اهلي زي اي عايله مسلمه من لما كنت في ثالث ابتدائي اجبروني على العبايه وبصف رابع اجبروني اغطي وجهي غطاء كاامل حتى النقاب ممنوع الين الجامعه سمحوا لي بالنقاب و٧ سنين بعدها سمحوا لي ألبس عباية على الكتف ومن الصغر ضرب وتهديد وترهيب عشان الصلاة لين كرهتها بالمقابل اخوي اصغر مني يلبس زي مايحب يطلع وين مايحب يلعب زي مايحب وانا لا !

كنت افكر ليش الله يريد هالشي؟؟ ولما صرت بالمرحلة الثانوية كنت أقارن بين المذهب الشيعي والسني وادافع عن مذهبي ادخل بنقاشات واقرا كثير عشان احاول ارقعه ثم تحولت للمقارنة بين الإسلام وباقي الاديان في المرحلة الجامعيه وهنا بدا ايماني بهالدين يقل.

كنت احاول ابحث عن ترقيعات بخصوص معاملة الدين للمرأة من ضرب وتعدد زوجات وملك يمين حاولت اتجاهل هذا كله وماعاد ابحث حولت لمجال التاريخ صرت اقرأ عن اديان الحضارات القديمه السومريه البابليه والاشوريه وغيرها قرأت ملحمة جلجامش تتكلم عن الطوفان والسفينة!
من هنا عرفت ان الاسلام ماهو الا تجميع لاساطير الحضارات القديمة!

حسيت بصدمه اتجهت للانكار تقريبا سنه كامله وانا لسى على الدين بعدها تشجعنا انا واختي نتناقش واكتشفت انها مثلي لادينية و لما كنت مسلمه كنت اعيش تانيب ضمير دايما كنت افزع من نومي لاي صوت جاي من برا احسبه يوم القيامة .. انا الان مرتاحه لكن مضطرة امثل اني اصلي واصوم عشان اهلي.

لهذا تركت الاسلام (٥١)
#لهذا_تركت_الإسلام



منذ ان كان عمري 20 سنة وانا اعتبر اننا ورثنا الدين وراثة وانه يجب علينا ان نفكر بما ورثناه فقد يكون صحيحا وقد يكون على خطأ.

وطوال السنين كانت لدي شكوك عديدة وكنت لا اقتنع بكل الاساطير التي ذكرت في القران

قبل عشرة سنين حالفني الحظ وهاجرت الى بريطانيا للعمل وتعلمت الكثير من ذلك المجتمع الانساني المتحضر حيث لافرق بين ابيض وأسود أو مسلم او هندوسي أو ملحد او مسيحي في عيون القضاء.

الكارثة هي عندما بدات بدعم الثورة في بلدي العراق قبل عام حيث أنتابني شعور جارف فضح لي كم نحن مختلفون عنهم بل وشعرت اننا نتربع قمة التخلف العالمية في كافة نواحي الحياة السياسية الدينية والاجتماعية ايضاً حتى الاخلاق التي نعتز فيها كثيراً وكأننا نحن من أخترعناها،

فهي ليست الا أخلاق مقيتة بعض الاحيان تدرس في المدارس باسم الدين ونطبق منها مايروق لنا لاننا ورثنا كل ما هو سيء عن اجدادنا. نعم فنحن الان اوروبا ولكن اوروبا في العصور الوسطى.

بدات رحلتي في البحث عن الحقيقة عندما كان عمري 45 سنة عندما بحثت عن فوائد الصيام متجاهلة طبول المواقع الدينية ولكوني طبيبة وعالمة حاولت ان اعرف مالذي يربط الدين بالعلم
في الحقيقة لم اجد ولا حتى فائدة واحدة للصيام بل ان صحة الانسان قد تتدهور عندما يصوم عن الماء. فامتنعت عن الصيام في ذالك الوقت وبشكل مباشر.

في ذاك الوقت كانت وفاة زوجي الذي احبه مما جعلني ارجع الى هذا الاله المزعوم الذي ورثناه عن ابائنا وأجدادنا كما ورثوه هم عن آبائهم وأجدادهم.

رجعت للصلاة فدار حوار بيني وبين نفسي في ذالك الوقت لماذا لا اختار انا حياتي لماذا يختار الله لي حياتي ان كان موجوداً. توقفت حينها عن الصلاة وحاولت قدر الامكان ان اعتمد على نفسي في كل شيء ولا اعتمد على هذا الاله الذي تسبب لي في العديد من المشاكل التي لاحصر لها ولا عد.
كيف لايتسبب الله بفشل كل من يؤمن بهِ وهو وهم؟ كيف لا وهو ليس موجود اصلاً.

بعد ذالك قررت البحث من خلال الانترنت عن حقيقة الله فوجدت اراء مختلفة بين المسلمين واجتهادات مختلفة بين الفقهاء والمشايخ

بعدها قررت البحث عن حوار بين ملحد و مؤمن عندها تعرفت على إنسان ملحد في حواره مع ناس مسلمين وابتدات في متابعة حامد عبد الصمد والاخ رشيد

في الحقيقة كانت اجاباتهم رائعة جدا بل وكانت صادمة يعطون السؤآل البسيط تلو الآخر والذي عجزوا المومنين رغم محاولتهم تغطية عجزهم عن اجابة أي سؤآل منهم

تابعت تقريبا كل الحلقات في صندوق الاسلام
قبل اشهر نشرت عن مضار الصيام تغريدة في تويتر لتقوم الدنيا ولا تقعد لارى نفسي اهتم بكل انواع التهم حتى اطلق علي عاهرة
بعدها بدات بنشر افكاري وتحليلي الاديان حسب منطوق عقلي وايضا قوبلت باتهامات واخرها هجمات شرسة على تويتر مما اضطررت الى ايقاف حسابي

ان حياتي الان افضل فانا انسانة سعيدة وأعيش في سلام مع نفسي. لست منحلة اخلاقيا كما كانوا يصورون لنا الألحاد. بل ان اخلاقي كما هي بل افضل من السابق فانا الان لا افرق بين انسان وآخر واعتبر اننا كلنا اخوة في الانسانية يجب علينا جميعا ان نفكر كيف نرتقي ونتقدم ونتعلم ونستكشف ما حولنا ...

اتمنى ان تنشروا قصتي علها تغير من افكار اخواننا في الانسانية الذين يتعصبون لفكرهم بل ويكرهو كل مختلف عنهم فقط لأنهُ لايؤمن بما يؤمنون بهِ.

الإنسانة حالياً والمسلمة سابقاً
د ڤيان عزيز

حساب د ڤيان عزيز على موقع تويتير

🙏المعذرة على الانقطاع عنكم. هنا سنزودكم بالطريقة الجديدة لاستقبال القصص منكم:
https://forms.gle/2mQc7iaHEhnvMbYV8

لهذا تركت الاسلام (٥٢)
#لهذا_تركت_الإسلام



اما انا قد اكون شيختكم المبجلة😂
انا من عائلة متدينة فوالدي امام مسجد وارتاد دور تحفيظ القرآن من عمر الخامسة وكانت لي افكار واحلام تشددية بحكم تربيتي الدينية
وكانت تسول لي نفسي كل فترة واقوم بجلد ذاتي وتقويمها حتى امتنعت عن سماع الاغاني ومشاهدة التلفاز ولبس البنطلون وارتديت العباءة على الرأس وحفظت القرآن ورفضت الزواج بمن احبه لانه غير متدين طلباً لرضا الله🤣


كما كنت عضوة في عدة غرف تؤيد الفكر الداعشي في تطبيق البالرينجو وكنت في البداية في صفهم واراهم على حق واحزن لقصف مواقعهم وادعو لهم بالحماية وادافع عنهم في المجالس 🙂


حتى ظهرت لي افعالهم من حرق الناس احياء واطلاق النار على الرؤوس فقلت مُحال ان امر كهذا فيه رحمة ورأفة، كما كنت في مجموعة سلفية تضم الصالحات والنخبة من طالبات العلم وزوجات أأمة الحرم ومن قريبات الشيخ الألباني وكانت مجموعة مليئة بالتكفير والكراهية والتشدد نالت اعجاب اهلي واستنكرتها!


حتى اتى ذلك اليوم الذي كنت اراجع فيه محفوظي من القرآن مع استاذتي ووصلت لاية تقول عن الأَمَة المملوكة اذا زنت (فعليهن نصف ماعلى المحصنات من العذاب) وكما نعلم ان المحصنة اذا زنت جزائها الرجم حتى الموت فكيف يكون للأمة نصف عذابها؟ 🤔يعني نصف قتلة مثلاً!!؟ ولا توجد اية تدل على رجم المحصن.. فبادرت بسؤال استاذتي فقالت اقرأي في التفسير وكنت قد قرأت ووجدت كلاماً غبياً فقالت ستأتي لي بجواب لتعود بعد يومين بكلام اغبى مما قرأت وهو ان اية الرجم للمحصن قد نزلت بالفعل لكن اكلها الداجن كما في صحيح مسلم💔☹


ف استغربت كيف يكون ذلك تؤكل الايات وهو كتاب تكفل الله بحفظه!! هل يعني هذا ان القرآن ناقص وهنا بدأت رحلة شكي بصحة ماجائت به كتب السنة فواصلت القراءة ومن هنا بدأت الشكوك والتساؤلات وصادف اني كنت اقرأ في السلسلة العلمية لمصطفى محمود وذكر عدة امور غير موجودة في القرآن منها الشفاعة والمسيح الدجال وحد الردة ، فبما اني محبة جداً لله ولدينه اعتنقت القرآنية وتوقفت عن البحث والقراءة حتى لا اشك اكثر واعرف اكثر او اترك الدين بقيت هكذا ل٣سنوات او اكثر🙂، الى ان صارت طاعاتي فارغة مجرد حركات عاودت التساؤل والبحث والقراءة مجدداً لأجد تناقض القرآن وظلمه للمرأة وبشرية المعلومات والافكار حتى وجدتني لا اؤمن بدين ولا اهتم ان كان هناك خالق ولا ارى ان هناك مايدل عليه.


الحياة الان أسعد وافضل واجمل والان عائلتي بفضلي في مرحلة القرآنية نسمع الاغاني سوياً وارتدي ما اريد ونشاهد الافلام لا اهتم ان تركو الدين ام لا ،على الاقل صارت الحياة ممكنة الان☺😌

لهذا تركت الاسلام (٥٣)
#لهذا_تركت_الإسلام

ترددت كثيرا في سرد قصتي لكم لكنني قررت أن اكتبها مختصرة بشكل مُلِم إلى حد ما. والأهم من ذلك سوف أسردها لكم بكل أمانة وصدق. في البداية كنت أعيش حياتي مثل حياة معظم الفتيات الاتي يتنفسن هواء الشرق الأوسط، أنا غنية عن شرح كيف, فأنتم على علم بهذا الحال. كنت في أتم الإيمان والإسلام وتحجبت في سن العاشرة ولم أكن امانع أبداً حينها، بل بالعكس تماما وددت ان البس القفازات لأن هذا ما يرضي الله و والدي أو هكذا اعتقدت. لقد كنت طفلة في اوج جهلي واستسلامي لما يحيط بي دون أي مقاومة تذكر, كالشجرة، تحرك الرياح أغصانها كيفما تشاء.

ها أنا أصبحت بالغة وعليَّ ان احمل شرف العائلة وأحافظ على سمعة القبيلة كلها. وصار يفرض عليّ الكثير، أكثر مما أتحمل. كانت تراودني أسئلة كثيرة مثل، لماذا الإسلام يكلف المرأة بأن تكون خادمة مهانة للرجل وتكرس حياتها من أجله؟ لماذا انا أُحبس في البيت بينما اخي يلعب مع رفاقه في الخارج؟ أصبت باكتئاب شديد، فجأة.. وجدت نفسي في دوامة، فتارة أشعر بأن الله حنون وتارة امقته بشدة. في الأخير أدركت سواء قلت هذا او ذاك فأنا أؤمن بوجوده وربما سيعاقبني.

في مرحلة من حياتي بدأت بقراءة سورة الكهف كل يوم جمعة بشكل منتظم، لأنهم أخبروني أن من يقرأها كل جمعة يسلمه الله من كل مكروه حتى الجمعة التالية. لقد احصيتها لقد قرأتها قرابة اثنين و خمسون مرة. كنت مغمضة عقلي لا عيني لم أكن واعية لما اقراءه حقاً. حتى قرأتها للمرة الثالثة والخمسين، تبين لي شيء عظيم, شيء كنت أقرأه بدون وعي! قصة الخضر عندما قتل صبي بريء.. وكان تبريره أن الله أعطاه علم الغيب، وقد علم ان هذا الصبي سيغدو كافراً عندما يكبر، لذلك أخذ على عاتقة قتلة في طفولته حتى لا يثقل على والديه وان الله سوف يعوضهم بما هو أحسن. هنا توقفت.. علمت أن هناك خطأ، لابد أنني لم أفهم الحكمة جيداً. فبحثت ووجدت أنني فهمتها بشكل صحيح تماماً. كيف يعطي الله علم الغيب لأحد آخر؟ لماذا ما الهدف؟ يقول الله أنه يخيرنا بين الجنة والنار، ولكن إذا هو شاء ذلك (وما تشاءون إلا أن يشاء الله)؟ حسب قصة الخضر نفهم أن الله يعلم أعمالنا قبل فعلنا لها وبالتالي بخلقه لنا عند علمه بما سنفعله أصبح حكم مسبق بالجنة والنار بينما كان بمقدوره أن يخلق أهل الجنة فقط. هل يعقل أن كيان عاقل وعالم وقوي ورحيم يخلق كيان ضعيف وجاهل وخطاء لأجل يعذبه للأبد بأبشع الطرق؟!


الله من يبصم على قلوبنا الإيمان به أو الكفر ومن ثم يعاقبنا على ذلك؟ ذلك الصبي لم يحق له الخيار أبداً لأنه قُتل! اذاً الإسلام يستبيح قتل كل الكفار؟ لا لأن هناك آية تقول (لكم دينكم ولي دين) أليس كذلك؟ مهلا لحظة! (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ) وآيات أخرى مشابهه تحرض على قتل الكفار. إذاً الإسلام يسمح ولا يسمح بقتل الكفار إنه متناقض في ذلك فالآيات المكية تناقض المدنية. لو كان كاتب القرآن حكيم وعليم لكان أكثر حرصاً في اختيار الألفاظ وتوصيل الفكرة فمثلا بدل أن يقول قاتلوا الكفار أو المشركين أو أهل الكتاب ألو الذين لا يؤمنون كان يجب أن يقول قاتلوا الذين يعتدون عليكم، هل هذا أمر صعب؟ قصة الخضر كانت الشرارة التي أيقظت ذلك العقل الذي كان قابعاً في الظلمة. لقد استمريت على البحث واكتشفت أشياء كثيرة كنت اقرأها وانا مخدرة الوعي. تطلَّب الأمر قراءة سورة الكهف 53 مرة حتى يستيقظ عقلي النائم. لذلك اخترت ان تكون قصتي هي 53.

الآن انا غير مؤمنة بالأديان أو القوى الخارقة للطبيعة و أؤمن بأني قادرة على التفكير لنفسي بكيفية عيش حياتي وما هو الصواب والخطأ. حالياً أنا مستقلة مادياً وأحسن حالاً وهذا ما لا يتوفر لكثير من النساء في الشرق الأوسط للأسف. كم هو مريح أن أنظر الى السماء دون الشعور أن هناك من يتجسس علي أو يتحكم في مصيري💙.

شكراً للذين قاموا بإرسال قصصهم إلينا. سوف نقوم بنشر قصة واحدة كل أسبوع. البعض سألنا عن مجموعة خاصة باللادينيين أو الملحدين ونعتقد أن هذا الفيديو سيفيدهم في ايجادها: https://youtu.be/zb_0xsnPcnE

لهذا تركت الإسلام (٥٤)
#لهذا_تركت_الإسلام
https://telegra.ph/لهذا-تركت-الاسلام-54-03-29

لهذا تركت الإسلام (٥٥)
#لهذا_تركت_الإسلام

أولا أنا لا أصنف نفسي كملحد لأني أمتلك فلسفتي الخاصة القابلة للتغيير. كنت مسلما عاديا مقصرا في العبادات وفي الصلاة التي كرهتها معظم عمري أحب الأغاني والمسلسلات مثل معظم الناس ولكن كان لي ولاء صادق للإسلام. فقد كنت أمجد جهاد الطلب وكانت شخصياتي المفضلة هي عمر بن الخطاب وسيف الإسلام قطز وصلاح الدين الأيوبي. كنت أحب دول الخلافة الإسلامية مثل الخلفاء الراشدين والدولة الأموية والدولة العباسية والدولة الخوارزمية ودولة المماليك والأندلس. نتيجة لاطلاعي على التاريخ الإسلامي أحببت المجاهدين كنت أرى في أسامة بن لادن بطلا وكنت محايدا مع داعش بسبب قلة اطلاعي على السياسة وكنت أعتبر أن الإعلام متحيز ضدهم. كنت أؤمن أن الإسلام سيغزو العالم وسيسيطر كما تم تعليمنا في المدارس وكنت في ذاتي أكفر الشيعة وكنت ذكوري متناقض.


في يوم ما قابلت شخص قرآني وقال لي أنت لا تعرف الإسلام الحقيقي وكان يكره التيار السلفي فجلست معه جلسة كانت بالنسبة لي صادمة وكلامه كان يحتوي على شيء من المنطق مقارنة بالإسلام السني. فنصحني بمتابعة حسن المالكي ومن بعدها بدأت رحلة بحث امتدت 3 سنين اكتشفت الجانب الإنساني في الإسلام وهذا ساهم بجعل الإسلام دين جميل في نظري وكنت أصنف نفسي مسلم بالا مذهب. كنت حينها أتابع المفكرين الإسلاميين مثل حسن المالكي وعدنان إبراهيم وياسر العودة وسيد كمال حيدري وقد أجابوا على معظم التساؤلات المنطقية التي كانت تخطر في بالي لكن ليس كلها. وفي أحد الأيام بدأت في قراءة كتاب نهاية أسطورة صحيح البخاري ومن بعدها سقط علم الحديث في نظري بسبب ضعف الأساس وبعدها تأملت تاريخ محمد ووجدته معتديا في معظم غزواته فشككت أن تاريخه محرف.


وكنت قد تأكدت أن القرآن محرف بسبب بعض الآيات القبيحة التي شككتني بتحريف القرآن. سأسرد لكم الآيات القرآنية التي كرهتها. (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) هذه الآية تدعم العنصرية في ظاهرها فهو هنا يتكلم بعنصرية ضد باقي الأديان الإبراهيمية وما زلت أرى عنصرية المسلمين (ليس كلهم) وهم يستندون بتلك الآية الآية. (اللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) هذه الآية اللعينة تم تفسيرها بالضرب الصريح والضرب الخفيف أو معنى الضرب هنا ليس الضرب كل هذا الكلام لا يعنيني

هذه الآية أعطت الشرعية لكثير من الرجال لضرب زوجاتهم بدون ندم فصياغتها سيئة جدا وذكورية ضد المرأة. (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا) هنا ينتقص القرآن من عقل المرأة بحجة غير مقنعة وتؤكد ذكورية هذا القرآن ضد المرأة. (وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ) و (لْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) من هذه الآيتين يحلل القرآن زواج المسلم من الكتابية ويحرم زواج المسلمة من الكتابي وهنا تجتمع العنصرية الدينية مع الذكورية . تلك هي بعض الآيات التي لم أقتنع بها عندما كنت مسلم. وكنت بسببها أشك بأن القرآن محرف لأن هذا الكلام لا يليق بإله عادل. لكن عندما وجدت تناغم هذه الآيات مع أفعال محمد انقطع آخر حبل لي مع الإسلام.


كنت نوعا ما تائها أسئل نفسي أين الحقيقة؟ حتى رأيت مناظرة بين الشيخ الفزازي ووفاء سلطان وقد أجابت على أسئلتي الإجابات المنطقية ومن بعدها انقطع آخر حبل لي مع الإسلام في هذه المناظرة تم الربط بين لهجة القرآن الحقيرة وجرائم محمد المخفية فاكتشفت أنه مجرد كاذب.

حساب صاحب القصة على تويتر: https://twitter.com/absoluteguy69

لهذا تركت الإسلام (٥٦)
#لهذا_تركت_الإسلام

في البداية كانت لي أسئلة كثيرة وملاحظات منذ الطفولة إلى حد ما توصلت لنقطة تواجهت فيها مع نفسي وأدركت اني تركت الدين فعلاً . بداية هذه الأسئلة كانت لماذا نضحك من الأفارقة لأنهم يرقصون ويعبدون ربهم عندما يحدث كسوف للشمس ونحن نفعل نفس الأمر نصلي خوفاً لكسوف الشمس !! ومن جانب آخر وجدت بأن داعش والميليشيات المسلحة الاسلامية أعطونا تجربة تطبيقية للحكم الاسلامي بشكل علني وصادم ومنعوا مُتَع الحياة حتى يجبروا الناس على اللهث بعد الجنة فهناك تشرب الخمر وتنكح الحور العين وتستمع للأغاني وتفعل كل شيء يحلو لك. لقد تبين لي ان هذا الموضوع ليس إلا طريقة لحرمان الناس من الأشياء التي يحبونها ويوهمونهم أنه إذا فعلو كذا وكذا مثل القتال لصالح الدولة الاسلامية و انفاق اموالهم لتمويل حروبها والتطوع لغسل دماغك بنفسك بقراءة نفس الكتاب أكثر من مرة وتكرار كلمات وطقوس ترسخ الإيمان بالدين الذي ارتضوه لك وبالمقابل ستحصل على كل ما منعوه عنك بعد أن تموت. سألت نفسي لماذا تسويق الجنة في القرآن والأحاديث يركز على الرجال؟ وأدركت أن هذا نتيجة لأن نساء ذلك الزمان الذي نشأ فيه الإسلام لم يكن بالامكان استخدامهن في الحروب ولا يمتلكن الأموال التي قد تمول تلك الحروب وأيضا يكفي أن يؤمن ولي أمرها (حسب طبيعة مجتمعات بدو الصحراء الذكورية التي ترى المرأة تبعاً للرجل) كي يخضعها للدين والذي بدوره يساعده على إخضاعها بإرهابها بتوعدها بعذاب لا نهاية له أكثرية مستحقيه من النساء بعد أن تنتهي حياتها التعيسة إذا فكرت في العصيان.

من جهة أخرى وجدت معضلات ومشاكل فلسفية بصفات الله. صفات الله يمكن ان تسمي اغلبها او كلها بالجدلية ،فكونه خير بالمطلق يضعنا في معضلة الشر. مثلاً الدود الذي يأكل أعين الأطفال من الداخل ويصيبهم بالعمى وفكرة أن الله خلق هذا الكائن الطفيلي الضار لأنه خالق كل شيء، يجعلنا نتسائل هل الله حقاً كامل الرحمة؟ البعض يرقع معضلة الشر بحرية الاختيار او الابتلاء ماذا عن المجنون هل يختبره الله؟ وماذا عن معاناة الحيوانات هل هي حرة في الإختيار أيضاً؟ ماذا عن الألم الذي يصيب عجلاً وليداً تنهش لحمه الضباع حياً؟ الشر الذي يصيب الحيوانات لا تبرير له على الاطلاق الا اذا كان الله محدود القدرة ويحتاج الدورة الطبيعية من أكل الحيوانات لبعضها مسببة أشد الآلام ولا يستطيع خلق نظام أفضل مثلا بأن يجعل كل الحيوانات قادرة على التغذي من النباتات أو أن تستطيع الحصول على طاقتها من أشعة الشمس ويجعل تكاثرها بطيء ومحدود بحيث لا يزيد عددها بشكل كارثي أو عندما يلاحظون كثرة أعدادهم فسيمتنعون عن التكاثر فطريا إلى أن تقل أعدادهم من جديد، فالله لا يحتاج للتطور أيضا ليستخدم الانتقاء الطبيعي الذي نشهده في الطبيعة. (يتبع)

تكملة للقصة (٥٦)

لو تمعّنّا أكثر للاحظنا أن حرية الاختيار لا تبرر كل الشر الذي يواجهه الإنسان أيضا فهناك شرور من الطبيعة مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات والكثير من الحوادث المأساوية التي لم يختر أحد حدوثها. أيضاً لو فكرنا في الأمر أكثر نجد أن حرية الاختيار لا تبرر عدم التدخل الإلهي لمنع شخص من التسبب بمنع حرية الإختيار للآخرين من حوله بشكل مبالغ فيه ويسبب لهم بذلك الكثير من الألم والقهر. تخيل معي أن والد يتفرج على أبنائه وأحدهم يذبح الآخر ولا يحرك ساكناً بحجة أنه يريد أبنائه أن يتمتعوا بحرية الاختيار فماذا عن حرية الولد الآخر في اختيار الحياة وعدم الشعور بالألم؟ ماذا ستحكم على ذلك الأب برأيك؟ لننتقل للابتلاء، ألا تعتقد أنه ليس من العدل أن تبتلي شخص أكثر من الآخر؟ لماذا تبتليهم من الأساس؟ ألا يمكنك أن تعطيهم ما يحتاجونه بدون أن تعذبهم أولاً؟ أليس من كرم الغني أن يعطي الفقير بلا مقابل؟ كيف الله يعلم الغيب ويكتب أقدار كل شيء تحت إرادته وبنفس الوقت يختبر البشر ويمنحهم إرادة حرة؟ هل يحاول الله أن يأكل كعكته ويحتفظ بها في نفس الوقت؟ كيف يعطي الله أحكام للرق والغزو ونشر الدين بالسيف بدل الحجة والدلائل؟ كان لدي أيضا الكثير من التساؤلات الأخرى مثل كيف لمحمد الذي معه الله أن لا يجد طريقة ليقنع الناس إلا بحد السيف!!!؟ هل من العدالة أن يخلق الله مليارات الأطفال على الديانات الخطأ وينتظر منهم ان يجدوا دين الحق؟ وأطفال مثلنا محظوظين يصادف أن آباءهم على الدين الحق ليتم تربيتهم عليه من الصغر؟ بل يال حظنا نحن من الطائفة الناجية كذلك!

لقد اطلعت على أن القصص التي ذكرها محمد هي منسوخة من اساطير الحضارات السابقة من سومر وآكد وغيرها. الأبرز هي قصة سفينة نوح المستوحاة من ملحمة جلجامش. إن تصادم الدين مع نظرية التطور رغم رسوخها علمياً وكونها التفسير الواضح و المادي الذي لدينا لتعدد الأنواع الحية وملائمة الكائنات الحية لمحيطها جعلني أراجع حساباتي مع الدين أكثر. في لحظة ما شعرت بأن علي أن أحسم أمري و أتخذ قراري فلم أعد أتحمل خداع نفسي وأدركت أني تارك للإسلام بالكامل (فعلى شنو اضحك على نفسي وابقى مسلم كيوت... ) وتركت الإسلام في أول يوم من أيام رمضان. لفترة وجيزة أصبحت ربوبي وبعدها تركت كل أنواع الإيمان بالخوارق والماورائيات… (هذا اليوم هو الذكرى السنوية الأولى لتركي للإسلام). في الختام أتمنى أن يأتي قريباً اليوم الذي يتم فيه دراسة القرآن والإنجيل في حصة الخرافات التاريخية التي كان يؤمن بها أجدادنا. أحيانا أتصور أن الأطفال في المستقبل سيلعبون ألعاب فديو غزوات جنود الله الإسلامية بدل لعبة آلهة الحرب الإغريقية god of war كما قال رالف والدو امرسون "ديانات عصر ما هي ترفيه أدبي لأجيال العصر القادم".

لهذا تركت الإسلام (٥٧)
#لهذا_تركت_الإسلام

قد يكون السؤال المتكرر الذي يطرح على أي ملحد هو سبب خروجه من الإسلام. تجربة الملحد الفكرية أراها جديرة بالقراءة لأنها تفسر اتخاذه قرارا عظيما وخطيرا. لا أزعم أن قصتي فيها الكثير مما يستحق القراءة، لكن خروج من هم مثلي من رحم البيئة المتدينة قد يلقي الضوء على هذه البيئة. أولاً، ألفت انتباهكم إلى أن بعض المعلومات الشخصية لن تكون دقيقة منعا لكشف هويتي. نشأت في بيئة متدينة تدينا عاديا ليسوا بشيوخ ولا طلبة علم لكني كنت قارئا نهما أقرأ كل ما يقع تحت يدي في مكتبة المدرسة وعند الأقارب وصادف وجود أقارب لديهم مكتبات دينية قرأتها كلها تقريبا. في فترة ما، تحول أبي إلى التدين ( مطوع ) وأصبح يشتري الكتب بكثرة ليعلم نفسه أحكام الشريعة. كنت أقرأ كل كتاب ينهيه من فوري. في الثانوية دخلت مدرسة دينية كل معلميها طلبة علم فكانوا يدرسونني كتبا شرعية كالعقيدة الواسطية وزاد المستقنع وأشباه ذلك فتعمقت معرفتي أكثر بالإسلام. بعد ذلك تخرجت من جامعة دينية وأخذت منها درجتي العلمية في الدراسات العليا أيضا في تخصص يعتمد على القرآن اعتمادا أساسيا. هذه نشأتي باختصار ولاحظ أنني لم أتلق أي تعليم للعلوم التجريبية. بدأت أفكاري منذ الصغر على شكل تساؤلات لا جواب لها وكنت أتجاهلها بسبب استحالة الجواب من الناس أو من الكتب وانتظرت التساؤلات حتى تخرجت من الجامعة. حينها بزغ سؤال محوري في ذهني "من قال أننا على الحق؟!". هذا السؤال دفعني للبحث والقراءة في كافة الأديان والمذاهب لكني استقررت على أن القرآن كلام الله لعدة أسباب لكن في الغالب أن السبب الحقيقي هو تكويني الثقافي فقد كانت المعادلة عندي إذا ثبت تنبؤ واحد غيبي في القرآن فهذا كاف لقبوله وتجاهلت كل التدقيق والخرافة الموجودة فيه على هذا الأساس ثم توقفت عن البحث مدة طويلة لاقتناعي ولانشغالي بهموم الحياة مدة من الزمن حتى عدت من جديد بصفة المدافع عن الإسلام.


تعرضت لعدة مصائب قاسية في حياتي لكن ذلك لم يزعزع إيماني حتى تعرضت للإصابة بأحد أشرس الأمراض وهو أحادي القطب أو ما يعرف بالاسم الشائع (الاكتئاب) بأعلى درجاته ولازمني هذا المرض سنوات طويلة حاولت شفائه بكل وسيلة كنت أعرفها وذهبت للعيادات وتناولت الأدوية لعدة شهور دون فائدة وفعلت أشياء لم أكن أؤمن بها لكن في لحظات اليأس ستضطر لتجربة كل شيء وكنت أصلي في اليوم ما بين سبعين إلى تسعين ركعة من فروض ونوافل وتهجد وتطوع وأذكر الله مئات المرات ولم أكن أؤمن بالرقية وجربتها وبدعاء مستمر لم ينقطع أن يشفيني الله من مرضي ولكن لا جواب. لاحقاً، أبحت لنفسي الكحول للتخلص من الاكتئاب ومع أنه كان ينفع لكن لم يكن حلا نهائيا لأني أعود بعد زوال التأثير إلى ما كنت عليه ووقعت في العلاقات المحرمة - ولم أكن بحاجة للإلحاد لأفعلها - ولا فائدة وسافرت طويلا ولا فائدة وجربت أي شيء للتخلص من هذا المرض الخبيث ولم أجد ما يزيل هذا المرض الخبيث حتى حدث في لحظة يأس أمر بدأ بعده التغيير. قبل أن أقول الأمر كثير من الناس لا يعرف ماذا يعني الاكتئاب ويحسبه مجرد ضيق صدر أو حزن وهو ليس كذلك فالاكتئاب خلل كيميائي في النواقل العصبية في المخ حيث ينقص مقدار الناقل العصبي السيروتونين بين مستقبلات الخلايا العصبية فيمنع المصاب من القدرة على الشعور بالسعادة والمزاج الجيد مهما فعل فيصبح غير قادر على الفرح حتى لو حصلت أحداث جيدة ويؤدي إلى احتقار الذات والتفكير الانتحاري والشعور بالدونية ويؤدي إلى تناقص طاقة الإنسان لارتفاع هرمون الإجهاد الكورتيزول، فلا يعود يستطيع إنجاز أي عمل ويتعامل الجسد مع المرض كأنه محبوس في سجن انفرادي ضيق يتعرض فيه للتعذيب اليومي أو كأنه تعرض لمطاردة طويلة. (يتبع)

تكملة للقصة (٥٧):

عندما لم تنفع صلاتي ولا عبادتي في رفع المرض دعوت الله بدعوة غريبة فقد توسلت إلى الله أن يمنحني فرحة دون تحديد، فرحة بأي شيء كان ولم أطلب شيئا ماديا بل مجرد شعور فقط مهما كان سببه لكن الله لم يستجب، في تلك اللحظة بدأت اشعر أن الله يكرهني وبدأت أعيد التفكير في كل حياتي منذ الطفولة وأرى أنه خلقني ( كسمكة في صحراء ) وهذه العبارة هي ما تنطبق على وضعي وبيئتي التي لم أكن منسجما معها البتة، وهذه المرحلة هي التي مهدت لمرحلة الشك لاحقا. وتتكاثر الأسئلة لماذا؟ ما الحكمة؟ لا أريد شيئا بل أريد أن افهم فقط هذا كله لماذا؟ تركت في هذه اللحظة الصلاة والصيام والعبادات كلها ولم يبق بيني وبين الإسلام صلة سوى الشهادتين وكنت أقول إن إراد مني عبادة فليعطني حياة طبيعية وهذه أول مرة أتجرأ فيها على الذات الإلهية دون خوف، وتوقفت عن الدعاء لأنني شعرت أنه لا فائدة منه لكني كنت أخرج إلى السطح في الليل و(أدردش مع الله) وأراجع معه حياتي وأقداري ثم تطور الأمر إلى مناقشة وجوده وهي مرحلة الشك التي استمرت سنتين إلا قليلا. إذ كنت أطالبه بإثبات وجوده فلم يعد القرآن يثبت لي شيئا بل أحتج بالقرآن نفسه على الله وأطرح عليه نفس حججه التي كان يطرحها على قريش من قبيل لا ينفع ولا يضر ولا يرى ولا يسمع ... إلخ وفي الحقيقة كانت مجرد فضفضة مريحة نفسيا لإخراج ما لا أستطيع قوله لأحد.

قبل بداية مرحلة الشك بسنوات تابعت حسابا في تويتر صاحبه باحث جيد ومثقف جدا ومصاب بالاكتئاب سخر طاقته كلها لتوضيح كل شيء متعلق بهذا المرض وكان ينحاز للمكتئبين بشدة ضد الناس ويدافع عنهم ويوضح ماهية الاكتئاب وهو الذي فتح لي باب العلوم التجريبية لأنه كان يناقش المرض بأسلوب علمي ويسخر من الناس الذين ينصحون بالعبادة والقرآن والرقية لشفاء الاكتئاب بأسلوب متقن ومنهجي وبمتابعة حسابه تعرفت على العلوم التجريبية وبالمنهج العلمي ولن أستطيع وصف ذهولي وحسرتي على فوات عمري جاهلا به وأصابني الشغف بالعلوم وتركت تخصصي وكل ما يتعلق به على الرغم من تفوقي فيه وصرت اقرأ في العلم فقط وصرت كالجائع وقع على طعام شهي أريد التعلم بسرعة عن كل شيء حتى أرهقت نفسي على الرغم من ضعفي واكتئابي وذات يوم كتب هذا الشخص عن تجربة استفادها من إحدى العالمات في معالجة الاكتئاب ووجد فيها نفعا فجربتها أيضا على نفسي فاختفى الاكتئاب خلال يومين وزالت كل المشاعر السلبية وبدأت أشعر بالفرح قليلا واختفت معاناتي بفضل العلم خلال يومين بعد أن تجاهلني الله سنين طويلة وهنا بدأت الأسئلة الكبرى (العلم يتناقض مع الدين) وبدأت مرحلة إعادة معالجة العقيدة الموروثة وإخضاع القرآن للمنهج العلمي وكما تعرفون فشل القرآن تماما في إثبات أي دعوى سوى جمالية اللغة وانهار تماما لمناقضته الثوابت العلمية المقطوع بصحتها.

مع أن التدين أخذ معظم عمري الماضي إلا أنه عجز عن تقديم أي شيء خلال تلك السنوات وكنت أرفض بعض الأحاديث الغريبة وأنكرها في البخاري ومسلم مثل أحاديث العين والذباب والرقى. ثم أنكرت أحاديث الآحاد بعد دراسة عينة منها ثبت فيها تغيير الرواة لنص الحديث وروايته بالمعنى فخالجني الشك وبقيت على المتواتر فقط لكن هذا لم يشككني في الدين نفسه لكن عندما انهار القرآن أمام العلم سقط الدين كله في نفسي فأمهلت الله يومين لينقذ نفسه وقرأت خلالها كل حجج الملحدين والمسلمين الشهيرة لكن بعقل آخر. اتضح لي سذاجة الردود الإسلامية وسطحيتها وانتهى اليومان والله عاجز عن فعل شيء ( سوف يقول المسلم أراد الله إضلالك وهي دعوى تافهة) بل سقط كل إله وكل دين لأني كنت راجعتها في بداية بحثي عن الحقيقة وتخلصت منها فاتخذت قراري بترك هذا الدين السخيف أيضا وإدراك ما تبقى من عمري الذي ضاع أكثره في الإسلام يوم 27 مارس 2019 الذي سأحتفل به كل سنة كعيد ميلاد حقيقي. لقد فعل العلم في يومين ما لم يستطع الدين فعله في سنين طويلة ومع كل ما بذلته من دعاء وعبادة فلو كان ما أدعوه حجرا لاستجاب ولم يكتف العلم بمعالجة مرضي بل عالج أوهامي الدينية ومحقها وجعل (الله) ذلك الإله المخيف مثل الوحوش الخرافية كالتنين والغول لذا اتخذت المنهج العلمي أداة للتفكير ولا أثق بغيره، ولو كنت متخذا إلها لاتخذت العلم الذي فتح عيني على الحقائق وغسل عقلي. اليوم اشعر بحسرة على ما مضى من عمري، وأشعر بسعادة لأني تخلصت من الأوهام، وأشعر بالشفقة على كل متدين، وأتذكر من كانوا مثلي يستغيثون حتى ماتوا منتظرين الوهم أن يستجيب لهم. الحكاية مختصرة ومدة المرض تقريبا 10 سنوات وقد تجاهلت بعض الأحداث والمعلومات الدالة على شخصيتي مباشرة. (انتهى)

حساب صاحب القصة على تويتر: https://twitter.com/exxused

لهذا تركت الإسلام (٥٨)
#لهذا_تركت_الإسلام



🎞 قائمة تشغيل على اليوتيوب تشتمل على 19 فيديو لقصي بيطار يشرح أسبابه لترك الإسلام:
👉https://www.youtube.com/playlist?list=PLqYd13ELJ9d-gD1RQEIBnQhotJ14i03dC